أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - قصر الياهو ساسون خضوري في الديوانية















المزيد.....

قصر الياهو ساسون خضوري في الديوانية


نبيل عبد الأمير الربيعي
كاتب. وباحث

(Nabeel Abd Al- Ameer Alrubaiy)


الحوار المتمدن-العدد: 3411 - 2011 / 6 / 29 - 18:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


إن مصدر اسم الديوانية هو المضيف أو القلعة التي أمر ببنائها الشيخ حمود آل حمد آل عباس رئيس عشيرة خزاعة عام1854 من الطين بالجانب الغربي من المدينة بواسطة الفلاحين لاستقبال الضيوف ,وبالعرف العشائري يطلق على هذا المكان الديوانية كون بناءها من الطين وليس من القصب والبردي ,وقد تم بناء بيوت حول المضيف من قبل فلاحي الديوانية وخاصة من عشيرة خزاعة مما اتسعت وبزغ اسم مدينة الديوانية بدل اسمها السابق الحسّكه وقد اختفى هذا الاسم,ولا زال يطلق اسم الديوانية على الغرف التي تستقبل الضيوف,ويؤكد المرحوم ودّاي العطية في كتابه (الديوانية قديما وحديثا)إن الديوانية أنشأت عام 1747 في ص26 .
وبسبب تدفق مياه نهر الفرات على أراضي الديوانية وأطرافها ومنها الشامية وعفك وسومر فقد اشتهرت بزراعة الشلب(الرز) بأنواعه ,وقد اشتهرت الشامية برز خلاصجي الذي تنتجهُ أراضي اليهودي العراقي الياهو ساسون خلاصجي .
وفي أيام الاحتلال البريطاني للعراق توسعت الديوانية وتم الاعتناء بها من الجانب الصحي وردم المستنقعات المحيطة بها , واحدث صناعة الطابوق معمل للثلج ومعمل لطحن الحبوب , وتم ربط الديوانية بطريق بري يربط العاصمة بغداد , أما في النظام البعثي السابق فقد أهملت هذه المدينة من الجانب الخدمي والعمراني بسبب ميول أغلب أبناءها للحركات اليسارية والماركسية في بداياتها.
موضوع اهتمامي في مقالتي هذه هو قصر الياهو ساسون خضوري التاجر اليهودي العراقي الجنسية, في طفولتنا نمر من أمام هذا القصر المطل على نهر الديوانية المتفرع من نهر الفرات ويعد من أجمل الصروح والآثار العراقية المهملة , ذات واجهه عالية شاهقة وأعمدة كبيرة والطارمة العريضة والبناء ذات الطراز العصري والغرف المتعددة المطلة على الشارع العام والمشرفة على النهر , والمستندة على الأعمدة ذات الطراز الروماني, حيث يذكر والدي المرحوم عبد الأمير الربيعي قبل وفاته إن الذي شارك ببناء هذا القصر وعمل زخارف واجهته هو الأسطه عبد الكاظم أبراهيم حمادي وكذلك مشاركته في بناء المحافظة القديمة وبناء الأعمدة المدورة والذي أتذكر عند مروري أمامها تاريخ الإنشاء بكلمات بارزة من ضمن البناء أعالي الشرفة عام1934 التي ترتكز عليها جسر المحافظة والذي أزيل مؤخر اً ببناء شرفة حديثة ضيعت المعاللم القديمة . لقد وضعت اللمسات الفنية على نهاية الأعمدة لقصر خضوري من الزخارف والكتابات الموجودة في الواجهه الأمامية , وعند هجرة الياهو ساسون خضوري استغل من قبل محكمة الديوانية في فترة الخمسينات وهنالك روايات إن السيد خضوري قد باعه قبل هجرته من العراق بسبب الاضطهاد الذي تعرض له يهود العراق في كافة محافظاته, أصبح قصره الآن مخازن ومكاتب وبقية البناية دون ترميم بالرغم من قدمها وقيمتها التراثية , والإهمال وتسرب المياه الجوفية التي أكلت سردابها وجدرانها.
لقد سفّر الياهو ساسون خضوري وترك العراق في فترة الأربعينات القرن الماضي , كان من كبار تجار الديوانية ويقول أهل الديوانية القدماء إنه تمكن من بيع بعض أملاكه ومنها بيته الثري الواقع قرب شارع علاوي الديوانية الى السيد السيخ عبود آل شنين من شيوخ الديوانية, كما أقام الياهو ساسون خضوري أول معمل للثلج وماكنه طحن الحبوب . لقد اتهمت الأنظمة السابقة من العهد الملكي والبعثي بأن اليهود هم الطابور الخامس داخل العراق , ولكن واقع الحال هم أكثر إخلاصاً ووطنية وحباً للعراق من الساسة أنفسهم السابقين والحاليين, حيث لا ناقة لليهود العراقيين ولا جمل في الضلوع في أي مؤامرة تجاه العراق ولم يكونوا يوماً سبباً في تأسيس دولة إسرائيل عام 1947 , وهذا موقف يهود العراق.
فلقد كانت دولة إسرائيل هي صنيعة مؤامرة عالمية شارك بها أكثر من طرف وكان اتفاق بين المستعمر الإنكليزي ورئيس وزراء العراق نوري السعيد والحركة الصهيونية . لقد انغرست جذور اليهود في العراق لأكثر من 2500 عام, جاؤوا لبلاد وادي الرافدين سبايا العهد البابلي وملكها حمورابي , فأخلصوا لوادي الرافدين وأمسوا أهل العراق دون مزايدة ,وقد كانت تجمعاتهم تمثل عصب مدينة الديوانية . من منا يتغافل مساهمة يهود العراق في الحركات السياسية اليسارية والثقافية والعلمية , ومن ينكر دور اليهود في نقل الأفكار التقدمية واليسارية والماركسية إلى العراق أثناء دراستهم وسفراتهم إلى الدول الأوربية , ما زال زقاق اليهود في أغلب مدن العراق يتذكرها كبار السن .
لقد خسر العراق لتهجيره الرعيل الأول من مثقفي العراق سواء كانوا يهود أو اتهموا بالفارسية مثل جعفر الخليلي ذلك المبدع والروائي الذي هجر قسراً الى ايران , لقد هجرت السلطات السابقة الكثير من الأدباء والصحفيين والاقتصاديين والكفاءات في جميع مجالات الحياة العامة تؤكد سيرهم مدى إخلاصهم ونزاهتهم في العمل , فقد استأثر السياسيين اللاحقين بالسلطة وأشاعوا الخراب والفساد في دوائر الدولة. والآن هدفهم تقسيم العراق إلى دويلات طائفية قومية , بينما العراق هو ذات مكون المتعدد الأطياف, لم نعرف يوماً في حياتنا السابقة هذه الألفاظ الطائفية المقيتة كنا شعب نتعايش بوئام ومحبة عرب وأكراد ومسيحيين وصابئة ويهود , ولكن السياسات القومية والعنصرية الشوفينية والاسلاموية الحديثة بدأت تزرع العداء بين أفراد العراق الواحد وحاملي مشروع التقسيم الطائفي الأثني.
فقد كانت العوائل اليهودية في الديوانية تمتهن التجارة في الحبوب والأقمشة وصياغة الذهب , فبيت جبران قد عرفوا بمهنة الصياغة وسوق التجًار مشهور بمركز الديوانية, وقد استقرت في المدينة عام 1878 ويتذكر اهلنا كل من الأخوين سلمان وهارون أولاد جبرائيل وأولاد سلمان هم ابراهيم والياهو وصالح وأولاد هارون هو الياهو وقد هاجرت هذه العائلة إلى إسرائيل بعد المضايقات التي استمرت ضدهم من قبل الشرطة السرية ومديريات الأمن بعد السلطة البعثية وبعض المقربين للنظام الملكي. ومن عوائل الديوانية عائلة قوجمان(الرجل الشجاع) التي استقرت في الشامية ثم عادوا إلى الديوانية وجدهم الأكبر يحيى قوجمان وأحفادة الياهو وسالم وعزره ويوسف أولاد اسحاق.
فقد اهتمت عائلة ساسون معلم بعد استقرارها في الديوانية عام1919 بتجارة الحبوب , ثم امتلكوا أراضي في منطقة الشامية , وكان الياهو معلم جدهم الأكبر وقد خلف ابنه ساسون صالح وعزت , ومن أبناء صالح يعقوب الذي هجرة العائلة إلى إسرائيل عام1971, ومن أولاد عزت البروفسور شموئيل سامي مورية صاحب الحلقات والذكريات الشيقة ( ذكريات وشجون) على موقع إيلاف, وقد صدر للمؤلف كتاب في بغداد بطبعة غير منقحة وأخطاء لغوية وبدون علم المؤلف وهذه لصوصيه المطابع العراقية المخجلة والمعيبة , مثل هذا البروفسور المتخصص بالأدب العربي وزملاءه من العلماء والمفكرين لو افترضنا لم يهجروا وكان بقائهم في العراق , كان لهم الدور الأكبر في بناء العراق واستفادة أبناءه من معلوماته العلمية ولما كان الوضع الاقتصادي والسياسي اليوم الذي اصبح العراق لعبه بأيدي أناس منتفعين من أموال العراق ولم يرأف شعورهم اتجاه أبناءه, ولكن السياسة الجاهلة والسلطات المتخلفة.
لقد أنشأت عائلة ساسون معلم وأولاده صالح وعزت أول معمل فني للطابوق في الديوانية وله قصه غريبة في استيلاء سلطة البعث على المعمل ومصادرته ذكرتهُ في مقاله سابقة , وتتذكر والدتي محلات الصياغة وامتهان اليهود والصابئة بهذه المهنة ومنه اليهودي العراقي منشي الذي امتهن صياغة الفضة والذهب وذاع صيته في الديوانية ونواحيها, وتقدر أعداد اليهود العراقيين في الديوانية قبل التهجير الظالم بما يقارب 800 نسمه , فقد تم مضايقتهم مما اضطروا للهجرة القسرية وإسقاط الجنسية العراقية بقرار حكومة توفيق السويدي عام 1950 ولم يبق منهم في الديوانية أي فرد من اليهود العراقيين.
لقد سببت قيام دولة إسرائيل الأثر والأسى ليهود العراق بعد توجه دولة إسرائيل نظرها إلى يهود العراق بسبب إحجام يهود أوربا من تلبية نداء الهجرة إلى إسرائيل أثر حرب عام 1948 ,فالوطن الموعود كان غريباً على هؤلاء المهجرين والمهاجرين منذ اللحظة الأولى لوصولهم اليه.



#نبيل_عبد_الأمير_الربيعي (هاشتاغ)       Nabeel_Abd_Al-_Ameer_Alrubaiy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفنان التشكيلي أياد الزبيدي بين الحكاية الشعبية والنمنمات ا ...
- الأنصاري ناصر عواد( أبو سحر) مقاتل من مدينتي الديوانية
- فاجعة فرهود اليهود وحركة رشيد عالي الكيلاني عام 1941
- القائد الفلاحي والرياضي كاظم فرهود ورحلة السجون
- أنور شاؤول ....... أديب وشاعر وصحفي
- يهود العراق بين قسوة التهجير وحنان العودة للوطن
- المؤسسة الأمنية ....... وظاهرة اختطاف شباب ساحة التحرير
- المؤسسة الدينية وظاهرة الزواج المبكر
- أهز رأسي ذبحاً ... وتهز رأسك صبراً على نوائب العراق
- أزمة الحكم والصراعات السياسية
- عبد الأمير الحصيري.. شيخ الصعاليك
- بابل تستضيف الاعلامي والشاعر احمد المظفر
- السيد وزير الزراعة العراقي المحترم.. تعسف بحق موظف
- لحركة الاحتجاجية في العراق.............. وثقافة الاستبداد
- حُسين مِردان....... سيّدُ النَدامى
- قراءة في كتاب( كاظم الجاسم ودوره في الحركة الوطنية للباحث مح ...
- القرامطة ...اول حركة اشتراكية في التأريخ الاسلامي
- قانون نقابة المعلمين رقم7 لسنة 1989 ما له وما عليه من مآخذ
- ثورة الزنج والصراع الطبقي في الاسلام
- هل العلمانية هي الحل


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نبيل عبد الأمير الربيعي - قصر الياهو ساسون خضوري في الديوانية