أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - مصر والتغيير المطلوب














المزيد.....

مصر والتغيير المطلوب


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 3310 - 2011 / 3 / 19 - 14:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


شاركت في كل المظاهرات التي قامت في باريس تضامناً مع ثورة 25 يناير من أجل اسقاط النظام السابق ورئيسه،وحضرت أكثر من اجتماع بالشباب المتحمس للتغيير في باريس،أحببت الروح الجديدة التي تسري في أجساد شبابنا،وفهمه لروح الحقبة ومتطلباتها،ولكن ما كنت أعيبه عليهم هو مطالبتهم الفورية لتحقيق التغيير السريع في كل المجالات،ونسوا عامل الوقت،فتوقعوا أنه برحيل مبارك حلت جميع المشاكل، ونسوا أن مبارك كان يمثل رأس النظام،ورحيله خطوة هامة في طريق التغيير،ولكن طريق التغيير مازال طويلا وصعباً،فللقضاء على الفساد الذي سرى واستشرى في كل أجهزة الدولة لن نقضي عليه بين يوم وليلة،والديمقراطية والحرية التي نريدها لن تتحقق خلال أيام أو شهور،بل سنحتاج لسنين طويلة وإرادة حديدية لبلوغ المراد.
قال لي أحد الشباب، وهو مهندس،أن الديمقراطية سنصل لها خلال عام،فضحكت وقلت له"ما نيل المطالب بالتمني"،الطريق مازال طويلاً،لأن الإصلاح صعب،أما الفساد فطريقة سهل وسريع،بالنسبة للديمقراطية التي نريدها لن نصل إليها إلا بالقضاء على الفقر بإقامة المشاريع العملاقة لدفع عملية الانتاج،ونشغّل الشباب العاطل للقضاء على البطالة،حتى لا ندعه لقمة سائغة في أيدي المتأسلمين،ليغسلوا له دماغه بحور العين وقصور الجنة ويحثونه على النحر والانتحار،ساعتها سيزدهر الاقتصاد،وسيرتفع معدل دخل الفرد،لأن نصف سكان مصر يعيش تحت عتبة الفقر.
لن نقضي على عوائقنا الاقتصادية والسياسية والثقافية والذهنية إلا إذا صنعنا قرارنا،كجميع الدول المتقدمة،بالعلم و بالمعاهد المتخصصة في صناعة القرار.لو سألنا ،خلال هذه المعاهد،الكمبيوتر كيف تستطيع مصر أن تنهض لتدخل عصرها وحداثته؟لأجابنا:أولاً اعملوا مثل الهند والصين،اللتين لم تنهضا إلا عندما نزعتا فتيل قنبلة الانفجار السكاني،أنتم أيضاً إذا لم تنزعوا فتيل هذه القنبلة انفجرت فيكم ـ وهي الآن متفجرة ـ أمية وفقراً وجهلاً وجنوحاً وإرهاباً وتعليماً سيئاً إلى آخر الآفات الممكنة والمتخيلة.
قبل الديمقراطية لابد من القضاء على الجهل،بإعادة هيكلة منظومتنا التعليمية من الأساس، لأنها تخرج لنا أجيال جاهلة بروح القرن الحادي والعشرين،لأن نظام تعليمنا يقوم على الحفظ والتلقين وليس على الفهم وإعمال العقل،والنتيجة أنها تخرج لنا حَفظة"كمثل الحمار يحمل أسفاراً" وعلينا أن لا ننسى "أن فاقد الشيء لا يعطيه"،وذلك يتطلب منا إعداد كوادر جديدة واعية بحقوق الإنسان والمرأة والأقليات،تعليم يعد أمخاخ الأجيال الجديدة للمستقبل لتسلم المهمة المنوطة بهم،لا خريجين منعزلين عن المجتمع وروح العصر، يعيشون بأجسادهم في القرن الحادي والعشرين ويتمتعون بأحدث تكنولوجيا فيه، ولا يشاركون في إنتاجها،مما يصيب شبابنا بعقدة النقص،لأنه يشعر أنه أقل من الأوربي والأمريكي،في حين أننا قادرون على المشاركة في إنتاجها،بل وتطويرها كما تفعل الصين.
الديمقراطية التي نريدها تتطلب منا إعلاماً(سمعي ،وبصري،ومقروء)مستقل ،حر وشفاف.لا إعلام لا هم له إلا إخفاء خطايا النظام أو تبريرها،كما كان يفعل إعلام أنس الفقي من زيف وتزييف،إعلام يقظ لكشف كل قضايا الفساد والرشوة،لأن الإعلام هو الذي يشكل الرأي العام في الدولة،وهو السلطة الرابعة.
الديمقراطية تتطلب الفصل بين السلطات الثلاثة:التشريعية،والقضائية والتنفيذية. حيث لا أحد فوق القانون،وذلك لن يتم إلا بقضاء مستقل عن الدولة ورئيسها،لأنه يحاكم من يخطئ بحرية وحياد كاملين، دونما واسطة أو معرفة بالقاضي،فالناس أمام القانون سواسية كأسنان المشط،لا فرق بين غني وفقير،أو وزير وغفير،هذه هي دولة القانون وهذه إحدى ثمرات الديمقراطية.
الديمقراطية تتطلب نخبة مثقفة واعية، تمسك بالجرائد والمجلات،لتكتب وتوعي الشباب بفلسفة الأنوار والفلسفة، لتفتح عقولهم الغضة لطرق الحداثة والديمقراطية ومنهجية التفكير، لا صحافة التزييف والتملق التي تسبح بحمد وأمجاد القائد الفذ،والزعيم الملهم.
الديمقراطية تتطلب ترشيد الخطاب الديني ليعاصر عصره،لأن خطابنا الديني الحالي يعيش خارج الزمان والمكان،لذلك وجب على شيخ الأزهر أن ُيعيد تأهيل خطبائه ومدرسيه، بدورات تدريبية لمراجعة مناهج الدراسة فيه،وحذف كل ما يعمل على تغييب الدماغ المعرفي عند طلبته،وليكون خطابه يوم الجمعة معتدلاً، متسامحاً ،يحث على المحبة والإخاء والسلام.كما يجب على الأزهر فصل أي خطيب يتعرض في خطب الجمعة للسياسة من قريب أو بعيد،لأن المسجد بيت للعبادة وليس منبر للسياسة،وفصل أي خطيب يحرض على أي أعمال عنف أو قتل أو إثارة للفتنة الطائفية.وأنا متفائل خيراً بتعيين صديقي د.محمود عزب مستشاراً لشيخ الأزهر وهو الرجل المتنور المتحضر الذي كان يمثل الأزهر في باريس.
أساس الديمقراطية التي لا غنى لها عنه فصل الدين عن الدولة كحاجة أساسية للمواطنة،حيث الدين لله والوطن للجميع،ولا فرق بين مسيحي ومسلم في شغل أي وظيفة كانت إلا بالكفاءة، بما في ذلك رئاسة الدولة.
أنا متفائل، وعندي ثقة كبيرة أننا قادرون على عمل كل ذلك،بل أكثر تفاؤلاً من د.بطرس غالي، الذي سبق وصرح أن أمام مصر والديمقراطية قرن على الأقل،أما أنا وبعد ما رأيته من ثورة الاتصالات فأقول أمامنا وقت ليس بالطويل جداً،إذا خلصت النوايا ولم يهن العزم،قد تطول المدة أو تقصر، ، كل ذلك يتوقف على العوائق التي ستقف في طريق شببنا،وقدرته على تخطيها،لكن مكسبنا الهام في خلال ثورة 25 يناير هي عودة الروح المصرية الوطنية ،وحب المصريين لبلدهم، مصريين ومسيحيين، كما رأينا في صلاة الجمعة وقداس الأحد،والأهم من ذلك هو ممارستنا لنقدنا الذاتي،علينا ألا نتبع سياسة حرق المراحل،ومن يحرق المراحل يحترق فيها، فلن تتحقق الديمقراطية إلا بعمل كل الخطوات السابقة، أعرف أننا تأخرنا كثيراً ولكن على قدر أهل العزم تأتي العزائم،وثقتي في الله و المصريين كبيرة لإعادة مصر "أم الدنيا"كما كانت دائماً،وأخيراً أقول للشباب المندفع بحماسه أن الفرنسيين يقولون إن باريس لم تبنى في يوم واحد.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى نعيد حقوق الأقباط المهضومة؟!
- رفعت السعيد يرتفع و العوا يعوي مع الذئاب
- رسالة مفتوحة للشيخ راشد الغنوشي:لماذا تكره الإسلام الليبرالي ...
- الاستقرار والأمن قبل الديمقراطية
- النقد الذاتي علامة نضج
- رسالة لرئيس وزراء مصر: حرر الدكتور فضل من سجن ليمان -طره-
- نصر الله أمام محكمة التاريخ
- أسوة بتونس: جفف ينابيع التطرف والإرهاب
- مبارك...المبارك
- عن -صفقة-د.سعد الدين ابراهيم وجمال مبارك؟!
- نسخ الآيات والاجتهاد
- لماذا كل هذا الحقد على مصر؟!
- -قافلة الحرية- بهدوء
- الخوف من الإسلام
- ماذا تحتاج مصر؟
- نصيحة للبرادعي: لا تترشح لرئاسة مصر
- الغنوشي يريد الحرب الذرية
- عندما تفكر الأمة بحذائها
- أين حرية الاعتقاد يا مصر؟
- الشارع المصري يريد جمال


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أشرف عبد القادر - مصر والتغيير المطلوب