أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عذري مازغ - مصر ونظام البلطجة














المزيد.....

مصر ونظام البلطجة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 19:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


فيما الثورة المصرية تتواصل ببسالة منقطعة النظير، وفيما هي تصنع ملحمتها الجديدة بدماء الجيل الجديد الذي أبان عن تحضر رفيع أحرج نظام البلطجة الحالم والذي لعب حتى الآن كل اوراقه: قدم تنازلات وهمية، لعب على ورقة الإخوان، لعب على ورقة المؤامرة الدولية، ولعب على ما سماه عمر سليمان بالأجندة القائمة بساحة التحرير، هذه الجملة الأخيرة وحدها تعكس العقلية التي دأب نظام البلطجة على تفويتها بشيء من الغباء الفكري، وتكمن خلفيتها انه يعتقد بأن لا أجندة قائمة في مصر إلا أجندته، وهي صياغة عجيبة تغذت من اصولية إسلامية هي في الدين : الوحدانية لله، لا إله إلا الله، لا أجندة إلا أجندة البلطجة.
سبحان الله!، شباب الثورة هم أبرياء من الأجندة، هكذا حاول النظام المصري وعبره الإعلام العربي أن يقدم لنا شباب الثورة بتحريض مبطن يشكك في نوايا الشباب قدمهم على أنهم كائنات لا تعرف من المناورة السياسية شيئا، شباب تظاهر بنية صادقة وأوصل رسالته وأجاب عنها الرئيس في خطاب بشخصه وما على الجموع الآن إلا أن تعود إلى منازلها لكي تتدارس أجندة الحكم كل هذه المطالب، عمر سليمان كان يتكلم بلغة الواثق من نفسه، وبالحنكة السياسية التي اكتسبها طول سنوات التدجين: سنحقق في أمر الإعتداءات وسيعاقب كل من تورط فيها.هكذا بالتعميم، تهديد مبطن لكل الذين شاركوا في التظاهرات، لم يقر ولو من باب إسكات الغضب بمسؤولية البلطجة، لم يتكلم عن الضحايا الذين استشهدوا ولم يكلف نفسه عناء أن يضحي بأكباشه سيرا على أعراف الأنظمة التي تريد أن تبقي لنفسها شيئا من المصداقية، صور لنا الدولة المصرية كحيوان كبير لا يمكن أن يتحرك بدون رأس، إنه الله الأوحد، في ميثولوجيا النظام البلطجي.
وصلت إذن رسالة الشباب، وعلى هذا الشباب أن يترك سيد المهام الصعبة للتفكير في مخارج الوحش الكبير الذي هو الدولة، وبعملية حسابية تروم إقحام الزمن في السياسة، فضح من حيث لا يدري، ولا أظن أنهم يدركون في هذا الزمن الثائر ولا لهم الوقت لذلك، فضح ورقة الرهان على الزمن،صحفيي العربية، كانوا يتساءلون وبخبث إعلامي في كثير من الأحيان، ماذا يريد هؤلاء، الرئيس شخصيا أجاب على كل شيء. يعترفون صراحة أنه لم يسبق في تاريخ مصر أن أجيب عن مثل هذه المطالب وبهذه السرعة، لكن نسي صحفيي العربية وب ب سي هذه المرة شيئا أساسيا، أن هذه المطالب ليست مطالب حزبية يستطيع نظام البلطجة أن يناور حولها عبر الوقت أو تبدل الأحوال، بل هي مطالب شعب ليس له الوقت ليناور كما تفعل الأحزاب، إن الشعب المصري يقول : انتهت اللعبة، الشعب يقول: ليست لي مطالب : الشعب يريد إسقاط النظام.
ما أروعه هذا الشعار، الشعب يريد إسقاط النظام، شعار يختزل كل شيء، بشكل باءت محاولة الرئيس وأطنابه وبكل هالاتهم السياسية أن يلتفوا حولها، ليس هناك شيء يريده الشعب، إنها رسالة إلكترونية بسيطة لا تحتمل أي تأويل، ربما كان بن علي التونسي سريع البديهة وربما كان أذكى بكثير من حسني مبارك، قال كلمته الأخيرة والشهيرة: أنا فهمتكم، حزم حقائبه ورحل واعتزم أن يتفرغ لبيته.
الشعب إذن هو مصر ومصر لا تحتاج إلى أحد ليقول لها أنا نظامك، الشعب بالتأكيد يتكون من أجندة متعددة، ولا يخفى على أحد أن في ساحة التحرير تتواجد مشارب عديدة، والذي جاء إلى هناك ليس غبيا، هو بالتأكيد يعرف أن التظاهرة، هي لإسقاط النظام وليست لشيء آخر، في بداية الثورة كانت هذه الساحة محطة صراع بين نظام البلطجة والمتظاهرين، ساحة التحرير هي مذبح الرب، لذلك كانت مسرحا لاحتدام الصراع، وحين يحتلها الشباب، سقط الرب. وحين يهدد عمر سليمان الأجندة في ساحة التحرير فهو يهدد كل المتظاهرين، وهذا هو عين الغباء عند كائنات البلطجة.
جدير أن تتقطع قلوبنا من تصريحات حسني مبارك الأخيرة، فالمسكين يريد أن يخرج صراحة، لكنه يخاف من الفوضى، وفي تصريح آخر، يخاف من أن يخلفه الإخوان المسلمين، والحقيقة الوحيدة التي يخافها حسني مبارك هو أن يلقى نفس مصير بن على، وطبعا الشعب المصري كبير بقلبه، وهذا بالتأكيد لا أحد يشك في ذلك، لكن الشعب المصري أو قل بلغة القلب نفسها، قلب مصر مع ضحاياها وليس مع اللصوص والقتلة البلطجة، لعبة الإستعطاف هذه لعبة قديمةوغير مقبولة في السياسة وما يريده صراحة حسني هو أن يخرج من حيث لا يؤدي خروجه إلى متابعات ومصادرة ثروته التي فاقت كل التصور، والذين ركبوا درب التضحية التي ضحى بها حسني مبارك، وارادوا لها اعتبارا كأن لا يخرج مهانا كما يشاع، هؤلاء من مثقفي البلطجة لا تهمهم صراحة مصر وناسها وشعبها وثروتها، تهمهم الأنفة الفارغة، مصر العطوفة والمتهورة حول ثروتها وحول قضايا شعبها، إذ ماذا يعني أن يخرج دون إهانة؟ الجماعير الشعبية أيضا لها مناورتها، فتجربة تونس غنية بالدلالات، اليوم ليرحل مبارك، وغدا مطلب آخر. لو أراد حسني مبارك صراحة أن يخرج مرفوع الرأس، لكان تصرف بجرأة فائقة وأعلن صراحة وحقنا للدماء دون أن يكرر تجربة تونس، أن يقول: أنا فهمتكم. لكن الغريب هو أنه على مايبدوا لم يفهم ولن يفهم وسيخرج مرغما.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء إلى كل احرار العالم
- الثورة التونسية واليسار الماركسي
- تونس: الرئيس أو اللص الظريف
- تونس والثورة الجديدة
- ما أسعدنا بحكومات وديعة نحن الشعوب المغاربية
- يوميات مغارة الموت: جمع الفتوى
- ماكل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد
- يوميات مغارة الموت 1992
- حكايا من المهجر: بيترو إفانوفيتش(2)
- هكذا تتأطر العلمانية عندنا
- حول دور الحزب الشيوعي، مدخل إلى الممارسة التطبيقية
- عندما قابلت عزرائيل
- الفنان سيدي عبد السلام ياسين
- قراءة في كلمة الرفيق رزكار عقراوي
- عبوزان الصغير
- إيه يا داحماد حين تأتينا بثورة بغلة (عن جبل سكساوة)
- وداعا الرفيق أبراهام السرفاتي
- حول دور الحزب الشيوعي (2)
- حول دور الحزب الشيوعي
- تيط إفسثن: العين الصامتة


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - عذري مازغ - مصر ونظام البلطجة