أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مقارنة بين أساليب أجهزة صدام حسين والاستخبارات العسكرية الحالية














المزيد.....

مقارنة بين أساليب أجهزة صدام حسين والاستخبارات العسكرية الحالية


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 15:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صباح يوم الجمعة المصادف 22/7/2011 استقبلت ساحة التحرير جمهرة من المحتجين على الأوضاع المرية في العراق والمطالبة بالإصلاح والتغيير. وكما هي مهمة الصحفيين حضر المصور الصحفي سعد الله الخالدي الذي يعمل مصوراً لصحيفة المستقبل العراقي ووكالة نينا للأنباء لممارسة مهمته لتغطية أحداث ساحة التحرير ببغداد.
قامت مجموعة مكونة من عشرة اشخاص يرتدون الملابس المدنية ويحملون هويات الاستخبارات العسكرية العراقي باختطاف المصور الصحفي حيث عرضته للضرب المبرح والتعذيب والتهديد بالقتل, ثم أطلقت سراحه بعد مرور عشر ساعات على توقيفه وتعذيبه في دائرة الاستخبارات العسكرية في الكاظمية.
وقد أصدر مرصد الحريات الصحفية إدانة صريحة لعملية اختطاف المصور الصحفي سعد الله الخالدي وطالبت رئيس الوزراء بوقف مثل هذه الاعتداءات الغاشمة من قبل أجهزة الاستخبارات العسكرية ضد المواطنين. وأكد الخالدي إن "أحد الأشخاص وضعني على الأرض عندما كانت عيني معصوبة ويدي موثوقة خلف ظهري وقال آخر كان برفقته, أبتعد عني لأنني سأطلق النار على رأسه حتى لا تدمر دمائه ملابسك". (راجع تصريح مرصد الحريات الصحفية. 23/7/2011).
ويشير مرصد الحريات الصحفية "إلى أن الخالدي الذي بانت على وجهه بشكل واضح آثار الضرب و الكدمات ولفت رقبته بساند بسبب إصابته برقبته، روى أساليب التعذيب التي تعرض لها و تهديده بالقتل و وضع سلاح على رأسه عندما كان معصوب العينين و موثوق اليدين".
هذه الحادثة وحوادث مماثلة لها نفذتها الاستخبارات العسكرية المرتبطة مباشرة بالقائد العام للقوات المسلحة ورئيس الوزراء نوري المالكي في أيام الجمعة خلال الأسابيع المنصرمة لا تشير إلى وجود حرية وحياة ديمقراطية للفرد والمجتمع في العراق, بل إن النظام السياسي الطائفي يسير حثيثاً صوب الفردية والقمع والاستبداد. وهو في هذا لا يختلف عما كان يجري في عهد الدكتاتور صدام حسين, إذ لولا الالتزامات الدولية أمام مجلس الأمن الدولي ووجود العراق تحت الفصل السابع لتحول حزب الدعوة إلى حزب مماثل من حيث السياسة والسلوك مع قوى المعارضة لحزب البعث ومن حيث شمولية الحكم, ولتحول المالكي إلى مستبد شرقي جديد لا يختلف عن الكثيرين من المستبدين في بلادنا عبر الزمن المنصرم.
ما جرى في يوم الجمعة المنصرم يقترب تماماً بل يماثل ما كانت تمارسه أجهزة الأمن والاستخبارات العسكرية العراقية في فترة حكم حزب البعث. ماذا كان يحصل في فترة حكم البعث؟ كانت أجهزة تختطف السياسي المعارض من الشارع أو تعتقله في بيته أو موقع عمله وتأخذه بسيارة معصوب العينين إلى أحد دوائر الأمن أو الأمن العامة أو الاستخبارات ويعرض للتحقيق والتهديد بالموت والتعذيب. وكان احتجازه يستمر لفترات متباينة, وأحياناً كان يسجن أو يقتل تحت التعذيب أو يطلق سراحه لأي سبب كان.
في أحد أيام شهر تموز عام 1978 نشرت مقالاً عن القوانين الاقتصادية الموضوعية وواقع السياسة الاقتصادية في العراق في جريدة طريق الشعب, جريدة الحزب الشيوعي العراقي. نشر المقال في صبيحة يوم السبت, وفي الظهيرة منه جاءت مجموعة من جهاز الأمن العامة إلى داري في حي العامرية أو الفردوس (الاقتصاديين) واقتادتني إلى الأمن العامة وبقيت موقوفاً فيها وبزنزانة انفرادية لمدة 14 يوماً. جرى التحقيق معي وتعذيبي بقسوة فائقة ولكنهم فشلوا في لوي إرادتي أو الحصول على شيء مني. أطلق سراحي بعد ذلك. وقدمت إلى محكمة الثورة بتهمة الإساءة لسياسة ومقام مجلس قيادة الثورة ة, ولكني كنت قد غادرت العراق إلى الجزائر. هذا الأسلوب في محاربة المعارضة بدأ بسيطاً ثم اشتد في السنوات التالية من جانب حزب البعث والحكم البعثي, وأصبح النهج الثابت والمتفاقم والمدمر في الدولة البعثية.
كما إن الذي تمارسه أجهزة الاستخبارات العسكرية العراقية في هذه الفترة سيتطور ويزداد شدة غداً ويتحول بعد غدٍ إلى أسلوب دائم في التعامل ليتفاقم تدريجاً ويصبح النهج الثابت للحكم في العراق, ما لم تبدأ القوى الديمقراطية بمقاومته والتصدي له وفضحه على نطاق واسع في الداخل والخارج وتعبئة الرأي العام العراقي والعالمي ضد هذا النوع من الممارسات التي لا يمكن لها بأي حال إن تساهم في بناء المجتمع المدني وتكريس مبادئ الحرية والديمقراطية في العراق.
إن ممارسات الاستخبارات العسكرية لا تتم بمعزل عن موافقة رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي. ومن يدعي أن رئيس الوزراء لا يعرف ذلك يريد أن يضحك على ذقون الناس من جهة, كما أن الكثير قد كتب عن تكرار هذه الحالة ووصل إلى أسماع رئيس الوزراء من جهة أخرى, فهل سيتوقف هذا النهج القمعي في مكافحة قوى المعارضة الديمقراطية والصحفيين الذين يسعون إلى تغطية الأحداث الجارية في البلاد؟



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رأي في تصريحات الدكتور موفق الربيعي
- رسالة ثانية مفتوحة إلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني
- حكومة إيران وممارسة العدوان على شعب كردستان العراق
- الشهيد كامل شياع وثورة تموز 1958
- هل ورث الحاكم بأمره الجديد في العراق عن صدام سلوكه مع الخبرا ...
- هل سيقود صراع القوائم والأحزاب الطائفية البلاد إلى الضياع؟
- سوريا الثورة في مواجهة النظام الفاشي الدموي
- وحدة عمل قوى التيار الديمقراطي حاجة وضرورة ملحة
- ملاحظات على مقال الشاعر السيد حامد گعيد الجبوري حول کتاب - أ ...
- ملاحظات حول مسودة برنامج الحزب الشيوعي العراقي
- بداية ربيع الشعوب في الدول العربية وبداية النهاية لقوى الإسل ...
- هل البطالة والفقر والكهرباء ينقص الناس, أم أن الموت يلاحقهم؟
- ما الهدف الفعلي وراء تفاقم الإرهاب والقتل في العراق؟
- ملاحظات حول بيان السيد رئيس إقليم كردستان العراق حول برنامج ...
- هل المواطن السوري بوصلة الحكم أم هدفاً لنيرانه؟
- هل العراق أمام ولوج جديد إلى الاستبداد؟
- رؤية حوارية حول الإشكاليات والصراعات الجارية في العراق في ال ...
- المثقف والسلطة الغاشمة في العراق!
- ما هو موقف الأحزاب الشيوعية والعمالية من ربيع شعوب الدول الع ...
- حول ماضي الشيوعيين العراقيين ومستقبلهم!


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - مقارنة بين أساليب أجهزة صدام حسين والاستخبارات العسكرية الحالية