أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل العراق أمام ولوج جديد إلى الاستبداد؟















المزيد.....

هل العراق أمام ولوج جديد إلى الاستبداد؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 22:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحرية الفردية وكرامة الإنسان والعمل هي من المؤشرات الأساسية للديمقراطية في الحياة السياسية ولا تستقيم تلك المؤشرات وتتعزز دون الوصول إلى عدالة الاجتماعية مناسبة تعتبر الضمانة الفعلية للتعاون الاجتماعي وتخفيف التناقضات والصراعات الاجتماعية وتطوير المجتمع وتقدمه المعجل. وتلعب الحكومة دوراً متميزاً في إمكانية تحقيق الانسجام والتناغم والتفاعل الإيجابي بين فئات المجتمع حين تمارس سياسيات اقتصادية واجتماعية وثقافية تعمل على تحقيق مثل هذه المؤشرات في حياة الإنسان والمجتمع.
أما الاستبداد في أي بلد كان فيبدأ مباشرة مع أول مبادرة من جانب أي حكومة كانت في مصادرة حرية الفرد وتعريض كرامته للاعتداء والتجاوز الفظ من قبل أجهزة الدولة أو أي جهة سياسية أو اجتماعية في البلاد, وحين تعجز الحكومة عن توفير فرص عمل للعاطلين وتغييب العدالة الاجتماعية أيضاً.
على مدى عقود كثيرة تعرف الشعب العراقي على صيغ مختلفة لمصادرة حرية الإنسان وحقوقه المشروعة والتي انتهت كلها إلى استبداد مقيت تحت أسماء وواجهات مختلفة, ولكن الحصيلة كانت واحدة. وكل تجارب الاستبداد في دول العالم المختلفة تشير إلى إن الاستبداد لا يبدأ دفعة واحدة, بل يلج إلى الحكم تدريجاً وتحت وعود عسلية يطلقها المستبد بأمره, سواء أكان حزباً أم أسرة أم فرداً, وسواء أكان عسكرياً أم مدنياً, ولكنه في المحصلة النهائية يقيم استبداداً يستند إلى قاعدتين مهمتين هما: الجزرة والعصا في البقاء بالسلطة وتحقيق أهدافه المتعارضة مع أهداف الشعب. وحين تعجز الجزرة على تكريس الاستبداد, تبدأ العصا الغليظة لتؤدي دورها. إن الحاكم المستبد يمارس القاعدتين في آن واحد وجنباً إلى جنب. ويرمي باللوم في استخدام العصا الغليظة على الضحية الذي رفض ابتلاع طعم الاستبداد والعيش في مذلة وخنوع.
وحين وصل رئيس الوزراء الجديد إلى دست الحكم استناداً إلى وعود فشل رئيسه السابق في الحزب الدكتور إبراهيم الجعفري في تحقيقها حين كان رئيساً للوزراء الذي عمل طيلة حكمه على تشدد وطأة السياسات الطائفية المقيتة وسمح باحتلال واسع عمودياً وأفقياً لأجهزة الأمن والشرطة من جانب أفراد المليشيات الطائفية المسلحة وعزز مواقعهم في البلاد, فنشر وروج أجمل الوعود ودعا للمواطنة ورفض المحاصصة الطائفية ومحاربة الفساد والإرهاب والمحسوبية والمنسوبية باعتباره يختلف عن سلفه الجعفر الذي قيل في حكمه ما قاله الشاعر العراقي قديماً في حكومة العمري:
أي طرطرا تطرطري تقدمي تأخـري
وزارة من گـرگري يرأسها الجعفري
وحين دخل المالكي انتخابات 2005 بقائمة جديدة باسم دولة القانون حصل على تأييد واسع لرفعه شعار إرساء القانون ومكافحة الإرهاب والمليشيات الطائفية المسلحة والدعوة إلى روح المواطنة. واستبشر الكثير من الناس خيراً بعد أن قلَّم أظافر بعض المليشيات الطائفية المسلحة في العام 2008 بعد أن كانت قد ألحقت أفدح الأضرار والأذى بالشعب العراقي. وكان المؤمل أن يسير في تنفيذ الوعود التي قطعها على نفسه أمام الشعب قبل الانتخابات. ولكن الرجل قد توقف عند حدود ذلك وراوح في البداية في مكانه ثم بدأ بالتراجع السريع. ومع ذلك حصل على نسبة عالية من الأصوات في انتخابات 2010, إذ توقع الناس أيضاً أن يعود إلى تنفيذ تلك الوعود السابقة والجديدة التي قدمها قبل انتخابات 2010.
ولكن ما جاء بعد ذلك لم يكن مخيباً للآمال فحسب, بل كان طعنة للناخبين الذين منحوه أصواتهم. ولاحظ الناس بوضوح التراجع الشديد عن تنفيذ بنود الدستور واستمرار الفساد واستمرار القتل على أيدي الإرهابيين والاغتيالات الفردية بالرغم من تراجعها النسبي الملموس, واستمرار البطالة ونهب خيرات البلاد وتعزز الطائفية السياسية والمحاصصة لا في تشكيل الوزارات فحسب, بل وفي كل مفاصل الدولة العراقية وتعثر فعلي في حل المشكلات وفي العملية التنموية وبروز ظواهر جدية لعود عمل وفعل المليشيات الطائفية المسلحة.
وحين بدأ الناس يحتجون ويطالبون بالإصلاح السياسي ورفض المحاصصة الطائفية والفساد والتصدي للإرهاب وتنشيط أجهزة الوزارات والدولة كلها لتحقيق ما وعد به, وحين بدأت المظاهرات الشبابية والشعبية السلمية باعتبارها مستوى ارفع من الاحتجاج والمطالبة عبر العرائض والكتابات أو الاعتصامات, برز المكنون الداخلي لرئيس الوزراء وكشرت أجهزته الأمنية وقوات عمليات بغداد, المرتبطة به, عن أنيابها لتبدأ فعلاً مصادرة حرية الفرد وحقوقه المشروعة التي يكفلها الدستور في الاحتجاج والإضراب والتجمع والتظاهر والتعبير عن الرأي ...الخ بصورة سلمية. فهدد وتوعد وأهان واتهم كل الذين يهيئون للمظاهرات بكل ما هو قبيح ومسيء للسمعة الوطنية والديمقراطية والأهداف النبيلة التي تظاهر الناس من أجلها.
ولم يكتف هو وأجهزته الأمنية والإعلامية الحكومية والحزبية بذلك, بل عمد إلى ممارسة مدخل كل المستبدين في مواجهة مطالب الشعب, إلى أساليب القهر ومصادرة الحرية الفردية, إلى الاعتقال والتعذيب وكم أفواه الصحفيين بالاعتقال والإهانة عبر أجهزته والمؤسسات الخاضعة له. ومنذ 25 شباط/فبراير 2011 بدأت أجهزة الدولة ممارسة ذلك وفي كل يوم جمعة حين يبدأ الناس بالتجمع والتظاهر للمطالبة بما هو في صالح الشعب والعاطلين عن العمل وضد الفساد والمحاصصة الطائفية ونهب خيرات البلاد, حتى تظهر أجهزة الأمن والشرطة وقوات عمليات بغداد لتطوق المتظاهرين وتمنعهم من التجمع والتظاهر وتقطع أوصال بغداد بالدبابات وقوات الجيش والشرطة. وأخيراً كان المتظاهرون في صبيحة يوم الجمعة المصادف 10/6/2011 على موعد مع بلطجية رئيس الوزراء وقوات الأمن والشرطة وأفراد من العشائر العراقية التي حملت العصي الغليظة بعد أن احتلت ساحة التحرير مبكراً ومنعت تجمع الناس من خلال الاعتداء على المتظاهرين بالضرب والشتائم والإهانات, فأجبروا على الانسحاب إلى مواقع أخرى ومنها ساحة الفردوس, ولكن قوى الأمن والشرطة كانت لهم مع البلطجية بالمرصاد. وقد أُجبرت هذه الحالة كل الراغبين بالتظاهر إلى الانصراف إلى دورهم.
لقد ولج رئيس الوزراء العراقي بوابة الاستبداد من أهم وأوسع أبوابها عبر مصادرة الحرية الفردية والحريات العامة بعد تمهيد من أجهزته الإدارية ورئيس مجلس محافظة بغداد وغيره من صغار المستبدين, ممن تعلموا ذلك على أيدي نظام البعث المقبور. ويبدو أنه قد صمم ارتداء ملابس الدكتاتور وسيسر عليه ما لم يتمكن الشعب من مواجهة حكمه بالتظاهرات السلمية والمطالبة الملحة والمستمرة بتغيير الحال وإقالة الحكومة وإجراء انتخابات حرة. كما إن الصراعات المحتدمة في داخل مجلس الوزراء وبين الأحزاب وفي المجتمع تؤكد ضرورة ذلك, وإلا سنشهد دكتاتورية مقيتة جديدة بواجهة فكرية دينية متخلفة تلحق أضراراً فادحة بالمجتمع.
إن الشعب لا يمكنه أن يقبل بدكتاتورية جديدة بعد أن سقطت دكتاتورية البعث وصدام حسين, فهو يتطلع إلى حكومة أخرى تساهم في بناء المجتمع المدني الديمقراطي الاتحادي المستند إلى دستور ديمقراطي وحياة برلمانية حرة ونزيهة وحياة وعم كريمين, وهو جدير بكل ذلك.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية حوارية حول الإشكاليات والصراعات الجارية في العراق في ال ...
- المثقف والسلطة الغاشمة في العراق!
- ما هو موقف الأحزاب الشيوعية والعمالية من ربيع شعوب الدول الع ...
- حول ماضي الشيوعيين العراقيين ومستقبلهم!
- كفى خلطاً للأوراق يا رئيس الوزراء !! كفى إساءة لمنظمات حقوق ...
- هل من تجاوب إيجابي لصرخة الدكتور جاسم محمد الحافظ؟
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قائد قوات عمليات بغداد وكذبة الموسم!!
- حركة شباط - مايس 1941 الانقلابية والفرهود ضد اليهود
- حذاري .. حذاري من سياسة سورية خبيثة!
- استفزاز ميليشيات جيش المهدي وانتهازية رئيس القائمة العراقية
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- مرة أخرى مع مصادرة الحكومة لحرية التظاهر في العراق! - أطلقوا ...
- ما هو الموقف من وجود القوات الأمريكية في العراق؟
- هل من بديل لانتخابات عامة مبكرة, وما العمل من أجلها؟
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل العراق أمام ولوج جديد إلى الاستبداد؟