أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - النيولبرالية الجديدة: الزراعة المكثفة نموذجا، إلخيدو (ألميريا)















المزيد.....

النيولبرالية الجديدة: الزراعة المكثفة نموذجا، إلخيدو (ألميريا)


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3067 - 2010 / 7 / 18 - 15:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


فرضت تداعيات هجرة الرساميل العابرة للقارات نفسها على البحث في التعاطي النقابي معها، فإذا كانت حركية هذه الرساميل قد اتخذت أشكالا متميزة من نمط الإنتاج الرأسمالي الصناعي المتمركز في الغرب سابقا والذي اتخذ شكل الإستثمارات في دول المحيط في سياق ما يسمى حاليا بنمط الإنتاج اللبرالي الجديد (مايطلق عليه بالنيولبرالية الجديدة)، فإن إفرازات هذا الشكل الجديد قد اتخذ منحى مخالفا لما كان عليه سابقا، حيث تلعب فيه المؤسسات المالية دورا أساسيا في خلق أشكال جديدة من الهيمنة الإقتصادية على مستوى احتكار قوة العمل من خلال إيجاد آلية جديدة للتحكم في الأسواق العالمية، بمعنى أن القوى الرأسمالية قد اتخذت شكلا من الإنتاج الرأسمالي من خلال إيجاد وكلاء خدماتية تلعب فيها المؤسسات المالية دور التحكم في قوة العمل، معنى ذلك وكما ذكرت في مقال سابق حول “مدخل لفهم نمط الإنتاج الخدماتي”أن انتقال الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج من ملكية عينية أساسها الإقتصاد العيني الحقيقي الذي هو الأرض والمصنع ووسائل الإنتاج إلى الإقتصاد المالي الذي يعتمد مفهوم السندات المالية دون الإشراف المباشر على عملية الإنتاج هذا التمظهر الجديد من سيرورة حركة الرساميل هو الشكل الجديد الذي به تتحرك حركة الإنتاج الرأسمالي وهنا بودي أن اعتمد مرجعا ماركسيا هاما حول دور السلفات المالية في إنعاش دورة الإقتصاد المالي للشهيدة روزا لوكسامبورغ في هذا الموضوع إلا أن التفاوت التطوري بين نموذج روزا والنموذ الذي سأعتمده في هذا التحليل لا يسمح بفتح طريق الـتأويل بين النموذجين وإن تشابها إنما هما متفاوتان من حيث الأول أنتج في زمن الإحتكار الصناعي والثاني ينتمي إلى نمط الإنتاج النيوليبرالي،
ـ.
قلت إن المؤسسات المالية ، وهي في حد ذاتها سندات لملكية خاصة ما، هي من يشرف على العملية الإقتصادية، دون أن يكون الرأسماليون مشرفون بشكل مباشر على العملية، إنما هم يعتمدون نهجا آخر في المراقبة عن طريق الضوابط التسويقية كالتحكم في السوق من خلال التحكم في عملية العرض والطلب من جهة وكذلك من خلال فتح أسواق جديدة بفرض شروط جديدة على التعريفة الجمركية وحرية تنقل البضائع ، هذه العملية من فتح الأسواق ستوازيها عملية أخرى لفتح أسواق تشغيل جديدة لضمان الوفرة الإنتاجية هي اللجوء إلى فتح حقول جديدة للإنتاج بغزو المقاولات الصغيرة والكبيرة لكل الميادين وماصاحب ذلك من تشريعات جديدة لضمان حرية تنقل الرساميل من خلال فرض شروط جديدة للإستثمار خارج المراكز الرأسمالية التقليدية، من خلال حماية الملكة الفكرية للمنتوجات، شروط تتناسب وفق دينامية الإنتاج والتسويق وحقوق الملكية الخاصة، ذلك بفرض تشريعات جديدة شملت هيكلة قوانين الشغل وتليينها وفق حاجات الإستثمار. هذه الشروط الجديدة، ستشجع هجرة الرساميل كما قلت وسينتج عنها تحويل شركات بأكملها إلى دول مثل دول شرق آسيا وإفريقيا ودول العالم الثالث بشكل عام، او سيتم تحويل جانب من الصناعات الكبرى خارج تمركزها والإكتفاء بعملية تركيب هذه الصناعات مركزيا من خلال توفير مركباتها في بلدان المحيط كصناعات قطع الغيار، أما على مستوى الصناعات الفلاحية فهي عملية كانت تتم منذ زمن الإحتكارات الصناعية وهنا سنأخذ نموذجا ملموسا يعزز مانذهب إليه و هي الزراعات المكثفة بإلخيدو بإسبانيا وهي االنموذج الظاهرة التي كانت حقلا خصبا لجملة من الدراسات الأوربية التي استأثرت باهتمام بالغ من طرف بعثات دراسية جامعية من كل أوربا الغربية وكذا الدول التي تعرف نواة من هذا النمط، إنه النموذج الذي يبين بوضوح كيف تتفاعل الآلية الإنتاجية للرأسمالية المتوحشة، وكيف تتحكم في الإنتاج والتسويق أو كيف تتحكم في الدورة الإقتصادية بشكل عام.
سنأخذ هذا “النكليو” الذي يسمى إلخيدو نموذجا لعدة أسباب، منها ما يفسر ظاهرة هجرة الرساميل المتعددة الجنسية إلى خارج أوربا بحثا عن يد عاملة رخيصة، ومنها أيضا مايفسر هجرة اليد العاملة الأجنبية إلى المنطقة في حركة عكسية للرساميل ومنها طبعا مايفسر الطريقة الوحشية لاستغلال العمال سواء كانوا مهاجرين في أوربا أو حيث حلت هذا الرساميل واستثمرت مشاريعها وسنأخذ على سبيل المثل منطقة أكادير بالمغرب المنطقة المشابهة أو المنافسة لمنطقة إلخيدو بألميريا والتي تعرف نفس الزراعة المكثفة كما تعرف نفس تمركز الرساميل ولو بوثيرة أقل مع أن هذا الموضوع جدير بالدراسة والبحث الميداني على غرار بعض الدراسات التي قامت بها جريدة “المناضل ـ ة” مشكورة بإقليم أكادير .
تقع منطقة إلخيدو بإقليم الميريا ( المرايا في عهد العرب) شرق الأندلس وهي منطقة حسب خوسي المنسق العام لليسار الموحد بالمنطقة كانت في ملكية بعض العائلات السلالية ، أي أنها ليست في ملكية فردية، تبلغ مساحتها حوالي 33 ألف هكتار في منطقة إلخيدو (إن الدراسات المعتمدة حتى الآن لا تمت بصلة بالرقم الحقيقي للمساحات المزروعة لأن اختيار موقع معمم من البحث ينفي حقيقة المساحات التي هي مؤهلة للدراسة،حتى في المعطيات الرسمية هناك أرقام متضاربة حول المساحات المزروعة وهي تتراوح بين 24 الف هكتار و33 الف هكتار أما الرقم المعلن عنه رسميا فهو 26.300 ه)، تحضنها سلسلة جبال نيفادا التي تمنع عنها التأثيرات المحيطية الرطبة ما يجعل منها منطقة صحراوية ، كانت أراضي مقفرة ينبت فيها الشيح والريح حسب الكاتب الإسباني كوانتيسولو، بالصدفة العجيبة اكتشفت بمنطقة دالياس تابعة للإقليم كمية هائلة من المياه الجوفية سنة 1984 وكان اكتشاف الماء فيها بمثابة اكتشاف البترول في صحراء قاحلة، تحولت في ظرف وجيز المنطقة السهلية في الإقليم التي كانت مقفرة إلى مصدر اول لأوربا في المنتوجات الفلاحية، ويكفي أن يعرف المرء أن ألف شاحنة من الحجم الكبير تخرج ممتلئة يوميا من المنتوجات الفلاحية إلى أسواق أوربا بفضل ما يسمى بالزراعات الحمامية أو الزراعة المكثفة هذه الزراعة ستحمل منطقة إلخيدوا إلى كونها أغنى منطقة بأوربا الغربية قاطبة .
وإذا أخذنا الرقم الرسمي حول المساحات المزروعة الذي هو 26.300 ه تتوزع على حوالي 20 الف شركة منتجة منها 16 ألف شركة للملاكين الصغار ينتظمون في تعاونيات شراكية مهمتها ضبط الأثمنة وضمان تسويق المنتوجات (البحث عن أسواق)،والعمل على تطوير المردودية الإنتاجية إضافة إلى كونها تشكل قوة تفاوضية في السياسات الإقتصادية سواء محليا أو على الصعيد الأوربي،و تلعب دور نقابات الملاكين كما تلعب دورا متميزا في برصة التشغيل كجلب اليد العاملة من الخارج وفق عقود موسمية لتوفير اليد العاملة وضمان المردودية كما قلت فالزراعات المكثفة لا تحتمل نقصا في هذا المجال وهذا ما يفسر سياسة غض الطرف عن وجود عمالة غير رسمية بهذه المناطق على الرغم من الهالة القوية من التشديد في قوانين الهجرة الأوربية فالمناطق التي تعرف مثل هذه الزراعات هي بمثابة بر الأمان بالنسبة للمهاجرين السريين.

إن تطوير وتطويع هذه المساحات القاحلة لتكون صالحة للزراعة خصوصا بعد اكتشاف المياه الجوفية استلزم جلب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية كما استلزم أيضا جلب تقنيات تكنولوجية جديدة في هذا الميدان وكذا انشاء معاهد لتطوير البحث الميداني وهكذا يمكن الحديث فقط حسب الإحصائيات المتوفرة حتى الآن عن :
77 شركة متخصصة في انتاج الحبوب المزروعة semillas
32 شركة متخصصة في النقل وتشحين البضائع
31 شركة متخصصة في انتاج النباتات لأجل الغرس
28 شركة متخصصة في بناء الحمامات البلاستيكية
32 شركة متخصصة في انتاج الأسمدة والمواد الكيميوفلاحية
200 تعاونية لتصدير المنتوجات وتسويقها وهي كما سبق الذكر عبارة عن اتحادات نقابية للملاكين
إضافة إلى عدد الأبناك التي تعد بالمئات إذ سيلاحظ الزائر للمنطقة أنه بين البنك والبنك بنك آخر كما جاء في تقرير أحد الصحفيين من المغرب الذين زاروا المنطقة،
وهكذا سيتحول إقليم ألميريا الذي كانت أراضيه في مجملها عبارة عن قفار والذي كان يصدر العمالة المهاجرة إلى البلدان الأوربية والأمريكية إلى إقليم يستقبل العمالة المهاجرة سواء من داخل إسبانيا (الهجرة الداخلية) أو من خارجها وهكذا أيضا سيتحول جزء كبير (50 في المئة) من الأراضي المكونة للإقليم إلى حقول منتجة صالحة للزراعة وسينعكس ذلك على النمو الديموغرافي في المنطقة (10 في المئة يمثلها العمال الأجانب، أكثر من مئة جنسية من مختلف دول العالم).
منذ أربعين سنة خلت كان سعر المتر المربع للأرض هو 2 بسيطة الآن يفوق حدود 3000 بسيطة وهو الأغلى في كل إسبانيا ، من خلال هذه الأرقام يجدر بنا أن نتساءل كيف إذن تتفاعل هذه الدينامية الكبيرة في انتعاش اقتصاد المنطقة؟
حسب كواك (COAG) وهي النقابة التي تمثل أكبر تجمع الباطرونا بالمنطقة وهي تجمع طبقة الفلاحين الصغار والمتوسطين فإن أغلب الفلاحين في دائنتهم أكثر من 20 مليون بسيطة لكل “فلاح”(1) (حوالي 120 الف يورو) ومعنى ذلك أن العملية الإنتاجية تنتعش بفضل السلفات البنكية . في المقال القادم حول نفس الموضوع سنتطرق إلى كيف تتم هذه العملية معتمدا على شهادات ميدانية من مقاولين وفلاحين ـ
يتبع
(1) يجب التمييز هنا بين الفلاح في الوضع الكلاسيكي والفلاح صاحب الزراعة المكثفة فالوثير الإنتاجية مختلفة الأول يعتمدها موسميا حسب تعاقب المناخ أما الزراعات المكثفة فهي تخضع لآلية صناعية من خلال التحكم في المنتوج وتسريع وثيرة نموه إلى مرحلة تسويقة وهو ماطرح جدلا خاصا أخذ طابع سياسي ونقابي حول تسمية العامل الزراعي هل هو عامل أم فلاح وهو مايطرح تاليا اشكالية أخرى حول الوضع الإجتماعي للفلاح المالك ونظيره العامل كما سيطرح مشكلا آخر حول الأجور العمالية في هذا الميدان، هل ستبقى خاضعة للحد الأدنى للأجور كما هو في القطاع الفلاحي أم سيأخذ منحى معيار الأجور العمالية كما هي في القطاع العام وهو جدل سنتطرق له في حينه



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعلان عن احتجاج عمال مهاجرين بألميريا (إسبانيا)
- العمالة المهاجرة: ودور التنسيق النقابي
- مدخل لفهم نمط القطاع الخدماتي
- سلام لذاكرة المعتوهين
- هل حقا انتفت الطبقات
- الإجماع الوطني، أو ميتافيزقا الجلاد المغربي (دفاعا عن الجمعي ...
- يوميات مغارة الموت: إضراب 1990
- يوميات مغارة الموت: تداعيات الأزمة
- يوميات مغارة الموت: تجربة الحلم
- سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-
- سفر الخروج .. الخروج إلى أين؟
- حكايا من المهجر -لاموخنيرا-
- أوهام ماوراء المتوسط: -الحريك-
- أمة التستر
- أوهام ما بعد المتوسط 2
- أوهام ما وراء المتوسط
- سبحة الضفادع
- الحكومة المغربية وقضايا الهجرة
- تداعيات الرحيل
- مذكرات عبور: بوابة ابني نصر


المزيد.....




- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عذري مازغ - النيولبرالية الجديدة: الزراعة المكثفة نموذجا، إلخيدو (ألميريا)