سعيد رمضان على
الحوار المتمدن-العدد: 3419 - 2011 / 7 / 7 - 15:45
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
ميادين التحرير، هي المكان الذي يطرح فيه الجوهر الثوري لتجارب الناس في مواجهة تحدى العدم .
والعدم يتجسم في القهر وعدم العدالة الاجتماعية ... ميادين التحرير في جوهرها تحطم الخوف .. وتدمر الأنانية .. وترسخ قيم الوطنية ..
ميادين التحرير بهذا الشكل هي تلاحم لأعظم تجربة إنسانية في الوجود.. تجربة ليس فيها غرباء .. لأنها تعنى أن حرية الوطن موجودة في كل شخص بجوارك .. تعنى حياة جماعية تحرر الإنسان من الخوف .. حياة نضال وأمل . أن عظمة الثورة الحقيقة تكمن في التلاحم والوحدة.
في ميادين التحرير يكد الناس مع أول خيط من خيوط الفجر .. حتى الليل .. ثم ينامون بما عليهم من عرق وثياب وتراب فوق فراش من خيش أو على الإسفلت.. لكن لا يوجد أحد منهم يشكو العناء.. يواجهون بصدورهم القهر والرصاص .. ولديهم أحساس بأنهم أفضل من هؤلاء الذين حكموهم بالحديد والنار طول عقود .. يتقدمون بصدورهم لشق الطريق لمستقبل لا يفرض عليهم بمعرفة أي قوة غاشمة .. وهم في تقدمهم يتخطون بأقدامهم هؤلاء الذين سعوا دائما لقهرهم طمعا في الذهب والمناصب.
في ميادين التحرير يعرف الناس انهم في محنة وفى خطر .. لذلك يناضلون ضد العدم .. لأنهم يحبون الحرية .. ويأملون في تحقيق العدالة الاجتماعية .. لذا فكل شخص في الميدان يرفع راية الحرية ويناضل يكون أخا لمن يجاوره في نفس الميدان .. وأخا لأي شخص آخر يرفع نفس الراية في الميادين الأخرى .. ولا يهم من يكون الشخص الآخر .. ولا يهم من أين أتى .. لا يهم جنسه أو لونه .. أو مكانته الاجتماعية في المجتمع .. متعلم أم أمي .. رجل أم امرأة .. لقد حصل على حق الأخوة بالقدرة المتولدة عن النضال من أجل الكرامة .. لذا فأول مطالب الثورة .. أي ثورة، هي الحرية والعدالة الاجتماعية.. الحرية والعدالة الاجتماعية لكل فرد .. لأن كل فرد أصبح أخا لكل فرد .. ورفيق كفاح .. وعندما يتحقق ذلك ، فسوف نمتلك الشعور بالرضي عن الحياة رغم ما فيها من القسوة والألم .
#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟