أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى اسماعيل - ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة














المزيد.....

ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1256 - 2005 / 7 / 15 - 05:06
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يبدو أن حوار السيارات المفخخة والكلاب المفخخة والعبوات الناسفة والهجمات الإرهابية غطّى على حوار الحضارات والثقافات . لا بل صار بديله أو معادله الموضوعي , فأمام التمدن والثورات المعرفية الهائلة في الغرب لا يملك إسلامويونا الرعاع سوى القهقرى والمزيد من التحصن وراء ذهنية التكفير وهدر الدم ونحر الأطفال ومحاولات الإطاحة بطقوس العقلانية والتفكير الحر ليعيدوا الإنسانية إلى غياهب القروسطية وحظائر العمى العقلي .
هذا العنف المجاني اللاأخلاقي والذي لا مبرر له على الإطلاق يولد عنفاً آخر مضاداً وهذا ما جرى في نيوزيلندا وبريطانيا عقب تفجيرات لندن الإرهابية ويولد كذلك حقداً واسع النطاق على المسلمين أنى كانوا , وهكذا تهدم الجسور بين الشعوب لتصبح الحروب الرمزية منها والفعلية قناة الاتصال الوحيدة وبدلاً عن تلاقح الثقافات والمعارف يأخذ التلاقح بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة طريقه إلى اللاشعور الجمعي للشعوب .
ليست شعوب الغرب وحكوماتهم هي المسؤولة عن هذا التردي والانحطاط الذي تعيشه الشعوب الإسلامية وما يشهده العالم الإسلامي من فقر وجوع وانحطاط أخلاقي وفساد واستبداد , بل هي الحكومات الإسلامية التي قادت شعوبها ومنذ العصور الإسلامية الأولى إلى مزادات الموت المجاني وهدر الحريات ونفض المجتمعات الإسلامية من كل محاولة نهضة وتنوير كانت تلوح في الأفق .
هؤلاء الإسلامويون الرعاع وفقهاء الظلام وكراكي الموعظة يتحركون اليوم بعيداً عن أيما مرجعية دينية أو أخلاقية والحافز الوحيد لهم إعادة الناس إلى عصور اللقاحية الأولى . إلى الخيم والزرائب والقيل والقال الفقهي التكفيري لإجهاض ثورات البشرية في المعرفة والتقانة والاتصال .
ما تفعله أنعام التأسلم التفخيخي هو ثورة على الحرية والعقل والتقدم الإنساني وقطع للطريق أمام الخطوات الهائلة المرتقبة للإنسانية صوب فجر ولادة جديد . حيث لا مكان للفقر والجوع والطغيان بل فردوس إنساني لطالما حلم به الأنبياء والعرافون والفلاسفة منذ مغامرات العقل الأولى .
كالصغار يأخذ بيدنا الغربي في رحلة مشوقة إلى بلاد العجائب . حيث هدم اليقينيات والمسلمات ونقض الاستسلام إلى سلطان الغريزة والإطاحة بأنفاس القطيع الهادر .
رحم الله آباءهم وأجدادهم وأمهاتهم وأسكنهم فسيح الجنان , فبدلاً من انتظار الحمام الزاجل وحالة الجو الصحو لتوجيه رسالة إلى جهة ما , صار الانترنيت بميزاته الفنية والتعبوية قادراً على إيصال صوتك إلى أقاصي المعمورة في ظرف ثوان لا غير .
هم يفكرون عنا جميعاً , ويخترعون عنا جميعاً , ويرتادون دروب المجهول عنا جميعاً , ويحلمون عنا جميعاً بكيفية ترويض المجهول وتسخيره معلوماً في خدمة الإنسانية . أما نحن , بؤساء العالم الإسلامي فلا نحلم إلا بجسد " أنجيلينا جولي " على سرير عابر لتفخيخه بمنوياتنا الفائضة عن إرث الكبت الهائل .
اللندنيون ..
المدريديون ..
النيويوركيون ..
أكثر إنسانية منا , وأكثر رحمة , وأكثر استيعاباً منا لمآسينا وأوجاعنا ودروب المعاناة العديدة لدينا . هم قبلنا حتى يثورون في وجه حكوماتهم لأجل الفقر والعوز الذي لدينا , وهم قبلنا يسقطون حكوماتهم لأنها جاءت من خلف البحار لتحتلنا , وهم أول من ينزلون إلى الشوارع ليدينوا التعامل السلبي لحكوماتهم مع قضايانا , فهل يستحقون العبوات الناسفة والطائرات المفخخة وتمريغ أنوف أبراجهم وناطحات سحابهم في الإسفلت .
يجب على الشعوب الإسلامية والحكومات الإسلامية أن تتحرك على جناح السرعة لتطويق أئمة المساجد وخطبائها الذين ينتجون أجيالاً من هؤلاء التكفيريين الإرهابيين , ومراقبة الدعاة الإسلاميين الذين يخلقون حلقات من المريدين الذين يتحولون إلى عقول محنطة ومشاريع تفخيخية .
إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن . أي إذا ما بقينا في وضع المنتجين للإرهاب العالمي ومسوقين له يحق للغربيين المستهدفين أن يستمروا في تدابيرهم الوقائية كأن يعمدوا مرة أخرى إلى مشاريعهم الاحيائية والتنويرية السابقة , مثل الانتداب , كما في العراق وأفغانستان كوننا شعوبا قاصرة وتحتاج إلى الوصاية .
في عرف أمراء الظلام , وشياطين الإرهاب , والمتطرفين الغلوائيين أن ليس للغرب حضارة . فقط له الثقافة , بينما يملك المسلمون حضارة .
نقول .. أن الحرب بين ثقافة الغرب وحضارة المسلمين غير متكافئة , فثقافة الورد الغربية أقوى بكثير من حضارة الكلاب المفخخة والعبوات الناسفة الإسلامية .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاربة العرب السوريين للحقيقة الكوردية وأوهام الأخوة العربية ...
- شعوب دول الشمال وقطعان دول الجنوب
- آغوات الأحزاب الكردية وتفعيل الحرملك العثماني
- الدغدغات الصحافية العربية للحقائق الكردية
- الولادة الكوردية الجديدة بعد كل ذلك الشقاء
- الشعب الكردي ما بعد اغتيال الخزنوي .. تظاهرات مقدامة وأحزاب ...
- المؤتمر العاشر التكريسي لسلطة البعث
- الشيخ الخزنوي وضريبة التفكير في زمن التكفير
- الماركسية حية ترزق والمطلوب هو تجديد المشروع الاشتراكي
- الثعلب التركي ومثقفو الحقيقة
- ملاحظات حول علاقة الأكراد بالدراسات الاستشراقية
- (الثقافة الكردية .. غياب النقد وتفاقم ظاهرة التقديس (التعامل ...
- فيلم الكيلومتر صفر وحصان المؤامرة العربي
- هل الفيدرالية الكردية رعب نووي ؟..
- يوميات الكاهن الكوباني في كنيس الغبار - تمارين ما قبل الرحيل
- عزيزي الديكتاتور .. أمريكا لا تستحم في مياه النهر مرتين
- العمال في مهب الكوكاكولا
- الديناصور هو القارىْ الأخير
- الأرمن .. الأكراد .. الآشوريون ..والمسلخ التركي
- الصحافة الكردية بين الفواتح القصوى والنهايات القصوى للقرون


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - مصطفى اسماعيل - ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة