أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الاستثمار والتحول في رؤى الشاعر نمر سعدي














المزيد.....

الاستثمار والتحول في رؤى الشاعر نمر سعدي


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3424 - 2011 / 7 / 12 - 11:03
المحور: الادب والفن
    




كنت قلقا فعلا ، مستغرقا في نص ، قد حملني إلى منتصف الليل ، تداعبني أمواجه وهي تحمل أنينا اخرسا ، بيد انه يبث إشارات في عتمة تضاء بين آونة وأخرى ، ثم عاودت قراءة النص ، حتى بزغت (شمس زليخة) وأضاءت المكان بجمال بهي ، قد يكون قبسا من جمال يوسف النبي (ع) فكان الشاعر نمر سعدي تلك الذات المنفعلة دوما ، وهي تحاول أن تضع قدمها في ساحة الثقافة العربية الواسعة وتستشعر الحزن وتغوص بعيدا ، ليكون الاسى اخف ، ومن ثم تبدأ الزراعة من جديد .. نمر سعدي شاعر عربي نزع كثيرا عن الشعر الى المشاركة الفعلية في نقاشات حول رؤى الثقافة وحصد ابتهاجات المشاركة في منتهى الشجاعة ، جعلني استميحه عذرا ، لأمنح العالم (ماهو أكثر بقاء من الحب) في قصيدته (شمس زليخة) حيث كان الاستثمار فيها لقصة قرآنية بالغة التعقيد النفسي وكان الصراع على اشده يبث شظاياه المتطايرة بين الكينونة المطمئنة وبين الأخرى القلقة والجائعة دوما ، هذا الصراع المستثمر في نص (شمس زليخة) اخذ ابعادا إضافية غير ما كانت عليها القصة القرآنية ، وهو توجيه رؤيوي استثمر عملية التناص في تلك القصة وأحالها إلى إرهاصات شعرية بالمقلوب ، ليغاير ويناور فيها ، كي تترشح من خلال هذا معاني ، قد يكون قصدها الشاعر نمر سعدي بلحظة واعية مثل قوله :

(لا تُراودْ زليخةَ عن شمسها في المساءِ
فما دامَ قلبُكَ قدْ قُدَّ من قُبُلٍ
فصَدَقْتَ ... وكانتْ من الكاذبينْ
لا تُراود زليخةَ عن نفسها
فالسماءُ التي أمطرتكَ
زهوراً وناراً
وصخراً وغاراً
ومجداً وعاراً
تميلُ على نقطةٍ من حنينْ)
وهنا قلب مراودة زليخة ليوسف (ع) إلى ان هناك من يريد مراودة زليخة نفسها ، وقد تكون المراودة من نوع اخر بجعل زليخة تراود نفسها بالخير والمراجعة ، وبالتالي فان فعل المراودة يقع بين صراعات التقابل والتنافر والذي حصيلته الوصول إلى نقطة مشتركة بين صالح وطالح البشر الا وهي (نقطة من حنين) . في القصة القرآنية تحولت زليخة من مرحلة الشد العاطفي الشرير إلى الشد العاطفي المكتنف بالحب والنقاء في مراودتها ليوسف على نفسه ، والشاعر استثمر كيف تحولت إلى إنسانة سكن أعماقها الحب ، فطهره وجعله وفيا لنبضات الصدق بعيدا عن ربقة رغبات الجسد الآنية ، فكانت عند الشاعر (معلَّقةٌ فوقَ حبلِ سرابٍ وطينْ) .. وهي تقضم تفاحة آدم وتفح فحيح الأفاعي ، هذا الصراع المستثمر شعريا دفع بالنص الى تقولات حملت الكثير من الرؤى في صراع رغبات الجسد الآنية ورغبات الروح بعيدة المدى .. يقول الشاعر :

(دَعْ وصايا ابنِ حزمٍ
ودَعْ ما يقولُ الفلاسفةُ القُدماءُ عن الحبِّ..
والجسديِّ الذي ليسَ يوصفُ
إلاَّ بحسِّيةِ الشهدِ فيهِ
ودَعْ فرَسَ النارِ تجري إلى منتهاها
إلى مبتدى النهرِ في دمِكَ المتحدِّرِ
من رفرفاتِ اليمامْ
دَعْ وصايا ابنِ حزمٍ
ودَعْ ما يقولُ الندى الذكريُّ
لأنثى الخزام)

وهنا قاد الشاعر نمر سعدي ثورة جديدة برؤية للحب جديدة ، تخلق عالما متوازيا لحفظ نقاء الذات والسمو بها عن دنايا أرضية وهي (يلزمها قدر حارس) فالإرادة الإلهية حفظت يوسف النبي من دنس الزنا ، لأنه يحمل الذات المهيأة لمحاربة القبح ، وارتدت داخل ذات زليخة إلى حب حقيقي وعشق الهي ، بعدما كانت نزوة عابرة رافقها تعسف وظلم بحق يوسف وندم وقهر لحق بزليخة الثانية ، حتى استقام الحال إلى ان زليخة تحولت إلى عاشقة نقية الأعماق ، وعشقها رافقه تجربة وصراع تحول إلى إيمان صادق ، من حيث تحولت بحب يوسف من كافرة ذات أعماق سوداء إلى مؤمنة ذات أعماق بيضاء ، مما دفع بالشاعر ان يقول : (فما زال في كاحل الأرض / ورد ووشم في معزوفة الماء) وهي دعوة جمالية لاستثمار عاطفة الحب إنسانيا لتكون دوما معزوفة لغسل أدران الذات وتنقيتها بعيدا عن رغبات الجسد ، كي ترقى رؤية الشاعر نمر سعدي نحو رؤية موضوعية واسعة في نصه (شمس زليخة) .. وهنا أؤكد بان الشاعر نمر سعدي لايمكن الإحاطة برؤاه الشعرية بهذه العجالة إضافة لهذا فانه شاعر له نصوص طويلة حملت الكثير وهي مدعاة للتحليل والدراسة وأنا كوني احد المتصدين للإنتاج الشعري العربي أقول ما قدمته هنا ماهو إلا تثبيت لرؤية الشاعر العامة في تناصه مع النصوص التراثية العربية واني اعده في قابل الأيام بدراسة وافية عن ديوان كامل له كي أكون وفيا لإنتاج هذا الشاعر العربي المبدع والله ولي التوفيق .



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنان بديع بين الهجوم ضد الاستلاب والبحث عن الجمال
- الفن ولذة الحياة عند حيدر عبد الله الشطري
- وجيهة عبد الرحمن تصعد مع المطر وتنزل مع الحب
- ديوان (ألم المسيح ردائي ..) وانساقه الثلاث
- عدنان عزيز دفار في رماد السنين بين أضرحة الوجع وصهيل الأماني
- رائدة جرجيس نرجسة شعرية مضمخة بالقلق
- قبعة حميد المختار شعريا نموذج القراءة قصيدة علي الأمارة
- تبقى الشاعرة ذكرى لعيبي في الآن ولا تنسى الآوان
- سوسن السوداني عندها الحب هو الامل قصيدة (ترخيص منتصف الليل)أ ...
- الموضوعي الذاتي في شعر بارقة ابو الشون
- ضحى بوترعة تهمس لك ارتحالاتي
- توالد المعنى ما بين الحرف والنقطة قراءة في ديوان(شجرة الحروف ...
- امل جمال لاتمل احضان الشعر
- بين رائحة الحبر وشاشة الحاسوب
- الادب بين أصالة الحضارة والحداثة المستمرة
- مليكة مزان واحتمالية شعرية اخرى
- ماجد موجد بين الهم الذاتي والموضوعي
- التجاور الشعري /نجاة عبدالله انموذجا
- فاطمة الشيدي بين الصورة الشعرية وتماسك النص
- امل جمال والعولمة الشعرية


المزيد.....




- حماس تنفي نيتها إلقاء السلاح وتصف زيارة المبعوث الأميركي بأن ...
- صدر حديثا ؛ إشراقات في اللغة والتراث والأدب ، للباحث والأديب ...
- العثور على جثمان عم الفنانة أنغام داخل شقته بعد أيام من وفات ...
- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الاستثمار والتحول في رؤى الشاعر نمر سعدي