أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - و يبقى للحلم بقية ...














المزيد.....

و يبقى للحلم بقية ...


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 11:50
المحور: الادب والفن
    


حنان نعيم عارف
الحوار المتمدن - العدد: 3247 - 2011 / 1 / 15
كما كل مرة نستعد في نهاية كل سنة لبداية سنة جديدة, نغتسل جيدا لنزيل عن أجسادنا ما تعلق بها من أوساخ السنة الماضية, ونمحو من نفسيتنا ما أرهقها من هموم ماضية وننفض عنا غبار الزمن السابق استعداداً للآتي " وغالباً ما يكون الآتي أعظم " , نرتدي الثياب الجديدة النظيفة ونقف أمام المرآة محاولين ابتداع شكل جديد لأبتسامة العام الجديد فنرسمها على وجوهنا قبل أن نتوجه لسهراتنا الملونة بسياراتنا الفارهة, نغمض عيوننا كي لا نلمح في الطريق أي مشهد يمكن أن يذكرنا بمأساة ما يحدث حولنا, نستعجل الزمن لنصل أخيراً الى ساحة الاحتفال التي تغدو في ذلك اليوم أشبه بمشفى للمجانين فالجميع يضحك ولا يعرف لماذا, القهقهات تسبقنا ولا ندري لماذا!
تعلو الموسيقى و ترقص الكؤؤوس تضرب ببعضها بحركة منسجمة مصدرة رنين آخر السنة و يفعل الخمر فعله متلذذين بشعور الخدر الذي يحدثه بنا والهدف ليس الاحتفال وإنما نسيان مأساة العام الماضي, و كي لا يخطر على بال أحد منا أي شيء مما ينتظره في العام القادم وكما قال الشاعر ( اليوم خمر وغداً أمر ).
تكبرأحلامنا معنا و تتكاثر مثلنا, عام بعد عام تزداد الاحلام التي نتمنى أن تصبح حقيقة, وتكثر الامنيات التي نود تحقيقها,و تتنوع المشاريع التي نرسمها على الورق آملين أن تنفذ على أرض الواقع في يوم ما من ايام السنة الجديدة , "سنة عن سنة" يزداد إيماننا بالابراج و تعلقنا بها بقدر إزدياد أعداد المنجمين والمشتغلين في هذا المجال الذين صرنا شأنا أن أبينا ندعوهم "علماء فلك" !
يوم بعد يوم وليلة تلو ليلة نقف وراء الباب صابرين منتظرين أن نفتحه للفرج و ندعوه للدخول, سنة وراء سنة يزداد عدد الايدي التي تمسك ببطاقات اليانصيب فبعد أن كان شراءها يقتصر على فرد من العائلة من مبدأ أن الفائدة في النهاية ستعم على الجميع,أما الآن فكل فرد في العائلة يقبض على ورقته الخاصة بقوة, في الوقت ذاته يرمق بعينيه الورقة التي تخص اخيه .
الجميع يريد أن يجرب حظه الغير موجود اساساً الام و الاب و الاولاد و الصهر و الكنة و الاحفاد حتى الاطفال الرضع إذ تقوم الام بوضع ابنها امام مجموعة بطاقات اليانصيب التي في يد البائع فتمتد يد الطفل و يلتقط واحدة بكل براءة.
تغدو الاوراق اليانصيب في المنزل تفوق عدد أفراد الاسرة فكيثرا من الاشخاص ما يقوم بسحب أكقر من واحدة لعل الحظ إن أخطأه في الأولى يصيبه في الثانية, و هناك من يبحث عن شخص محظوظ ليشاركة بطاقته .
و السؤال لماذا...لماذا أزداد تعلقنا بالغيبيات , والحظ في الوقت الذي تقلصت فيه ثقتنا بأنفسنا وبالاخرين حتى أقرب الناس إلى قلوبنا .
نسمع باهتمام كبير ما يخبأ لنا القدر من خلال البرج والطالع الفلكي رغم عدم إيماننا الداخلي بما نسمع و إنما ما يحدث أننا نبحث عن خيط نتمسك به , نفتش عن بارقة أمل, نصر على ان نسمع تنبؤ يدعو الى التفاؤل حتى نتخلص من ألمنا الحالي وننسى مؤقتاً أوجاعنا اليومية.
ما يحدث أننا اصبحنا نبحث عن جرعة أمل, أصبحنا مدمينين وهذه الجرعات تساعدنا على الاستمرار بالحياة ولولاها لقررنا التوقف عن الحياة في لحظة وعي.
ماذا لوعرف أي تعيس ما ينتظره في المستقبل, وأن معاناته الماضية بسيطة بالمقارنة مع ما يحمله العام القادم!
لذا فما المانع أن ندعه يحلم, و مع بداية كل سنة نيضيف أحلاما جديدة الى أحلام السنة الماضية التي لم تتحقق, وهذا هو سبب تكاثر احلامنا .
في لحظات معينة نشعر بأن ما يحدث لنا قد حجث في وقت سابق و أن هذه الجلسة مع الأصدقاء أو تلك الضائقة في العمل قد حدثت بطريقة ما في الحقيقة أننا لا نعرف ما يحدث لكنه يحدث فعلاً , و كثيراً ما نصادف في احلامنا أشخاص بعيدون نتمنى رؤيتهم ويخبروننا بأشياء نتوق لسماعها , كثيرا ما نعيش تفاصيل حياتنا اليومية بالحلم كما هي و لكن بطريقة مختلفة ,أحياناً نكون أكثر قوة ,خوفاً,سعادة ,إصراراً , ألماً....عما نحن في الواقع ولكن كيف نستطيع ان نكون على يقين بأن الحلم حلم ,و الواقع واقع لربما ما نعتقده حقيقة ليس إلا مجرد حلم و عندما نستيقظه منه نعود إلى الحقيقة فيكون الحلم حقيقة والحقيقة حلم... ودائماً يبقى للحلم بقية .



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم العبادة ..... إلى اللقاء
- لن تتسرب من مسامي ....
- حين نصبح خارج نطاق الحياة....
- بعضاَ من الحب إن أمكن ....
- عن تلك الشهوة المُسماة .... موتاً
- ذاكرة لها رائحة.......
- أدونيس و البحر و قصابين ...
- .. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي
- أدونيس الذي يجهل نفسه يؤكد بأن الله لم يعد لديه ما يقوله!!!!
- أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...
- حلم ليلة حب ...
- لا أشياؤنا... وأشياؤهم
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - و يبقى للحلم بقية ...