أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى اسماعيل - كوباني وتجديفات الاعلام السوري














المزيد.....

كوباني وتجديفات الاعلام السوري


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1296 - 2005 / 8 / 24 - 10:14
المحور: الصحافة والاعلام
    


يوم15آب 2005 لم يكُ فريق الفتوة (دير الزور) الذي كان شغب جماهيره أحد أسباب القومة الكردية الشعبية فيما سمي لاحقاً بأحداث قامشلي والشمال السوري ضيفاً على كوباني. لم تكُ هنالك ثمة مباراة لا في كرة القدم ولا في غيرها من الألعاب , ولم يكُ هنالك فريق الجهاد , فالنادي الوحيد لكرة القدم في كوباني أغلق منذ سنوات بناءً على تفاقم حالة الفساد الإداري والسرقات المستفحلة فيه .
لم يك هنالك ثمة شيء يذكر سوى مناصرون لحزب العمال الكردستاني تجمعوا في اليوم المذكور , في أحد الشوارع العريضة في كوباني للاحتفاء بإطلاق أول رصاصة غسل عار على الاستعمار التركي عام 1984 , وكذلك الاحتفاء المهيب بأبنائهم الشهداء الذين أعلنت أسماؤهم على الملأ الكردي قبل ذلك بفترة .
والاحتفال بذكرى 15 آب دأبت عليه تلكم الجهة الحزبية وأصبح تقليداً سنوياً , ولم يك في الأمر ثمة مفاجأة أو حالة غريبة تستدعي كل هذه الغرابة في تفاقم العنف والقمع البوليسي وتحولهما إلى تكريس سادية أمنية , وبالتالي حالة إرهاب وخوف بين الجماهير الكردية , لا سيما الصغار منهم .
والملفت الآخر , هذا النفير الدعائي المريض الذي تصاعد في الإعلام السوري الرسمي , والمحسوب على الرسمي , وإظهار القمع البوليسي للحالة الاحتفالية السلمية في كوباني على أنها أحداث شغب واسعة النطاق أودت بالعشرات من الجرحى وواجهات المحلات ونهب الممتلكات , الأمر الذي من شأنه الإضرار- حسب الإعلام السوري بنسخه الفوتوكوبي – بالوطن والمواطن .
على أنه لم يك هناك ثمة شغب أو تمرد أو عصيان مسلح أو محاولة انفصالية في كوباني . جلَّ الأمر أنه كان هنالك اجتماع بشري بهدف تذكر الأبناء الذين قضوا شهداء في درب الآلام الكردي الطويل اتخذ شكلاً احتفالياً وهو ما لم يرق لقوات حفظ النظام والأمن الذين تكبدوا مشاق السفر ووعثاء الطريق , فما كان من أمرهم إلا الانقضاض على النسوة وإطلاق الشعارات الاستفزازية وهي أساليب مجربة بهدف إخراج الأهلين من حالتهم السلمية إلى حالة ذهنية إقصائية وعنفية كحالتهم .
نعم كانت هنالك أحداث شغب في كوباني ولكن لم يك الكرد عناصر فيه . بل المشاغبون الأوحدون هم قوات حفظ النظام والشرطة السورية .
المشاغبون الذين ضربوا الأهلين وأسالوا الدماء من الرؤوس هم الطرف الحكومي وليسوا الكرد العزّل إلا من أغصان الزيتون .
المشاغبون الوحيدون في كوباني الذين كسروا الواجهات الزجاجية للمحلات ونوافذ الدور وأبوابها كانوا غوغاء الطرف الحكومي .
المشاغبون الوحيدون الذين جابوا أزقة كوباني وحواريها بعدما انصرفت الجموع الكردية عن الاحتفال ولم يوفروا أحداً من وجبات غازهم المسيل للدموع ونباح رصاصهم وهراواتهم هم غوغاء الطرف الحكومي .
ولكننا بعد كل ذلك سعداء , فلم يخرج أحد ذوي المناصب الرفيعة واتهم أهالي كوباني بالمحاولة الانفصالية أو أنهم مدفوعون من أمريكا وإسرائيل والغرب الحاقد , وهو أمر كان متوقعاً , ولكن الحمد لله .
يشطح الإعلام السوري في تصوير الحدث , والحقيقة أن لا أحد في كوباني صغيراً كان أم كبيراً حاول التعرض للمارة أو حاول تمزيق واجهة محل تجاري , فكوباني – وهذه بديهة – قائمة كغيرها من مدن الكرد على توازنات الرعب القبلية والحرب الباردة العشائرية ولا يمكن لأحد في ضوء ذلك الاتيان بمنكر كالمنكر الذي أتت به الشرطة وقوات حفظ النظام السورية .
لماذا يقوم ما يقارب ألفي شخص بأحداث شغب وهم يعلمون أن أبناءهم سقطوا شهداء في كردستان الشمالية وأنهم قتلوا بالرصاص التركي وليس السوري ؟ . لماذا يلجأ هؤلاء المتجمهرون حزناً احتفالياً على أبناءهم إلى الشغب . ما مبرر ذلك إذا ما علمنا بأن الكرد المحتشدين على جبل مشتنور المشرف على كوباني يوم نوروز يقاربون المئتي ألف ولا يأتون بحادث يذكر ويمضي يومهم بسلام .ونسوق على ذلك مثلاً احتفالات نوروز هذه السنة فلم أشهد شخصياً في مكان الاحتفال ثمة شرطياً واحداً ولم يسجل أي حادث يذكر .
أليس الإعلام السوري والحالة هذه يجنح للتجديف والأكاذيب ويدور في حلقات مفرغة ويطلق أحكاما قبلية على حدث لم يشهده بل كان متكولساً حينها خلف مكاتبه الوثيرة في العاصمة التي تبعد أكثر من 500 كم جنوب كوباني .
ألا تخطئ الحكومات بحق مواطنيها ورعاياها . هل تبعات الخطأ تلقى على كاهل المواطنين دائماً ؟. يبدو أن الإعلام السوري لا يفهم هذه البديهة بل يقفز فوقها عمداً , فاختلاق الأكاذيب صناعة سورية بإمتياز .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف
- هذيانات تركيا
- الفكر القومي العربي المفترس والانبطاحي
- ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة
- محاربة العرب السوريين للحقيقة الكوردية وأوهام الأخوة العربية ...
- شعوب دول الشمال وقطعان دول الجنوب
- آغوات الأحزاب الكردية وتفعيل الحرملك العثماني
- الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية
- الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء
- الشعب الكردي ما بعد اغتيال الخزنوي .. تظاهرات مقدامة وأحزاب ...
- المؤتمر العاشر التكريسي لسلطة البعث
- الشيخ الخزنوي وضريبة التفكير في زمن التكفير
- الماركسية حية ترزق والمطلوب هو تجديد المشروع الاشتراكي
- الثعلب التركي ومثقفو الحقيقة
- ملاحظات حول علاقة الأكراد بالدراسات الاستشراقية
- (الثقافة الكردية .. غياب النقد وتفاقم ظاهرة التقديس (التعامل ...
- فيلم الكيلومتر صفر وحصان المؤامرة العربي
- هل الفيدرالية الكردية رعب نووي ؟..
- يوميات الكاهن الكوباني في كنيس الغبار - تمارين ما قبل الرحيل
- عزيزي الديكتاتور .. أمريكا لا تستحم في مياه النهر مرتين


المزيد.....




- الصفدي لنظيره الإيراني: لن نسمح بخرق إيران أو إسرائيل للأجوا ...
- عميلة 24 قيراط.. ما هي تفاصيل أكبر سرقة ذهب في كندا؟
- إيران: ماذا نعرف عن الانفجارات بالقرب من قاعدة عسكرية في أصف ...
- ثالث وفاة في المصاعد في مصر بسبب قطع الكهرباء.. كيف تتصرف إذ ...
- مقتل التيكتوكر العراقية فيروز آزاد
- الجزائر والمغرب.. تصريحات حول الزليج تعيد -المعركة- حول التر ...
- إسرائيل وإيران، لماذا يهاجم كل منهما الآخر؟
- ماذا نعرف حتى الآن عن الهجوم الأخير على إيران؟
- هولندا تتبرع بـ 100 ألف زهرة توليب لمدينة لفيف الأوكرانية
- مشاركة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن في اجتماع مجموعة السبع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى اسماعيل - كوباني وتجديفات الاعلام السوري