أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - يا لربيع الثورات عندنا














المزيد.....

يا لربيع الثورات عندنا


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3380 - 2011 / 5 / 29 - 17:11
المحور: الادب والفن
    


سحابة عشواء تسبح في متاهة الهجر، يلفني فيها الغباء وألفه كيما يتوحد في خلقتي هذا الضياع، تابت فيه جموح الامنيات، ولم يعد لي فيه سوى ذكريات تافهة، تلون جوارحي في كل طلعة فجر، لا رائحة لي في هضبة الرغبة، ينقبض فوران العشق في دمي وتتيبس في ملحمتي قشور الذكريات القديمة، ها انا الآن واقف في عتبة الهجرات متسكعا بين حلم راودني ذات ليلة و بين فسحة هذه الطلعة السديمة، وكان كلما يسألني صاحب العتبة الجديدة عن منذ متى وطئتُ هذه الأتربة، وحين أجيبه متى، تنكشف له المساءات طويلة وثقيلة، كانت ال”متى” حقبة الازمات في عينه حين يفقؤها سديم الزمن المقبل، زمن يستطيل ظلي في متواه، وينتحس حظ الرفاه في عتبته.
أنا من ضايق رغد الحياة في عينه
تائه أسير في بلاد المهجر، يتربصني شرف الإنتماء، أعلن للقبيلة التي حملتني منذ عهود قديمة أني سرت شخصا آخرا، وأن حبل الوريد انقطع حين ركبت عباب المتوسط، أحمل ضياعا آخر إلى هضبة الغروب، سرت حمارا من نوع آخر، يحمل أثقال روما الجديدة، يحمل خرافة جديدة اسمها بطاقة الإقامة، فليحتفل إذن فيي مرح الشجون حين أشحن حقائبي ببقايا خردة التقطتها في مزبلة، ولأني أحمل بطاقة، انا اليوم عبد جديد بوشم جديد.
(يا لعيون الصبايا حين تنقشع في ضوء الوطن حين أزوره، تعشق فيك حقائب مشحونة بالذل)
ماكنت الا عاهرا يحضن عهر الحضارة في أوربا، وأبحث لقدمي فيها عن حذاء حلال يحلل لخطوتي ممشاها، قالت لي العشماء: في أوربا سأحضنك وأعلمك أبجديات جديدة، وإيقاعات ضوئية وإيحاءات عصرية تلطف الوطأ على تربة الوطن الجديد كيما يقبلك الثرى وتندمج في ذراته:
لك مني هذه البطاقة الممسوخة، وحين تنهي سنوات الكدح فيك، خذ اشلائك إلى مسقط الرأس
وحين تندمج، كأنما لا تندمج، لأن شيئا فيك من الوطن اليتيم يوحمك، تحمل ملامحي يتم العتمات المتخلفة، ، ويتوغل في قلبي صدأ االليالي الباردة، تسجنني في ولعة العطشان.
يا للجة الرخاء المترف حين تراه عينك ويتكسر فيك جموح الرغبات.
بارد فينا جموح الرغبات (الإستعارة من الأستاذ الكبير سعيدي المولودي)
كل شيء في أوربا يعلن فيضه، الأشياء فيها تجليات بعضها للبعض
كأنما الكدح فينا ليس بالكدح
كأنما الأقدار فينا موسومة بوشم الجنوب
يالذروة الجفاء المقرف حين يتلقفك ضوء الهيمنة على مدارات الغنى محموما بوفرة الجود
يخترق صداه اوعية الجائعين عندنا، لرخاء اوربا نبتسم ونعلن عن طوع قلب هذه المرة، اننا تأخرنا عن الركب، هكذا نبدع في الثقافة: أن نعلن أننا أخشاب قديمة حطها السيل
حين يبتسم أهلها، ويلعنون جفاء القدر حين يموسم فينا فصول السنوات العجاف، تلك الأسطورة العجيبة التي حفظناها عن ظهر قلب، لهم كل أصناف الغنى توحدهم لتطفيء ابتسامة الطفولة عندنا، لنا هذا الكدح الأبدي، ولأوربا وأمريكا الشمالية أن يتدلى إليها ريق هذه الهامات السود محمومة بشمس الجائعين
كأنما الناس عندنا لا ينتجون،
ولأننا فقط، تحكمنا طحالب الزمن الرديء، لنا ان نؤدي ثمن التضحية الباهظة، أن نعلن ربيع الثورات ونهديه لأقزام الشراكة الطويلة المدى، اللحن الآخر للهيمنة.
ولأننا نحن المثقفون الورعون والمبشرون بجنة الديموقراطية قد كسبنا بطاقة إقامة، علينا أن ننهل بما جادت به الخرافات عندهم، ونعلنه توطئة خلاقة لمسار الثورات عندنا. هكذا ينتهي الأمر عندنا، أن نتربع على عرش انتخابات يتغير فيها إيقاع الرقص على ثغاء الرساميل ويتبهم فيه صوت الناخبين. لقد انتقلنا الآن إلى مرحلة جديدة، للعلف فيه تجليات اخرى، نحن الآن التحقنا بالركب وعلى الله توكلنا.
لنا الشراكة الطويلة فطوبا لربيع مجد الثورات العربية
لقد كسبنا الصداقة الجديدة
2
فصل آخر لإعادة الهيمنة، بإيقاع جديد لم نألفه في ظل هيمنة الطحالب القديمة، لنا الآن طحالب جديدة مرقمة، دساتير جديدة تعيد هيكلة اللعبة القديمة على مستوى نفس النمط: سنعيد للدولة هيبتها
هكذا بطلاقة قالها الضفدع الكهل في تونس، ورددته مرارا قبله ثعابين مجلس أهل الكهف، العائدين لتوهم من زمن الشخير(النوم الموسمي الرائع)، في انقلاب مرح وسهل لم تحكي لنا مثله شهرزاد الملهمة، فالدولة هي الدولة التي فقدت هيبتها، وعلينا أن نعيد لها مابه هي الدولة، كأنما الدولة هي كائن أزلي من فوق التاريخ لا يتغير، والازلي فيها هو قمعها، والجميل في الدولة أن قمعها غفور رحيم لا يحرق في الجحيم، سواء كان الامر عند المسيحيين أو عند المسلمين، لكن الجديد القديم عندنا أن نحفل بصندوق العجائب، أن نعبد تلقائيا هذه الهيمنة، ونستمتع بثغاء أكباش تنوح في البرلمان ويتمسرح علينا اليمين واليسار كما يتمسرح عندهم ، بوضوح أكبر، ليس اليسار فيه يسار إلا من حيث هو يتموضح في خرافة انتخابات، والحكمة في الغباء الديموقراطي، هي أن يكون اليسار دائما أقلية، يجب الآن في ربيع الثورة أن نمأسس قانون اللعبة في دستور جديد: دستور يتحول فيه اليسار إلى يمين واليمين إلى يسار عبر انتخابات نزيهة
يا للدقة في قول النزاهة حين تجوهر فينا البداهة
كل المشكلة في يناصيب الصندوق الديموقراطي العجيب، من يعطيه الرقم الرابح فهو اليمين والخاسر هو اليسار، الخاسر أخيرا في اللعبة هو المواطن مسحورا ببداهة الحظ
يا لربيع الثورات عندنا
ربيع الثورات فاح زهرا، انتقلنا به إلى زمن الركب، فهل نركب صهوة الربيع الدائم في ثورة دائمة؟
إنما الدولة هي كيان ثابت، لا يقوم في التحول، أن نقوم في تحنطها، وتحنطها هو هيبتها القمعية، هي الله في جلاله



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسبانيا: ولغز 15 ماي
- ليسقط مثلث برمودا
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (3)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (2)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو
- الثوابت الخرافية في المغرب
- التحول في الثبات
- المؤامرة حين تتأسطر عند الأنظمة
- شظايا خواطر
- ملح الثورات العربية
- قراءة في الهيكل الإقتصادي لوليد مهدي
- وليد مهدي: قراءة ماركسية في الهيكل الإقتصادي
- المغاربة عندما يكتبون بالنجوم
- ليبيا والمؤامرة الدولية
- ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي
- القذافي، الهلوسة وخطاب الإحتضار
- التنوع في وحدة الهم
- المغرب و20 فبراير
- الثورة في تونس ومصر وآفاق خلق فضائية يسارية
- ساحة التحرير المصرية والصراع السياسي


المزيد.....




- قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
- مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
- محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - يا لربيع الثورات عندنا