أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - لن تتسرب من مسامي ....














المزيد.....

لن تتسرب من مسامي ....


حنان عارف

الحوار المتمدن-العدد: 3110 - 2010 / 8 / 30 - 18:15
المحور: الادب والفن
    



هل سيأتي صباح لا أجد فيه عصفوري الصغير الذي أعتاد أن يوقظني من غفوتي كلما استسلمت للموت المؤقت؟
ينقر على نافذتي نقرات منتظمة و كأنها شيفرة بيننا ...
فما أن أسمعها حتى أقفز من السرير كفتاة أيقظها حجر رمى به حبيبها المنتظر بالأسفل
أنظر إلى النافذة فأراه هناك مبتسما منتظرا أن أفتح له الباب الذي لم يغلق يوما في وجهه
أمد له يدي فيلتقطني
أمرر أصبعي على منقاره الصغير ليأخذ وجبته الصباحية
أدعوه لنشرب القهوة معاً على أنغام زقزقته التي اعتدتها و اطرب لها أكثر من صوت فيروز الملائكي ذلك الصوت الذي أعشقه و لكنني لم أمتلئ به؟
أما هو؟؟
آه منك يا صغيري... لا ترمقني بتلك النظرة التي تخترقني ... تلامس ما بداخلي ... تزيد ضربات قلبي و نبضي ...
لما هذا الحزن في عينيك .. يكاد يقلب فرحتي بك ألما و حزنا ... حزني الذي انتهى يوم بدأ حزنك !
و لكن لا ...
لن يأتي ذلك اليوم الذي أصحو فيه على ساعة المنبه أو صرخات أمي
لن يأتي ذلك اليوم الذي أعود لتناول القهوة فيه مع قصص الحب الفيروزية أو أخبار القتل و الفساد و الخلافات السياسية.
هل سيأتي حقاً؟
لن أسمح له بذلك أبدا...
لن أدعك ترحل عني
أنت فقط اخبرني.... متى؟
حددي لي الزمان باليوم و الشهر و السنة....
ففي ذلك اليوم سيشهد العالم تقويم تاريخ جديد
قل لي متى؟؟
حتى أمزق ذلك التاريخ من أوراق روزنامات العالم ....
سأصلي ليتوقف الزمن و تكف عقارب الساعة عن الدوران....
لن أدعك ترحل عني
سأكون قاسية معك بقدر ما كنت لطيفا معي
ستطغى ديكتاتوريتي على ديمقراطيتك
سأكون إرهابية سأمارس عليك كل أنواع التعذيب
سأكون سجانتك أنا التي كنت دوما سجينتك دون أن تدري.
ستكون أسيري و لا مكان للرحمة عندي.. سأحتجزك بداخلي، في سجني المظلم حتى تنيره كما كنت تفعل دائماً.
لا تفكر بالهرب... لن ادعك تتسرب من بين أصابعي... تتبخر من مسامي.
لن أبكي عليك حتى لا تختبئ بدمعي و تهرب بعيداً
لن تخدعني و تختلط بدمي فأنت تسري بشراييني منذ أمد.
سأغلق عينيّ كي لا يروك فيهما تطلب الرحمة فيخبروا منظمات حقوق الإنسان فيطالبون بك أسير حرب...
و هل أبادلك بطيور العالم اجمع يا لسخف تفكيرهم....
ستنطلق الصرخات و نداءات الاستغاثة , ستعلن حالة طوارئ ,
سيتحرك الإعلام و تعقد المؤتمرات الصحفية , و تبدأ الوساطات العلنية و غير العلنية ,
همسات هنا و هناك:
هل سمعت عن قضية العصفور ؟ ترى ما شكله ؟ لابد أنه من النوع الفريد ؟
يقولون أنه بألوان قوس قزح ؟ إحدى عينيه زجاجية ؟
يستطيع الحديث كالببغاء ؟ يطيع أوامرها و يغني لها حتى تنام ؟
هذه الخبرية الصغيرة تكبر لتغدو قصة قصيرة و تنسج حولها الحكايا كلٌ يروي حكايته كما يشاء
و الناس يملؤها الفضول
تفاصيل ... تفاصيل الكل يريد أن يعرف التفاصيل
تعددت الروايات و اختلفت الحكايات و تضاربت الأقوال و كلٌ يُفصل تفاصيله على مقاسه
لم يعد هناك مزيد من الوقت , لم يعد هناك مجال للصبر
تُرتب المواعيد ...يُحدد الزمان و المكان
تُعقد المؤتمرات الصحفية , يتجمهر عدد كبير في الخارج
تُجهز الميكروفونات و تُنصب الكاميرات
العيون تترقب و الآذان تتأهب
أخيراً سنراه , هذا النسر القادم من مدن الذهب الغامضة
و تلك الأميرة من سلالة المركيز دو ساد
أما أنت ....
تبدو بأبهى حلة , أضعك على كتفي و نخرج.... لتكون الصدمة
تصمت الأصوات , تفرك العيون بالأيدي محاولة الرؤية
تبحث الكاميرات عن شيء ما ....!!!
يتجرأ الصوت ليسألني عنك و تعلو الأصوات
أشير إليك و أنت تطير حولي
تدور في المكان تلف و ترجع لتهبط على كتفي توشوشني بأذني من هؤلاء الحمقى ؟؟
انك تراهم و لا يستطيعون رؤيتك أنا وحدي من يراك
هل رأيت هل اقتنعت
فهل لا تزال تصر على المغادرة
إلى عالم مجهول
إلى أناس لا يشعرون بوجودك و لا يأبهون بحياتك
بينما أنت لي كل حياتي ...
هل لا تزال تريد المغادرة
و أنا لا قيمة لي دونك ...
ينعتونني بالمجنونة ... نعم أنا مجنونة بك
ينعتونني بالمشاغبة ... يغادرونني غاضبين
و أبقى أنا و أنت فقط .



#حنان_عارف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين نصبح خارج نطاق الحياة....
- بعضاَ من الحب إن أمكن ....
- عن تلك الشهوة المُسماة .... موتاً
- ذاكرة لها رائحة.......
- أدونيس و البحر و قصابين ...
- .. ثم افتحوا لي أبواب دهشتي
- أدونيس الذي يجهل نفسه يؤكد بأن الله لم يعد لديه ما يقوله!!!!
- أخطو خطوة أخرى إلى الأمام ...
- حلم ليلة حب ...
- لا أشياؤنا... وأشياؤهم
- عيد للأم!! لا تؤاخذوني...
- لماذا لا يحب الناس في لين وفي يسر ؟؟؟
- أمنيات غير حقيقية ..لعام لم يأت بعد ...
- من كان بلا خطيئة فليرجمني بحجر...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان عارف - لن تتسرب من مسامي ....