أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - وشهد شاهد من أهلها














المزيد.....

وشهد شاهد من أهلها


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3457 - 2011 / 8 / 15 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصراع قائم الآن في مصر حول هويتها:هل هي دولة مدنية،أم ستتحول إلى دولة دينية طالبانية؟ ومصر كانت دائماً،وحتى قبل دخول الإسلام،دولة مدنية،فمصر كانت تعترف دائماً بحق المواطنة ولا تفرق بين أبناء وطنها،تساوي بين مواطنيها في الحقوق والواجبات،لا فرق بين مواطن ومواطن آخر إلا بخدمته لبلده وبإتقانه لعمله،لا تنظر إلى لون الإنسان أو دينه أو عرقه،مصر كانت دائماً وستظل أبداً لكل المصريين،والمرأة كانت تتمتع بكل حقوقها في مصر المحروسة،ويكفي مصر فخراً أنها كانت من أوائل دول التي أوصلت المرأة للحكم وجعلتها ملكة،وكليوبترا شاهد على ذلك.
لكن ماذا حدث؟
حدث ارتداد على مدنية مصر،ويحاول لفيف من الإخوان المسلمين ومن السلفيين محو تاريخ مدنية مصر الحضاري الإنساني الطويل بـ"أستيكه"،وتحويلها إلى دولة عنصرية ثيوقراطية دينية،لا مكان فيها للآخر،وسيكون في أحسن الأحوال مواطن من الدرجة الثانية،كما هو الحال مع الأقباط في مصر،لا وجود لحقوق الإنسان ولا لحقوق المواطنة،حيث إن "الإسلام يعلو ولا يعلى عليه"،لا اعتراف فيه بالأديان التوحيدية الأخرى ولا بغيرها،حيث "إن الدين عند الله الإسلام".
أما المرأة ،كما يفتي فقهاء الظلام والإرهاب، فمكانها المنزل،ومكان عملها هو المطبخ والسرير:المطبخ لملء بطون الرجال،والسرير لإنجاب الأطفال،فهي لا تصلح للنقاش بل فقط للفراش،وأفتوا بأن لها خرجتين:واحدة من منزل أبيها إلى منزل زوجها،والثانية من منزل زوجها إلى القبر.
أما الحجاب فينطبق عليه "لم يفرض الإسلام الحجاب على المرأة،بل فرض الفقهاء الحجاب على الإسلام"كما يقول صديقي المفكر الإسلامي الكبير جمال البنا،شقيق حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين،فهي ملزمة به ليس فقط خارج البيت،بل داخل البيت أيضاً،حيث يجب ألا تراها الملائكة سافرة،ووصل بهم التشدد إلى أن جعلوه أصلاً من أصول الإسلام فجعلوا قواعد الإسلام 6 بدلاً من 5 وزادوا وغالوا في دين الله.
أما الفنون من:رسم ونحت،وتمثيل،وموسيقى وكل ما هو غذاء للروح فهو عند المتأسلمين حرام،أما عن الألوان فلن يسمحوا إلا بلونين اثنين فقط،اللون الأبيض لجلابيب الرجال،واللون الأسود لجلابيب وأحجبة النساء،أي أن حياتنا ستتحول إلى سواد في سواد.
أما عن السلطة،فالمتأسلمون لا يوجد عندهم برنامج سياسي،ولا اجتماعي ولا ثقافي،كل ما يملكونه هو شعارات زئبقية مطاطة تتشكل بشكل كل إناء توضع فيه،مثل"الإسلام هو الحل"،"الرسول زعيمنا"، "القرآن دستورنا".وهي شعارات ديغماجوية تتلاعب بمشاعر ملايين الشعب البسيط الغائب عن الحقيقة لجهله بها،بالإضافة أعمالهم المسماة بـ"الخيرية"نتيجة تدفق الأموال الطائلة عليهم من الدول النفطية، فتستجيب لهم الطبقة الفقيرة من الشعب والجاهلة،ويسمونهم بالناس"بتوع ربنا"،فإذا كانوا هم "بتوع ربنا"فمن نكون نحن"بتوع الشيطان"؟زيادة عن الشعارات الإرهابية التي رددوها في ميدان التحرير:"صور صور يا أوباما ،كلنا هنا أسامة!.
أذكر مثلاُ واحداً وحيداً وباعتراف أحد أكبر منظريهم ومفكريهم الدينيين والسياسيين،ولعل تجربته في الحكم تكون هادياً ونبراساً للمصريين للخوف والحذر من الدولة الدينية،وهو كبيرهم الذي علمهم السحر،حسن الترابي،حيث اعترف في نوبة من الصدق مع الذات لجريدة "الشرق الأوسط" اللندنية في معرض حديثه عن تجربته في الحكم في السودان قائلاً:" إن قيادات الإنقاذ لم تكن واعية لفتنة السلطة (...)فقد قفزت الحركة الإسلامية إلى السلطة دون تجربة واعية أو برنامج،ونزلت عليهم أموال الشعب بلا رقيب ففسدوا كلهم إلا قليلاً،السلطة أفسدتهم، وصلواتنا وحجنا كانت معلولة(=باطلة)وأصبح الأمين عندنا لصاً بعد السلطة".(حسن الترابي في خطابه في مؤتمر الشعب،الشرق الأوسط 16/03/2007).
صدقت يا شيخ المتأسلمين،وكنت صادقاً،ولو لمرة واحدة،مع نفسك،فأرجو من أبناء بلدي مصر كتابة هذا الاعتراف الهام والخطير بأحرف من ذهب ،لأن هذا بالضبط هو ما سيحدث في مصر وفي كل دولة سينقض فيها المتأسلمون على الحكم،كما ينقض الذئب على الحمل الوديع في الليل البهيم.
فالحذر يا مصر من المتأسلمين ومن دولتهم الدينية،والحذر يا مصريين فالمتأسلمون والسلفيون يريدون محو تاريخ مصر المدني الليبرالي المتسامح،فلا تمكنوهم من ذلك لأن مصر بعدها ستتجه إلى الحرب الأهلية والفوضى العمياء،التي يعد ويستعد لها المتأسلمون.وعلى الباغي تدور الدوائر.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا تدعون الظواهري لحكم مصر؟
- هل سيكون عمر سليمان نابليون مصر؟
- ليحكم المتأسلمون رغم أنف شفيق والترابي
- مصر رايحه في 60 داهية !
- لماذا يجب العفو عن مبارك؟
- إلى السيد حسن نصرالله:لا تشعل فتنة المائة عام
- رسالة إلى عمرو موسى:عقلاء الجالية المصرية في فرنسا وعقلاء ال ...
- رسالة إلى المشير حسين طنطاوي:ارحموا عزيز قوم ُذلّ
- هل قامت ثورة 25 يناير للإصلاح أم للإنتقام؟
- ساويرس وحزب-المصريين الأحرار-
- لا تحكم بل دع القانون يحكم
- من أين تبدأ الديمقراطية؟
- فتوى جديدة لقتلي
- في اللاذقية فتنة بين مشعل والقرضاوي
- ميلاد الفرد العربي
- رسالة مفتوحة لنجيب ساويرس:أهلاً بحزب علماني جديد
- أين هو الحاكم العربي المستبد المستنير؟
- المادة الثانية من الدستور
- مصر والتغيير المطلوب
- متى نعيد حقوق الأقباط المهضومة؟!


المزيد.....




- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...
- الجبهة اللبنانية واحتمالات الحرب الشاملة مع الاحتلال.. وقمة ...
- جامعة الدول العربية تشارك فى أعمال القمة الاسلامية بجامبيا
- البطريرك كيريل يهنئ المؤمنين الأرثوذكس بعيد قيامة المسيح
- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - وشهد شاهد من أهلها