ملاحظات على تعليق الاستاذ مامون شكارنة

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 03:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ملاحظات على تعليق الاستاذ مأمون شكارنة
عزيزي مأمون:
سرني جدا انك تشارك وانك تساهم بالكتابة واسمح لي انني نشرت تعليقك على مقالتي حول استحقاق ايلول المنشور في الندوة الثقافية التقدمية على فيس بوك على الحوار المتمدن ويمكنك مشاهدته اذا فتحت على صفحتي او تكتب اسمي بعد ان تفتح الحوار المتمدن,وذلك تعبيرا مني عن الاهتمام ورغبة مني بالتواصل.
اولا:تقول ان المنظمة تبنت الكفاح المسلح بعد الكرامة ,ارجو ان تعيد قراءة الميثاق القومي والوطني الذي ينص صراحة ويحدد الكفاح المسلح ,مع العلم ان المنظمة لم تمارس هذا الكفاح بواسطة قوات جيش التحرير الفلسطيني ,ولكنها بعد عام 1967 اطلقت قوات التحرير الشعبية من قطاع غزة ,وبعد ان سيطرت الفصائل على المنظمة التحق معتقلوا قوات التحرير الشعبية بفتح وبعضهم التحق بغيرها.
ثانيا :وبالرغم من أي ملاحظات على المنظمة قبل 1967 ,فانها هي التي بدأت باستعادة الشخصية الوطنية الفلسطينية على الصعيد الفاسطيني والعربي والدولي رغم معارضة الاردن .فالفلسطينيين اصبحوا جزءا من الاردن في الضفة الغربية والضفة الشرقية ,ولم يكن لهم ناظم سياسي او وطني يوحد شتاتهم في المنافي بعنوان سياسي وهذا ما فعلته المنظمة ورئيسها احمد الشقيري,وكانت الاحزاب القومية مثل حزب البعث وحركة القوميين العرب وغيرهما من الاحزاب تولي اهمية بالغة للقضية الفلسطينية ولكنها لم تقم بهذا الدور.
ثالثا :ان الاعتراف بالشخصية الفلسطينية قد جاء في سياق الكفاح الوطني وبدعم من عدد من الدول العربية والدول الصديقة وخاصة الاتحاد السوفييتي والدول الاشتراكية, وجزء كبير من منظمة دول عدم الانحيازوذلك قبل وبعد عام 1967 وطوال الوقت .لقد كانت هذه الدول معادية للامبريالية والاستعمار وتناضل ضد الاستعمار وكانت القوى الفلسطينية ومنظمة التحرير ترى نفسها جزءا من هذه المنظومة.
رابعا:في سياق الكفاح الوطني في الانتفاضة الاولى عام 1988 تم الاعتراف بدولة فلسطين من ذات الدول المذكورة اعلاه,ومعظمها كان يعترف بالشعب الفلسطيني ويناصره .وقد ورد في تعليقك ان "معالم الهوية الفلسطينية وبلورتها.....كانت بحاجة منا الى تحركات سياسية وليس فقط كفاح...الهوية الفلسطينية"
يا عزيزي فقط في سياق الكفاح الوطني تنجح التحركات السياسية وتكون جزء من العملية النضالية الجارية وهي تكون جزء اصيل داخلها وليس الى جانبها انها وجه من وجوهها .لكن يجب ان نلاحظ ان قيادتنا دفعت تنازلات لا لزوم لها واعلن ياسر عرفات سنتها ان الميثاق الفلسطيني ملغي وانه تقادم واعلن عن نبذ الارهاب وعن استعداده للتعايش الى جانب اسرائيل أي اعطى اعترافا فعليا باسرائيل ,دون ان يحصل على تنازلات من اسرائيل بالمقابل وكانت تنازلاته تعبر عن حسن النية .
بينما لم يتنازل مندوب إسرائيل بشيء وهاجم المنظمة.
وكذلك فأننا الآن في مرحلة حكم ذاتي للسكان ولا يهم ماذا نسمي هذه المرحلة وماذا نسمي انفسنا في اطارنا الخاص .
اننا لا زلنا تحت الاحتلال ,و اننا ناضلنا بكل ما نملك وسقط منا عشرات الاف الشهداء واننا لم نتقدم بالرغم من كل التضحيات والانتفاضات, الله يطول في عمرقيادتنا ويديمها فوق روسنا ,ولكن هذا لا يعوضنا عن الشهداء والجرحى وعذابات المعتقلين وفقدان الوطن وكل المعاناة التي نعاني منها وفي نفس الوقت فأن ذكاء القيادة لا يبرر الانقسام الحالي ولا يبرر جمود وضعنا بل يحملها المسؤولية الكاملة عن كل ما نعاني منه في ظل قيادتها الحكيمة والرشيدة والذكية
انني اتذكر من زمان عندما بدأ مسلسل التنازلات والتراجع عن المواقف المقررة كنا نسمع تفسير من عقلاء القوم بأن هذه المواقف ناتجة عن حكمة القيادة وذكاء القيادة وحنكتها .ان هذه التوصيفات للقيادة لا تشكل مرتكزا لشيء .
عند مراجعة الميثاق القومي والميثاق الوطني سنة 1968
المادة التاسعة من الميثاق تنص :"الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد لتحرير فلسطين وهو بذلك استراتيجية وليس تكتيكاويؤكد الشعب الفلسطيني تصميمه المطلق وعزمه الثابت على متابعة الكفاح المسلح والسير قدما نحو الثورة الشعبية المسلحة لتحرير وطنه والعودة اليه وعن حقه في الحياة الطبيعية فيه وممارسة حق تقريرمصيره فيه والسيادة عليه"
والمادة العاشرة"العمل الفدائي يشكل نواة حرب التحرير الشعبية...."
وقد اقرت هذه المواد قبل ان تتسلم الفصائل قيادة المنظمة و لكن بعد معركة الكرامة كما ذكرت في تعليقك.وكان الميثاق القومي اشار الى الكفاح ,وكانت المنظمة قد شكلت جيش التحرير الفلسطيني منذ تاسيسها.
اما عن فوائد الاعتراف بدولة فلسطين ,اتفق معك ان هناك فوائد, ولكن ارجو ان تتفق معي ان هدف شعب فلسطين ليس نيشانا يوضع على صدر احدهم ولا ان يعزف السلام الوطني في المراسم وهذا موجود .ان هدف الشعب الفلسطيني هو تحرير فلسطين وعودة اللاجئين وتقرير مصيرنا على ارض وطننا بمعنى الاستقلال .وحينما نعدد فوائد الاعتراف الدولي بالدولة بصيغة جديدة فاننا لا نجد أي من هذه الاهداف بينها. وكان شعب فلسطين دائما اكبر من قيادته ولم يحظ حتى الآن بقيادة على مستوى التحرير

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات