أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - .. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي














المزيد.....

.. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 2761 - 2009 / 9 / 6 - 15:16
المحور: الادب والفن
    


خمسة اجتمعوا معاً في نفس الزمان و المكان ينتمون إلى نفس المصدر لكل منهم اسم خاص رغم تشابههم، خلقوا بنفس اللحظة رغم أنهم ليسوا توائم و سيموتون معاً أيضا إلا إذا طرأ حادث ما من شأنه إبعاد واحد أو أكثر منهم و إلى الأبد.
يتشابهون كثيراً حتى في طريقة تزينهم يرتدون نفس الزي نفس اللون إلا إن حاول أحدهم التميز أو يبقون على عريهم.
أمرهم غريب متفاوتو الطول و الوزن رغم التشابه الكبير لدرجة تعجز فيها عن تمييز أحدهم عن الآخر فيما لو رأيته منفصلا عن المجموعة.. رغم اتصالهم الشديد ببعض لكنهم يعجزون عن احتضان أحدهم الآخر في الوقت الذي يحتضنون فيه الآخرين بسهولة!
أراهم كل يوم أتأملهم بعمق, أتلمسهم جميعاً و يتلمسونني, أعجز عن تحديد شعوري تجاههم؟
أيّهم أحب؟ أيّهم أفضل؟ و أجد نفسي لا أستطيع الاستغناء عن واحد منهم رغم تمييزي لأحدهم في أوقات كثيرة كأن أهديه مجوهراتي التي أحب و أعاقب بعضهم بالحرق و الجرح و تضيق الخناق.
أريدهم جميعا لي , نعم الخمسة معاً
أعشقهم
أكره إن تغير شكلهم و لم يعودوا جذابين كما في الماضي
أغضب حين تكف العيون عن النظر إليهم, حين تسكت الشفاه عن وصف جمالهم
أحزن إن لم يقولوا إنهم لي أنا وحدي
آه ما أجملكم...!!!
ما أروع اللحظة التي ألعقكم فيها بلساني و أداعبكم بشفاهي.
ما أطيب الطعام حين يلامسكم قبل أن أتذوقه.
ما أجمل عريكم و الماء يبللكم
هل أروع من منظر الصابون يغطيكم... أنا نفسي أغطيكم به أمرر الصابون عليكم برقة و نعومة واحداً تلو الآخر، و كأني أخشى عليكم منه ثم أدعه لكم تلهون به كأطفال صغار و أنا ألهو معكم أنفخ الفقاعات التي تصنعونها، ثم يأتي دوركم لا تدعون جزءاً من جسدي إلا و تمرون عليه تاركين وراءكم رغوة هائلة تكسونني بهاو ثم تغوصون داخل شعري تلهون به تقسون عليه تارة و تداعبونه برفق تارة أخرى.
آااااه كم هو ممتع حين تلعبون بخصلات شعري واحداً تلو الآخر..
كم أحب شغبكم, مشاكساتكم, هدوءكم, ثوراتكم, برودكم, دفئكم
لا تغادرونني أبداً حتى حين ينتهي النهار و يغادر الجميع للسبات الليلي.
تسلون وحدتي حين يغادرني حتى النوم و تبقون أنتم معي, نختبئ تحت الغطاء لنلهو معا بلعبتنا المعتادة
أيها المشاغبون المشاكسون الصامتون.
أنتم يا من تمسحون دموعي, تنزعون عني ثيابي, تجملونني و تلبسونني, نتزين من أجل موعدي المنتظر تذهبون معي, أعرفكم به تتلمسونه, يبدي إعجابه بكم, يقبلكم, يمسككم بقوة غير آبه بمحاولاتكم للفرار, يعصركم ثم يدعكم فجأة فتهرعون للاختباء تحت ثيابي.
لا أستطيع تخيل الحياة دونكم !
لن أكون كما أنا الآن بل سأكون مخلوق مشوه بشع سينظر الناس إلي نظرة عطف و شفقة أو قرف و اشمئزاز .
ربي لا تحرمني قربكم ... أرجوك
و هل للحياة طعم إن لم تكونوا موجودين فيها... هل أصنع تماثيل لكم تشبهكم تماماً و لكن دون أي روح أو حياة كيف سنلهو معاً؟ كيف سأتلمسكم و تتلمسونني؟ كيف سأشعر بكم!!
أشعر أحيانا أن حياتي كلها عبارة عن خمسة
فمن غيركم يشعر بما في داخلي و يعبر عني
من غيركم قادر على احتضاني، احتوائي أيام الخوف و البرد و العزلة.
تعصرونني.. تغضبون.. تضربون تصفعون من و ما يزعجني.... ترقصون على الطاولة بإيقاع متفاوت تارة سريعاً و تارة بطيئا حتى تخففون من توتري... تصدرون أثناء رقصكم نقرات متناغمة تصل إلى مسمعي كسيمفونية عالمية... حتى لأتمنى أن أنهض فأرقص معكم أقذف بكم بعنف أحياناً و برقة و انسيابية أحياناً أخرى يمينا يساراً, أعلى و أسفل دون أن أسمح لكم بالابتعاد كثيراً, بكل عنف أحياناً, و حين يغمرني التعب ترتطمون على الجدار لتحموني و تمنعوني من السقوط ثم تنامون بجانبي ملتصقين بوجنتيّ تطبعون قبلات المساء و تسهرون على راحتي حتى الصباح!
أنتم ملجئي...
اختبئ وراءكم فتختفي ملامحي.
بعد كل هذا هل أاستمر بالحياة إن لم تكونوا فيها جميعكم؟؟
ستغدو صعبة جداً عليّ
من سيفتح لي الأبواب المقفلة
من سيغلق علي باب خلوتي
لمن سأشكو همي
من سيكتب رسائل الحب عني
آه أنا حقا متيمة بكم جميعاً... هائمة. عاشقة....
أنتم أنا... لا بل أنا انتم
أناملي الصغيرة الجميلة.... !!!



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدونيس الذي يجهل نفسه يؤكد بأن الله لم يعد لديه ما يقوله!!!!
- أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...
- حلم ليلة حب ...
- لا أشياؤنا... وأشياؤهم
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر
- رابط شغال ومباشر.. الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- خبر صحفي: كريم عبدالله يقدم كتابه النقدي الجديد -أصوات القلب ...
- موسيقى للحيوانات المرهقة.. ملاجئ الولايات المتحدة الأمريكية ...
- -ونفس الشريف لها غايتان-… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في ...
- 10 أيام فقط لإنجاز فيلم سينمائي كامل.. الإنتاج الافتراضي يكس ...
- فيديو صادم.. الرصاص يخرس الموسيقى ويحول احتفالا إلى مأساة


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - .. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي