أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - بعضاَ من الحب إن أمكن ....














المزيد.....

بعضاَ من الحب إن أمكن ....


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 2917 - 2010 / 2 / 14 - 11:47
المحور: الادب والفن
    


كتب كاتب انكليزي :" بقدر ما نتهاوى بقدر ما نكره أصدقاءنا القدامى نكره كتبنا القديمة نكره آراءنا القديمة و في الآخر يصل بنا الأمر إلى كره أنفسنا .... "
و قرأ قارئ عربي ذلك .... في الوقت الذي كان يبحث فيه عن بعضا من الحب في الكتب و الروايات , في الأدب و الأشعار بعدما عجز عن إيجاد أي شيء منه على ارض الواقع .... في حياتنا اليومية .... داخل نفسيتنا المحطمة و أرواحنا المتعبة ... و ضمن همومنا الكثيرة و أحلامنا المدمرة و آمالنا المؤجلة و آلامنا المؤكدة و مشاكلنا المعقدة ..!
و لكن و مع صعوبة هذه المهمة التي تبدو مستحيلة فالغاية تستحق التعب و البحث و الجهد .. و الغاية أصبحت دائما تبرر الوسيلة مهما كانت .
الغاية هنا الحب و المناسبة عيد الحب و المهداة إليه المحبوب .... أما الوسيلة فهي السرقة .!!!!
و لعدم قدرة هذا العاشق المادية على شراء هدية قيمة تليق بمحبوبته و بسبب مبادئه التي تمنعه من مد يده و تحسين وضعه المعيشي بطرق مشروعة و غير مشروعة و لأنه رجل المبدأ في زمن اللامبدأ , قرر صديقنا الاتجاه إلى الهدايا المعنوية و لعدم قدرته النفسية و الروحية على ابتكار كلام الحب الجميل في زمن انقرض فيه أي جميل , حاول عبثا أن يخلق بيتا شعريا أو نثريا يصف فيه ما يعتمر قلبه من حب لها اكتشف فجأة عجزه عن الحب و ليس السبب انتهاء الحب للشيء الجميل الوحيد في حياته و إنما عمر يملئه اليأس و الألم , التعب و المرض , القهر و الذل , الخوف , المجهول , الماضي و الحاضر و اللامستقبل ...... و بعد كل هذا كيف بإمكاننا أن نشعر بالحب و لم يعد في قلوبنا مكانا للأفراح , و لا حتى للأحزان .... زمن المشاكل التي تحيط بك من كل جانب , زمن الكوابيس التي ترفض أن تتركك حتى تجدها تغادر حلمك لتبقى معك في يقظتك و مع التطور و عصر التكنولوجيا و السرعة , و الوصول إلى القمر أخذنا نشعر بأننا آليين مجردين من المشاعر و الأحاسيس .
لقد أعتدنا على مشاهد الدم و هو يغسل الشوارع بدلا من الماء و المطر , اعتدنا رؤية الأجساد الهامدة تفترش الأرصفة و الأشلاء تتطاير كألعاب نارية لم تعد تستطيع نشرات الأخبار هز مشاعرنا أو تحريكها , لم يعد هناك فرق كبير بين اللون الأحمر الذي يسيل على الطرقات و اللون الأحمر الذي يكسو الورود , لم يعد هناك فرق بين الوردة التي تقدم في عيد الحب, و الورد التي توضع على شاهدة القبر !
جمدت الملامح في الوجوه و اعتدنا الموت أحياء .
البعض لا يزال يبحث عن بصيص نور و يتمسك بالقليل من الأمل ! كحبيبة صديقنا الآلي , ولأن الغاية كما قلنا تبرر الوسيلة " رحم الله ميكيافليي – فهو شخص سابق لعصره بكثير" و لأن راتبه لا يحتمل الهدية المادية و لأن روحه لا تمتلك القدرة على الإحساس و لأن ذاكرته دخلها فيروس من نوع خطير وأعيدت معالجتها لتصبح خالية , اقنع نفسه بالهدية المعنوية برسالة خليوية مسروقة من رسائل الغير.
الآن الرسالة جاهزة تنتظر الموعد المنتظر قرأ قارئنا العزيز خبراً مفاده :" نواب عرب يحاربون الحب !
الوسيلة : " اتخاذ إجراءات عاجلة بحق شركات الاتصالات التي ترسل رسائل نصية أو تمرر اتصالات تعرض الحب على الهاتف.
الغاية : " الحفاظ على قيم الأمة وبنائها الأخلاقي.. ومكافحة الفساد ".......
و بحركة لا إرادية قام بمسح الرسالة مستغربا في الوقت نفسه كيف نحارب الحب و كنا في الماضي أهل الحب و شعرنا العربي زاخر بأنواع الحب على مدى العصور ألفت دواوين و كتبت مجلدات تتغنى به .
هل أصبحنا اليوم بعد كل هذا الغنى العاطفي نعاني إفلاسا في المشاعر و عجزا في الأحاسيس يفوق عجزنا الاقتصادي بأضعاف مضاعفة !
و مع تاريخ عربي مليء بشعراء الحب و الغزل يقفز اليوم عيد الحب في الرابع عشر من شهر شباط من كل عام قادما إلينا من الغرب و كنا نعتقد أن الشرق هو من علم الغرب الحب. تغنى التاريخ العربي القديم و الحديث بشعراء الحب الذين شاركونا نفس الهواء الذي نتنفسه و نفس الماء الذي نشربه و لكن لعله لم يشاركونا نفس الهموم و الآلام ! في عيد الحب هناك : الوسيلة هي الحب و الغاية هي الحب أيضا
في عيد الحب هنا : الوسيلة هي الحب و الغاية هي تنشيط حركة السوق الاقتصادية و كسر الركود فأصبح الحب يباع و يُشترى كأي سلعة أخرى مقدرا بقيمة الهدية فالحب الأكبر لصاحب الهدية الأثمن وسعر الوردة الحمراء ينافس الذهب و الدولار بالارتفاع .
رفضه الدين , نبذته الأخلاق و القيم الاجتماعية , استهجنته العادات و التقاليد الباااااااااا سلة , تمسك فيه العشاق و المراهقين , و الباحثين عن بعضا من الحب في زمن اللاحب و بين مؤيد و معارض ضاع الحب و ماتت المشاعر وافترق العاشقان في الرابع عشر من شباط من العام نفسه لعدم اتفاقهما على تحديد ماهية الحب .



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تلك الشهوة المُسماة .... موتاً
- ذاكرة لها رائحة.......
- أدونيس و البحر و قصابين ...
- .. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي
- أدونيس الذي يجهل نفسه يؤكد بأن الله لم يعد لديه ما يقوله!!!!
- أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...
- حلم ليلة حب ...
- لا أشياؤنا... وأشياؤهم
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...
- أدّى أدوارًا مسرحية لا تُنسى.. وفاة الفنان المصري نعيم عيسى ...
- في عام 1859 أعلن رجل من جنوب أفريقيا نفسه إمبراطورا للولايات ...
- من النجومية إلى المحاكمة... مغني الراب -ديدي- يحاكم أمام الق ...
- انطلاق محاكمة ديدي كومز في قضية الاتجار بالجنس
- ترامب يقول إن هوليوود -تحتضر- ويفرض رسوما بنسبة 100% على الأ ...
- حرب ترامب التجارية تطال السينما ويهدد بفرض الرسوم على الأفلا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - بعضاَ من الحب إن أمكن ....