أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - إرهاب القوى الفاشية يواصل قتل الناس في العراق














المزيد.....

إرهاب القوى الفاشية يواصل قتل الناس في العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 14:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع نشرات الأخبار اليومية, سواء أكانت عراقية أم أجنبية, سيجد أن العراق قد تراجع قليلاً إلى الوراء بالمقارنة مع ما ينشر في الصحافة العالمية ونشرات الأخبار عما يجري في كل من ليبيا وسوريا واليمن, إذ إن القتل أصبح في تلك الدول الثلاث, وخاصة في ليبيا وسوريا, واسع الانتشار ويحصد يومياً عشرات المناضلين الشجعان من شبيبة هذه الدول. والقاتل في هاتين الدولتين هما النظام الاستبدادي الفردي في ليبيا والنظام الاستبدادي الحزبي البعثي الدموي في سوريا. هذا من جانب, ومن جانب آخر فأن القتل في العراق أصبح ظاهرة يومية ملازمة للدولة العراقية واعتاد الناس والمجتمع الدولي عليها ولم يعد يثيرهم إطفاء نور الحياة في عيون عائلات بكاملها أو تفجير قنابل بالقرب من كنيسة أو اغتيال عالم أو طبيب أو أستاذ جامعة وباحث علمي أو صحفي أمين لمهنته. ومقارنة بين العام الماضي والعام الحالي نلاحظ زيادة ملموسة في عدد القتلى والجرحى من العراقيات والعراقيين في هذا العام, إضافة إلى سقوط مزيد من القتلى في صفوف القوات الأمريكية.
السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: كيف ولماذا تتوفر لقوى الإرهاب الإسلامية السياسية وقوى حزب البعث الفاشية وغيرها (القاعدة وهيئة علماء المسلمين وبعض المليشيات الشيعية المسلحة وتنظيمات حزب البعث بقيادة عزة الدوري) الفرصة السانحة لممارسة وظيفتها الدموية اليومية في قتل الناس الأبرياء وإشاعة عدم الاستقرار واختطاف أمن المواطنات والمواطنين في بغداد وكركوك وديالى وصلاح الدين والرمادي وغيرها من المدن العراقية؟
من تابع أوضاع العراق السياسية خلال هذا العام (2011) لأدرك بسهولة إن الأحزاب السياسية الحاكمة والحكومة العراقية بسياساتهم وصراعاتهم ومهاتراتهم اليومية التي لم تنته ولن تنتهي ما دامت عيونهم موجهة صوب الحكم في سعي بعضهم للبقاء فيه أو بعضهم الآخر لاختطافه, وما دام الحكم لم (ولا يريد) أن يلتفت ولو للحظة واحدة صوب الفئات الاجتماعية الكادحة والمقهورة والمهمشة التي تعيش على "مرگة هواء" و"تشريب بصل" أو على الـ"خباز", وما دام الحكم الحالي يلاحق الناس الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة, كالكهرباء والماء ومكافحة الفساد المنتشر كالطاعون والبطالة الواسعة في البلاد وقوى الإرهاب, التي لا تترك فرصة إلا واستخدمتها لقتل الناس, ويعتقلهم ويعرضهم إلى التعذيب والتهديد, بل وأكثر من ذلك, كما برز في مؤتمرات هؤلاء الصحفيين وغيرهم, وما دام الحكم عاجزاً حتى الآن عن تعيين وزراء للدفاع والداخلية والأمن الوطني ويقوم رئيس الوزراء بهذه المهمات وكالة, وبالتالي يتسنى له إجراء التغييرات التي يراها ضرورية لتعزيز مواقع حزبه وشخصه والطائفية فيها, هي التي تفسح في المجال ما يكفي من الفرص, شاء الحكم ذلك أم أبى, لقتل المزيد من الناس وفي كل يوم دون استثناء.
الحكومة العراقية الراهنة مشغولة جداً بوضع وطرح قوانين جديدة هدفها التضييق على حرية الإنسان العراقي وحرية الصحافة والتظاهر والتعبير والمعلوماتية ومبتغاها تدجين القوى السياسية المعارضة والمجتمع والقبول بسياسة الحكومة والخضوع لها بما في ذلك التوزيع المحاصصي على أساس طائفي وأثني للوزراء والوزارات والمستشارين والمدراء العاملين والمدراء ..الخ. ولكن هذه السياسة تصطدم بالمزيد من المشكلات لأنها تدفع بالبلاد صوب التراجع عن الحرية النسبية التي توفرت للشعب بعد سقوط الدكتاتورية الفاشية الصدَّامية, وإلى مزيد من السلوكية الفردية والاستبدادية وإلى تفاقم الصراع تدريجاً بين الشعب والقوى الحاكمة. إن المشكلة التي يواجهها الناس تطرح السؤال التالي: هل بدأ حزب الدعوة يأخذ مكان حزب البعث تدريجاً؟ الأيام والأسابيع والأشهر القادمة هي التي ستجيب عن هذا السؤال!
إن التصدي الناجح للإرهاب بكل أشكاله وكل القوى التي تقف ورائه لا يتم إلا من خلال حكومة تحترم إرادة الشعب وتستجيب لمصالحه وتقوم على أساس المواطنة الحرة والمتساوية وتحترم احتجاجاته ومظاهراته وتدرس سبل تحقيق تلك المطالب وإيجاد فرص عمل للعاطلين منهم وتكافح الفساد...الخ. السؤال الذي يطرح علينا جميعاً هو: هل في مقدور حكومة المالكي التي يتآكلها الصراع بين مكوناتها الطائفية على نحو خاص أن تحقق الأمن والاستقرار وتنهي الإرهاب والقتل اليومي؟
ليس فينا من لا يتمنى ذلك, وقد تمنينا له وعليه وعلى حكومته أن ينجزوا المهمات الأساسية التي يطالب بها الشعب. والمظاهرات كان هدفها دفع الحكومة لتحقيق تلك المهمات. ولكن التمني وحده لا يكفي, إذ إن الدلائل التي تحت تصرفنا تؤكد صعوبة ذلك إن لم نقل استحالتها لأسباب ترتبط ببنية الحكومة ونهجها السياسي والاقتصادي والاجتماعي وأساليب وأدوات عملها وموقفها من الشعب وقوى المعارضة. ولهذا نلاحظ استمرار التعثر في ما يفترض أن ينجز من جهة, وممارسة القمع السياسي والأمني جانب رئيس الحكومة وأجهزته الأمنية من جهة أخرى, واستمرار عدم خشية القوى والعناصر الفاسدة من إجراءات الحكومة حين تمارس سرقة أموال الشعب عبر عقود بمبالغ كبيرة جداً وغير نزيهة وفي غير صالح العراق من جهة ثالثة.
لا يتوقف القاتل عن القتل والناهب والسارق عن السلب والسرقة حين تقول لهم جميعاً توقفوا عن ذلك, بل الواجب أن تمارس الحكومة سياسات قادرة على إيقاف واعتقال ومحاسبة هؤلاء المجرمين ومن يقف خلفهم في الداخل والخارج.
علينا أخيراً أن نقول بأن الإرهاب والفساد وجهان لعملة واحدة, وهما نتاج الحكم غير العادل وغير المستقر والقمعي, كما إنه نتاج الصراعات الطائفية السياسية التي تفتت وحدة الشعب العراقي الضرورية للانتصار على الإرهاب والفساد.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقارنة بين أساليب أجهزة صدام حسين والاستخبارات العسكرية الحا ...
- رأي في تصريحات الدكتور موفق الربيعي
- رسالة ثانية مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني
- حكومة إيران وممارسة العدوان على شعب كردستان العراق
- الشهيد كامل شياع وثورة تموز 1958
- هل ورث الحاكم بأمره الجديد في العراق عن صدام سلوكه مع الخبرا ...
- هل سيقود صراع القوائم والأحزاب الطائفية البلاد إلى الضياع؟
- سوريا الثورة في مواجهة النظام الفاشي الدموي
- وحدة عمل قوى التيار الديمقراطي حاجة وضرورة ملحة
- ملاحظات على مقال الشاعر السيد حامد گعيد الجبوري حول کتاب - أ ...
- ملاحظات حول مسودة برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- بداية ربيع الشعوب في الدول العربية وبداية النهاية لقوى الإسل ...
- هل البطالة والفقر والكهرباء ينقص الناس, أم أن الموت يلاحقهم؟
- ما الهدف الفعلي وراء تفاقم الإرهاب والقتل في العراق؟
- ملاحظات حول بيان السيد رئيس إقليم كردستان العراق حول برنامج ...
- هل المواطن السوري بوصلة الحكم أم هدفاً لنيرانه؟
- هل العراق أمام ولوج جديد إلى الاستبداد؟
- رؤية حوارية حول الإشكاليات والصراعات الجارية في العراق في ال ...
- المثقف والسلطة الغاشمة في العراق!
- ما هو موقف الأحزاب الشيوعية والعمالية من ربيع شعوب الدول الع ...


المزيد.....




- بيان من -حماس-عن -سبب- عدم التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- مصر تحذر: الجرائم في غزة ستخلق جيلا عربيا غاضبا وإسرائيل تري ...
- الخارجية الروسية: القوات الأوكرانية تستخدم الأسلحة البريطاني ...
- حديث إسرائيلي عن استمرار عملية رفح لشهرين وفرنسا تطالب بوقفه ...
- ردود الفعل على قرار بايدن وقف تسليح
- بعد اكتشاف مقابر جماعية.. مجلس الأمن يطالب بتحقيق -مستقل- و- ...
- الإمارات ترد على تصريح نتنياهو عن المشاركة في إدارة مدنية لغ ...
- حركة -لبيك باكستان- تقود مظاهرات حاشدة في كراتشي دعماً لغزة ...
- أنقرة: قيودنا على إسرائيل سارية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - إرهاب القوى الفاشية يواصل قتل الناس في العراق