أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - العلاقات المغربية الإسبانية















المزيد.....

العلاقات المغربية الإسبانية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3114 - 2010 / 9 / 3 - 01:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المتأمل للمشهد السياسي بين المغرب وإسبانيا سيكتشف أن العلاقة بين البلدين وإن بدا انها تتارجح بين الإستقرار الضمني والتوتر الذي غالبا ما تعكره بعض القضايا التي تطفو إلى السطح لتعيد البلدين إلى نقطة الصفر وهي قضايا غالبا ما تشوبها انفعالات سياسية ضيقة الأفق، تمثل الديناميكية التي تغذي الفعل السياسي المتجاذب بين الرؤى الستراتيجية للعلاقة السياسية بينهما والمصالح الضيقة التي تغذي النعرات الحزبية الشوفينية خصوصا في البلد الشمالي، فإذا كانت الديموقراطية اللبرالية في إسبانيا تسمح بتداول الحكم فيها فإن كل الأحزاب فيها تحمل تصورا ورؤية لهذه العلاقة التي تربطهم بالبلد الجنوبي على عكس المواقف الحزبية في المغرب حيث يمكن اختزالها في الموقف من احتلال اسبانيا لبعض الثغور المغربية،، في هذا الإطار يمكن للمرء أن يلاحظ إلى أي حد يشكل حدث ما، مهما كان صغيرا في المغرب حراكا سياسيا في بلد الشمال، بينما وعلى العكس من ذلك، لا تحرك الأحداث الكبيرة والتي تمس على سبيل المثل رعايا مغاربة بالجار الشمالي لا تحرك ساكنا، أكثر من ذلك يطلق الحزب الفاشيستي اليميني وهو القوة السياسية الثانية في إسبانيا تصريحات عنصرية نازية ومهددة بقلب الوضع السلمي للعلاقات، في حق المغرب دون ان تثير ساكنا، بل إن ردودا لبعض الجهات في المغرب، لم ترق حتى إلى مستوى الردود بل تصريح يفسر خلفيات تلك التهجمات اليمينية كالقول إنها خلفيات تحكمها النظرة الإنتخابية الضيقة،، فإذا كان صحيحا انها تحكمها نظرة انتخابية، فهي ايضا تستند إلى وضع ديموقراطي يؤهلها أن تمارسه إضافة إلى انها تعبيء الجبهة الداخلية المتماسكة في إسبانيا ضد مصالح المغرب، أقول متماسكة على الأقل في اتجاه المغرب، فالأحداث الأخير التي طفت إلى الصطح، اعتداءات عنصرية على مهاجرين مغاربة من بلجيكا في نقطة العبور بمليلية، مشاركة فعاليات جمعوية من إسبانيا في مظاهرة غير قانونية مساندة لجبهة البوليزاريو بالعيون، هذان الحدثان أظهرا وبكل وضوح تماسك الجبهة الداخلية لإسبانيا، اليسار الإسباني، ويا لسخرية القدر، بكل تياراته يعرف المغرب على أنه دولة امبريالية في الوقت الذي إسبانيا تحتل جزر الكانارياس التي أبادت فيها شعبا وقومية كاملة كانت قائمة هناك، كما ان ساكنتها الحالية تطالب بالإستقلال الذاتي، كما ان وضع إقليم الباسك الذي يشبه إلى حد ما الوضع جنوب المغرب أو أكثر من حيث أن إقليم الباسك يمثل قومية منسجمة إثنيا ولغويا بينما الصحراء تقطنها قوميات متعددة امازيغية وعربية، إضافة إلى ذلك تحتل ثغورا مغربية منذ قرون وتبني قواعد عسكرية هناك وتخترق الاجواء المغربية منتهكة بذلك القواعد الدولية دون أن يحرك هذا اليسار ساكنا،
في أوخر سنة 2001 بمنطقة ألميريا، اعتصم عمال مهاجرون مغاربة (كانوا حوالي 360 شخص) امام مقر العمالة بألميريا احتجاجا على استثنائهم من التسوية القانونية في تلك السنة، تدخلت القواة الإسبانية بعنف وفرقت المتظاهرين الذين حاصرتهم بمنطقة القصبة كما انها اطلقت الذخيرة الحية واعتقلت الكثير منهم وطردتهم إلى المغرب كان من بينهم مواطن مغربي يحمل الجنسية الإسبانية، حيث يجهل حتى الآن كم عدد الضحايا في تلك الفاجعة، كان أثنار حينها يترأس الحكوبة الإسبانية، وكان المبرر الوحيد لهذا التدخل الهمجي القمعي هو ان الإعتصام السلمي تم بدون رخصة، في السياق ذاته، وقبل هذا بسنة أي في سنة 2000 تمت مهاجمة الجالية المغربية بشكل همجي من طرف السكان المحليين فيما يعرف بأحداث إيلخيدوا السيئة الذكر حيث تعرضت ممتلكات المهاجرين المغاربة إلى الإتلاف وإشعال النيران بأثاثهم وممتلكاتهم بينما عناصر الامن اكتفت بالتفرج والترقب إلى أن تدخل الضغط الأوربي الذي ادان العملية لتتدخل مادريد وترسل وحداتها الأمنية ، سجلت حينها اكثر من 600 دعوة قضائية لم يبث فيها حتى الآن، في سنة 2005 قتل الشاب عزوزي الحسين بدم بارد من طرف عناصر عنصرية حاولت فيها السلطات المحلية التملص من القبض على العناصر التي أزهقت روحه واعتبرت المسألة حسابات لها علاقات بالمخدريات في الوقت الذي لا يعرف على الضحية أي نشاط من هذا القبيل، عملية التحقيق شابتها اختلالات من خلال مقابلة الشهود أثناء استعراض المشتبه بهم وجها لوجه وهي سابقة تتنافى مع القوانين المعمول بها، في رمضان سنة 2005 تعرض مجموعة من المغاربة لعملية قرصنة من طرف دورية لعناصر نازية تتنقل عبر السيارة وتطلق الرصاص الحي على المغاربة، لم يجرى أي تحقيق في النازلة، لكن اتجاه الرأي العام حينها اتجه نحو المغرب في ما عرف بالهجمة الفاشية لعناصر الحدود على المهاجرين الأفارقة العزل، الذين تعرضوا للتنكيل والقتل من طرف حراس الحدود الإسبان والمغاربة على السواء وهو التشنج الذي هيأ الرأي العام الأوربي ضد هذه الهجمات التي نال منها المغرب الحظ الأوفر لغياب استراتيجية سياسية تجاه المهاجرين والتي اختزلت في الهرولة النجيبة في إبراز دور الشرطي الجنوبي الحامي لأوربا، ارتكبت فيها العناصر المغربية من الأخطاء ما يردى له الجبين في عملية إزاحة عبثية للمهاجرين الأفارقة خارج الحدود وفي كل الإتجاهات، قلت كان الحدث قد غطى على علمليات القنص الإسبانية لمهاجرين مغاربة بعضهم لا يزال يحمل في صدره الرصاصة التي أصيب بها حتى الآن، وطبيعي أن تكون الأمور بهذا الشكل في غياب جبهة مغربية داخلية متماسكة تحمل رؤى سياسية لكل القضايا التي تفتعل في المغرب، فأغلب الأحزاب السياسية المغربية تفتقد إلى رؤية شمولية تجاه الهجرة مثلا، تفتقد إلى رؤية استراتيجية مدروسة خارجة عن سياق البيانات الفارغة التي تبثها الأحزاب في كل مؤتمر، وهي بيانات ممضوغة على كل حال ويرددها إجمالا كل الاحزاب في الوطن العربي، أقصد رؤية يستشف منها تصور الحزب او الأحزاب للسياسة الخارجية للمغرب، سياسة تتجاوز التنديد وتلوح بالمبادرة وعكسها او فرضها على أرض الواقع، فالمغرب يملك من الإمكانيات المادية مايجعله دولة تحظى باحترام الجيران،
أقصد بالجبهة الموحدة تلك النظرة التي تأخذ بعين الإعتبار المصالح الإستراتيجية للمغرب على الرغم من الإختلافات المفترضة بين الاحزاب على مستوى السياسة الداخلية، وهذا أيضا ما أقصده بالجبهة الموحدة داخل إسبانيا، فالأحزاب الإسبانية في إطار صراعاتها الداخلية المتطاحنة تستفيد بشكل او بىآخر من توظيف القضايا الخارجية لإسبانيا في ما يقوي ويبني جبهتها الداخلية، لاحظوا قضية أمنتو مثلا، وظفت سياسيا تقريبا من كل الأحزاب وشكلت ضغطا محرجا لسياسة الحزب الإشتراكي الحاكم، ولوحت جميع الأوراق في وجه المغرب، وطبعا ليست قضية أمنتو سوى تلك القطرة التي أفاضت الكأس، وطبيعي أيضا أن يكون وراء الأكمة ماوراءها من تناقضات اقتصادية وسياسية وأمنية هي حاضرة في كل أجندة الأحزاب، فاللغة السياسية التي يتقنها الساسة في الغرب هي الواقعية السياسية بعيدا عن منطق التمبدؤ المحنط، كل تيار سياسي ينظر إلى الآخر من خلال المكاسب المحتملة في الآخر، لا حظوا تعاطي اليسار الإسباني مع قضية استقلال إقليم الباسك، لا وجود لمفهوم تقرير المصير عندهم، وطبعا عندما ينظرون إلى الجنوب ينظرون بمنظور آخر، وبغض النظر من الموقف من قضية الصحراء، وبالنظر إلى الأحداث الواقعة أخيرا بمنطقة العيون، ومهما كانت المبررات لا يحق لسائح أجنبي ان يقوم بما قامت به تلك الفعاليات الداعمة لجبهة البوليزاريو.
مشكل الصحراويين ، و من وجهة نظري الخاصة لا يكمن في فرض السيادة المغربية على الإقليم من عدمها بقدر ماهو مشكل وجود فراغ سياسي بالمنطقة في غياب جبهة من داخل الصحراء تفرض رؤيتها السياسية فجبهة البوليزاريو لا تملك الشرعية السياسية لقيادة شعب متعدد القوميات، من منطلق ديكتاتورية قادتها وبيروقراطيتهم، إضافة كونها عناصر شوفينية، فهي من جهة لا تملك استقلالية القرار السياسي، ولا تعكس الطموح الديموقراطي الذي يصبوا إليه الشعب الصحراوي، ولا هي تعكس مستوى طموحاتنا كمغاربة لما سيكون عليه الجار الجنوبي لو افترضنا ذلك، فرؤية سياسية واقعية تفترض منا اعتبار وجود مواطنين من سكان الداخل يشكلون نسبة كبيرة من السكان بالمنطقة إضافة إلى وجود مصالح حيوية للمغرب بالمنطقة كما تأخذ أيضا بعين الإعتبار الحس الجماهيري بمغربية الصحراء،وهي معطيات واقعية تفترض اخذها بالحسبان، قبل ان نبني موقفا معينا انسجاما مع طروحاتنا المبدئية، كما تفترض أيضا أن نأمن عليها، وهي نفس الاوتار التي يضرب عليها الواقع السياسي لإسبانيا في علاقته بالمغرب، وهي اللعبة التي يجيدها يسارها ويمينها ووسطها، لا يساومون في قضية مليلية وسبتة فيما هم يلوحون بورقة الصحراء في كل أزمة او توتر ويدعمون التحام لحمتهم الداخلية، وهي قضايا تدخل في وعي المواطنين الإسبان كما تدخل أيضا الإعتبارات الإقتصادية التي تلعب دورا حيويا في تحريك الملفات الساخنة بين البلدين .
فالمغرب وعلى غرار ليبيا والجزائر عليه ان يطرح ملف التعويضات عن الفترة الإستعمارية، عليه أن يطرح مشكل الغازات المسمومة التي استعملتها الجيوش الإسبانية ضد سكان الشمال وهي أسلحة محرمة دوليا كما عليه أن يفرض قيودا صارمة فيما يخص وضع سبتة ومليلية، بمعنى ان يجعل منهما مدينتين تكلف إسبانيا أكثر مما تكلفاها حاليا، فالدعم اللإقتصادي المتميز داخل المدينتين من طرف الدولة الإسبانية ينم عن حقيقة الإحساس السيكولوجي لمنطق الإستعمار،وهو وضع يجب ان يستثمر سياسيا داخل المغرب وأن يتبلور في مواقف تعززها الجبهة الداخلية للمغرب بالشكل الذي ينعكس إلحاحه على مستوى تفهمه من طرف الرأي العام الأوربي.

يتبع



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر سياسية: كل الاحزاب المغربية أحزاب الملك
- تأملات رمضانية: الجنة قبر جميل حالم
- حكايا من المهجر: لاموخنيرا (2)
- رمضان من وجهة نظر مختلفة
- أبواب الجنة
- نداء الأرض
- رفاق الفرقة
- النيولبرالية المتوحشة3 : وضع الطبقة العاملة المحلية
- حكايا من المهجر: آلة الوتر
- النيوليبرالية المتوحشة (2)
- اشراقات أمازيغية
- النيولبرالية الجديدة: الزراعة المكثفة نموذجا، إلخيدو (ألميري ...
- إعلان عن احتجاج عمال مهاجرين بألميريا (إسبانيا)
- العمالة المهاجرة: ودور التنسيق النقابي
- مدخل لفهم نمط القطاع الخدماتي
- سلام لذاكرة المعتوهين
- هل حقا انتفت الطبقات
- الإجماع الوطني، أو ميتافيزقا الجلاد المغربي (دفاعا عن الجمعي ...
- يوميات مغارة الموت: إضراب 1990
- يوميات مغارة الموت: تداعيات الأزمة


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - العلاقات المغربية الإسبانية