أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - لا تلهثوا بالشكر لأمريكا















المزيد.....

لا تلهثوا بالشكر لأمريكا


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1030 - 2004 / 11 / 27 - 08:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصراحة ابن عبود
لا تلهثوا بالشكر لأمريكا!

نعم لاتنسوا من انتم، ولا من نحن، ولا من يحكم الولايات المتحده ألأمريكيه. أنها سبب كل مشاكلنا، ولم يتغير شئ. جاءت بصدام، ودعمت حروبه ضد الجيران، وضد قوى الشعب الوطنيه، وضد الشعب الكردي. لم يقبل احد يد ألأمريكان، راجيا تحرير العراق(ربما فعلها البعض وندموا) جاءوا لمصالحهم، وليس لمساعدتنا. حروبهم ألأستباقيه قادتهم الينا، وليس من اجل سواد عيوننا. اسرائيل تريد اشغال العرب والعالم، فحرضت امريكا، وشاركتها في حربها على العراق، لتتفرغ لمشروعها الصهيوني الذي يمتد من النيل الى الفرات . ارادت ان تكون قريبه من حدود ايران، وسوريا لتفرض عليهما شروطها. نعم اردنا التغيير بمساعده اجنبيه، وليس بأيدي اجنبيه. اردنا حربآ ضد صدام، وليس ضد العراق. سبق وان كشف ألأمريكان كل المحاولات ألأنقلابيه ضد صدام، لأنهم لا يعرفوا النتائج، ولم تعجبهم التحالفات. لأن أغلب ألأنقلابيين لم يكونوا محسوبين عليها. وأمريكا ارادت التغيير على مزاجها، و بما يناسب مخططاتها للمنطقه. سمحوا له باستخدام الطيران ضد انتفاضة اذار/شعبان، وسحقها بشكل همجي. وسكتوا عن جرائمه، ومقابره الجماعيه، ومذابحه ضد ألأكراد، والمعارضين لحكمه. حولوا العراق، من جمهورية الخوف، والقمع الى جمهورية ألأرهاب المكشوف.

العراقيون ليسوا بقاصرين على التغيير، او ادارة بلادهم كما يدعي ألأمريكان، والمرتبطين بهم. وليس صحيحآ انه ما كان بألأمكان اسقاط صدام بدون امريكا. لقد كادت انتفاضة اذار، ان تقلعه من جذوره لولا ألأمريكان. لقد التقت مصالحنا. نعم، ولكن بالصدفة! سقوط صدام أختصر لنا الطريق. ولكنهم ساهموا بخنق فرحة شعبنا بسقوط الطاغيه. جعلوا الفرحة ناقصة. لو سلموا المدن التي مروا بها واحدة بعد ألأخرى كما كانت تتوقع المعارضه، وتطالب، وخاصة اصدقاء امريكا، لما حصل ما حصل من انهيار الدوله باكملها. لو لم يتركوا الحدود مفتوحه،عن قصد، لما دخلها الاف ألأرهابيين، والجواسيس، وعملاء مخابرات الدول ألأجنبيه. هذا لم يكن خطأ. بل تصرف مقصود. لديهم معلومات بذلك. كانوا يريدون جمع ألأرهابيين في العراق، وتصيدهم كما يقول رئيسهم. "نقاتلهم هناك بدل ان يقتلونا هنا". هذا ماصرح به الرئيس بوش، وليس زعيم الحزب الشيوعي العراقي. "العراق، هو الساحة الأولى، لقتال ألأرهاب العالمي". هذا ما قاله بوش، وليس محمد باقر الحكيم.

الدبابات ألأمريكيه حمت عقودهم، واسرار تعاملهم العسكري، والنفطي مع نظام صدام في وزارة النفط. في حين تركوا الغوغاء الذين اطلق صدام سراحهم من السجون، وألأخرين ألذين جاءوا معهم عبر الحدود من عصابات السرقه الدوليه، وفي غالبيتها اسرائيليه، وامريكيه، واردنيه، ومصريه. تركوهم يمارسون النهب، والسرقه، وحرق المستندات، وسرقة المتحف العراقي، والوثائق من وزارات، ودوائر، ومتاحف، ومعارض، ومكتبات، وبنوك. الجرم الذي قام به الحرس الجمهوري، وفدائي صدام، والبعثيون، والقوات الخاصه، وعملاء المخابرات ألأجنبيه. امريكا تركت البعثيين، واجهزة مخابراتهم، وحرسهم الجمهوري، وحرس صدام، واجهزة ألأمن، وغيرها من اجهزة، ومنظمات صدام القمعيه تعبث بمقدرات الشعب، والوطن، تذبح، وتقتل ألأبرياء. الغت وزارة الدفاع، وابقت على القادة العسكريين الكبار، مطلقي الصراح، ومعهم اسلحتهم، ومواقعهم، ومخابئهم السريه. جاءت لتحارب ألأرهاب كما تدعي، ولكنها ابقت منظمة "مجاهدي خلق" الأرهابيه، والملطخة اياديها بدماء الشعب العراقي. وهاهي المناطق التي تتواجد فيها قوات هذا المنظمه تدخل ضمن المناطق المضطربه، والتي قتل فيها مؤخرا 49 من المتطوعين للحرس الوطني. كذلك تسود ألأضطرابات، واعمال العنف مناطق سكن، وعشائر، واهالي الضباط المسرحين بلا حساب، ولا مسائله.

أمريكا ياسادتي تستدرج ألأرهبيين من كل مكان، لتصطادهم في العراق، ولكن ما يصطاده هؤلاء من ابناء شعبنا المسكين اكثربكثير، مما تتمكن القوات ألأمريكيه من قتلهم، او القاء القبض عليهم. دول الجوار بالأتفاق مع امريكا تسمح، وتدفع بتسلل الأرهابيين الى العراق، لتفريغ بلدانهم منهم ليعملوا على تفريغ بلدنا من كل طيب، وجميل. امريكا سمحت بسرقة اموال، وتحف، واثار، وتاريخ، وقيم شعبنا .احرقت، وسمحت باحراق الوزارات، والدوائر، ومحطات التلفزيون، وألأذاعه، والمكتبات، ودوائر النفوس، واراشيف كثيره. خربت، وسمحت بتخريب ابار النفط،، وخطوط الكهرباء، والمجاري.

هل يعقل ان امريكا التي تلتقط صور لما تحت ألأرض، او عربات تسير في صحاري العالم، او اعماق الفضاء، وتراقب كل مخابارات، واتصالات العالم ألألكترونيه، والسلكيه، وأللاسلكيه، وحتى البريد، لا تستطسع رصد المتسللين من ألأرهابيين القتله. هل يعقل ان مليشيات البيشمركه، وقوات بدر، وميليشيات ألأحزاب ألأخرى، والمتطوعين لايستطيعون حماية الحدود، وفرض ألأمن. ان كل عشيره من عشائر الجنوب بأمكانها أن تجند ألألاف، وتحت امرة قيادات المعارضه، او ضباط الحرس الوطني. ان امريكا، لم تحررنا. امريكا حررت نفسها من كابوس مرعب. وسلمتنا اسرى لهذا الكابوس.

ما كان بامكان بعثي حقير،ان يرفع راسه، ويطالب بحقوقه "أي حقوق؟"، او ينظم نفسه، او يعيد تنظيمات حزب البعث، واجهزته القمعيه، بشكل مكشوف، او تحت يافطات مزوره، لولا سياسات ألأمريكي بريمر. لولا انه فسح المجال لهم، ومنع ألأقتصاص منهم. وعفا عنهم، واعادهم الى وظائفهم، بحجة انه لابد من ألأعتماد على خبراتهم. " أي خبرات؟ الرشوه؟ المحسوبيه؟ ألأختلاس؟ أم التجسس لصالح ألأرهابيين؟". باي حق يمنع حكم ألأعدام في دولة ارتكبت فيها جرائم تستحق ألأعدام مائة مره. في نفس الوقت الذي يحكم فيه بألأعدام في امريكا نفسها اكثر من اي دوله في العالم. تريد ان تدخرالبعثيين، فيما لو، تحول الشعب ضدها. تريدهم ذخرا، اذا لم يسر الأمر لمشاريعها، كما تشاء. تريد ان تعيد تجربة الجزائر، فيما لو جاءت نتيجة الأنتخابات بما لا تشتهي. قسمت العراق سنه، وشيعه، واكراد، ومسيحيين. وهي المشاريع الخطره لتقسيم العراق، تهدد بها، او لتنفيذها اذا راتها تناسب مخططاتها في المنطقه.

لكن اخطر المشاريع ذاك الذي يستهدف ألأنسان العراقي. لقد ضخت ملايين الدولارات، وجعلت ألأنسان يركض وراء عيشه، وخبزه، ومكاسب شخصيه لكي تزرع السلبيه، واللامبالاة عما يجري في الوطن. كما هو حال اغلبية الجماهير ألأمريكيه. لقد سقط النظام باراده عراقيه، وقوه امريكيه، لآنه لو اراد العراقيون، ان يقاوموا لبقيت قوات التحالف حتى اليوم في ام قصر. لا تنسوا هذا، ولا تقولوا، اننا لا نستطيع، او تستهينوا بارادة، وقوة شعبنا. لقد ابتكرشعبنا طريقة عدم الدفاع عن النظام، ليحافظ على الوطن، ولكن ألأمريكان ادعوا الفوز، وسرقوا نصر شعبنا.

كفانا التصفيق السهل لمن خلق ألديكتاتوريات. وبدل ان تكفرامريكا عن ذنوبها، بحق شعبنا، زادتها اضعافآ. فمن غير المعقول ان تقوم القوى، والشخصيات التي تسمي نفسها، وطنيه، او قوميه، او تقدميه، او ديمقراطيه، او مستقله، او واقعيه، او عمليه، أوغيرها من المسميات التي انتشرت بسرعه. أن لا تعرف او تبرر سياسات أمريكا في المنطقه. وهؤلاء، وان تبدلت اليافطات التي يحملوها، هم ذاتهم الذي صفقوا لقاسم، ثم عادوا، يعادوه، او يتهموه بالرعونه، او الفرديه. رفعوا السلاح ضد صدام، ثم عملوا في صحافته، ودافعوا عنه، وصاروا له ممثلين في الهيئات الدوليه. امتدحوا خروتشوف ثم قالوا عنه انه ريفي جلف. صفقوا، وهللوا لغورباتشوف ثم نعتوه بالخيانه. وهكذا، وبين يوم، وليله صار ربهم ألأعلى يسمى بوش. وكانوا قبل الحرب يتظاهرون ضده، ويتهمون ادراته، بالرجعيه، والمحافظه، وألأمبرياليه، وغيرها من النعوت التي تستحقها.

انهم نفسهم الذين برروا هجمات 11 سبتمبر على "حصن الأمبرياليه العالميه" الذي تحول بين ليله، وضحاها الى رسول الديمقراطيه في العالم. وموزع الحريات للشعوب. متناسين أن "الحاج" بوش، او "الرفيق" بوش، او "اية الله" بوش، هو نفسه الذي قال، ان العراق ساحة حرب ضد ألأرهاب، وان ابوه قال ان "امريكا تاتي في المقدمه دائما". ورفض دعم المعارضه، لاسقاط نظام صدام. أو ألأعتراف للشعب الكردي بحق تقرير المصير.

هذه ليست دعوه لمحاربة امريكا، ولا دعم للأرهابيين في العراق، ولا نكران لما اتت به نتيجة الحرب للعراق. بل، وبكل بساطه هو انك اذا اشتريت سلعه جيده من احدى المحلات، فليس من الضروري ان تعمل له دعايه مجانيه. فأمريكا، وقيادتها تردد "ليس هناك صداقات دائمه، ولا عداوات دائمه بل، مصالح دائمه". ورحم الله تشرشل صاحب ذاك القول، والذي طرده الشعب البريطاني من الحكم مباشرة بعد اول انتخابات اعقبت الحرب العالميه الثانيه. لأنه اراد، وفعل مثل بوش، ان يكسب الحرب شخصيا، وبأي ثمن. والثمن الذي يدفعه شعبنا ألأن انه صار رهينه بيد ألأرهابيين الذين جمعتهم امريكا في العراق فوقعنا بين سندان ألأحتلال، ومطرقة ألأرهاب.

وأمر اخر لابد من قوله حتى، وان زعل البعض. امريكا لا تحتاج لكم، ولا لكتاباتكم. ولا برقيات تهنئتكم، ولاشكركم المج صباح مساء، او ماترسلوه من قبلات هوائيه. امريكا تملك أعلام العالم. لها فضائياتها، واذاعاتها، وصحفها، ومجلاتها، ولها عيونها، وجواسيسها، ومخابراتها، وازلامها. فلا تتعبوا انفسكم، ولا تلوثوا تاريخكم، ولكي لا تندموا، لآن امريكا لم تكشف بعد عن كل اوراقها. واتمنى ان اكون مخطئا. واعتذر لمن احترمهم!!

رزاق عبود
11/11/2004
السويد ستوكهولم



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يواجه المسيحيون في العراق نفس مصير الهنود الحمر في امريكا ...
- حرب العصابات الطائفيه
- العراقيون القتله
- الشرقيه اخطر من الجزيره
- نقيب المحامين ام محامي البعثيين؟؟!
- ألسلفيون السفله
- أحقا هذه بعقوبة البرتقال؟؟!
- خاطرتان بمناسبة ايام الثقافه المندائيه في ستوكهولم
- أين مظاهرات العراقيين ضد ألأرهاب؟؟؟
- أين المقاومه الشعبيه ضد -المقاومه- ألأرهابيه
- البصره، وتموز، والعم اسكندر
- لو كنت كرديآ لما رضيت بغير الدوله المستقله!!
- بصراحة ابن عبود حول ألأعتداءا ت ألأجراميه على الكنائس المسيح ...
- وجه ألأسلام القبيح في العراق!!
- جائزة نوبل للأداب تمنح لأمرأه ماركسيه من النمسا
- شكوى في حضرة السياب
- بصراحة ابن عبود: سقط الصنم، وبقيت نجماته!!
- بصراحة أبن عبود . من بيتر الكبير الى بوتين الصفير، ومن الشيش ...
- هيئة اركان المجرمين
- كردستان يا وطني


المزيد.....




- مسؤول إسرائيلي لـCNN: إسرائيل لم تقبل مقترح مصر بشأن صفقة ال ...
- رغد صدام حسين تبدأ نشر مذكرات والدها الخاصة في -المعتقل الأم ...
- وزير الخارجية الأردني: لو كان إلغاء اتفاقية السلام مع إسرائي ...
- بلينكن يزور السعودية وحماس تبث فيديو لرهينتين
- بعد بن غفير.. تحطم سيارة وزير إسرائيلي في حادث سير بالقدس (ف ...
- روبرت كينيدي يدعو ترامب للمناظرة
- لماذا يخشى الغرب تمدد احتجاجات الجامعات الأمريكية لأوروبا؟
- كمبوديا تعلن مقتل 20 جنديا وجرح آخرين في انفجار بقاعدة عسكري ...
- إلقاء القبض على شخصين كانا يخططان لشن هجمات إرهابية في مدينة ...
- شرطي تركي يطلق النار على رئيس مركز الشرطة ورئيس مديرية الأمن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رزاق عبود - لا تلهثوا بالشكر لأمريكا