أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - أبواب الجنة














المزيد.....

أبواب الجنة


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3092 - 2010 / 8 / 12 - 16:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تلقيت رسالة إلكترونية تبشيرية هذا عنوانها :« هل تعرف أبواب الجنة» بدت لي الفكرة رائعة، تصورت في نفسي تلك الحكاية الجميلة لسلسلة الرسوم المتحركة التي أعدت للأطفال والتي تتناول حكاية أليس في بلاد العجائب، تخيلت أن أبواب الجنة ستكون بنفس البراءة التي للمومنين، البراءة بمعنى ما تمثلها أساسا والدتي العزيزة، فهي لا تعرف من الدين إلا الصيام في شهر رمضان و تلك الصلوات التي تقيمها صباح مساء وجوبا، لا تعرف حتى القراءة ولا الكتابة ولا هي تتكلم لغة الله التي هي العربية، ولا أدري ماتتلوه في صلواتها، وكانت عندما تنهي صلاتها، تحيي الملكان يمينا ويسارا كما يقال ثم تتمتم في وجهي: “ ألم يهديك ربك بعد؟” فأرد عليها بالإبتسامة المعهودة: “ ربنا يهدينا ، ذات يوم سأبدأها”. كانت بريئة في صلاتها وتلقائية، بدا لي ذلك ذات مرة حين كانت تلقي صلاتها في رحبة الدار لترى دجاجة تنقر الحبوب المنشورة في حصير قصد تجفيفها، ففيما هي خاشعة في صلاتها أشارت على الدجاجة بيدها ولسانها ينطق : “هوش” ، ولما انتهت من صلاتها، رمتني بقولها: “ ألا ترى الدجاج ينقر الحبوب ياغلام”، لم أجد ردا سوى أني ضحكت مرة أخرى معلنا أني لم أنتبه للأمر والحقيقة أني ضحكت لسبب آخر فهي عندما تبدأ صلاتها ينتابني سؤال غريب هو: هل الله بجلاله وعظمته لاينتظر أو يهتم سوى لركوع هذه المرأة الهرمة التي لاتعرف لغته؟ أتساءل مع نفسي دائما كيف سيكون الحساب مع هذ المرأة المتدينة بالبراءة؟ كما أتساءلت كيف يكون حساب الله مع المومنين الأبرياء من هذه الشاكلة ، المومنون والمونات الفقيرات اللاتي يهشن على الدجاج حين ينقر حبوب القمح ؟ هل الإله بدون أي شغل حتى يهتم لصلوات هؤلاء البؤساء وصيامهم؟ هؤلائي الفقراء كانوا يعملون الحسنات والطيبات من الأفعال، ويستحقون جزاء خاصا، جنة بدون تصنيفات ولا أبواب، ومع ذلك قبلت أن تكون للجنة أبواب مادام البعث قائما وما دام أي شخص ينهض من قبره، وقبل أن ينثر عنه الثرى، ويأخذ وجهته نحو الجنة وقبل أن يلج أي باب عليه أن يبحث عن ترجمان وعامل اجتماعي يوجهه نحو الباب المخصص له مع الوثائق الضرورية في ذلك، خصوصا إذا كان من المسلمين العجم، تقضي الحكمة في ذلك أيضا أن اصحاب الجحيم بما هم فيه من غش وخداع، سيتعمدون التيه والبراءة لدخول الجنة، وهنا يجب الحرص كما يجب تسوير الجنة وتبويبها وجمركتها إن اقتضت الضرورة، يجب الإشارة هنا إلى أن أليس دخلت بلاد العجائب بالصدفة ثم إن أليس الطفلة تحمل براءة الملائكة دخلت البلاد بمحض الصدفة وليس بمحض الإرادة، إضافة إلى أن بلاد العجائب مثلها مثل الجنة من حيث تبويبها ولا ندري صراحة إن كان في الجنة ملوك أم لا على الرغم من أن الملوك في الدنيا أكثر من العامة من حيث الحسنات ويملكون من الخيرات وخزائن لا تحصى، الملوك يملكون القدرة الكبيرة على فعل الخير كما يملكون امكانيات أن يكفروا عن سيئاتهم بالأموال، أليسوا ممثلين لحكم الله في أرضه، تقتضي الحكمة أن يكون الشاطر منهم نبيها في خدمة سنة الله في خلقه، ويظهر أن أغلبهم في الوطن العربي، خصوصا بهذه المناسبة الكريمة من رمصان، يتسارعون إلى إحاطة جماهيرهم الجائعة، بتقديم صدقة الكفارة، أي أنهم عمليا يكثرون من تجويع شعوبهم ليكفروا عن سيئاتهم بالصدقة عليهم في المناسبات الدينية المعروفة، وهم بذلك سووا مصيرهم بالجنة التي تجري من تحتها الأنهار، أما والدتي المسكينة التي لا تعرف أنها ارتكبت خطيئة بهشها على الدجاج ، بمعني أنها وبلغة الفقه لم تكن تعرب أن الهش على الدجاج من نقائص الصلاة، فليس لديها مابه تكفر عن خطيئتها خصوصا أنه على مايبدوا كانت تهش بدون حرج منذ زمن بعيد.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء الأرض
- رفاق الفرقة
- النيولبرالية المتوحشة3 : وضع الطبقة العاملة المحلية
- حكايا من المهجر: آلة الوتر
- النيوليبرالية المتوحشة (2)
- اشراقات أمازيغية
- النيولبرالية الجديدة: الزراعة المكثفة نموذجا، إلخيدو (ألميري ...
- إعلان عن احتجاج عمال مهاجرين بألميريا (إسبانيا)
- العمالة المهاجرة: ودور التنسيق النقابي
- مدخل لفهم نمط القطاع الخدماتي
- سلام لذاكرة المعتوهين
- هل حقا انتفت الطبقات
- الإجماع الوطني، أو ميتافيزقا الجلاد المغربي (دفاعا عن الجمعي ...
- يوميات مغارة الموت: إضراب 1990
- يوميات مغارة الموت: تداعيات الأزمة
- يوميات مغارة الموت: تجربة الحلم
- سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-
- سفر الخروج .. الخروج إلى أين؟
- حكايا من المهجر -لاموخنيرا-
- أوهام ماوراء المتوسط: -الحريك-


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - أبواب الجنة