أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء














المزيد.....

الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 05:29
المحور: القضية الكردية
    


1
مهاباد.. المهد الأول بعيدة .
تسكن درفات أرواح الكرد وحنينهم إلى جنين الدولة .
ومن مهاباد بقي للكورد الضالعين في الثورات والانكسارات وعقد الصداقات مع الجبال , المزيد من الذكريات وألبومات صور
تقرأ مآلات الأحوال ومدارات الحزن الكردي .
ومن مهاباد بقي للكورد مسعود البارزاني , الذي ولد في زمن الدولة / الحلم , ليبقى بعدها حالماً كبيراً حتى يثمر شجر كردستان .

2
على حدّ الشفرة ولد البارزاني الحالم .
على حدّ الشفرة يعيش البارزاني الحالم .
القدرية الثورية عمدته طفلاً في مهاباد المخاض الأول , والقدرية الثورية تباركه اليوم , وهو يقود أكراده رئيساً في هذه النهايات القصوى .
بين الزمنين خَبِرَ الرئيس / الحلم السياسات العفنة التي تميد تحت الأكراد والبُعاد والمنفى والحلم والموت وحكمة الجبال وتاريخ الوجع الإنساني
وماكينة الفاشية البعثية . ليخرج بعد كل ذلك واثقاً من أن على أرض كردستان ما يستحق التضحية وما يستحق الحلم وما يستحق الحياة .

3
مراراً سقطنا من قطار الثورات .
مراراً سقطت ثوراتنا من قطار التاريخ .
اليوم يمكن لنا أن نوقف كل النزيف التاريخي الكردي , ويمكن أيضاً أن نرسم على ألواح الجغرافية الأزلية , المنسية من الله اسم كردستان شاهقاً كما لم يكن .

4
تاريخنا الكردي رحيل بين الممكن والمستحيل .
في مهاباد كان المستحيل ممكناً . سرعان ما اندلق من بين أصابعنا .. من بين أرواحنا . لندخل بعدها متاهات المحاولة , ومتاهات البحث عن أفق .
في هولير . فتح الأخ مسعود البارزاني المحكوم بالأمل . المحكوم بالحلم المستحيل . الرحالة الكردي الباحث عن خيط الأفق بقجة الثورة , ليخرج قاضي محمد
والخالد البارزاني ورجالات الأمس ويضعهم مجدداً على خارطة العالم , وهكذا تولد مهاباد من جديد , لكن هذه المرة في أزقة هولير والسليمانية ودهوك وزاخو وكركوك .
وهكذا نصبح شهوداً نحن قرّاء الأمس على تصاريف القدر الكردي الذي يخرج من بين الأنقاض كردستان أخرى بفضل بيشمركة كردستان وقائدهم.. المؤتمنين على أسرار الفجر الكردي.

5
بانتخاب البارزاني / البيشمركة رئيساً يصفع أكراد الألفية الثالثة وجه التاريخ , ووجه السياسة , ووجه الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي كان هدفها الأوحد بيع الأكراد في مزادات سرية
إلى الأنظمة العاهرة والمتاجرة بقضية هذا الشعب الذي ينسخ الموت منذ آلاف السنين , ورغم أن الكورد كانوا الوحيدين في مواجهة آليات القمع والموت والتهجير والمبيدات البشرية
والأنفالات والمقابر الجماعية لعقود وعقود ولا أصدقاء سوى الجبال والكلاشينكوف وعلب التبغ والروح القومية الهادرة , فإنهم أثبتوا دونما مواربة أو قهقرى أنهم سائسو المستحيل ومروضو المستحيل , فلهم اليوم دولة وإن لم تك على مقاس الحلم الكردي ورئيس وبرلمان ووزارات , وكفى بعلم كردستان الوضاء شهيداً .

6
يوم انتخاب الرئيس الكردي . كان يوماً لتكريم روح الأجداد . كان يوماً لإعادة الاعتبار إلى التاريخ الكردي والثورات الكردية . التي لطالما أجهضت وأحبطت بفعل تلاقح المصالح العالمية على ظهر الكرد . يوم العرس الكردي وُضِع أكليل نرجس كردي على قبور البدرخانيين الذين حملوا الحلم الكردي على ظهر حبرهم وتبعثروا مرغمين على المنافي ليكتبوا ويناضلوا باسم هذا الشعب العظيم الخالد الحي القيوم . يوم العرس الكردي وضع إكليل نرجس على قبور البابانيين , وإكليل نرجس على قبر قاضي محمد والمهاباديين الأفذاذ , وإكليل نرجس على قبور عبيد الله النهري ومير محمد الرواندوزي والشيخ سعيد بيران وإحسان نوري باشا والجنرال شريف باشا وسيد رضا والبارزاني الكبير .
يوم انتخاب الأسطورة الكردية مسعود البارزاني قَبّرَ الكورد لوزان والجزائر وصُنّاع حلبجة والأنفال وأحزان مهاباد وأحيوا روح الأجداد وعظام الأجداد .

7
نساء الأكراد لن يندبن بعد ذا .
ولن يلدن على دروب النزوح الجبلية بعد ذا .
ولن تمطر الطائرات المحلقة في سماء كردستان فوق الأكراد نابالماً أو كيماويات أو مساعدات إنسانية بعد ذا .
هذه نهاية تراجيديا الكرد , والمشهد الأخير من مسرحية التلذذ بمرأى الدم الكردي الذي أنبت كل هذا الشجر الذي يموت كبيشمركته واقفاً .
ولن نحبس بعد ذا دموعنا ونحن نقرأ الثورات الكردية في تحولاتها الدراماتيكية , فنحن اليوم أقوى من أي وقت مضى , ونحن اليوم نتنفس أوكسجين الأبد الكردي والزمن الكردي الذي يخضر أكثر في وجه كل أعاصير الحقد الجوفاء .

8
ما يحلم به الكرد بعد الحدث الجلل ذاك . أن تتحول كردستان من طقس الشرعية الثورية إلى مناخات الشرعية الدولتية .وأن يتم قطع حبل السرة مع الأيديولوجيات الحزبية في اختصارها لكردستان إلى مجرد كردستان على المقاس الحزبي , للانتقال إلى مفاهيم المجتمع المدني ودولة المؤسسات . حيث يتم تكثيف كردستان إلى حالة مفارقة للحالات الأخرى في دول الجوار .
كردستان الجنوبية تشهد منذ بدايات التسعينيات القرن المنصرم دوراناً في حلقات التحول الديمقراطي بسبب من القلق السياسي والاقتصادي وآن لهذا التحول الديمقراطي أن ينتقل إلى طور الديمقراطية الحقة والناجزة , فالكورد كانوا يقارعون الأنظمة الهمجية لعقود وعقود في سبيل دخول فضاءات الديمقراطية واحترام الاختلاف والتعددية وحقوق الإنسان , وينتظر الكرد والأقليات الأخرى في كردستان من الرئاسة الكردستانية تعميق المفاهيم الديمقراطية وخلق مجتمع الأنوار والنهضة التي كانت الأنظمة الديناصورية المنقرضة حجر عثرة في وجهها .
ما يلزم الكورد بعد كل الشقاء القومي الذي عانوه على أيدي الأنظمة الشمولية الكُلّيانية الرجيمة هو الوعي القومي الديمقراطي وهذا برأيي يشكل انتصاراً بحدِّ ذاته وغلبة على كل عقود الاجتثاث والإقصاء والتهميش المديدة بحقهم .
نحن ككورد نريد أن نكون مفارقين لكل الشعوب الأخرى في الجوار . نحن ككورد نريد أن نكون واحة حرية في صحراء الاستبداد والقمع والمصادرات الكثيرة .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب الكردي ما بعد اغتيال الخزنوي .. تظاهرات مقدامة وأحزاب ...
- المؤتمر العاشر التكريسي لسلطة البعث
- الشيخ الخزنوي وضريبة التفكير في زمن التكفير
- الماركسية حية ترزق والمطلوب هو تجديد المشروع الاشتراكي
- الثعلب التركي ومثقفو الحقيقة
- ملاحظات حول علاقة الأكراد بالدراسات الاستشراقية
- (الثقافة الكردية .. غياب النقد وتفاقم ظاهرة التقديس (التعامل ...
- فيلم الكيلومتر صفر وحصان المؤامرة العربي
- هل الفيدرالية الكردية رعب نووي ؟..
- يوميات الكاهن الكوباني في كنيس الغبار - تمارين ما قبل الرحيل
- عزيزي الديكتاتور .. أمريكا لا تستحم في مياه النهر مرتين
- العمال في مهب الكوكاكولا
- الديناصور هو القارىْ الأخير
- الأرمن .. الأكراد .. الآشوريون ..والمسلخ التركي
- الصحافة الكردية بين الفواتح القصوى والنهايات القصوى للقرون
- فصل المقال فيما بين آية الله المحتجبي والانترنت من اتصال
- شطحات العمامة القومجية الفارسية
- ورقة المجازر الأرمنية تكشف عورات تركيا
- البعث العراقي وتأميم القرآن
- الجعجعة التركية لن تنتج طحيناً


المزيد.....




- قناة -12-: الجنائية ما كانت لتصدر أوامر اعتقال ضد مسؤولين إس ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق دولي في المقابر الجماعية بمستشفيا ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: أعداد الشهداء بين الأبرياء ...
- لازاريني: 160 من مقار الأونروا في غزة دمرت بشكل كامل
- السفارة الروسية لدى واشنطن: تقرير واشنطن حول حقوق الإنسان مح ...
- غرق وفقدان العشرات من المهاجرين قبالة سواحل تونس وجيبوتي
- مصر وأيرلندا: غزة تعاني المجاعة وغير قابلة للعيش
- رئيس لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان يندد بالإبادة الجماعي ...
- البرلمان البريطاني يقر قانونا مثيرا للجدل لترحيل طالبي اللجو ...
- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى اسماعيل - الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء