أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رزاق عبود - حرب العصابات الطائفيه















المزيد.....

حرب العصابات الطائفيه


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1024 - 2004 / 11 / 21 - 11:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بصراحة ابن عبود
حرب العصابات الطائفيه
لقد حاول المجرم صدام حسين، طوال سنوات حكمه البغيض، وبكل الوسائل اذكاء العداء الديني، والقومي، والطائفي بين مكونات الشعب العراقي. ولكنه فشل. فقد ظل كل عراقي شريف يتباهى، ويسعى للمحافظه على أهم مايميز العراق: روح التسامح. ولم ينجح في اثارة حروب طائفيه قذره. خاصة، وان المجرمين الذين نفذوا سياسته القمعيه انتموا(والحمد لله) لكل الطوائف، وألأديان، والأعراق، والمدن. وكانوا منبوذين من طوائفهم، واديانهم، وقومياتهم، ومحيطهم. كما ان صدام، والحق يقال، كان عادلآ في ظلمه، فقوائم الشهداء، ضحايا ألأعدام، والتعذيب، والقتل، وألأغتيال، وألأنفال، والكيمياوي، والتهجير، وألأبعاد، والمحاربه، والفصل من الوظيفه، والمحاربه في الرزق شملت الكل، دون استثناء. وحتى من خدموه بكل خنوع، وذله، وصفاقه، ونذالة، وحقاره، ووحشيه متناهيه، لم يسلموا من غدره، وبطشه.
كان صدام على وعي، انه سيسقط ذات يوم، وكان يعلم انه لم، ولن ينجح في اثارة حروب طائفيه، او دينيه، او عرقيه. فاستورد ألأرهابيين من اليمن، والسعوديه، وافغنستان وباكستان، والكويت، وسوريا، ومصر، والسودان، وايران، والجزائر، والمغرب، ومخيمات اللاجئين،وليبيا، وتونس،ولبنان، وغيرها متهيئا لحرب طائفيه مقيته، ولمعاقبة الشعب الذي قد ينتفض. فابتدع مستشاروه من وعاظ السلاطين، والسلفيين المعزولين في العراق، ما يسمى بالحمله ألأيمانيه. لتغطية اغراقه الشارع العراقي بالبضاعة الفاسده . كما اخترق المدارس الدينيه الشيعيه، والسنيه، بشيوخ، و"سادة" مزيفين، سخر منهم الشهيد ابو كاطع منذ السبعينات . نعم استورد الوهابيين، والتكفيريين، والسلفين، والمرتزقه، من كل مكان لليوم الذي يختار فيه الشعب العراقي اهون المرين.وصدقت حساباته هذه المره لحسن الحظ.

كانت تجربة يوغسلافيا ملهمته، ومليارات النفط تساعد على جلب السلاح، والرجال. بالضبط كما استقدم الكروات، والصرب، والبوسنيين مرتزقه للقتال الى جانبهم. وقد استقدم صدام، كما يعلم الجميع، الزرقاوي، وانصار ألأسلام، وعصابات العرب ألأفغان. وزاد ألأمريكان الطين بله عندما تركوا الحدود، سائبه، مفتوحه ليعبرها،الغوغاء، وألأرهابيون. ألأمريكان ايضآ استقدموا الأرهابيين "استدرجوهم". صدام أستقدمهم، ليدافعوا عنه، ويشعلوا حربآ طائفيه ويقتلوا العراقيين بالجمله. والأمريكان استقدموهم، ليقتلوهم في العراق بدل، ان يقاتلوهم في شوارع امريكا. كما يردد الرئيس بوش.

لقد حاولوا اثارة النعرات ضد ألأكراد تاره ،او بين ألأكراد، والتركمان تاره، او بين المسيحيين، والتركمان، او ألأكراد تارة اخرى. ألا أن النجاحات كانت بسيطه، ومازالوا يحاولون. وبشكل متوازي حاولوا بث الفرقه، وألأحتراب الطائفي بين الشيعه، والسنه العرب. فخرجت جموع المسلمين، تتظاهر معا، ضد الحرب الطائفيه. ثم حاولوا خلق صراع شيعي داخلي، ونجحوا،للأسف، لحد ما، باستخدام جيش المهدي. لكن انتباه الطرف ألأخر، وتدخل القوى الوطنيه المخلصه، وحكمة بعض رجال المرحعيات، وانفضاح المخططات الخبيثه، فوتت الفرصه، وان كانت الخسائر ليست قليلة. ولا زالت النار تحت الرماد، خاصة اذا عرفنا ان القوى المواليه (العميله) لأيران، وايران نفسها، وضعت يدها في يد الوهابيين، والبعثيين أعداء ألأمس . وعندما فشلوا عسكريا بشكل كبير، لكن ليس، بشكل حاسم في الفلوجه مؤخرآ، كشفوا عن وجههم القبيح، بشكل سافر، فحملوا آية الله السيستاني مسوؤلية "التدخل ألأمريكي" في الفلوجه. وكأن ألأخير قائد اركان القوات ألأمريكيه في العراق التي تغلبت على كل قادة، واركان الحرس الصدامي هناك، وهروب بعضهم .

ولا زالت لديهم ميادين، وساحات عديده في الموصل، ومدن ديالى، وما يسمى بمثلث الموت، وبغداد. حيث يقتل الناس لآنهم شيعة. في حين يقاتل الشيعه ألأيرانيون الى جانبهم في الفلوجه. فماذا يقصد شيخ السلفيه بقوله ان الشيعه القادمين من ايران ليسوا شيعه حقيقيين. وليسوا من اتباع المذهب الجعفري. انه بالتأكيد يقصد انهم تحولوا، الى وهابيين، وصاروا يقاتلون من اجل طالبان جديده في العراق، واعادة امير المؤمنين، وسليل ألأنبياء الجرذ صدام حسين ليلقي عليهم اسلحته الجرثوميه من جديد.

بالمناسبه فانا اعتقد ان صدام سلم نفسه، ولم يعتقل، وان الوشايه المزعومه كان متفقآ عليها. وربما كانت ساعة الصفر، وألأشاره للأنتقال الى اسلوب اخر في حرب عصاباتهم. فالمراقب، يرى ان العمليات التخريبيه غيرت طابعها مباشرة بعد اعتقال الطاغيه حيث صارت أكثرعنفا، وتنظيما، واتساعآ، واتخذت طابع هجمات مسلحه منظمه، ومنتظمه كما هو الحال في الفلوجه، وبعقوبه، وشارع حيفا في بغداد، والمثلث ألأرهابي. وكذلك تصعيد عملية ألأغتيالات، وتصيد المسؤولين بعد انتظار، وترقب، وانسحاب منظم، واعادة تنظيم، وتحديد نقاط الضعف، وزرع العيون. وساعدهم في ذلك سياسة التسامح، والتساهل، والتغاضي مع البعثيين، وسياسة عفى الله عما سلف. بل، واعادتهم الى اعلى المسؤوليات، وخاصة في اجهزة الجيش، وألأمن، والشرطه، والحرس الوطني. كما نجحوا في زرع الخلاف في صف الحكومه نفسها، خاصة ما يتعلق بقانون اجتثاث البعث، الذي وضع على الرف، وجمد أيضآ قانون اعادة المفصولين السياسيين. الذين لو كانوا قد عادوا منذ البدايه، وتحملوا المسؤوليه لضيقوا، في ألأقل، من زرع العيون البعثيه في الأجهزة الجديده التي خصصت فيما خصصت لها تصفية اثار النظام الساقط. ولكن تم استخدام رجالات ذلك النظام المنهار لنفس الغرض. اي حاميها حراميها.

لقد انذر ألأوغاد، ألأمريكان، وتوعدونا . توعدوا، بانهم لن يسلموا ألعراق، الا ارضآ بدون شعب، ووعدوا ألأمريكان بحرب عصابات. لقد اخذوا الدرس من حرب الخليج. لن يقاتلوا. سينسحبون، بعد ان يقدموا عدد اخر من العراقيين ضحايا على مذبح سلطتهم ألأجراميه. انسحبوا جميعآ. لم يقاتلوا، ولم يقتلوا. لقد وزعوا ألأدوار فيم بينهم. حفروا الخنادق، والسراديب، وألأنفاق. ملئوا المخازن بالسلاح، واخفوها بعناية. ولديهم اطنان من السلاح، والاف من مخازن السلاح موزعه في كل مكان، ويعرفها مرتزقتهم. ومليارات الدولارات المسروقه من الشعب العراقي. اتفقوا مع الدول المجاوره المستفيده من حكم صدام . ايران، وسوريا ،وألأردن .

اول نداء طائفي جاء من ألأردن عندما اتهم السلطه الجديده بتهميش السنه. رغم ان رئيس الجمهوريه، ونائبه، والكثير من الوزراء، والمسوؤلين الكبار من السنه. وسوريا احتضنت القاده، والممولين، وفتحت حدودها للمرتزقه. ايران بعثت عملائها، ومخابراتها، وجنودها، ومرتزقتها، وسمحت بعبور اعدائها الوهابيين للقتال ضد العراقيين. مصر، والسعوديه القت بكل متشدديها، وسجنائها المتطرفين في الحرب ضد العراق. وافتى سلفيها بقتل العراقيين. مصر، وفرنسا تنسقان معآ لتعطيل ألأنتخابات. الكل مستفيد من استمرار تدهور الأوضاع في العراق، ولكل حساباته الخاصه، والمشتركه.

حتى النبي محمد كون جيشا، وخرج من قبره، ليحارب العراقيين الرافضيين، الكفره. وقطع رؤوس اتباعه، واتباع ابن عمه، والقى بجثثهم على قارعة الطرق، والسواقي. ولم لا اذا كان "الله" بشرع، وفتاوي "هيئة عملاء المجرمين" يذبح، ويقتل، ويسلخ، ويفجر، ويفخخ، ويختطف، ويغتصب، وينسف، ويسرق، وينهب! فلماذا لا ينضم جيش نبيه اليه ليساهم في بناء امارة الجماجم، والموت في الفلوجه، أولا، والمثلث ثانيا، والعراق بالتالي، ثم المنطقه كلها ليعيدوا تحرير القدس عن طريق الكويت، والسعوديه.

نذكر هنا انهم تراجعوا في الستينات بعد مؤمراتهم المتكرره ضد ثورة 14 تموز 1958. اعادوا تنظيمهم، جمعوا قواهم، استعانوا بالخارج. نسقوا مع كل اعداء العراق، ثم انطلقوا في14 رمضان، ومن الجوامع التي حولوها الى معسكرات. في عام 1963 انطلق عارف والبكر ايضا من الجوامع، وفي شهر رمضان. هذه المره لم يحالفهم الحظ. لكنهم لم يستسلموا ولا اظن انهم سيفعلون ذلك قريبا،اذا لم يتوحد كل العراق الذي يستهدفوه ضدهم وبحزم. لقد استعدوا لذلك منذ 35 سنه، ورسموا كل الخطط اللازمه. لذا، وجب مواجهتهم بحزم، وألا يضيع التحرير، كما ضاعت ثورة تموز، بسبب التهاون، والتسامح، والتغاضي، وقرارات العفو المتكرره. التي تتكرر اليوم بشكل ساخر، ومأساوي.

عندما عاد البعثيون العفالقه الى السلطه بانقلابهم ألأسود سنة 1968 اصاب العراق القحط لعدة سنوات. شح فيها المطر، وانخفضت مناسيب المياه، واستورد العراق للمره ألأولى الحبوب من الخارج. وكان الجفاف غير اعتيادي، وقاسي، وكأن السماء غضبت، وعبست لعودتهم. وعندها نبزهم ،احد الخبثاء، وكأنه تنبأ بحرب "ألأسلاميين" في الفلوجه، وهو يهزج، ناقمآ، ملتاعآ:

"يا دنيه، دثي، دثي، وحتى الله، صاير بعثي". مستهزئا بهم، وساخرآ من هتافهم الكريه والمج: "شعب شعب كله بعث".
وهاهم يبعثون كل قذاراتهم في حرب عصابات قذره ضد شعبنا الجريح . فهل ننتظر قحطآ اخر، ام نستعد للمواجهه؟؟

رزاق عبود
16/11/2004
السويد/ ستوكهولم



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقيون القتله
- الشرقيه اخطر من الجزيره
- نقيب المحامين ام محامي البعثيين؟؟!
- ألسلفيون السفله
- أحقا هذه بعقوبة البرتقال؟؟!
- خاطرتان بمناسبة ايام الثقافه المندائيه في ستوكهولم
- أين مظاهرات العراقيين ضد ألأرهاب؟؟؟
- أين المقاومه الشعبيه ضد -المقاومه- ألأرهابيه
- البصره، وتموز، والعم اسكندر
- لو كنت كرديآ لما رضيت بغير الدوله المستقله!!
- بصراحة ابن عبود حول ألأعتداءا ت ألأجراميه على الكنائس المسيح ...
- وجه ألأسلام القبيح في العراق!!
- جائزة نوبل للأداب تمنح لأمرأه ماركسيه من النمسا
- شكوى في حضرة السياب
- بصراحة ابن عبود: سقط الصنم، وبقيت نجماته!!
- بصراحة أبن عبود . من بيتر الكبير الى بوتين الصفير، ومن الشيش ...
- هيئة اركان المجرمين
- كردستان يا وطني
- الموت المجاني في بلد الحياة
- كيف يدعوا المثقفون الى القتل؟؟!!


المزيد.....




- عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة القادرة على منع إسرائيل من ال ...
- هل غيرت الضربات الصاروخية الإيرانية الإسرائيلية الشرق الأوسط ...
- كيف وصل مصريون قُصّر غير مصحوبين بذويهم إلى اليونان؟
- جهود دولية حثيثة من أجل هدنة في غزة - هل تصمت المدافع قريبا؟ ...
- وسائل إعلام غربية تكشف لكييف تقارير سيئة
- الرئيس السوري يستعرض مع وزير خارجية البحرين التحضيرات للقمة ...
- -ما تم بذله يفوق الخيال-.. السيسي يوجه رسالة للمصريين بخصوص ...
- روبوتات -الساعي- المقاتلة الروسية تقتحم مواقع العدو وتحيّد 1 ...
- روسيا.. قانون جديد يمنح -روس كوسموس- حق بيع بيانات استشعار ا ...
- اكتشاف صلة بين فيتامين الشمس والاستجابة المناعية للسرطان


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - رزاق عبود - حرب العصابات الطائفيه