أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - إسبانيا: ولغز 15 ماي















المزيد.....

إسبانيا: ولغز 15 ماي


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أروع ان يعيش المرء شيوع الثورات وهي تتناسل كالهشيم، انتقلت العدوى اخيرا إلى اوربا، هكذا علق رئيس الوزراء الإسباني السابق، فيليبي كونزاليس على أحداث إسبانيا، قال فيما يشبه الإيحاء المتواضع، أنها روح الثورة العربية نفسها، لكن ماأروع أيضا غباء الطحالب التي تحكمها نفس الخرافة التي عاشت عليها الأنظمة العربية، ساسة إسبانية، وبالدهشة نفسها لم يفهموا مالذي يريده الشباب، واغلب ما فاحت به قنوات الإبداع، كاخاس طونطاس (الصناديق الحمقاء) على حد تعبير أحد الثوار من تيار الأممية الرابعة، وباستدعاء خبراء السياسة العجيبة الذين أجمعوا أنهم لا يعرفون بالتحديد مايريده الشباب، وعلى زهو الأنظمة البلطجية العربية، اعترفوا انها مؤامرة سياسية، لكنها على خلاف الخرافة البالية عندنا، اكتشف المحنكون منهم، من اليمين خاصة، والذي يروم إلى حصد أصوات الناخبين في الأحد القادم، انها مؤامرة من الداخل، فكم هي جميلة سخرية القدر، ففي حساب اليمين يستوي الداخل بالخارج في التآمر، هذه المرة في إسبانيا، الخارج يستوي بالداخل، بل إن الخارج يدخل فيصبح من الداخل، لكن المؤامرة غريبة سواء كانت من الداخل أو من الخارج، لأنها ضد قانون اللعبة في مثلث برمودا، سباتيرو، الحمار الذهبي بإسبانيا، يتوق أن يعود إلى لحن الشباب التقدمي، صلى لإيزيس أن تعيده إلى لحن الشباب الثائر، واحتاج إلى عشبة أبوليوس لتعيده كائنا إنسانيا من جديد: نحن نقبل صوت الشباب التقدمي ونقبل نقده، لكن لاتفوتوا أصواتكم للحزب الشعبي، نفس اللعبة التثليثية على زاوية التسعين، الثابت فيها قائمة التسعين، رجال المال، لكن الشباب يقول بصريح لايفهمه غباء السياسة: انتم لا تمثلونا، إنها المؤامرة من الداخل، إنه خطاب الفوضويين والراديكاليين من اليسار الماركسي، ياله من اكتشاف عظيم رددته القناة الإقتصادية التابعة للحزب الشعبي طيلة افتتاحها بشكل لم تستطع طيلة اليوم أن تتحرر من شبقية الإستمناء على انغام أن المستفيد من هذا هو اليسار الموحد والشيوعيون، لقد حار قادة اليمين في من وراء هذه التراجيديا الإنتخابية، عقدة اليمين الإسباني منذ 11 مارس 2004، حيث ازاحته المظاهرات بسبب تورطه بجلب تفجيرات مدريد من خلال توريط إسبانيا في الغزو الثلاثي على العراق، والمعضلة كلها أن هذا اليسار هو الآخر منبوذ من طرف الشباب، النقابات الكبيرة أيضا، وفي مظاهرات إشبيلية نالت حظها الوافر من السخط، الشباب الإسباني يقول وبوضوح تام: هذا النظام السياسي لا يمثلنا، هذه الديموقراطية هي ديموقراطية الغوط (لاميردا)، نريد ديموقراطية حقيقية، لنسقط كل النظام، لنحتل الشارع، نحن غير ممثلون ولا تهمنا انتخاباتهم....ويبدو أن ثورة الشباب الإسباني كانت قاصمة إلى حد كبير، طرحت معادلة جديدة في الإنتخابات المزمع إجراؤها الأحد القادم،بحيث اعتزم الشباب في العاصمة مدريد الإعتصام حتى الأحد، وهو ما اضطر مجموعتها البلدية أن تخرج من صمتها لتعلن أن المظاهرات غير مرخصة، وهو ما فتح شهية بعض الخبراء السياسيين لرؤية مشاهد من اليمن وسوريا وليبيا والبحرين، وبعبارة، في البلاد العربية، أن يشاهدوا نفس السيناريوهات في بلد العم خوسي وهو ما يوجع أكثر بحيث التزمت وزارة الداخلية الإسبانية الصمت، ثم ألمحت أنها لا تريد تعقيد الأمور بل هي تريد حل المشاكل والإستماع لنبض حركة 15 ماي، ثم التجأت إلى حكمة اللاتصادم حتى لا تتحول الأوضاع إلى مأساة حقيقية يوم الإقتراع رغم إجماع رجال القانون بلاشرعية الإعتصام فهو بدون ترخيص ويستلزم وجوب التدخل لفكه (مع تحفظي من هذا القول) بحيث يوجد من رجال القانون، وعلى صياغة العبث الليبرالي في الغرب، من يقر بأن التظاهر هذا لا يمس بنية التشريع اثناء الإنتخاب لأن الأمر لا يتعلق ببروباغاندا انتخابية، بل يتعلق باحتجاج على وضع التهميش، وهي على كل حال اجتهادات تروم إلى مسح ماء الوجه مع ان الكثير ممن تدخلوا في القناة الإقتصادية اليمينية وشرعنوا على غرار النظام العربي بفك الإعتصام بالقوة حتى لا يخل بنظام التصويت، هو تحدي استوعبه جيدا وزير الداخلية الإشتراكي، الذي هضم جيدا لعبة التحريض المغرض الذي أقحمته فيه مجموعة مدريد(la junta de Madrid)..
الغريب في هذه الأمور، أن المسألة عند مثلث برمودا تتعلق بكيفية استثمار هذا الحراك الإجتماعي، والفضيحة الكبرى هي أن الحراك سيضع كل المبررات الممكنة للطعن في كل النتائج سواء نجح هذا أو ذاك، ولا احد طرح مثلا التوقف عن عملية الإنتخاب حتى حين التوصل إلى تسوية مع الشباب، إنه التهور والتخبط الحقيقي لهذه الكثل السياسية التي ناءت بنفسها عن أن تمثل إسبانيا وضعا شبيها بالوضع العربي رغم تلاشي الحدود الجغرافية التي تؤسسها العولمة.
كانت شعارات الشباب الإسباني حقا شعارات نالت من الكل من حيث هي شعارات تنتقد في مجملها النظام الموحد لكل هذه الكيانات السياسية في تفاوتاتها المحتملة من بلد إلى آخر، ولا صدى لصيحة الببغاء العشماء من المانيا التي تعيش أمجادها الأخيرة، حين ألمحت بأن على الإسبان أن يتمتعو بنفس العطل ونفس التعويض عن البطالة كما ألمانيا، والحقيقة أنها تعي جيدا ما تقول، فهي تعبر عن عملية افتراس المارك الألماني للبسيطة الإسبانية فيما يعرف بأسطورة اليورو، او بلباقة سياسية: توحيد العملة الأوربية التي حملت أوربا لتركع تحت تثاؤب المانيا وفرنسا... لا مستقبل في ظل النظام الرأسمالي، هكذا كانت الشعارات، والببغاء تعرف أن حائط برلين أسقطته الجماهير ولم تسقطه قوات الحلف الأطلسي التي هي الآن في عصبة الشمال الإفريقي تقوم بمهمات إنسانية جازاها الله خيرا، هي حماية “المدنيين الليبيين” من غول نظام اللانظام، القط الإفريقي الصغير.
ما اروع الثورات رغم جسامة التضحية فيها، كل الضحايا فيها شهداء وهم أحياء في التاريخ من حيث هم لاخوف عليهم ولا هم يحزنون. والغريب كل الغرابة في طروحات الغربيين، أنهم بدون حياء يتملصون مما يقع عندنا كما لو كانوا أبرياء حقا، الرئيس الفرنسي ساركوزي وكعادته لا يستفيق مبكرا، لم يستفق بعد من غفوة ليبيا، وفرنسا التي تتوخى أن تكون العمق الأوربي لا زالت تختمر، وشبابها ايضا ينتظرونه عند عتبة الإنتخابات المقبلة، هذا على الاقل مايوحيه تناسل الدعاية التحريضية في الفضاء المفترض، ساركوزي المدافع الأول عن “حقوق الإنسان” في ليبيا، الملهم للقادة الساسة في المغرب الكبير، صاحب أطروحة الهيمنة على حوض البحر الأبيض المتوسط في بناء صرح الفضاء المتوسطي ذي الشراكة المتوسطية الفيحاء بديموقراطية الخصوصية الجنوبية: الحفاظ على الانظمة الحليفة كما قال أوباما هذا الصباح وكما اطلت علينا ابتسامته فجر هذا اليوم في إيحاء حاتمي كريم لمساعدة مصر وتونس: اخيرا وليس آخرا “شاط الخير على زعير” كما يقول المثل المغربي. اوباما اليوم ينصح الديكتاتوريات العربية إذا أرادت أن تحافظ على مكانتها بإقرار إصلاحات، لكن الشباب العربي ومعه شباب العالم لا يريد إصلاحات بل تغييرات جوهرية.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليسقط مثلث برمودا
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (3)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو (2)
- حكايا من المهجر: لقاء مع بيكاسو
- الثوابت الخرافية في المغرب
- التحول في الثبات
- المؤامرة حين تتأسطر عند الأنظمة
- شظايا خواطر
- ملح الثورات العربية
- قراءة في الهيكل الإقتصادي لوليد مهدي
- وليد مهدي: قراءة ماركسية في الهيكل الإقتصادي
- المغاربة عندما يكتبون بالنجوم
- ليبيا والمؤامرة الدولية
- ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي
- القذافي، الهلوسة وخطاب الإحتضار
- التنوع في وحدة الهم
- المغرب و20 فبراير
- الثورة في تونس ومصر وآفاق خلق فضائية يسارية
- ساحة التحرير المصرية والصراع السياسي
- مصر ونظام البلطجة


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - إسبانيا: ولغز 15 ماي