أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...















المزيد.....

أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 2531 - 2009 / 1 / 19 - 08:35
المحور: الادب والفن
    


" أريد أن التقي بفتاة أحلامي" " أريد سيارة جديدة " "أريد منزلا اكبر" " أريد أن انجح في امتحاناتي " و ما إلى ذلك من أمنيات شخصية قد تخص أي واحد منا في العام الجديد لكن لعل عام 2009 جاء مختلفا عن غيره من الأعوام السابقة...
قبل دخولنا 2009 كنت أتخوف منه لم يحمل عندي أي شعور بتفاؤل أو رضى أو حماس لاستقباله و هذا ما وجدته عند الكثيرين و هذا الشعور لا يأتي عن عبث فبنظرة سريعة إلى ما يجري أصبحنا نخشى الغد ننام و نحن خائفون مما قد يحمله لنا هذا الغد أو المستقبل القريب من مفاجآت لقد قتل فينا حماس الطفولة و اغتيل الأمل بغد أفضل ؟؟؟
عندما كنا صغارا كان ما يشغل بالنا هو: متى سنكبر؟... و اليوم نتمنى لو أن الزمن توقف و لم نشهد ما يجري الآن لم نكن نعي أننا ننتمي إلى امة أصبحت من الضعف بحيث تقبل أن يستقبل جزء منها كغزة العام الجديد بالنيران و الدم و النار و الدمار..
أي عام هذا و ما الذي سيحمله في طياته لنا من مفاجآت إذا كان بدايته هكذا بكمية هاثلة من الدماء البريئة و العالم يقف متفرجا مكتوف الأيدي ..
فمع بداية العد التنازلي لبداية العام الجديد و عيون الملايين في الشوارع و الساحات في مختلف أنحاء العالم ترقب الساعة 12 تماما بعد منتصف الليل لبدء العام الجديد كي يعاودوا الاحتفالات التي بدؤوها قبل ذلك كانت قلوب المئات من الأطفال و النساء و الأبرياء في غزة تتوقف ليس فرحا و إنما خوفا و رعبا جراء القصف الإسرائيلي ...
و بينما أضيئت سماوات الكثير من الدول المتحضرة بنيران الألعاب النارية المختلفة الأشكال و الألوان احتفالا بالعام الجديد أضاءت سماء غزة نيران القصف الإسرائيلي الناتج عن ألعاب صبيانية لقادة فضلوا الاحتفال بالعام الجديد بأكل لحم الأطفال و شرب دمائهم نبيذا ....
و الآن هل تستطيع أن تسأل أيا كان ما هي أمنياتك للعام الجديد...
تدمع العيون لما آل إليه الوطن العربي و إلى ما هو ذاهب إليه يوما بعد يوم و سنة بعد سنة.. لم يعد يعنينا أي من أمنياتنا الشخصية التي أصبحت تافهة في ظل ما يحدث فلا تسأل اليوم كبيراً أو صغيراً إلا و الحلم واحد و الأمنية واحدة أن يأتي يوم يتوحد فيه العرب جميعا و يصبح لهم موقف واحد و كلمة واحدة تجاه قضية معينة .." و لو لمرة واحدة فقط " ؟؟
نأمل بالعام الجديد أن تتوقف المجازر و سفك دماء الأبرياء التي لا تلبث أن تجف لينفجر ينبوع دم آخر مع بداية حرب جديدة حاملة معها الهدم و الدمار لما تم بناؤه حديثا و لتخطف أرواح الكثيرين دون أي شفقة أو رحمة أو إنسانية ...
نأمل في العام الجديد أن تعقد قمة عربية حقيقية في المكان و الزمان المناسبين لا يتغيب عنها احد من الدول العربية تصدر عنها قرارات مناسبة تجد طريقا إلى حيز التنفيذ على ارض الواقع ...
نأمل أن يتغلب 350 مليون عربي و مليار مسلم على القلة القليلة التي تحكم العالم بالحديد و النار ..
نأمل أن تحدث معجزة إلهية لوقف العدوان على غزة إذ أن تدخل العرب و تحركهم لن يحدث إن لم تتدخل القدرة الإلهية في ذلك ..
نأمل أن تنزل الرحمة في قلوب حكام العالم والحكام العرب خاصة و أن تفتح عيونهم و آذانهم ليروا و يسمعوا صيحات الألم و الرعب و الخوف التي تصدر من حناجر أطفال غزة.
نتمنى أن تقوى حاسة الشم لديهم ليستطيعوا شم رائحة الموت التي تعبق في كل مكان.
ماذا نستطيع أن نطلب للعام الجديد: إنهاء الحرب في غزة و لكن كيف؟
فالحرب هي الحرب لها بداية و لكن لا احد يعرف شيئا عن نهايتها... هي هكذا الحرب لا تخلف سوى الدمار المادي و النفسي لا تترك وراءها سوى الألم و القهر هي هكذا الحرب قاسية لا ترحم و نحن لسنا بجديدين على الحرب و لا توجد حرب دون ضحايا لكن الجديد أن يكون جميع الضحايا من المدنيين و الأبرياء و الأطفال الذين يقتلون اليوم دون أن يعرفوا ماذا فعلوا حتى يستحقوا هذا المصير.
تاريخنا حافل بالحروب و المجازر نشعر حقا أن التاريخ يعيد نفسه و الأحداث تتكرر و القتل واحد و الموت واحد و الظلم واحد رغم تغير الوجوه و الأسماء رغم تبدل الضحية والجلاد في بعض الأحيان لكن النتيجة واحدة و الموت واحد
فمن مجزرة دير قاسم .. صبرا و شاتيلا ... قانا ...المجازر الوحشية في العراق جمعيها لا تزال في الذاكرة و إن عدنا للوراء ثانية فالتاريخ يسجل ولا ينسى شيئا مجزرة ماي لن التي ارتكبتها القوات الأمريكية في فيتنام ... فهذه الصور للضحايا التي أصبحت أول شيء نراه عندما نصحو صباحا و آخر شيء نراه عندما نغلق أعيننا مساءا لننام و كثيرا ما نراها في مناماتنا التي أصبحت مليئة بالدم و الرعب والصراخ و الألم لم نعد نستطيع أن نحلم بالحب و السعادة ...
كم تتشابه الصور و كم تتشابه الضحايا على مر التاريخ، أشلاء أطفال مرمية هنا و هناك .. صرخات جرحى فقدوا عضوا من جسدهم أو فردا من عائلاتهم... دموع أطفال يتموا أمام أعينهم أو نساء ترملن أو حتى عائلات أبيدت كما هي ..؟؟؟
هل من الأسهل فعلا أن يتضرع رجال الدين إلى الله لإرسال جيش من الملائكة للقتال إلى جانب الأطفال في غزة إذ أن تشكيل جيش عربي يحتاج إلى جهد كبير و تخطيط مسبق و عقد اجتماعات و قمم ليقرروا العداد و العدة لهذا الجيش و كم دولة عربية ستشارك في هذا الجيش العربي فربما ترفض دولة ما الاشتراك فيه بسبب عداوتها مع دولة عربية أخرى مشاركة في تشكيله، و هنا نبدأ المفاوضات المباشرة و غير المباشرة للصلح بين هاتين الدولتين متناسين الموضوع الأساسي و هو تشكيل الجيش..
ثم تبرز نقطة خلاف أخرى من سيترأس هذا الجيش... و نقطة اختلاف أخرى و أخرى و أخرى... من سيقوم بالدفاع و من سيقوم بالهجوم من سيعلن ساعة الهجوم و من و من و من...........
و قد يدب الخلاف بين هذه الدول و الجيش في طريقه إلى غزة للهجوم فترسل "بمسج sms" إلى طاقمها المشارك بالرحلة ليعود أدراجه من منتصف الطريق..
و في هذا الوقت لا ندري إن كان سيبقى هناك احد للدفاع عنه و تخليصه ؟؟؟
ماذا نتمنى للعام الجديد ؟
وهل حقا أصبحنا بالعام الجديد مع أن الشهر الأول منه يشارف على نهايته هذا على أوراق التقويم الزمني التي نعلقها في بيوتنا أو نضعها على مكاتبا و لكن في قلوبنا و أرواحنا لم نشعر بأننا دخلنا عاما جديدا إذ لم يتغير شي 31-12-2008 لم يختلف أبدا عن 1-1-2009 فالأول ودعنا على أخبار القصف الوحشي على غزة و الثاني استقبلناه على قصف أكثر وحشية... و ما الذي يميز عام 2006 عن عام 2003 أو غيره من الأعوام... و هل تختلف كثيرا هذه الأحداث بالنسبة لنا: حرب تموز في الجنوب اللبناني.. سقوط بغداد.. الحرب في فلسطين و تتوالى الحروب....
لا نستطيع أن نحتفل بالعام الجديد لأنه لم يأت بعد...نريد عاما جديدا بكل ما تحوي هذه الكلمة من معنى، عاما يحمل معه الأمل بإشراقة شمس الحرية و الغد و المستقبل المشرق لأطفالنا.. إن كان ماضينا و حاضرنا واحدا ولم يتغير، مليء بالحروب و الدمار، نريد لمستقبل أطفالنا أن يتغير... ما ذنب هذا الجيل حتى يكبر على القسوة و القهر و الإحساس بالظلم بدلا من أن يكبر على الحب و الأمل و التفاؤل..
لا نريد أن يتعلم الطفل رسم الدبابة قبل أن يرسم زهرة جميلة أو طائرا صغيرا.. نريد أن نستيقظ ذات صباح على أصوات العصافير أو على صوت فيروز الملائكي بدلا من الاستيقاظ على سماع نشرات الأخبار المليئة بالدم والعار و الدمار و القتل و الخزي الذي يلف العالم كله...
نأمل أن يأتي يوم يعم فيه السلام العالم وتختفي نشرات الأخبار التي تحمل أخبار الموت من محطاتنا الفضائية، اللهم إلا إذا كان الموت ناتجا عن حادث سير...؟؟؟
لا نريد أكثر من ساعة يوميا نستطيع فيها أن نتأمل غروب الشمس فوق سطح البحر نغمض أعيننا بهدوء و سكينة دون أن تأتي إلى ذاكرتنا صورة طفل يقتل... نستنشق الهواء دون أن نشم رائحة الموت أو البارود.. وتتحرك شفاهنا لترسم ابتسامة تعبر عن الهدوء و السكينة التي تعم روحنا التي إن تركناها في تلك اللحظة تطوف الفضاء سعيدة مرتاحة غير خائفة من شظية قد تأتي من هنا أو هناك فنموت مرتين بعد أن كنا نموت مرات عديدة كل يوم ...
ماذا نستطيع أن نسمي هذه الأمنيات؟ أهي مجرد أمنيات للعام الجديد أم أنها أحلام صعبة التحقيق و إلى متى ستبقى أحلامنا مؤجلة ولماذا؟
فقط لأننا نعيش في هذه البقعة المسماة أرضا عربية ....
هذا ذنبك فأحلامك و أمانيك ستختلف حتما عن غيرك من أبناء جنسك؟؟
إلى متى سنبقى وافدين في أوطاننا منبوذين في بلاد غيرنا؟
إلى متى سيبقى الشعور بالخزي و العار و الخجل يرافقنا ؟ متى ستصبح قراراتنا وطنية؟
متى نستطيع حقاً أن نؤثر بالرأي العام العالمي؟ متى سيسمع صوتنا و صرخاتنا العالم في كل مكان؟
إلى متى يقودنا (الخائن) و (العميل) و (المتواطئ) و (المتخاذل) و (الخائف) و (الجبان) و و و
متى سيستطيع أي مواطن عربي أن يقول الحقيقة في وجه أي مسؤول عربي دون أن يخاف على مصيره و مصير أحفاده من بعده ...
متى تستطيع أن تكتب ما تريد و تعبر عن رأيك بكل صراحة بدون خلاف و ما الفائدة إذا استطعت أن تكتب ما تريد و ليس لديك القدرة على تغيير شيء؟؟
و الغريب كما قال الماغوط : " العجيب في هذا الشعب انه ما زال يتزوج و ينجب و يسمي مواليده أمل هناء ابتسام بهجت بهيجة فرح فرحان ........" .
و كل عام و انتم ...






#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...