أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عذري مازغ - نحو آلية عالمية للتنسيق بين ثورات الشباب في كل العالم















المزيد.....

نحو آلية عالمية للتنسيق بين ثورات الشباب في كل العالم


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3403 - 2011 / 6 / 21 - 00:21
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في إسبانيا رفعت حركة الشباب 15 ماي الشعار نفسه الذي رفعه الشباب في ما يسمى بربيع الثورات العربية: ليسقط النظام، وفي تصريحات الناطقين باسم هذه الحركة، غالبا ما يشيرون إلى أن النظام السياسي القائم لا يمثلهم، وبالتدريج المبسط يلوح اغلبهم ان الصناعة السياسية تخدم أرباب الشركات والمؤسسات المالية: هذا إذن هو جوهر المشكل فالنظام هنا يبدوا واضحا جدا، والساسة خبراء هنا في توضيح الأمور، ليست الديموقراطية إلا علكا ينسم أفواه الأنظمة، المشكلة إذن ليست في الإنتخابات، وقد تركها الشباب تمر بسلام في إسبانيا وفاز اليمين صاحب الإقتراحات المنقذة، فهل انتهى الأمر؟
في اليونان تفجرت الثورة أيضا ولم يتوقف بعد لجيج سياسات التقشف، لكن اجمل مايوضح الصورة هناك هو هذا الطلب الملح للساسة في اليونان خاصة وفي أوربا عامة أن يصوت البرلمان لصالح المقترحات الأوربية إذا أرادت اليونان ان تنعم بالمساعدات الأوربية وتفوز بما تبقى من صفقة قروض لتنقذ اقتصادها المتأزم، وهذا يذكر بالمناسبة بنفس المناجاة حين كان سباتيرو يقر إصلاح قانون الشغل في أكبر تراجع تعرفه حقوق الشغيلة في كل تاريخ إسبانيا وكان قرار سباتيرو بنفس الضغط الذي مارسته القوى الرأسمالية الأوربية، البنك المركزي الأوربي والبنك الدولي، ومع ذلك لم ينهي إصلاحه المشكلة في إسبانيا.. بالنسبة لأوربا والمؤسسات المالية العالمية، تكمن المشكلة فقط في تصويت البرلمان، لكن البرلمان اليوناني حائر جدا في التوفيق بين إرادة الشارع وإرادة السياسة، لكن هذه الحيرة لن تدوم طويلا، فغالبا ما سيلجأ بالتضحية بأكثر من وزير المالية المستقيل ليأتي مبدع آخر بصياغة جديدة للتقشف ويصوت البرلمان بكل تلقائية، وستطلع علينا وسائل الإعلام في العالم الغربي تبشرنا بنبي جديد انقذ اليونان، فمالذي إذن سيأتي به مبشر جديد في أوربا سواء كان من اليمين أو من اليسار؟
في المغرب، وهنا يبدو قانون التفاوت التطوري جليا في ضبط ميكانيزم السياسة بما هي حقل للصراع الطبقي بين شكل ممارسته في أوربا وبين شكله في الحركات الشبابية بالعالم العربي، فالصراع هو نفسه الصراع، لكنه صراع بمستويات تفاوتية، من خلال أولويات الحراك، في الشمال (أوربا طبعا) تطرح الحركة ثورة ضد القائم الإقتصادي من حيث هو البنية المادية التي يقوم عليها السياسي، وبالجدل نفسه تروم الحركة إلى تغيير السياسي من خلال لجم جشع الإقتصادي، وتطرح اسسا جديدة للممارسة الديموقراطية من خلال صيغ تتيح حضور الجمهور الشعبي كافراد مندمجين في صنع القرارات السياسية بما يخدم كل المجتمع، بشكل يضع فيه السياسي حلولا لأزمة التشغيل، السكن، التمدرس والتثقيف، البيئة، الصحة، وكل ما يتعلق بالإنسان وبيئته وكذا كل ما يقلص الفوارق الطبقية، فالثورة بهذا المعنى هي ثورة ضد النظام وبالتالي إسقاطه،قلت في المغرب تحرك الشباب بكل أسباب اللياقة، فهو يعرف بنباهة فائقة قوة الثوابت رغم خرافيتها، لكنه بنى حركته على اساس هدم مابه اللقالق تبني عشها، كانت الحركة في بدايتها تروم إلى إسقاط مافيا الفساد، وعلى رأسها الحكومة الفاشية، كانت مطالبه اجتماعية في الأساس وحقوقية كمطالب النقابات، وامام التجاهل، وسيناريوهات تحريك ثورة مضادة وحقن الشعب بحقنة الإستثناء العجيب: المغرب لانه اصلا فيه هامش ديموقراطي هو بعيد عن المقارنة بتونس أو مصر: هكذا كان يردد اغلب مؤطري الاحزاب السياسية الحكومية، ومع احتقان الوضع تحول المطلب إلى مطلب سياسي يمس الدستور في أساسه: ملكية برلمانية الملك فيها فوق المجتمع لكنه لا يحكم ومهمته فقط هي حماية الدستور حين يشرعنه الشعب، حتى هنا، وهذا هو وجه من اوجه التفاوت التطوري، كانت حركة الشباب تروم فقط إلى تحقيق شيء مما هو تحقق عند الغرب، أي الديموقراطية في تجلياتها عند الاوربيين، في تونس ومصر الدولتين اللتين تخلصتا من شبح البلطجية،كان نفس الشيء أيضا، لا زال المخاض السياسي يتمخض فقط حول بناء آلية جديدة للدستور يمكن من اللعبة نفسها، والنتيجة ان المشكلة تكمن في هذه الآلية فقط، ان نذهب إلى الصندوق الزجاجي ليصنفنا بين من مع هذا او ذاك، فالمسألة المهمة في قفزة التطور عندنا هي أننا لم نجرب بعد حركية المؤسسة الحزبية بما هي توجه سياسي يقوم على تحقيق برنامج انتخابي معين لنرى مدى نجاعة التداول بين اليمين واليسار، يمين صارم وفي للمصالح الرأسمالية التي هو يمثل آليتها السياسية ويسار حنون مبتز كما العادة يقوم بما لا يستطيع اليمين تحققه، أي أنه يلعب دور صمام أمان لمؤسسة الدولة الرأسمالية، بل لدينا أحزاب تنجح في الإنتخابات لتخدم وفقا لتعليمات القائد الكبير الذي يقود الوطن بالإجماع كما قال أخيرا الرئيس السوري بشار الأسد.
إذن فالتفاوت بين الشمال والجنوب، في إطار حركة الشباب هنا وهناك هو هذا التفاوت التطوري أيضا على مستوى الوعي استنادا إلى حركة السيرورة التاريخية لأي مجتمع، فالمشكلة أساسا تكمن في بنية النظام الرأسمالي المهيمن كونيا، لكن آلية مقاومته تتفاوت بنيويا كلما اتجهنا نحو المركز، وينعكس أيضا هذا التفاوت في وعي الجماهير، تبدو في المركز الديموقراطي شفافا إلى حد بدت لعبة اليمين واليسار هزلية بشكل كبير، لقد رأينا تصريحات سباتيرو عند إقرار تصويت اغلبيته البرلمانية لصالح إصلاح قانون الشغل، كيف كان شفافا في ارتباط إصلاحه هذا بمطلب رجال الأعمال بإسبانيا الذين هددوا بالهروب للإستثمار خارجا، إضافة إلى ضغط البنك المركزي الأوربي والنقد الدولي، وهو ما نراه اليوم مع رئيس حكومة اليونان، إنها تصريحات شفافة ولا تقبل التأويل، وهي بديهية: إما إقرار هذه الإصلاحات وإلا فالطوفان. بينما عندنا حيث تسود حكامة السلاحف القزمية لازالت لم تتضح كفاية، فالخوارق العجيبة ما زالت تبهرنا: شعب تحكمه سلحفاة! أليست هذه معجزة؟؟ وطبعا حكوماتنا تستقبل هذه الإستثمارات، فترسانتنا القانونية هشة بما يتيح بيع عوراتنا ايضا وليس فقط مساطر تعطي الاولوية لهذه الكائنات، التي ترى أن بلداننا هي أجمل البلدان حيث تمثل الوداعة الطفولية والتخلف: يد عاملة أرخص من الرخيص، سياحة تعددية وصلت حتى اغتصاب الأطفال، جيش من العمال الإحتياطيين، أزمة سكن (والحقيقة لا نعيش أزمة سكن، فالنوالات جنب الحقول الزراعية وقبالة الأحياء الصناعية هي الحل الأمثل للسكن والقضاء على ازمة النقل أيضا) قوانين شغل بئيسة، يتراجع البؤس فيها من مستوى إلى أدنى منه في كل مرة. اوضاع بئيسة تدعونا ان نتساءل حقا: هل إذا توفرت الديموقراطية سنستطيع حل هذه المعضلات؟ والجواب البديهي هو لاء عريضة وسوداء، وهنا تكمن حكمة السلاحف العربية من الحكام وهنا ايضا تكمن حكمة الإنتقال السلمي للسلطة على غرار ما وقع في تونس ومصر: إذا كان الريس هو المشكلة فلنستبدله، لكن إذا كان استبداله يؤدي إلى تغيير بنيوي فالديكتاتور الوسيم أولى.
لكن المشكلة ايضا تكمن في هذه الدساتير المتوخاة، إذا كانت حقا بعيار أوربي أو امريكي، فهي تخالف خصوصية البلد وقد تفرز وضعا شاذا كما حصل ببعض دول امريكا الجنوبية، لاحظوا كيف أن كل الدول الرأسمالية رحبت بالدستور الجديد المعروض على التصويت في المغرب، رغم انه لم ياتي إلا بدباجة جديدة للدستور القديم، وحتى الاحزاب الغارقة في التعدد والتفرخ لم يخرج منها قائد نزيه ليقول بانه صدم في الأمر إلا مايسميه المغرب الرسمي باليسار الراديكالي بصنفيه. واليسار الراديكالي طبعا لم يطرح الإشكالية في بعدها السياسي، فالتفاف الدولة حول حركة الشباب كانت ضربة قاصمة ستظهر او لنقل ظهرت بوادرها الحقيقية يوم 19 نونبر: الإنتقال إلى مرحلة ثانية، الدرجة الثانية للصراع السياسي، حركة الشباب في مواجهة حركة البلطجة.
ليس هذا في الحقيقة موضوع هذه الورقة، بل إن موضوعها، وعلى الرغم من التفاوت الحاصل بين الشمال والجنوب، إلا انه بشكل من الأشكال يعبر على قفزة تاريخية هائلة من الثورة، فنجاح الثورة في هذا البلد أو ذاك، في الشمال أو في الجنوب رهين بآلية جديدة للتنسيق بين شباب العالم يرتبط بتفهم قضية الصراع في جوهره على انه صراع بين من يتحكم في الإقتصاد العالمي، ويستفيذ بنسبة 80 في المئة من فائض الإنتاج العالمي وبين جل الفئات المهمشة سواء في هذا البلد اوذاك، فالمعركة وحيدة وإن اختلف النظر إليها كما أفرزت سابقا، لكن رغم التفهم الحاصل من لدن الشباب الأوربي مثلا، خصوصا إذا اعتمدنا البيانات الصادرة من هنا او هناك، إلا أن المسألة لم تصل بعد إلى مستوى التنسيق الملائم، فالحركة بطيئة في أوربا ومنعدمة في مجمل دول آسيا ونادرة اساسا في دول اوربا الشرقية رغم البوادر الصادرة عبر الفضائات الإفتراضية، ومنعدمة بشكل قاتل في إفريقيا باستثناء شمالها وبعض دول الوسط الإفريقي،بل إن حتى تأجج حوض البحر الأبيض المتوسط شماله بجنوبه، لم يفرز حتى الآن تنسيقا على مستوى التعاطي بين الجانبين خصوصا في ما يحجم قوة الصراع الجنوبي من خلال التدخل السافر لقوى الهيمنة الرأسمالية الشمالية، فالمعركة تاخذ حتى الآن شكل إعادة السيطرة على الجنوب بما يحل مشكلة الشمال، وهذا اساسا مايدعوا إلى بلورة وعي تحرري عالمي يأخذ بعين الإعتبار حق الشعوب في الإستفاذة من خيراتها مع كبح جماح هذه القوى المعولمة، وهذا طبعا ليس بالأمر الهين بل يتطلب تراكما منهجيا ليؤدي دور الوعي بشمولية القضية .



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول الدستور المغربي الجديد.. لتستمر الثورة
- كلمة حق في استشهاد مهدي عامل
- مارك فلوباييه:إعادة تأسيس المساواة هي في نفس الوقت استحالة ت ...
- صلاة لأجل المرأة
- الماركسية في توجسات مارك فلورباييه
- يا لربيع الثورات عندنا
- إسبانيا: ولغز 15 ماي
- ليسقط مثلث برمودا
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (3)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (2)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو
- الثوابت الخرافية في المغرب
- التحول في الثبات
- المؤامرة حين تتأسطر عند الأنظمة
- شظايا خواطر
- ملح الثورات العربية
- قراءة في الهيكل الإقتصادي لوليد مهدي
- وليد مهدي: قراءة ماركسية في الهيكل الإقتصادي
- المغاربة عندما يكتبون بالنجوم
- ليبيا والمؤامرة الدولية


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عذري مازغ - نحو آلية عالمية للتنسيق بين ثورات الشباب في كل العالم