أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - ماكو الكردية والحماقات الإيرانية














المزيد.....

ماكو الكردية والحماقات الإيرانية


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 10:59
المحور: القضية الكردية
    


يشكل نظام الملالي الإيراني بجانبه القمعي التسلطي امتداداً للنظام الشاهنشاهي الذي أطيح به عام 1979, لا بل يتفوق النظام المذهبي الإسلاموي الحالي والجاثم على أنفاس المكونات الإيرانية في سياساته القمعية والإقصائية ومصادراته للحريات والأرواح على النظام السابق عليه.
تبدو إيران اليوم بممارساتها اللاإنسانية واللاأخلاقية دولة خارجة على الديمقراطية والقانون الدولي, لا بل هي دولة رافسة لهما.
تعيش إيران أزمة تاريخية شاملة نتيجة لإفلاس سياساتها الاجتماعية والثقافية, وانهيار الثقة بشرعية نظامها الشمولي الثيوقراطي, وافتقارها إلى القيادة السياسية الحكيمة, ونمو التيارات العنفية كردة فعل طبيعية على الخنق واسع النطاق للحريات, وقلق المكونات الإيرانية على مستقبلها بنتيجة مضاعفة الضغوط العالمية عليها بسبب من ملفها النووي, ولا يفهم ساسة طهران في تغير البيئة الجيوسياسية العالمية شيئاً إذ أنهم متشرنقون على كتبهم الفقهية, ولا يستطيعون الخروج من قواقعهم الحوزوية, فهم لا يستطيعون استيعاب مسألة تفاقم محنة الأنظمة الأوتوقراطية وتنامي عوامل تقويضها الأمر الذي يعجل في نهاية استمرارها واستقرارها وتحولها مرغمة من تصدير الثورة ( المفرمل ) إلى استيراد التغيير الذي سيتطلب زمناً لا بأس به ولكنه قدري على التوتاليتاريات.
لا شك في أن إيران كمثل دول جوارها في الشرق الأوسط تعيش في مهب ضغط مزدوج يلقى صداه أولاً في تنامي الحراك الديمقراطي لقوى الأثنيات المغيبة, وثانياً في رغبة القوى الدولية لدفع هكذا أنظمة هشة نحو مزيد من الانفتاح الديمقراطي والعقلنة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
بناءً على ذلك هل بمقدور النظام الإيراني اليوم إقامة جسور مع الداخل التعددي, والتخلص من عقلية المواجهة الخاسرة مع الخارج الصبور أكثر من اللازم, سيما وأنها تشهد يقظة لقوى المجتمع المدني والمعارضات القومية المعوَّل عليها غربياً لإحداث التغيير الديمقراطي؟.
لا شك في أن الجواب سيكون لا, فإيران التي قتل حراس ثورتها المنخورة ( حراس العمامات واللحى ) خيرة القوميين الكرد الشباب في أزقة مدينة ماكو الكردية قبل أيام, واعتقلوا المئات لاحقاً ليتعفنوا في زنازين الرعب الإيرانية, وحولوا شوارع ماكو والمدن الكردية الأخرى في شرقي كردستان المستعمرة من إيران إلى ثكنات عسكرية ومعتقلات مفتوحة لا تريد أن تفهم وتستوعب حقبة الأنوار القادمة إلى المنطقة والتي تعصف بجميع الشموليات المريضة التي عفا عليها الزمن الإنساني الجديد لهذا تمسكها الدؤوب بالهراوة الأمنية والدبابة في وجه كل محاولة نهوض ديمقراطية ساعية إلى خلاصها في الغد الأفضل الذي برسم التأسيس.
فقهاء الظلام في إيران لا يريدون سوى هدم إيران على رؤوس الإيرانيين, وترميم المدخل القمعي إلى المستقبل بدلاً من اعتماد مخرج ديمقراطي انفتاحي يحيي الشعوب الإيرانية ويبعثها مجدداً, ويضعها على الخارطة السياسية الإيرانية الخالية من كل صوت حر ومختلف, وهذا ما سيجر الخراب العميم والويلات على إيران ويمزق هياكلها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ويذروها في الرياح. إذ ليس من الممكن تأسيس الدول وإدامتها وفاقاً للعصبية المذهبية الدينية الميليشياتية الخارجة على التاريخ والمنطق.
ما حدث في ماكو الكردية لم يكُ مفاجئاً, فقبل أشهر تكررت الدموية الإيرانية في مهاباد الله والكرد, ولاحقاً منع النظام الثيوقراطي المتعفن الكرد من الاحتفاء بذكرى تأسيس الجمهورية الكردية الوحيدة في العصر الحديث في مهاباد.
كل ذلك متوقعٌ من عدوٍّ مبين سدّ النوافذ مراراً في وجه المطمح الكردي. عدوٌّ يراه "قاضي محمد" مؤسس جمهورية مهاباد الكردية في وصيته الأخيرة قبل الإعدام والمترجمة إلى العربية والمنشورة قبل أيام على يد الأستاذ الفاضل محسن جوامير أكثر ظلماً, وألعنُ, وأكثر فسقاً, وأقلُّ رحمةً من الجميع, ولا يتورع عن اقتراف أي جريمة بحق الشعب الكردي " فالبغض والكراهية متأصلان فيهم ( يقصد الفرس ) طوال التاريخ ولحد اللحظة" ولكن أن يقابل الكرد في أجزاء كردستان الأخرى الجرائم والجرائر الإيرانية بهذا الصمت المبين فهذا لعمري غريب.
كان لكل كردي الوقوف في وجه العنف الإيراني في ماكو وشرقي كردستان عبر حركة تضامن كردية واسعة وتفعيل الحس العام المشترك الكردي وهذا الوعي القومي المشترك من ماكو ومهاباد شرقاً وإلى البحر المتوسط غرباً وتعرية العنف الإيراني الرعاعي العاهر, فلا يعقل التزام الصمت حيال مذابح العدو بحق الكرد أنى كانوا ونحن نمتلك كل هذه الفضائيات والمواقع الالكترونية والجرائد والمجلات والإذاعات والأحزاب ( عقارب بياناتها ومناشيرها توقفت على جنوبي كردستان وشمالي كردستان وليس لكرد شرقي كردستان إلا الله ) والتجمعات الثقافية.. كل صمت وركون إلى السكوت هو شراكة في جريمة القتل تلك.
أنسينا إبّان انتفاضة الكرد في قامشلو وكوباني وعفرين هبةَ كرد شرقي كردستان أم أن كردُ ماكو وشرقي كردستان همْ أبناءُ الجواري والإماء, ولا يستحقون أيّما التفاتة منا نحن الكرد في الأجزاء الأخرى؟...
سينتظر كرد غربي كردستان متخمين بصمتهم دمقرطة إيران ونيل الكرد هناك فيدرالية ليتحركوا ويخرجوا عن وقار الصمت.
الأحزاب الكردية هنا ستفتح لها منصاتٍ لإطلاق البيانات في مهاباد, بينما أهالي مدينتي كوباني فسيحزمون حقائبهم ويصطحبون إلى هناك حفاراتهم, وأهل عفرين سيروجون في شوارع ماكو وسنه وكرمانشان للبضائع الحلبية. هذا هو التضامنُ الكردي, فلا تنتظرْ يا كرديَّ ماكو بعدُ كثيراً ولا تتوضأ بالصبر.



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشروع البروكوستي لخلق أحزاب للتصفيق
- العفلقية الجديدة : رياض تركمبوس والذين معه
- إيران النووية أخطر أم إيران القمعية
- لا لطاولة إعلان دمشق .. نعم لطرابيزة الإعلان الكردي
- جمهورية الأنفلونزا -- دجاجة لكل كردي
- ترجمة الكائن
- هرطقات شاعر
- بصيصُ انتظار في مقهى الغيابات
- الإرهاب التركي وصمت القبور الكردي
- تمثال مضرج بالأرق
- باقة حبر .. حديقة خسارات
- القضية الكردية في سلة محذوفات أبواق دمشق
- إعلان دمشق .. ثغرات وأخطاء وسوء نية
- لا بد من الثورة الثقافية في تركيا
- جوهر الأحزاب الكردية في سوريا
- كوباني وتجديفات الاعلام السوري
- ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف
- هذيانات تركيا
- الفكر القومي العربي المفترس والانبطاحي
- ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة


المزيد.....




- الأمم المتحدة: 800 ألف نسمة بمدينة الفاشر السودانية في خطر ش ...
- -خطر شديد ومباشر-.. الأمم المتحدة تحذر من خطر ظهور -جبهة جدي ...
- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - ماكو الكردية والحماقات الإيرانية