أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟















المزيد.....

لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 2559 - 2009 / 2 / 16 - 04:26
المحور: الادب والفن
    


" الحب هو عندما تصنع أمي لأبي قهوة..ثم تأخذ منها رشفة بالملعقة لتتأكد أن مذاقها لذيذ "...
" الحب هو عندما تخبر شابا بأنك معجب بقميصه فيقوم بارتداء نفس القميص كل يوم لأجلك " ," الحب هو أن يركض إليك كلبك فرحا .. ويلعق وجهك رغم انك تركته طوال النهار بمفرده " .." عندما يحبك شخص ما.. فإنك تشعر بأنه ينطق اسمك بشكل مختلف عن ما ينطقه بقية الناس.. انك تشعر بأن اسمك بأمان في فمه "... " الحب هو عندما تخرج مع أحدهم.. وتعطيه معظم البطاطس المقلية الخاصة بك .. دون أن تلزمه بأن يعطيك البطاطس الخاصة به "....
" لا يجب أن تقول لشخص ما انك تحبه إلا إذا كنت تعنيها فعلاً.. وإذا كنت تعنيها فعلاً فعليك أن تقولها له كثيرررررا .. لأن الناس يعانون من النسيان ويحتاجون إلى من يذكرهم ...."
تلك من أكثر الجمل التي بقيت في ذاكرتي عندما قرأت دراسة قامت بها إحدى المؤسسات حيث تم توجيه سؤال إلى مجموعة كبيرة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و 8 سنوات وكان السؤال حول مفهوم كلمة ( الحب ) بالنسبة لهم .. .
هكذا كان مفهوم الحب عند الأطفال و لعله اصدق تعبيرا عن الحب الذي نقصده أو كما يجب أن يكون ..و لكن لماذا تشوه الحب عند الكبار , لعل الحياة ليست جميلة و بريئة كما كنا نتصورها و نحن أطفال صغار و الأذى يتجلى أكثر كلما تقدم بنا العمر لنرى الأشياء على حقيقتها فبعد أن كانت الحياة لوحة فنية رائعة الجمال مذهلة بألوانها أصبحت الآن باللونين الأبيض و الأسود فقط ,و كيف نستطيع أن نحب و لم يعد في قلوبنا مكانا للأفراح بل امتلأت حزنا و اعتصرت ألما و أصبح الحب آخر اهتماماتنا مع أننا نتظاهر يوميا بأننا نعيشه و نؤمن به و نحاول ممارسته و يأخذ وجوه و اشكال مختلفة في زمننا هذا و لكن للأسف لا وجود للشكل الصحيح للحب و إنما تظاهر بالحب كذب و خداع و مع تطور الحياة و التقدم الذي يحدث و شمل جميع قطاعات الحياة حتى لم يستثني الحب فتطور و تغير و قارب على نهايته و انقراضه بشكل حقيقي .....
لا نعرف إن كان ما نتحدث عنه هو الحب فعلا إذ لم يعد هناك حب دون مقابل ...
فبينما اختفت أنواع و انقرضت كالحب العذري مثلا وجدت اشكال جديدة للحب عن طريق الانترنت فبكبسة زر أصبحت تحصل على فتاة أحلامك و بالمواصفات المطلوبة التي وضعتها سابقا فكثيرا ما يلتقي اثنان على الانترنت يشربان القهوة و يتجاذبان أطراف الحديث يوميا على " نوافذ الشات " بعد أن كانا يلتقيان على شرفات المنازل ..و اليوم الانترنت هو الطريقة الأبسط و الأسهل و الأقل جهدا ووقتا إذ ستلتقي بمن تريد حتى لو كان يبعد آلاف الأميال عنك و قد يقرران اللقاء فعلا على ارض الواقع و لكن و للأسف غالبا ما ينتهي هذا النوع من الحب بنفس السرعة و الطريقة التي بدأ بها ففي إحدى سهرات الشات قد يلتقي صدفة هذا الفتى على إحدى المواقع الظريفة بفتاة تفوق جمالا الفتاة الأولى أو قد تكون متوافقة مع ميوله و يشتركان بنفس الاهتمامات فماذا يحصل يا ترى بكبسة زر واحدة يبدأ قصة جديدة في الوقت الذي يكون فيه قد أنهى القصة بكبسة زر أيضا " block " ...
إذا ففي زمن التكنولوجيا الذي وصلنا إليه و حتى لو كنا متأخرين قليلا عصر الكمبيوتر و الانترنت و البرمجيات أصبح من السهولة الالتقاء بأناس جدد و تكوين صداقات و شبكة واسعة من العلاقات مع أناس من مختلف الأنماط و الأجناس و لكن للأسف أصبح التخلص من هؤلاء الأشخاص و الأحباب بنفس السرعة و السهولة لماذا ؟؟ لأن البديل حاضر دائما و لن يتكبد عناد الحصول عليه .؟؟
لم يبقى أي اثر للحب الذي كنا نسمع عنه قديما و نشاهده في الأفلام و نقرأ عنه في الكتب قصص الحب التي كنا ننام و نحن نستمع إليها من فم جداتنا أو أمهاتنا " سندريلا – روميو و جوليت ...و غيرها و كيف أن مجرد قبلة صغيرة من الأمير على فم بياض الثلج أعادت لها الحياة التي فقدتها جراء السم .. قصص كثيرة سمعناها و حلمنا بها و جعلتنا نستعجل الأيام كي نكبر بسرعة و نلتقي بالحب الحقيقي ...و ما النتيجة كنا و لا نزال نبحث عن هذا الحب بدون جدوى ..
كل شيء اختلف في زماننا كان الحبيب يسهر الليل و هو يكتب قصائد الشعر و الغزل بمحبوبته فينظم قصيدة من 20 بيت " و يلف و يدور " حتى يصل في آخر البيت إلى كلمة " احبك " ... أما اليوم فنكتفي بإرسال " sms " و غالبا ما تكون جاهزة قد أرسلها احدهم لتتنقل من شخص إلى آخر فتفقد سحرها و معناها .. هل حقا أصبحنا في زمن السرعة و لم يعد هناك متسع من الوقت لأحدنا يجلس لعدة دقائق و يكتب من قلبه شيئا صادقا لحبيبه أين زمن الرسائل الورقية التي كانت تكتب بخط يد الحبيب و تعطر بعطره الخاص و إنما أصبحنا نرسل كلمات لمجرد الكلام و أصبحت المحبة تقاس بعدد " المسجات " المرسلة و قيمة فاتورة الموبايل و ليس بقيمة الكلمات التي كتبت و بالمشاعر و الأحاسيس التي تحملها ...
حتى كلمة " بحبك " نرسلها كأي كلمة عادية و أحيانا كثيرة بلغات مختلفة " - liebe dich- tea mo – elsker dig –t aimer –I love u " من اجل التغيير ليس إلا .......
كما أننا أخذنا عن الغرب 14 شباط و أصبحنا نحتفل به كعيد للحب متبادلين التهاني مع بعضنا البعض بالقول " happy valentine day " حاملين الورود الحمراء .. مرتدين الملابس الحمراء ..متناسين أن هذا العيد ليس لنا مع أن التاريخ العربي مليء بقصص العشق و الحب و بعشاق عانوا من الم الحب أكثر مما عانى روميو و جوليت فلماذا إن كنا حقاً نقدس الحب لا نبتكر عيدا حب خاصا بنا نتحدث فيه عن قيس و ليلى .. جميل و بثينة ...و لا ننسى عنتر و عبلة و ما عانوه بسبب هذا الحب الطبقي و اختلاف اللون و الطبقة بينهما وللأسف الشديد فهذا النوع بالذات موجود حاليا و لعله الآن أكثر خطورة و تفاقما من قبل ...
و لن نتحدث عن الحب المحرم لأنه يحتاج إلى مجلدات و قد تحدثنا عنه كثيرا و اشعر بألم كلما تحدثت عنه دلك الحب المقدس الذي يصبح محرم ليفرق بين حبيبين بسبب الاختلاف الديني أو الطائفي بينهما ...
و هل حقا أننا أصبحا لا نعرف أن نحب دون قيود و شروط فأي حب هذا إذا أراد الشخص أن يغير الآخر كما يريد حتى يتوافق مع ميوله و أهواءه و مزاجه لماذا لا يتقبله كما هو ...؟؟ فأي حب هذا إن كنت تريد أن تخلق منه إنسان جديد حتى تحبه " أي حب هذا إن كنت حبيبتك فقط عندما أكون في مزاج جميل و اضحك باستمرار و لست مستعد لتقبلي في لحظات ضعفي و حزني و ألمي حتى لا ابعث لك بإشعاعات الكآبة فتصيبك ...
لقد شوهنا الحب لأننا أصلا أصبحنا أشخاص مشوهين من الداخل رغم الجمال الباهر الذي نظهره من الخارج حتى بأغاني الحب التي نشاهدها يوميا على شاشات المحطات الفضائية نجد أنها جعلت من الحب شيئا مبتذلا و تافهاً لاسيما تلك المعاناة المبالغ بها التي يصورها " الفيديو كليب" الغير موجودة أصلاً على ارض الواقع لم يعد هناك من حبيب يعاني لهجره محبوبه لأنه لم يعد هناك من حب بالمعنى الحقيقي و إنما مجرد تجارب و علاقات عابرة يعيشها الإنسان لتمضية الوقت أو لزيادة خبرته أو لتفاخره و الحب كما أراه موهبة طبيعية و لم يعد هناك من أشخاص موهوبين في هذا الزمن
الحب هو أن ندهش إلى حد الثمالة بما ومن نحب ...؟
المسيح قال : أحبوا أعداءكم ...و أنا لن أقول أحبوا بعضكم و إنما أحبوا أنفسكم أولاً فإذا لم يخرج الحب من داخلك صادقا لن يصل إلى الآخرين و فاقد الشيء لا يعطيه
و إن وجدنا الحب الذي نريد أثناء بحثنا عنه نجد إننا في المكان و الزمان الغلط اللذين لا يتناسب مع حبنا إذ نعيش مع أشخاص لا يعرفون معنى الحب و في بلاداً مات فيها الحب من زمن .. ذبحوه ...و لا زال البشر يمشون خلف بعضهم دون تفكير ولا مبالاة يركضون خلف حب المصلحة ..و المال ...و المناصب .... مات الحب المقدس ومع ذلك لم يحترموه ولم يدفنوه ولم يتم ذكر محاسنه ...و أتسأل كما تسال شاعر المرأة و الحب نزار قباني :
لماذا في مدينتنا ؟
نعيش الحب تهريباً وتزويراً ؟
ونسرق من شقوق الباب موعدنا
ونستعطي الرسائل والمشاويرا
لماذا في مدينتنا ؟
يصيدون العواطف والعصافيرا
لماذا نحن قصديرا ؟
وما يبقى من الإنسان
حين يصير قصديرا ؟



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟