أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العدوان الإيراني وقتل الأطفال في كردستان العراق















المزيد.....

العدوان الإيراني وقتل الأطفال في كردستان العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 01:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خير عنوان يصب في صميم السياسات التي تمارسها الدولة الإيرانية "الإسلامية" المتطرفة والعدوانية التوسعية في واقع الأمر هو "أينما تمتد الأصابع الإيرانية يرتفع الدخان والموت والخرائب والدمار". إنها النتائج والعواقب الفعلية على أرض الواقع التي عرفناها وشاهدناها مباشرة حتى الآن عن كل تدخل ومساعدة مالية وعسكرية (أسلحة وعتاد) إيرانية أو إرسال قوات من الحرس الثوري الإيراني إلى مناطق معينة من العالم العربي على نحو خاص. وعلينا أن نتذكر هنا ما حصل في غزة من انقلاب عسكري بسبب بتشجيع من حكومة إيران وعلي خامنئي لمنظمة حماس لممارسة هذا السلوك المعوج, أو وجود الحرس الثوري الإيراني ونشاطه ومساعدته للدكتاتورية والدكتاتور الأسد في سوريا. أو الوقائع الجارية على أرض لبنان بسبب وجود ونشاط حزب الله الإيراني الهوية والهدف والتبعية, أو العراق حيث ما يزال التدخل الإيراني يتسبب في موت الكثير من البشر وبأساليب شتى.
ولم يكف الحكام المستبدون في إيران عن كل ذلك, بل دأبوا على توجيه قذائف مدافعهم الثقيلة وصواريخهم إلى القرى الكردستانية العراقية الآمنة لتتساقط على رؤوس سكان هذه القرى وتقتل يومياً الكثير من النساء والأطفال والرجال وتدمر الزرع والضرع وتفرض الهروب والهجرة من تلك المناطق على السكان تاركين مناطق سكناهم ومواقع عملهم الزراعي.
ولم تكتف إيران بقصف المناطق السكنية لنشر الرعب والموت في صفوف الفلاحين وسكان القرى الكردية فحسب, بل توغلت في الأراضي العراقية مخترقة حدودها ومتجاوزة على القوانين الدولية وحرمة الأراضي العراقية, فارضة على المزيد من الناس الهروب أمامها إلى مناطق بعيدة عن الحدود مسببة المزيد من المشكلات للشعب الكردي. إنها سياسة الأرض المحروقة التي تمارسها الحكومة "الإسلامية" جداً في إيران التي يرأسها الدكتاتور الصغير والأرعن محمود أحمدي نجاد والخادم الذليل للـ "ولي الفقيه" علي خامنئي.
لم ينس العراقيون والعراقيات ما فعلته جماعات الحرس الثوري الإيراني وأجهزة إيران الأمنية وأتباعها في العراق حين دخلت إليه بعد سقوط الدكتاتورية وتعاونت في اعتقال ونقل الكثير من المناضلين ومن أتباع الديانات الأخرى إلى إيران وقتلهم أو سجنهم هناك أو فرض الهجرة عليهم وبالتعاون مع بعض المليشيات الطائفية المسلحة, كما لم ينس العراقيات والعراقيون ما فعلته أجهزة الأمن الإيرانية وحرسها الثوري في البصرة والجنوب والوسط عموماً. وإذا كانت كردستان هادئة ومستقرة حتى الآن, فأن القوات الإيرانية تحاول اليوم زعزعة الأمن في إقليم كردستان العراق كما فعلت في القسم العربي من العراق, في بغداد والبصرة وواسط (الكوت) وبابل (الحلة) وكربلاء وغيرها.
لقد سقط حتى الآن العديد من الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم. وإذا ما استمر القصف ولم يلجم من قبل مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية, فأن المزيد من الأطفال والنساء والرجال سيقتلون ويتساقطون تحت أنقاض الدور التي تقصفها المدافع الإيرانية الثقيلة.
لقد احتج البرلمان الكردستاني في أربيل واحتجت حكومة الإقليم وتظاهر الناس, ولكن ماذا بعد؟ لم يتحرك مجلس النواب العراقي حتى الآن, كما لم يرفع رئيس الحكومة العراقية صوته مطالباً بوقف العدوان ولم تدعو الحكومة العراقية إلى عقد جلسة لمجلس الأمن لبحث العدوان الإيراني على الحدود العراقية في كردستان العراق أو دعو الجامعة العربية لمناقشة الأمر, خاصة وأن إيران تسعى الآن إلى إعادة علاقتها بالجمهورية المصرية. إنه السكوت الذي ليس فقط لا معنى له, بل يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حول أسباب هذا الصمت, وهل هناك مؤامرة ضد إقليم كردستان يتورط بها البعض ممن يرقص على نغمات الطبل الإيراني الأهوج.
إن قتل أي إنسان جريمة كبيرة, ولكنها وصمة عار في جبين من لا يتصدى لقتل الأطفال في بلادنا, سواء أكانوا من أطفال العرب أم الكُرد أم التركمان أم من أطفال الكلدان والآشوريين أو من أطفال أتباع الديانات والمذاهب الدينية في العراق.
إننا إذ ندين الجرائم البشعة التي ترتكبها الحكومة الإيرانية "المسلمة!" يومياً بحق الشعب الكردي في إقليم كردستان العراق ونطالب هذه الحكومة بوقفها فوراً والامتناع عن التدخل في الشأن العراقي والانسحاب من المواقع التي توغلت فيها فوراً, نطالب الحكومة العراقية باتخاذ الإجراءات الفورية لرفع قضية العدوان الإيراني على الإقليم إلى مجلس الأمن الدولي ومن ثم وضع القضية أمام محكمة العدل الدولية, إضافة على محكمة حقوق الإنسان في لاهاي, حيث يجري التجاوز الفظ من خلال اختطاف ضوء الحياة من عيون أطفال كردستان العراق ونسائه ورجاله.
إن سكوت الحكومة العراقية ومجلسها النيابي ورئاسة الجمهورية عن شجب هذا العدوان والمطالبة بوقفه غير مفهوم وغير مقبول. وعلى الحكومة العراقية أن تسحب سفيرها في طهران وتبعد السفير الإيراني من بغداد وبقية قناصل إيران في المدن العراقية, بما فيها القنصلية الإيرانية في أربيل لكي تعرف الحكومة الإيرانية إن العدوان على أي بقعة من أرض العراق خط أحمر لا يجوز تجاوزه. وإذا كان العراق ذاته لا يستطيع رد العدوان بسبب وضعه الراهن, فأن على مجلس الأمن الدولي أن يتخذ الموقف المناسب بهذا الصدد.
لنرفع جميعاً أصوات الاحتجاج ضد إيران, لنهددها بإيقاف التعامل الاقتصادي والثقافي معها, وإن لم تفعل الحكومة العراقية ذلك, يستطيع الشعب مقاطعة البضائع الإيرانية وإيقاف العقود المبرمة معها إلى حين توقفها عن قتل الناس.
إن الذريعة التي تطرحها إيران وتتحدث عن وجو د جمهرة من مناضلي حزب "الحياة الحرة" الكردستاني (بيجاك) في إقليم كردستان إيران في المناطق الجبلية العراقية مرفوض تماماً, إذ ليس من واجب الحكومة العراقية أو حكومة الإقليم مطاردة هؤلاء في تلك المناطق التي لا يمكن الوصول إليها أولاً, ولكن هؤلاء المناضلين لا يتحركون في الأراضي العراقية بل في الأراضي الكردستانية في إيران ثانياً. وهذه الذريعة مشابهة تماما للذريعة التي كانت تتذرع بها الحكومة التركية في عدوانها على الأراضي العراقية بوجود عناصر من حزب العمال الكردستاني في الأراضي العراقية.
إن من حق حزب الحياة الحرة وغيره خوض النضال من أجل حقوق الشعب الكردي القومية العادلة والمشروعة, وعلى إيران احترام إرادة الشعب الكردي في كردستان إيران لا أن تتوجه بالقتل والتدمير والمطاردة خارج حدودها كأي شرطي غير شرعي.
لتتوقف ماكنة القتل الإيرانية على الحدود العراقية,
ليتوقف قتل الحكومة والقوات الإيرانية لأطفال كردستان العراق,
لتتحرك الحكومة العراقية ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية وحكومة الإقليم والمجلس النيابي الكردستاني والشعب العراقي كله ومعاً ضد العدوان الإيراني,
ليتحرك الرأي العام العراقي والعربي والعالمي ضد العدوان الإيراني,
ولتلجم رغبة حكام إيران في تصدير الثورة الإيرانية المتطرفة والتوسع قبل استفحاله.
منتصف آب/أغسطس



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من سبيل لحل أزمة الحكومة ببغداد؟
- إرهاب القوى الفاشية يواصل قتل الناس في العراق
- مقارنة بين أساليب أجهزة صدام حسين والاستخبارات العسكرية الحا ...
- رأي في تصريحات الدكتور موفق الربيعي
- رسالة ثانية مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني
- حكومة إيران وممارسة العدوان على شعب كردستان العراق
- الشهيد كامل شياع وثورة تموز 1958
- هل ورث الحاكم بأمره الجديد في العراق عن صدام سلوكه مع الخبرا ...
- هل سيقود صراع القوائم والأحزاب الطائفية البلاد إلى الضياع؟
- سوريا الثورة في مواجهة النظام الفاشي الدموي
- وحدة عمل قوى التيار الديمقراطي حاجة وضرورة ملحة
- ملاحظات على مقال الشاعر السيد حامد گعيد الجبوري حول کتاب - أ ...
- ملاحظات حول مسودة برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- بداية ربيع الشعوب في الدول العربية وبداية النهاية لقوى الإسل ...
- هل البطالة والفقر والكهرباء ينقص الناس, أم أن الموت يلاحقهم؟
- ما الهدف الفعلي وراء تفاقم الإرهاب والقتل في العراق؟
- ملاحظات حول بيان السيد رئيس إقليم كردستان العراق حول برنامج ...
- هل المواطن السوري بوصلة الحكم أم هدفاً لنيرانه؟
- هل العراق أمام ولوج جديد إلى الاستبداد؟
- رؤية حوارية حول الإشكاليات والصراعات الجارية في العراق في ال ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - العدوان الإيراني وقتل الأطفال في كردستان العراق