أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - كن أنت الوطن ......














المزيد.....

كن أنت الوطن ......


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 16:48
المحور: الادب والفن
    


ثم ماذا بعد ...لاأدري, ولكن........إلى متى سوف نبقى نعد الأيام والليالي متخوفين من الوصول إلى يوم الجمعة, منذ متى كنا نخاف الأرقام كي لانصل إلى اليوم السابع من أيام الأسبوع, هل أصبحنا فعلا نكره الأسماء حين نفكر بما سيكون عليه اسم الجمعة القادمة! ومتى كنا نهاب النظر إلى المساجد, كيف أصبحنا بين ليلة وضحاها نمقت أيام ...العطل ونُسجن في بيوتنا خوفاً مما قد يحدث .
منذ متى نخشى الحرية, نحن الذين خلقنا أحراراً وسنموت كذلك .... لماذا أصبحنا نعتبر جميع الرجال مشاريع شهداء, والنساء مشاريع أرامل, والأطفال مشاريع أيتام .
هل فعلا استبدلنا صوت فيروز صباحاً بنشرات الأخبار التي تفوح منها رائحة الموت! ومن سرق الابتسامة من وجوه اطفالنا ليضع مكانها ملامح الخوف والحزن والألم .
حرية,طائفية, مندسين, حصار, شاهدعيان ...وغيرها كثير من المصطلحات التي تسللت إلى مجتمعنا رغم معرفتنا بها من قبل, ولكن هل سميت الأشياء بمسمياتها حقاً !
هل كل من طالب بالحرية هو إنسان حر...حقاً ! وهل هو شخص شرير ! ليس بالضرورة في كلتا الحالتين .
جميعنا مع الحرية, نحلم بمستقبل اجمل لبلدنا, ولكنني شخصيا لا أفوض أحد ليتحدث باسمي, فأنا التي لم اعتبر يوماً أحد من أعضاء مجلس الشعب ممثلا لي لأنني أصلا لم أنتخب أحد منهم مع انني شاؤوا أم أبوا فرد من أفراد الشعب السوري, فكيف لي إذاً أن أفوض شخصاً يسير في الشارع ليطالب لي بحريتي, أو آخر يقبع في أطراف العالم أن يعلمني كيف تكون الحرية هوالذي لا يستطيع أن يعيش حياته اليومية بحرية وإنما مقيد بقوانين وانظمة وسياسة البلد الذي يسكن فيه.
كثيرا ما طالبتُ ولازلتُ أطالب بالحرية للمرأة وكافحتُ ضد التمييز والعنف الذي يمارسه المجتمع الذكوري بكافة أشكاله .
واليوم أستغرب كيف هذا الرجل الشرقي بامتياز والذي قضيتُ عمري طالبة منه منحي حريتي الشخصية وحقي في الحديث وأخذ القرار والتعبير عن رأيي بلا خوف والاعتراف بوجودي معه كإنسان نتقاسم هذا العالم , واليوم أيضا هذا " الشرقي بامتياز" يتبنى مصطلحات غربية ويتلقى دعم غربي ويخرج للحديث عن الحرية وعن حريتي أنا شخصياً ليطالب بها, قبل أن يمنحني هو هذا الحق .
و أسأل ما مفهوم الحرية الذي تقصده , للآن و منذ قرابة الشهرين وأنا أفكر ما معنى الحرية و إن كنت شخص حر فعلا فهل تسمح لي بالحياة كإنسانة حرة في كل نواحي حياتي.
هل لدي حرية أن أرتدي كما أشاء وأتصرف كما أشاء وأضحك بالشارع بصوت مرتفع كما أشاء! هل لي حريتي بأن أقول ( لا ) لزوجي وأبي و أخي و... ! هل لي حرية اختيار زوج المستقبل دون أي اعتبارات أخرى فقط لأني أريده .
أنت يا من رفعت شعار ( لا للطائفية ) و (الشعب السوري واحد) إلى جانب مطالبتك بالحرية هل تسمح لي بالزواج من صديقي الذي أعرفه وأحبه منذ سنين ولكني أخشى من بطشك فلا أجرؤ على التصريح بحبي ونيتي بالارتباط به فقط لأنه من طائفة أخرى .
كيف تنكر أنك طائفي وسوريا الحبيبة لاتزال في المرتبة الخامسة بالعالم بما يتعلق بجرائم الشرف التي في أغلبها ارتكبت بسبب زواج اثنين من دينين مختلفين .
بالأمس نايدت للجهاد ومن ثم ناديت بجمعة الحرائر لتطالبني بالخروج والتظاهر مع الشبان المتظاهرين, انت الذي كنت ترفض خروجي للعمل واختلاطي بالرجال .
عندما تنادي بالاصلاحات فأنا معك, وإن كنت تريد القضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين فأنني سأكون في الصف الأول, ولكن حين تتعاظم لديك الرغبة بالقتل وتكبر شهوتك للدماء فأنا ضدك.
رحم الله جميع الشهداء الأبرياء بغض النظر إلى من ينتمون ولأي جهة يتبعون, فللأسف تريدون تقسيم المجتمع السوري إلى " مع أو ضد " .
فإن لم تكن معنا فأنت حتماً ضدنا , إن لم تكن مع النظام فأنت مع المعارضة و لكن ماذا عن الوطن الذي هو فوق الجميع, أنا مع الوطن مع الرجال الشرفاء في النظام والمعارضة ..فليس مطلوب منك أن تكون نظام او معارضة كن فقط الوطن .
لساعات مشيت في الشارع كما تمشون, حاملة معي بؤسي وألمي حتى شعرت بأنني بدأت اشبهكم انا التي لم و لن تشبه أحدا, نظرت إلى يدي فوجدتُ لون جلدي بدأ يتغير, لم أعد بيضاء و لست بسمراء لقد أصبحت رمادية !!! لا أعرف ما اريد , أين أسير و متى سأصل و إلى أين سأصل و ما الذي ينتظرني ! لماذا بدأ الخوف يتسلل إلى قلبي و أين رحل الأمن والأمان !
لا ...لا أريد أن أركب موجة الضياع هذه, لاأريد أن أرتدي السواد حداداً على أحد ,لا اريد أن أقف إلى جانب رجال ببدلات رمادية اللون تعكس لون شعرهم وبشرتهم وعقولهم و نفسياتهم .
عذراً فأنا لن أخون وطني و لن أخون قناعتي سأنام لأحلم بغد أفضل و تصبح على خير يا وطن, فقد قررت الاستيقاظ غداً لأبدأ طقوس الفرح من جديد واستعيد لحظات عمري التي سرقتُ في غفلة من الزمن



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- و يبقى للحلم بقية ...
- موسم العبادة ..... إلى اللقاء
- لن تتسرب من مسامي ....
- حين نصبح خارج نطاق الحياة....
- بعضاَ من الحب إن أمكن ....
- عن تلك الشهوة المُسماة .... موتاً
- ذاكرة لها رائحة.......
- أدونيس و البحر و قصابين ...
- .. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي
- أدونيس الذي يجهل نفسه يؤكد بأن الله لم يعد لديه ما يقوله!!!!
- أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...
- حلم ليلة حب ...
- لا أشياؤنا... وأشياؤهم
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- بعد نزول مسلسل عثمان الحلقة 160 مترجمة عربي رسميا موعد الحلق ...
- الإعلان الأول.. مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 25 على فيديو ...
- إلغاء حفل استقبال -شباب البومب- في الكويت جراء الازدحام وسط ...
- قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وتردد قناة الصع ...
- قمصان بلمسة مغربية تنزيلا لاتفاق بين شركة المانية ووزارة الث ...
- “ألحقوا اجهزوا” جدول امتحانات الثانوية العامة 2024 للشعبتين ...
- الأبعاد التاريخية والتحولات الجيوستراتيجية.. كتاب -القضية ال ...
- مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم ...
- قال إن وجودها أمر صحي ومهم الناقد محمد عبيدو يعدد فوائد مهرج ...
- ركلها وأسقطها أرضًا وجرها.. شاهد مغني الراب شون كومز يعتدي ج ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - كن أنت الوطن ......