أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - كفى خلطاً للأوراق يا رئيس الوزراء !! كفى إساءة لمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني !!!















المزيد.....

كفى خلطاً للأوراق يا رئيس الوزراء !! كفى إساءة لمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني !!!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عقدت وزارة حقوق الإنسان في العراق ببغداد بتاريخ 5/6/2011 مؤتمراً برعاية رئيس الوزراء لمتابعة تنفيذ توصيات مجلس حقوق الإنسان. وفي هذا المؤتمر ألقى رئيس الوزراء نوري المالكي كلمة تضمنت إساءات شديدة وتجاوزات فظة على سمعة ونشاط منظمات المجتمع المدني ومنها منظمات حقوق الإنسان متهماً إياها بممارسة القتل تحت غطاء حقوق الإنسان. وكان في ادعائه هذا ليس تجاوزاً فظاً وإساءة مرفوضةً موجهة إلى جميع منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان في مؤتمر عقد لمتابعة التوصيات الخاصة بسبل ممارسة حقوق الإنسان في العراق فحسب, بل وجه فيها اتهامات خطيرة ضد منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني مما يستوجب إقامة الدعوى القضائية عليه من جانب جميع منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان في العراق. ومثل هذه الكلمات النابية والتهم الرخيصة ينبغي أن لا تمر دون حساب. فاعتقال شخص من الإرهابيين المندسين في إحدى منظمات حقوق الإنسان, كما أدعى رئيس الوزراء ذلك لا يسمح له بأي حال الإساءة إلى كل منظمات حقوق الإنسان واتهامها بالقتل. إن مثل هذه الاتهامات تهدف بوضوح إلى شل عمل منظمات المجتمع المدني غير الحكومية وخلط الأوراق عن قصد وسبق إصرار من خلال توجيه مثل هذه الاتهامات والإساءات بسبب مشاركتها الواسعة ودورها المتميز في التظاهرات الشعبية التي انطلقت في العراق منذ 25/شباط 2011 وما تزال مستمرة في كل يوم جمعة وفي ساحة التحرير ومواقع أخرى في البلاد.
لقد أراد المالكي بهذه الكلمة الاستفزازية ليس الإساءة واتهام منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بتهم باطلة وقبيحة فحسب, بل وسعيه لتقديم الذرائع وتبرير كافة الإجراءات التعسفية التي مارستها حكومته والقوات المسلحة حتى الآن ضد المتظاهرين المطالبين, بطرق سلمية وديمقراطية يقرها الدستور العراقي, بحقوقهم المشروعة المغتصبة من جانب الحكومة, وما يمكن أن تمارسه لاحقاً بنفس النهج الاستبدادي.
لم يكتف رئيس الوزراء بتوجيه الإساءة إلى المتظاهرين حين أعتبر تحركهم يسير بالمخطط البعثي الإرهابي وأن البعث هم وراء تلك المظاهرات التي انطلقت في 25/2/2011 ومعه جمهرة من كتاب السلطة, ولم يعتذر عن تلك التهم التي وجهها للمتظاهرين ولا كتابه, بل زاد اليوم في الطين بلة حين اتهم منظمات حقوق الإنسان بالقتل, وهي فرية ما بعدها فرية, وهي التي يحق لنا أن نقول بأن مثل هذه الأكاذيب سوف لن تعلق بأذهان الناس, بل هم يرفضونها كما رفضتها الإنسانة المناضلة هناء أدور, لأنهم يعرفون من هم القتلة, وبالتأكيد يعرفهم رئيس الوزراء نوري المالكي أيضاً.
لقد تم خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة اعتقال العشرات من المناضلين, ومنهم مجموعة من الصحفيين, بسبب مشاركتهم في التظاهرات الشعبية وتعريض المعتقلين للتعذيب والإهانة. وفي تظاهرة يوم الجمعة المصادف 27/5/2011 اعتقلت أجهزة الأمن والشرطة وقوات عمليات بغداد أربعة من الشباب الجامعيين المشاركين في هذه التظاهرات ووجهت لهم تهمة العنف أولاً, وحين تيقنت بعدم صواب هذه التهمة, وجهت لهم تهمة ملفقة من ترسانة أجهزة الأمن البعثية السابقة, تهمة تزوير بطاقاتهم الشخصية لاحقاً, وكلها تهم باطلة لا أساس لها من الصحة. وهي محاولة لنشر الخوف في نفوس الناس, والمتظاهرين منهم بوجه خاص, في حين برهن شباب العراق على كسرهم حاجز الخوف من قمع وقسوة أجهزة الأمن. وقد بدأ الشعراء يتغنون بساحة التحرير ويتمنون زيارتها من كل مدن العراق.
حين انتهى رئيس الوزراء من اتهاماته الباطلة, وبعد أن ألقى ممثل الأمم المتحدة كلمته, كان المفروض أن تعطى الكلمة لممثلة منظمات المجتمع المدني, ولكن عريف الحفل وباتفاق مع منظمي الحفل, وربما بطلب من رئيس الوزراء, تجاوزوا ذلك ولم يسمحوا لممثلة منظمات المجتمع المدني بإلقاء كلمتها, فنهضت المرأة الرائعة في إنسانيتها وشجاعتها وإرادتها الحرة, نهضت رئيسة جمعية الأمل العراقية, هناء أدور, رافعة بيديها بوستراً حمل صور وأسماء الشباب الأربعة الذين ما زالوا قيد الاعتقال, رغم وعود المسؤولين ورئيس الوزراء بإطلاق سراحهم يوم 5/6/2011, وصرخت بصوت مرتفع بوجه رئيس الوزراء: أين كلمة منظمات المجتمع المدني؟ أيعقل أن نتهم بالإرهاب؟ ثم تحدثت بصوت مرتفع عن معتقلي الرأي والمطالبين بحقوق وحريات الشعب والحق في التظاهر والاحتجاج ضد نقص الخدمات ومن أجل الإصلاح السياسي. ورغم التحرك الغبي لحرس رئيس الوزراء الذين أحاطوا بالمناضلة هناء أدور وأرادوا منعها من إلقاء كلمتها ومنع التفلزيون العراقي من نقل صورة وصوت هناء أدور بشكل مباشر إلى المشاهدين وهي تخاطب نوري المالكي وجهاً لوجه وسعوا إلى تطويقها وإخراجها من القاعة. ولكن هؤلاء الحرس لم يستطيعوا منع هناء من الاستمرار بإلقاء كلمتها حتى وهي تنسحب بشكل قسري من قاعة المؤتمر رافضة ان يمسها أحد بسوء, ولم يجرأ الإساءة إليها أمام سمع وبصر الجلوس أو مشاهدي البث الحي عبر شاشات تلفزيون العراقو وقد حصدت تصفيق الحضور أيضاً. ولا يعرف المرء ما جرى حين أصبحت هناء والحرس خارج حدود الكاميرا التي كانت تنقل وقائع المؤتمر نقلاً حياً ومباشراً.
إن على رئيس الوزراء نوري المالكي أن يدرك جيداً بان الشباب العراقي لم يعد يخشى أي حاكم مستبد ولا إجراءاته التعسفية بما فيها السجن والتعذيب, أو القتل على أيدي البلطجية والإرهابيين في شوارع بغداد بكواتم الصوت, وأنه سيبقى يتظاهر في ساحة التحرير حتى ينتزع حقوق الشعب المشروعة وسيكسب في كل مرة المزيد من الناس إلى جانب خوض النضال من أجل تحقيق مصالح وإرادة هذا الشعب.
إن على رئيس الوزراء أن يعجل بإطلاق سراح المعتقلين الأربعة وكذلك أولئك الذين اعتقلوا في مقر منظمة أين حقي, إذ أن عدم القيام بذلك سيعبئ المزيد من البشر ضد الحكومة وضد إجراءاتها التعسفية ومصادرتها للحريات العامة وسيرتفع سقف المطالب شاء المالكي أم أبى.
إن على المالكي أن يبصر بعينين مفتوحتين ما يجري في العالم العربي في المرحلة الراهنة, فالشعب العراقي ليس أقل ثورية من بقية شعوب المنطقة المناضلة في سبيل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وفي سبيل الأمن والاستقرار ومكافحة البطالة والحرمان والفساد السائد في البلاد. وأن التعسف يزيد من إصرار الشعب على النضال من أجل انتزاع حقوقه المشروعة واستعادة إرادته المفقودة وكنس المستبدين والجائرين على شعوبهم.
الحرية للمعتقلين والنصر لإرادة الأحرار المطالبين بحقوقهم المشروعة والتضامن مع هناء أدور على مواقفها الوطنية المقدامة.
6/6/2011 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من تجاوب إيجابي لصرخة الدكتور جاسم محمد الحافظ؟
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قائد قوات عمليات بغداد وكذبة الموسم!!
- حركة شباط - مايس 1941 الانقلابية والفرهود ضد اليهود
- حذاري .. حذاري من سياسة سورية خبيثة!
- استفزاز ميليشيات جيش المهدي وانتهازية رئيس القائمة العراقية
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- مرة أخرى مع مصادرة الحكومة لحرية التظاهر في العراق! - أطلقوا ...
- ما هو الموقف من وجود القوات الأمريكية في العراق؟
- هل من بديل لانتخابات عامة مبكرة, وما العمل من أجلها؟
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- لتنتصر إرادة شعب سوريا على الاستبداد والقمع والقسوة, لنتضامن ...
- قراءة ومناقشة -خارطة طريق اقتصادية- للسيد الدكتور محمد علي ز ...
- أين حقوق الأرامل والمطلقات والأطفال يا حكام العراق؟ عاملات ا ...
- الفساد وحكام الدول العربية والعراق
- كريم مروة : المفكر اليساري المجدد والمتجدد


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - كفى خلطاً للأوراق يا رئيس الوزراء !! كفى إساءة لمنظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني !!!