أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - حول دور الحزب الشيوعي (2)















المزيد.....

حول دور الحزب الشيوعي (2)


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 08:19
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


حول دور الحزب الشيوعي (2)ـ
تحتاج الثورة نضجا بديهيا للقفزة النوعية التي بها تنطلق لتمضي خطواتها التغييرية، والنضج هذا ليس سوى النضج السياسي للبروليتاريا الثورية كما كان في الماضي نضجا للطبقة التي تشكلت في رحم النظام الإقطاعي وشكل الحوافز الضرورية لتجاوزه، والنضج هذا عند الطبقة العاملة يجب أن يكون بالضرورة أكثر إلماما بكل القضايا التي تفتعل البنية الإجتماعية من حيث الوعي بكل تناقضاتها، ينطلق من بدايات معتدلة كما قالت روسا لوكسامبورغ إلى تجذير الأهداف إلى خلق تحالفات، ثم إلى خلق ديكتاتورية مهمتها القضاء على ظروف الإستغلال، هذه العملية تتم في زمان بنيوي بتعبير مهدي عامل، حركيتها هي أطوار تنقلها من مرحلة إلى أخرى، والحركة هذه هي بالضرورة حركة سياسية من بداية تكونها حتى نهايتها، تبدأ فيها الطبقة العاملة بعملية استيعاب التناقضات الإجتماعية التي فيها تعمل، تتشكل كطبقة اجتماعية سياسية مهمتها النضال لتحسين أوضاعها الإقتصادية والسياسية والإجتماعية.ليس فقط الاوضاع الإقتصادية كما تحيل بعض الكتابات المغمورة بالنزعة الكاوتسكية التي ترى ان الإمبراطورية الرأسمالية ستتحول من تلقاء نفسها إلى نقيضها، إن الميكانيكية الكاوسكية تسقطنا في ميثالية غائية أساسها الوهم بهذا التغيير التلقائي بالتحديد، فالذي يتطور ذاتيا هو فقط الذي يحوز من مقومات القوة ما يجعله يتقوى تصاعديا، فالثابت موضوعيا هي هذه الصورة الداروينية لنمط الحياة، هذا الإنتقاء الطبيعي الناصع من إزاحة كل هذه الطبقات المسحوقة من الوجود، إن الثورية الحقيقية هي قلب لهذه العملية التصاعدية من الإنتقاء الطبيعي، هي عملية تغيير لهذه النمطية من الصعود لهذه القوى الجبارة، هذه العملية أيضا هي خلق الحوافز الموضوعية لذاك التغيير، وهي في المطاف الآخير جبهة أو جبهات طبقية لممارسة الصراع السياسي لكسر هذه العملية من الإنتقاء، فالإرتهان على التطور الطبيعي لنمط الحياة بالتلقاءية الداروينية او الكاوتسكية يسقطنا في مثالية جدلية مادية كتلك التي رأت أن التاريخ قد انزاح عن سكته وأصبح لا تاريخ، انزاح فقط لأنه لم يتوافق مع ماديته الميثالية، تلك المثالية الموغلة بالإنتظارية القاتلة التي لا ترى سوى طريقها الواحد، وهي إذ يفاجؤها التاريخ بتقلباته، تتضرع بأن شيئا ما لم يكن على مايرام، وصحيح جدا أن ثمت شيء لم يكن على ما يرام، وهذا الشيء هو نفسه الذي يلتقي عنده الكثير من المتمركسين المتجذرين في جدلية ميثالية تتوخى الوفاء العدمي لقساوسة الثورة في الإتحاد السوفياتي، مع المتثورين المحبطين من انكسار الثورة السوفيتية نفسها، والشيء هذا هو الوقوع المحبط على أطلال التجربة.
ثمت مقولة رائدة للينين تقول : « إن الأفكار تصير حقائق حية عندما تعيش في وعي الجموع البشرية » لقد أوضحت في مقالي السابق بأن الافكار التي تعيش في وعي العمال،هي هذه الأفكار التي يراد لها ان تكون حافزا موضوعيا لهذه الحركية من التكوين الذاتي التلقائي، أي هذه الأفكار الرائعة التي تحفز العمال على المزيد من الجهد في خلق السلع والتي تحفزهم على استهلاكها في نفس الوقت من خلال اقتنائها بالأسواق، فالتكوين التلقائي الذي تتلقاه هذه الجموع البشرية في ظل النظم الرأسمالية هي هذه الحوافز من الرفاه التي توفرها الأسواق، وهي هذا الإنبهار المتعاظم لهذه المنتوجات الصناعية المتجددة على الدوام والمتواجدة بوفرة، ووجودها بوفرة تخلق حوافز اقتنائها، تدفع إلى مضاعفة المجهود البدني للحصول على مزيد من الأجر، بل إن قانون السلفات السريعة والسهلة، يدجن العمال بشكل فعال وتلقائي لقتل الحيوان الثائر فيهم، فالثقافة العمالية، سواء داخل وحداتهم الإنتاجية أو في محيطهم الإجتماعي غالبا ما يتناقشون في هذه الأمور، فتحسين أوضاعهم الإقتصادية غالبا مايكون مقرونا بالزيادة في الأجور لتحقيق تلك الحوافز الإقتصادية. إن أهم أسباب نجاح الثورة السوفياتية وهي في نفس الوقت من أسباب فشلها، هي أنها استندت إلى طليعة ثورية بالفعل، طليعة محرضة مثقفة ومتقدمة على عصرها من جهة ومن جهة ثانية استندت في مقاومتها إلى طبقة عاملة أمية وغير متعلمة ريفية في قاعدتها العامة، مضطهدة بشكل سافر وغير متأثرة بهذه الحوافز الرأسمالية التي كانت منعدمة أصلا في ظل النظام القيصري، أي وبتعبير ابن خلدون استندت على عصبية متوحشة ريفية غير متأثرة بالثقافة الرأسمالية، ليست عصبية تماما بالمعنى الخلدوني، وإن كنا نرى أن ثمت حوافز قومية كانت تغذيها، لكن هذا لايمنع أن رفاق الثورة كانوا واعون تماما بهذا، ولا أدل على هذا سوى تلك الكتابات الأولى من سنوات الثورة الأولى التي كان هاجسها الأساسي تثقيف الطبقة العاملة (أنظر كتاب الثورة والحياة اليومية لكاتبه تروتسكي)، لقد كان هاجس النخبة السياسية الأساسي هو ابتعاد العمال والفلاحون الصغار وعموم الجماهير عن كل ما هو سياسي،(لعل ايضا كان نفسه الهاجس لدى الصينيين حين أعلنوا ما أسموه بالثورة الثقافية) . قلت هو أيضا السبب في فشل الثورة من خلال غياب وعي متملك من طرف هذه الفئات الواسعة التي خاضت الثورة بسبب غياب فكر سياسي تحمله في وعيها، وهو ما كان يجعلها بعيدة عن الحزب الشيوعي الذي كان يتحكم فيه تيار الوسط بزعامة ستالين وبرجوازية النيب والكولاك بزعامة بوخارين، بإقصاء المعارضة العمالية من خلال تجريمها وتخيينها، وبالتالي غياب مصلحتها في تحصين الثورة الفولشفية، من خلال غياب تواجدها بمواقع القرار.
لاشك إذن أن الفكر الماركسي في غياب أن يتملك كفكر حي للطبقة العاملة من حيث هي تعي كل جوانب استغلال الرأسمال لجهد العمال، من حيث تعرف بالتحديد كيف انها هي من ينتج فائض القيمة ومن حيث هي تعرف كيف تنتجه، في غياب كل هذا، تبقى الحوافز الرأسمالية هي المهيمنة على علاقات الإنتاج، وسيبقى العامل مدين لصاحب الرأسالمال وبكل جوارحه على أنه المنقذ للبشر من الضياع من حيث يوفر أسباب العمل، وأنه لولاه لما كان هذا التقدم الباهر، إن ما تستغله البرجوازية حتى الآن هو هذا الجهل بحقيقة الإنتاج الإجتماعي، فالثقافة السائدة تعطي الإنطباع دائما بأن غياب جلب الإستثمار وهروب المستثمرين، ينقص من الحوافز المؤدية للعمل وبالتالي ينقص من أسباب جلب الرفاه والتقدم لبلد ما.
هكذا إذن تصبح الثقافة البرجوازية مسيدة بشكل تمنع الوعي البروليتاري من أن يرتقي تجاوزا لأطوار المد والجزر الازمية للنظام الرأسمالي، فالأزمات الإقتصادية تجدد فقط الوعي بضرورة قبول الحلول التي تطرحها الرأسمالية وهي عموما تراجعات قاتلة اثناء الأزمات ورفاه مخدر أثناء الرخاء، والعمال بين هذه الاطوار هم سجيني الزمن الأزمي للرأسمالية في غياب وعي ضروري بتجاوزه، والوعي هذا ليس ذاتيا، بل هو ينتمي لزمن آخر غير زمن الإنتقاء الطبيعي، بل هو ينتمي إلى زمن ثوري مهمته هي قلب صيرورة الإنتقاء الطبيعي، زمن التعايش السلمي وهو الزمن الذي ينتفي فيه الصراع الطبقي وهو الزمن الذي لاانتقاء فيه.
يؤدي مفهوم الحزب الشيوعي إلى غموض هائل بسبب دوره التاريخي في عملية التثوير، فالإعتقاد السائد لدى عامة الناس هو هذا الترابط الملحمي بديكتاتورية الطبقة العاملة، والسبب الحقيقي في ذلك هو هذا الوعي الذي يسود نظام المجتمع الرأسمالي الطبقي، اي انه اثر للنظرة البرجوازية نفسها لممارسة الهيمنة السياسية، فبسبب من تناقض مصالح الرأسماليين فيما بينهم، لجأوا إلى الحل الديموقراطي كأسلوب منهجي لتبادل الادوار، في إطار هذه اللعبة السياسية من التراضي بين طبقات المجتمع، وحدها، يسمح للحزب الشيوعي للتعبير عن مصالح الطبقة التي يمثلها، لكن فقط للتعبير عن مصالحها وليس لتغيير نمط الإنتاج. إن شعار التداول التي تتبجح بها الرأسمالية، ليس شعارا قائما إلا على أساس من تبادل الادوار وفي سياق نفس نمط الإنتاج، أي أن أي حزب يرفع شعار التغيير الجذري لعلاقات الإنتاج، في إطار نظام الإنتاج الراسمالي هو بالضرورة، حزب ضد القانون، أي هذا القانون الذي به يقوم المجتمع الرأسمالي نفسه، إن التحول المنوط بالحزب الشيوعي هو او هي هذه القفزة النوعية من علاقات إنتاج سائدة إلى علاقات انتاج جديدة، هذه هي بالتحديد مهمة البروليتاريا وليس الحديث عن مصالح طبقية، والمهمة هذه ليست لعبة ديموقراطية، بل هي قانون يستند إلى حقيقة التغيير الضرورية استنادا إلى قوة سياسية، ليست الديكتاتورية البروليتارية قمعا لحرية الرأي بل هي قمع فقط لأسباب تملك وسائل الإنتاج، وهي بذلك ديموقراطية على أساس أرضية التملك الجماعي لوسائل الإنتاج، بمعنى أنها ليست ديموقراطية على أساس الإستحواذ على سبل الإنتاج، والحقيقة أنه ومن زاوية نظر مجردة ، تنتهي مهمة هذه الديكتاتورية حين تكريس القفزة النوعية إلى نمط الإنتاج الشيوعي،أي ان حزب البروليتاريا ليس حزبا سياسيا إلا في إطار نظام الإنتاج الرأسمالي أي في إطار نظام المجتمع الطبقي، أي أن دوره قائم بالأساس، كمعبر أساسي عن إيديولوجية الطبقة العاملة، في دوره الفعال في إطار نظام الإنتاج الرأسمالي، أي انه يبقى كحزب سياسي يعبر عن مصالح الطبقة العاملة في ظل سيادة نظام الإنتاج الرأسمالي وينتهي مباشرة حين يتم عمليا الإنتقال إلى نظام إنتاج غير طبقي. لاشك أن مفهوم الديكتاتورية في إطار علاقات الإنتاج السائدة حاليا يؤدي إلى هذا الفهم المدلس بالتجارب التاريخية للأنظمة السياسية في بلد قومي معين، لقد أشرت في مقال سابق إلى العوامل التي التي تحول دون تحقيق تلك القفزة النوعية في بلد واحد. فالعالم، ولأول مرة في تاريخ البشرية يتوحد تحت سقف التمدد الطبيعي للرأسمالية، وانطلاقا من هنا فالثورة الإشتراكية هي بالضرورة ثورة كونية وليست ثورة في بلد واحد. من هنا يجب إعادة النظر في كثير من المفاهيم التي تتعلق بحق الشعوب في تقرير المصير وما إلى ذلك من المقولات البرجوازية، كالإقتصاد القومي والإقتصاد الوطني وما إلى ذلك، فالإقتصاد الحقيقي الذي يميز عصرنا هو اقتصاد خارق لكل الحدود الجغرافية، وهو اقتصاد رأسمالي في طبعه، وهو بالتالي اقتصاد يستلهم ثقافة الإنتقاء الطبيعي المهددة لكل الضعفاء، وهو بالتالي ما يحتم يقظة نحو التغيير، فأن يتملك العمال فلسفة التغيير، يعني ذلك ببساطة انهم يملكون الحق في البقاء، ويعني تاليا أنهم ضد قوى الحيلولة دون ذلك التغيير،إنها هي نفسها فلسفة ماركس.
،
لللتقون ع



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول دور الحزب الشيوعي
- تيط إفسثن: العين الصامتة
- مأزق الديموقراطيات
- هنيئا للحوار المتمدن
- دور الآلة في الإنتاج الرأسمالي: رد على تحريفية فؤاد النمري
- سجين ملحمة العبور
- حكايا من المهجر: بيترو إفانوفيتش
- ضاعت مرة أخرى ملحمة جلجامش
- المغرب وإشكالية اللغة 2
- المغرب وإشكالية اللغة
- حكايا العبور
- العلاقات المغربية الإسبانية
- خواطر سياسية: كل الاحزاب المغربية أحزاب الملك
- تأملات رمضانية: الجنة قبر جميل حالم
- حكايا من المهجر: لاموخنيرا (2)
- رمضان من وجهة نظر مختلفة
- أبواب الجنة
- نداء الأرض
- رفاق الفرقة
- النيولبرالية المتوحشة3 : وضع الطبقة العاملة المحلية


المزيد.....




- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - حول دور الحزب الشيوعي (2)