أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - الصمت والخرس والسكوت منتجٌ كوردي بامتياز















المزيد.....

الصمت والخرس والسكوت منتجٌ كوردي بامتياز


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1663 - 2006 / 9 / 4 - 07:01
المحور: القضية الكردية
    


أكبر وأهم إنجاز يحققه الكورد في الألفية الثالثة أنهم مرة أخرى يخسرون كوردستانهم على مهل, وتبدو أبواب المجهول مفتوحة أمامهم إلى حد القيء, ما دامت النخب البهلوانية السياسية والثقافية والحقوقية الكوردية مجرد كائنات متعفنة ومستقيلة ومهجورة ومنحلة, وتنتعش في مضائق وتفاصيل وضيعة وساقطة.
إلى الآن كلما قرأنا في كتاب ما عن ثورة كوردية, أو حدث تاريخي كوردي نغلق الكتاب حينما نصل إلى هزيمة ما, وكأننا نريد أن نوقف تيار الماضي, ولا نريد بذا أن نقرّ ونعترف بالهزيمة وأيديولوجيتها, ونرفض بذا أيضا أن تتحول القضية الكوردية إلى قضية ثانوية وهامشية وتتحول كوردستان إلى مجرد أضحوكة أو أكذوبة.
نقرأ في كتاب " ديفيد مكدول " الجميل المعنون بـ " تاريخ الأكراد الحديث " في مقدمته قوله:
" لقد أفردت مساحة كبيرة للسنوات 1918- 1925, والسبب في ذلك بسيط. ففي تلك الفترة القصيرة فقد الأكراد فرصتهم الكبيرة في تشكيل الدولة, ووجدوا أنفسهم منقسمين كأقليات في نظام الدول الجديدة التي حلت محل الإمبراطوريتين القاجارية والعثمانية, وكانت تلك لحظة حاسمة في تاريخ الشعب الكردي ".
ولاشك أن المتتبع لما يدور في المنطقة في الآناء الأخيرة يبصم بالعشرة على حقيقة مفادها أن سيناريوهات العقدين الثاني والثالث من القرن العشرين تتكرر بتلاوين أخرى في هذه اللحظة التاريخية دون أن نتمكن من التقاط ولو فتاتها.
سنشهد الهزيمة تلو الهزيمة. سنشهد الانقراض السياسي تلو الانقراض السياسي, ما دامت إطاراتنا السياسية والثقافية والحقوقية مجهضة وتتكاثر في رحم العفونة.
هنالك اليوم تحديات كبرى تعصف بالملف الكوردي في هذه المنطقة العاصفة من العالم. هنالك اليوم وضع سياسي وثقافي واقتصادي وحضاري نيغاتيف يرتب في المنطقة من قبل "أولي الأمر". ولا يمكن للكورد أن يبقوا متفرجين صموتين فيما معركة المستقبل تجري في غيابهم وتستدعي منهم التخلص على جناح السرعة من النكسات المزمنة السياسية والثقافية, فلا يمكن لنا دخول المستقبل بهذا الكم الهائل من التراجعات والإفلاس والسقوط والتسبيح بحمد التأخر التاريخي والعفونة التاريخية.
مقارنة عابرة بين الاصطفاف الشعبي العربي وقسم كبير من الأحزاب العربية بتياراته المختلفة وراء حزب الله اللبناني, وعقلية " أذهب أنت وربك فقاتلا " الكوردية في تعاملها مع الهجمة الأمريكية والعراقية والإيرانية والتركية على حزب العمال الكوردستاني سيجعلنا الخاسرين التاريخيين والمفلسين التاريخيين, وسنصل إلى أدنى سلم الانحطاط إذا ما علمنا أن الموقف التضامني لفنانة إيروتيكية مثل هيفاء وهبي مع مصاب لبنان هو أقوى بكثير من مواقف غالبية مثقفينا الكورد وأحزابنا ومنظماتنا الحقوقية إذ تقابل أي تعدٍ أو افتئاتٍ على أي فصيل كوردي بدوائر من إدارة الظهر والانبطاح واللامبالاة المزمنة والحسابات البراغماتية القاصرة على حساب الدم الكوردي والغد الكوردي.
لا مبرر لهذه الاهتزازات والارتدادات السياسية والثقافية الكوردية, فالخاسر من إغلاق مكاتب محسوبة على العمال الكوردستاني في العراق هم الكورد, والخاسر من تجريد حزب العمال الكوردستاني من سلاحه هم الكورد دون أدنى شك.
متى سنفعّل هذا التضامن الكوردي الضرورة, ومتى سنفعّل هذا الحس العام المشترك الكوردي الضرورة. متى نكفّ عن الترديد الببغاوي لحجج ونعوت الآخرين, فالكوردي هو الكوردي سواء أكان في الحزب الديمقراطي الكوردستاني أم الاتحاد الوطني الكوردستاني أم العمال الكوردستاني أو أي حزب سياسي آخر في أي جزء آخر.
هذا العقل الكوردي المستلب اليوم لا يسهم عمليا سوى في هدم الجدار القومي الكوردي وتعميق التشظي الكوردي وإنتاجا لمشروع الآخر الاستئصالي كورديا.
نحن شعب مفلس وعاطل عن الحلم ومدمن للتفرج والتصفيق لقتلة الكورد, فلم نتحرك يوما بناء على الروح القومية. سقطت مهاباد ولم نحرك ساكنا, فيما كانت الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج تغلي في الشوارع متضامنة مع نضالات بعضها وضد المنتدبين والمستعمرين. سقطت حلبجة ولم نحرك ساكنا, فيما كانت الشعوب العربية من محيطها إلى خليجها تزرع الشوارع بالتظاهرات والهتافات تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية الأولى. هل هنالك ضرورة لذكر المؤنفلين وضحايا الهجرة المليونية عام 1991 وخيرة الشباب الكورد الذين قضوا في سجون تركيا وقتلى الكورد في ماكو.
أنا أعتبر إغلاق مركز أوجلان في بغداد طعنة نجلاء للديمقراطية العراقية الوليدة, التي كنا سنتباهى بها طويلا كونها ميكانيزم تفعيلي لجواره المغيب عن الحراك الإنساني المعاصر, ولكن تجري الرياح بما لا يشتهي الكورد. فإغلاق هذا المركز هو علامة على ديمقراطية مبتسرة ومغلفة بالمصالح السياسية للجوار العراقي الحاقد.
هنالك في مصر مركز ابن خلدون وهو للدراسات ويهتم بقضايا عديدة على رأسها حقوق الإنسان والأقليات والتنمية. كانت أمريكا وبعض دول الغرب تدعمه وتموله معتبرة إياه واحة ديمقراطية تحتاج الرعاية, وسبّب اعتقال الأمن المصري لمؤسسه سعد الدين إبراهيم مشكلة ديبلوماسية بين الولايات المتحدة ومصر وصلت إلى حد حرمان مصر من المساعدات الأمريكية السنوية, أما في العراق الذي يشهد حرية تعبير غريبة عن الشرق الأوسط ويشهد انتخابات ليس بها زيف, فيغلق المركز العراقي الذي يمت وعبر اسم أوجلان فقط للكورد بصلة, ودون أدنى هيصة, أما لماذا تنحر المقدمات الديمقراطية في العراق الوليد فعلمه عند القوى العراقية التي عانت الأمرين على يد الأحادية وعقلية المصادرة والتشميع بالأحمر فيما مضى.
يحدث كل هذا على مقربة من النزيف الكوردي وبجوار هذا النزيف أو لنقل بداخله, ولا يتحرك السياسي الكوردي أو المثقف الكوردي يبدو أن لهم حسابات أخرى. يبدو أن مصالحهم اللحظية لا تملي عليهم التحرك. أنا لا أدري متى سينقلب هذا السياسي الكوردي وهذا المثقف الكوردي على حالة التعفن المزمنة, فليس الانقلاب من شيم العسكر فقط. كل جوانب الحياة المجتمعية تحتاج إلى سلسلة انقلابات, ولكن انقلاب المثقف يتميز عن انقلابات العسكر في أنه انقلاب على المنطلقات الأيديولوجية والمفاهيمية والأسس المعرفية. نعم هنالك اليوم هشاشة منقطعة النظير تنمو في مجتمعنا الكوردي. في السياسة والثقافة.
يبدو من خلال قراءة الموقف السياسي الكوردي والثقافي الكوردي الصامتين ( أرجو ألا يكون إلى الأبد ) خلال أسابيع عدة أن المحور الإيراني – التركي هو محور خير بالنسبة لمثقفينا لملازمتهم السكون المطبق حياله. ليس هنالك من خلال قراءاتي مثقفون ليس بهم أدنى كبرياء كالمثقفين الكورد الذين علمونا خلال سنوات مديدة ومريرة أنهم في هولير حين يدعون إلى هناك للمشاركة في مهرجان ثقافي بارزانيون أماجد وأنهم في السليمانية طالبانيون أماجد, وحين كانوا يدعون إلى بيروت أو آمد كانوا آبوجيين أماجد, حتى أن أحدهم دوّخنا ببياناته واتصالاته ومراسلاته لأن حسن سليفاني أخطأ مرة خطأ العمر ولم يدعوه إلى مهرجان دهوك, وهو الذي يكتب في الآناء الأخيرة أمور تثير قيئي وضحكي واستهجاني في انقلابه على حريته وارتماءه في أحضان الدولار الذي ينتظره من جهة يكيل لها المدح دون أن يكون معتقدا بها, وكان حتى الأمس القريب ينعتها بالأحادية والشمولية وكنا نقول له ولأمثاله من مثقفي الولاءات والمثقفين الأيتام والأزلام: لا.. انتقد و لاتتهم.
هذا المثقف والعديدون غيره من الذين يغيرون جلودهم يوميا ابتغاء الوصول إلى المنصب والامتياز والمكتسب. هذا الفصيل الثقافي المنافق عليه إذا انتقل إلى دائرة التزلف والنفاق أن ينتقل إليها بالتقسيط الممل لا دفعة واحدة. يعني يفترض به أن يترك مجالا لخط الرجعة.. أليس كذلك؟.
خلال الفترة القريبة الماضية قوبل ملف المقاتل الكوردي عباس أماني من المنظمات الحقوقية الكوردية بالصمت, فيما لم تقصر ولو بيانا حيال مقتل اللبنانيين في الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل, وقوبل مقتل الصحافية الكوردية أيفر بالصمت وإن كان نسبيا هذه المرة, وقوبل إغلاق مكاتب ثقافية وسياسية عائدة إلى منظمات وإطارات محسوبة على العمال الكوردستاني بالصمت. يبدو أن الصمت والخرس والسكوت منتج كوردي بامتياز.
هل نقول للأحزاب الكوردية والمنظمات الكوردية جزاكم الله شر الجزاء على صمتكم, أم نقول لهم استقيلوا وتقاعدوا ليقول عنهم الكورد الذين بهم أنفة وكبرياء قومي :الحمد لله الذي أذهب عنا الرجس.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادّكارات
- هزيمة
- محاولة للوداع
- فيديل الزرقاوي وأبو مصعب كاسترو
- نعمْ .. كلُّ داخلٍ سيهتفُ لأجلكَ وكلُّ خارجٍ أيضاً ...
- غارة على الحبر
- لماذا ينسحب الكرد من الاهتمام بالشأن العام ؟.
- كما يليق بعدو الفرح
- أجراس حلبجة وقامشلو
- ماكو الكردية والحماقات الإيرانية
- المشروع البروكوستي لخلق أحزاب للتصفيق
- العفلقية الجديدة : رياض تركمبوس والذين معه
- إيران النووية أخطر أم إيران القمعية
- لا لطاولة إعلان دمشق .. نعم لطرابيزة الإعلان الكردي
- جمهورية الأنفلونزا -- دجاجة لكل كردي
- ترجمة الكائن
- هرطقات شاعر
- بصيصُ انتظار في مقهى الغيابات
- الإرهاب التركي وصمت القبور الكردي
- تمثال مضرج بالأرق


المزيد.....




- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...
- العراق.. إعدام 11 مدانا بالإرهاب في -سجن الحوت-
- السعودية ترحب بالتقرير الأممي حول الاتهامات الإسرائيلية بحق ...
- -العفو الدولية-: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريك ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - الصمت والخرس والسكوت منتجٌ كوردي بامتياز