أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - مبادرة من أجل الحالة الكوردية في سوريا














المزيد.....

مبادرة من أجل الحالة الكوردية في سوريا


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 3423 - 2011 / 7 / 11 - 16:17
المحور: القضية الكردية
    


لا يمكن للأحزاب الكوردية الانخراط في المشهد السوري المتحول الراهن على أس ذهنيتها النسق في العقود الماضية, فالفضاء الفكري والسياسي في الشرق الأوسط وسوريا يعيش انقلاباً مفاهيمياً تاريخياً, وعلى الأحزاب الكوردية إعادة بناء برامجها السياسية ورؤاها المستقبلية, بما يجعلها محايثة للتحولات الجذرية الراهنة التي تعد بولادة فرص جديدة مخفورة بأطياف من التحديات الجديدة أيضاً, يمكن للمراقب المحايد اليوم الجزم بأن الذهنيات الحزبية القديمة أفلست واستنفدت رصيدها المادي والمعنوي, لقد أصبحت من خلال التجارب العديدة خلال العقد الأخير في أقل تقدير مجرد صيغة أبوية وصائية في الشارع الكوردي ( أتحدث عنها كنهج ممارساتي, ففيها أيضاً قامات إصلاحية جذرية مهمشة ) بقليل من الصدقية والكثير من الازدواجية والاحتيال السياسي, ولم تعرف تلكم الأحزاب تبدلات عميقة في هيكلياتها وخطابها إلا فيما ندر, ولهذا تخبطها في مواكبة الحراك السوري الراهن والتعاطي مع المشاريع التي تطرح بمزيج من الرفض لحسابات غير مفهومة أو التسول السياسي بنية نيل بركات أحزاب عربية سورية لم يسمع بها الشارع السوري المنتفض, على الأحزاب الكوردية اليوم اعتماد التحول البنيوي والهيكلي. لأن الحزب السياسي هو أحد أدوات التنمية السياسية كما هو متعارف عليه في أدبيات التنوير والحداثة, ولأن المتحول السوري الراهن يقتضي تنظيمات متحولة, فالحنين إلى مستقبل كوردي مفارق يجد مشروعيته في الانفلات من قيود الثابت. حينها يمكن الانتقال إلى الطور الثاني المتمثل في نشدان وبلورة صيغة ائتلافية كوردية كمؤسسة مرحلية تكون المعبر عن النزوع التيموسي الكوردي في سوريا وسط تلبد الأجواء وآفاق اللحظة السورية.

يمكن تسمية الصيغة المرحلية تلك بـ " ائتلاف القوى الكردية للتغيير الديمقراطي في سوريا " ويمكن أن تكون هذه الحاضنة خليطاً من الأحزاب السياسية والمنظمات الحقوقية والروابط الثقافية وشخصيات وطنية مستقلة ( يمكن أن يكون بينهم رؤساء عشائر ورجال الدين شريطة أن يكونوا وطنيين وليسوا من سدنة السلطة ) ولكن دون أن تتكرر هنا التجارب الارتجالية السابقة من حيث الأطر العديدة التي أطلقت في المجتمع الكردي وكانت الترشيحات لتلك الأطر تتم بعقلية توزيع المقاعد كما توزيع الغنائم, لهذا من الأهمية بمكان أن يتم التأسيس للائتلاف بفعل تشاركي لا حصري. يكون لهذا الائتلاف هيئة تنفيذية عليا منتخبة ( يمكن اختيار التسمية المناسبة لها ), وهيئات أدنى في المناطق الكردية وفي المدن التي تشهد وجوداً كردياً, ويكون للائتلاف ناطق رسمي, والمهم في هذا الإطار أن يكون مخترقاً للخلافات البينية مقاماً على قاعدة تسويف التبيانات الكردية وترحيلها إلى لحظة ما بعد التغيير الديمقراطي, فالهاجس في هذه المرحلة يجب أن يكون المصلحة العليا للقومية الكردية كمكون أساسي في سوريا الحالية وسوريا الغد, وكيفية التعبير عن هذه المصلحة العليا, لئلا نخرج من اللحظة السورية الراهنة بخفي شعارات وهتافات, ولئلا نعود إلى مربع 1946 مجدداً, وما يهم هنا أن تشكل في إطارها لجنة أو هيئة لصياغة السياسات تعتمد في عملية رسم السياسات على خلايا التفكير في المجتمع الكردي ( كتاب, مثقفون, مفكرون .. إلخ ).

وما دامت الأحزاب السياسية مؤلفة من أفراد منظمين وفاقاً لأنظمة داخلية حزبية, فلا يجب ترك هوامش أوسع أمامها لئلا تحتكر العمل القومي والوطني, بل على المثقفين والنشطاء والكتاب المستقلين العضويين والمنظمات والفعاليات المجتمعية الأخرى التي كانت حتى الأمس القريب مغيبة ومهمشة أو منحسرة طوعياً لأسباب عديدة عن فضاء الشأن العام أن تأخذ أيضاً بزمام المبادرة, وتتحول بالتالي إلى عامل ضغط وتوجيه, وإلى شريك فاعل وأساسي في الخطوات التمهيدية للمشروع, وفي صوغه, وفي إطلاقه, وفي مراقبته, ومتابعته, إضافة إلى النشاط الفاعل في ذلكم الإطار المؤسسي, وعلى هذا الائتلاف أن يطلق مشروعه التنظيري ( البرنامج ), ويحاول التعبئة والتجنيد السياسي والثقافي من أجل فرضه وإنجاحه. بذا يتحول إلى مركز قرار سياسي كردي في سوريا, يقدم الحلول والحلول البديلة.

لا يمكن لهيئات هذا الائتلاف استبعاد أحد من إطار التشاور, وليس لها التعويل على الأفراد والجماعات المتآلفة مع أحزابه وبرنامجه, بل عليها التعويل على المتعارضين معه في الشارع أيضاً ممن يمتلكون الخبرة, فالمجتمع الكردي ليس مزرعة أو ملكية حصرية لأحد. ومن هنا أدعو الكتاب والمثقفين الكورد إلى التباحث والنقاش حول إطلاق جماعة ضغط كجبهة ثقافية وفكرية, وإلى تشكيل إطار تنسيقي من أجل المرحلة الراهنة وآفاقها, لها ميثاقها وهيكليتها ظل تهميش المثقفين والكتاب والنشطاء الكورد المستقلين كوردياً وسورياً, يمكن تسمية هذا الإطار بـ " المنتدى الكوردي للتغيير الديمقراطي " يكون ميكانيزماً عضوياً لصوغ السياسات وتقديم الأفكار للأحزاب الكوردية الناشطة في الساحة كهيئة استشارية.

يكفينا هدر الوقت في ارتجاليات عقيمة وسفسطات لا جدوى منها, يجب أن نتطلع إلى تسجيل التزام في المجال السياسي والثقافي حيال القضية العادلة لشعبنا الكوردي, ينشر القيم التنويرية في المجتمع من ديريك إلى عفرين, ويعبر عن الحالة الكوردية وتطلعات الكورد بإمتياز, ولا يمكننا ذلك إلا بالتخلي عن السياسات القديمة والتفكير في التغيير المطلوب وإعداد العدة للغد الذي ننتظر.

مرحلة جديدة في البلاد تستدعي روحاً كوردية جديدة في المستويات كافة.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاختزالية السورية وتخوين المختلف
- وثيقة هيئة التنسيق الوطنية : تسويف الكورد إلى إشعار سوري آخر
- الصمت والخرس والسكوت منتجٌ كوردي بامتياز
- ادّكارات
- هزيمة
- محاولة للوداع
- فيديل الزرقاوي وأبو مصعب كاسترو
- نعمْ .. كلُّ داخلٍ سيهتفُ لأجلكَ وكلُّ خارجٍ أيضاً ...
- غارة على الحبر
- لماذا ينسحب الكرد من الاهتمام بالشأن العام ؟.
- كما يليق بعدو الفرح
- أجراس حلبجة وقامشلو
- ماكو الكردية والحماقات الإيرانية
- المشروع البروكوستي لخلق أحزاب للتصفيق
- العفلقية الجديدة : رياض تركمبوس والذين معه
- إيران النووية أخطر أم إيران القمعية
- لا لطاولة إعلان دمشق .. نعم لطرابيزة الإعلان الكردي
- جمهورية الأنفلونزا -- دجاجة لكل كردي
- ترجمة الكائن
- هرطقات شاعر


المزيد.....




- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - مبادرة من أجل الحالة الكوردية في سوريا