أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى اسماعيل - العفلقية الجديدة : رياض تركمبوس والذين معه















المزيد.....

العفلقية الجديدة : رياض تركمبوس والذين معه


مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)


الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:16
المحور: كتابات ساخرة
    


أشكر كرد الله في ألمانيا على أعصابهم الجليدية إذ غادروا القاعة دون أن يدفنوا كرسياً واحداً في رأس ذلك الماركسوي الشوفيني " رياض الترك ", وهو ينفث كل تلك السموم التي اعتدنا عليها من حفنة من المعارضين الذين يتغوطون فوق عالم القيم والمبادىء والديمقراطية وحقوق الإنسان ويكيلون لها الرفسة تلو الرفسة, وهم يتباكون على الحريات.
يتفادى هذا المعارض السوري الخَرِفْ الحديث في الممكن الكردي لحجة مضحكة ومثيرة للقرف وهي أنه سياسيٌّ وليس أكاديمياً. بمعنى أن القضية الكردية هي قضية أكاديمية وليست قضية سياسية, وهي بذلك لا تدخل في اختصاصه, ولكنه لا يوضح لنا نحن البسطاء والسذج إلى أي حقل من الدراسات الأكاديمية تنتمي هذه القضية. أإلى التاريخ مثلاً أم إلى علوم الجغرافية. أإلى الفلسفة أم إلى علم الاجتماع . أإلى القانون أم إلى إدارة الأعمال . أإلى حقل المعاهد المتوسطة الفندقية أم إلى مجال المكننة الزراعية ؟..
وأنا أخشى انتماءها إلى حقل الرياضيات, فأنا والحمدُ لأهورا مزدا لا أحفظُ جدول الضرب, فما علي إذن سوى التنصل منها والانتماء إلى هوية قومية أخرى .
إذن القضية الكردية هي قضية أكاديمية, وهذا مؤداه أن القضية الكردية تنتمي إلى النسيج الأكاديمي للمنطقة, وينبغي التعامل معها أكاديمياً, ولن تلقَ طريقها إلى الحلِّ إلاّ أكاديمياً !!!.
ويمكننا دون أدنى انتظار أن نشكر لـ " رياض تركمبوس " اكتشافه الكوميدي الهذياني العظيم هذا, وبذلك تصبح الكرة في ملعب الأحزاب الكردية والتي عليها منذ الآن فصاعداً أن تطالب السلطة السورية بفتح كلية في كل جامعة سورية تحت اسم " كلية القضية الكردية " .
بهذا فقط يمكننا أن نكون أمناء ومخلصين لرياض تركمبوس ونردّ إليه بعض الجميل احتراماً لتاريخه الاستئصالي الشوفيني هو والذين معه من ممثلي منظمات الدفاع عن حقوق السلطة, أذناب الأجهزة الأمنية .
ولأننا واثقون أن الحكومة السورية لن تسمح مطلقاً بفتح كلية اسمها " القضية الكردية " يجب أن ينصب نضالنا السلمي الديمقراطي المطلبي على مناشدة تلك الحكومة بإدراج مادة دراسية بعنوان " القضية الكردية " في المناهج الدراسية, ويمكن لحكومتنا الميمونة والرشيدة أن تعهد بتدريس تلك المادة المعقدة إلى شيخ عشيرة كردي من جماعة" سعيد إيليا " تمتطيه العباءة التي ليست كزي من التقاليد الكردية, ولا يجيد سوى صبغ شاربه ومضاجعة نسائه مثنى وثلاث ورباع والضرط ذات اليمين وذات الشمال .
الأمر الكوميدي الآخر الذي دأب عليه المعارضون العرب السوريون هو نفي الهوية الكردية عن منطقة الجزيرة ( شمال شرق سورية - جنوب غرب كردستان ) وخلقُ هوية عربية لها . هل نفهم من ذلك أنهم يعترفون بكردية منطقتي كوباني وعفرين أرضاً وشعباً مثلاً بينما تنحصر المشكلة لديهم فقط في منطقة الجزيرة ؟.
أنا أقترح على رياض تركمبوس والذين معه من حرّاس الكعبة القومية العربية حلاً غاية في البساطة وهو أن نأتي بوردة ونقوم كما العشاق تماماً بنزع أوراقها هوّية.. هوّية :
الجزيرة السورية عربية .. الجزيرة السورية كردية .. عربية .. كردية .. ع .. ك.. وهكذا , فإذا كانت الورقة الأخيرة كردية لن يرضى العرب وإذا كانت عربية لن نرضى نحن وهكذا دواليك .
إذا كان هذا الحل المتناهي في البساطة لن يعجب السيد رياض والذين معه من الغارقين في الحقد والعنجهية القومجية فهنالك حلٌّ آخر ولكنه معقد إلى حد ما و( بيكلف ) ويتلخص هذا الحل البديل في البحث عن ماهية الإنسان الأول الذي استوطن الجزيرة , فباعتبارهم يرفضون كردية الجزيرة وأنها كانت خالية من الكرد ماضياً وحاضراً, ولأن العرب كذلك لم يكونوا من سكانها ماضياً وحاضراً لأنهم جاءوا مع التوسع القبلي العربي العسكري المسمى تجاوزاً بـ ( الفتوحات الإسلامية ) ووزعوا أراضي شعوب المنطقة أسلاباً وغنائمَ على بعضهم فهنالك إذن حلقة ضائعة في تاريخ الجزيرة وينبغي علينا البحث عنها .
أنا شخصياً أظنُّ أنّ كائنات من كوكب آخر أوجدت الأنماط الأولى من الحياة والحضارة في هذه المنطقة ثم رحلت عنها لعدم رغبتها في دخول الإسلام ونطق الشهادتين, وعلى ما يبدو أن أوضاعهم المادية كانت تعيسة ولم تك تسمح لهم بدفع الجزية فآثروا الرحيل .
وانطلاقاً من هذا الفرضية علينا مطالبتهم بالعودة إلى أرض آبائهم وأجدادهم, وبهذا نكفُّ نحن الكرد ويكفََّ العرب كذلك عن سيناريوهات تعريب وتكريد الجزيرة, لكن هذه الوصفة السحرية تستدعي منا إقامة اتصال مع الكائنات تلك, ولأن إمكانياتنا في سوريا لا تسمح بذلك ينبغي الاستنجاد بوكالة الفضاء الأمريكية " ناسا " ومجرد التفكير بدخول الأمريكان في المعمعان ينسف هذا الحل البديل , فرياض الترك وجماعة أبواق دمشق يرفضون امتطاء دبابة أمريكية فما بالك بامتطاء مكوك فضاء أمريكي .
هنالك جملة حلول أخرى لحسم مسألة هوية الجزيرة :
_ المصارعة بالأذرع بين الكرد والعرب .
_ لعب الدامة .
_ صراع الديكة ( لا أنصح بها في هذه المرحلة الخطيرة لانتشار الأنفلونزا ) .
أنا أطرح هذه الحلول المضحكة لأن أمثال رياض الترك وهيثم المالح وحسن عبد العظيم وآخرون قد سطحوا المسألة الكردية إلى درجة مضحكة, ونزلوا بمسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان والمعارضة في سوريا إلى الزرائب والحضيض والدرك الأسفل .
وهم بهكذا ذهنيات مقهوية ومنخورة ومتآكلة وارتجالية وسطحية ومقززة يوصدون الأبواب كلها أمام إمكانيات الحوار بين سائر الكانتونات اللامتحدة السورية .
يمكنني القول أن الكرد في سوريا من أكثر المنادين بالأخوة العربية – الكردية, وأكثر الساعين إلى الحوار-العربي الكردي فلماذا هذا التهافت العربي في التعامل مع الكرد واتخاذ صفة الأخ الأكبر على الدوام .
هل مطلوب من الكرد دائماً أن يكونوا أصحاب هكذا عروض مغرية ومبادرات خلاقة !!!
هل أعباء الأخوة العربية – الكردية تقع على عاتق الكرد فقط دون غيرهم ؟.
هنالك في سوريا مجلة اسمها " الحوار " يصدرها حزب الوحدة الكردي وهي مخصصة للحوار العربي – الكردي . صفحاتها مكتظة بكتابات أقلام عربية ( بأسماء حقيقية ومستعارة ) نادراً ما تكون صاحبة رؤية متعمقة , وهي استضافت مراراً قزم كتابة اسمه " منذر الموصلي " الذي دخل إلى عالم الكتابة من البوابة المخابراتية وراح ينفث على صدر صفحاتها كل زاده من الرذائل والسموم وكانت هيئة تحرير المجلة تتلقاها بصدر رحب في الوقت الذي تخلو فيها المنابر الإعلامية للمنظمات والأحزاب المعارضة العربية السورية من أي مقالة لكاتب كردي إلا فيما ندر, ولكن إذا ما قمنا بسؤال أي مثقف عربي سوري عن الحوار مع الكرد لكان جوابه كالتالي : " الكرد يفتقدون ثقافة الحوار ويفتقرون إليها ولا يجيدون الحوار " .
فالحزب السياسي الكردي والمثقف الكردي مطالبان على الدوام بإثبات حسن النية لنيل صك الغفران من باباوات المعارضة العربية السورية, وأنا أقترح هنا على الكرد أن يقصدوا بعد كل مبادرة أو حراك مجتمعي كردي مراكز ومختبرات التصوير الإشعاعي ويلتقطوا مجموعة صور شمسية وصور أخرى بالدوبلر الملون أو بالايكوغرافي أو بالرنين المغناطيسي ( مصاريف التصوير الباهظ التكاليف ستكون على عاتق الطرف العربي المعارض الذي ارتزق بما فيه الكفاية على صناديق وكوبونات صدام وهو يعتاش اليوم على صناديق أوروبا وأمريكا ) كل هذا ليثبتوا أنهم غير مدفوعين من الخارج, وأنهم غير مستقوين بالخارج, وليسوا جزءاً من مخطط غربي يستهدف سوريا بدليل أن المرئي في تلكم الصور سيكون القفص الصدري وعظام الحوض والترقوة .. إلخ .
أيضاً لنيل الاعتراف بهم ينبغي على الكرد تقديم ورقة " غير محكوم " صادرة عن الأمن الجنائي مرفقة بالصور الشعاعية إضافة إلى شهادة حسن سلوك موقعة من مختار المعارضة " حسن عبد العظيم " ويلزم كتدبير أخير مطابقة زمر دم الكرد لزمرة دم سلالة أمير المؤمنين وخليفة المسلمين المعتصم بالإخوان : هيثم المالح والتي أخمنها _ السلالة _ جاثية باكية أمام طوطم الجد المتروك في صحراء ربع الخالي قبل الاستيطان شمالاً وتحول تلك الكنيسة إلى مسجدٍ أموي .
وما دام الكرد حسب معرفة رياض تركمبوس غير منخرطين في مواجهة الاستبداد في سوريا وهي قراءة خاطئة أخرى تضاف إلى سجله الحافل بالمغالطات التاريخية المجانية فينبغي عليه وعلى الذين معه إعادة طباعة ما لا يقل عن 3 ملايين نسخة من كتاب الكواكبي " طبائع الاستبداد " وتوزيعها على الكرد لينخرطوا منذ الآن فصاعداً في محاربة الاستبداد , فعلى ما يبدو أن رياض تركمبوس المكتشف العظيم لأكاديمية القضية الكردية لا تسره نضالات الحركة القومية الكردية على الأقل منذ 1957, ولا يعجبه نضالهم لأجل حل سياسي لقضيتهم, ونضالهم السلمي الديمقراطي من أجل الهوية القومية والمجردين من الجنسية وإيقاف مسلسل سياسات التعريب والاعتراف بوجودهم القومي وبلغتهم وثقافتهم .
يبدو أن كل تلك النضالات الكردية تَدخلُ رياضْ تركياً في خدمة الاستبداد وليس العكس بأي شكل من الأشكال, ولا بأي لون من الألوان .
هذه القومجية الجديدة الخارجة إلينا من عباءات ساطع الحصري وزكي الأرسوزي وميشيل عفلق وقسطنطين زريق و علي ناصر الدين هي أكبر كابح للتغيير الديمقراطي, وانتشار ثقافة الديمقراطية في سوريا لأنها محتكمة إلى إرثها الماضوي الإقصائي الاستبعادي لأيما اختلاف .
فالقضية الكردية هي المحك الأساس لأدعياء الديمقراطية والمنادين بحقوق الإنسان والديمقراطية هي ثقافة كيانية وليست ثقافة وظيفية .
كرد الله في برلين الذين غادروا محاضرة رياض الترك احتجاجاً على آراءه الارتجالية والاختزالية كانوا يتوقعون منه العزف على البيانو ولكنه خيب آمالهم إذ آثر أن يعزف على الربابة .



#مصطفى_اسماعيل (هاشتاغ)       Mustafa_Ismail#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران النووية أخطر أم إيران القمعية
- لا لطاولة إعلان دمشق .. نعم لطرابيزة الإعلان الكردي
- جمهورية الأنفلونزا -- دجاجة لكل كردي
- ترجمة الكائن
- هرطقات شاعر
- بصيصُ انتظار في مقهى الغيابات
- الإرهاب التركي وصمت القبور الكردي
- تمثال مضرج بالأرق
- باقة حبر .. حديقة خسارات
- القضية الكردية في سلة محذوفات أبواق دمشق
- إعلان دمشق .. ثغرات وأخطاء وسوء نية
- لا بد من الثورة الثقافية في تركيا
- جوهر الأحزاب الكردية في سوريا
- كوباني وتجديفات الاعلام السوري
- ثوريون يرحلون قبل موسم القطاف
- هذيانات تركيا
- الفكر القومي العربي المفترس والانبطاحي
- ثقافة الورد وحضارة الكلاب المفخخة
- محاربة العرب السوريين للحقيقة الكوردية وأوهام الأخوة العربية ...
- شعوب دول الشمال وقطعان دول الجنوب


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى اسماعيل - العفلقية الجديدة : رياض تركمبوس والذين معه