أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - اشراقات أمازيغية















المزيد.....

اشراقات أمازيغية


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3068 - 2010 / 7 / 19 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


ــ إيميلشيل
يستهويني غديره، تنبع الحياة في عصمته، تأتيه الوداعة من كل جنب، سليل ذكريات قديمة تعيد دورة الحياة لولادة جديدة، عروس إملشيل محمولة على أكتاف السائرين إلى جداول العشق، آه، تناديني المساحات، فإلى أي زمن نمضي؟ إيملشيل كانت قبلة العشاق القادمين من جفاء القائمين على قتامة الوقت، كانت مصبا لدموع الشوق، شوق يمتطي سجية السير الابدي إلى زمن فيه ماكل امراة تصيح في جيدها حبل من مسد، إيملشيل لم تكن سوى لحن الوداعة فكيف تدنس في عتبتها حرمة هذه الأرواح الأبدية، إيملشيل كانت قداس العاشقين في زمن الأزلية، كانت لحن الحياة الوديعة، كانت بساط الملحمة الأبدية، ملحمة السيولة الطاقية حين تملأ زفرات القادمين من زمن الاثير، زمن لا غالب فيه ولا مغلوب، زمن تتدفأ فيه طبول المشاعر الوجودية، هي كانت لحن الوجود في زمن تناهت فيها المراسيم إليها تبحث عن خوصصة للمشاعر، فهل للشوق خوصصة؟ وهل للأحاسيس فيها دورة للرساميل القادمة من زمن الجفاء؟.
من منا الآن يتذوق طعم الوداعة في سيولة العشق حين تلبده طقوس الوثنية، كانت إيملشيل الوديعة تملأ رحبة الدموع المنتشفة على سخرة إيسلي أو تيسليت (العريس او العروسة) أو هما معا، ولما رأت من العشاق الجدد ما يلبد الصفاء ذهبت، رفعت إلى السماء ولم تترك سوى ذكريات لعشق مفقود دنسته التشريعات الجديدة، هل كان للحب في زمن إيملشيل وثيقة اعتراف حتى تدنسه هذه الوثائق البليدة؟ صار الحب في زمننا لغة نكاح، حرث نتملكه بطقوس قريشية صار فيها البرقع امرأة خشبية يخاف فيها المرء ان يقول للمرأة: أنت امرأة، لو كانت إيميلشيل في سوق عام، هل تقبل أن تكون برقعا ينزوي في ساحة الأسواق ليأتي الكهنة ويشهدون عليها قومهم أنها في ضلالة، وسيبسملون لها أن تكون كائنا للنكاح، هذه كانت شريعة تجار السبايا وبلحن العولمة صارت، أصبحت فينا المشاعر الحميمية فرجة للسائحين، هي طقوس مجيدة للتائهين، الباحثين عن نكهة التعالي، أصبحت إيميلشيل طقسا للكائنات الفلكلورية، فيا أيتها القديسة إيميلشيل انزلي من علوك كيما تري في عرائس هذا الغروب الدامس سركا جديدا اسمه سوق عام، جفت عيناك سوق عام، ولن تنزل إيميلشيل فوق حضيض الأسواق البالية، أسواق السبايا الحاضنات حرثا،لأن الحب عند إيميلشيل كان عناق القلب للقلب حين كان القلب لا ينقلب، لم تعد للسرايا فيك انوار تشع، تخشبت فيك كل المشاعر ولم يعد لغدير عينيك سوى طنين دراهم السبايا يسيل سوادا كالبرقع الفاحم الذي تمتطيه النساء البريئات، تتخلله أمسيات فولكلورية تجلب السائحين إلى حظيرتك

ــ آحدوس : رقصة أمازيغية

يرتشق الكتف حين يحمل الكتف، تتداعى في الهزة لجة العواطف، أسير الجدب في رنته، تهزني حميمية هذا السجود الأبدي لإلهة العشق، تترافق في حضنها الانامل، فيا ليت إيميلشيل حضرت لترى كيف هاجرتنا الأشواق ولم نهجرها نحن بعد: إيزيل أمازير نا غي رور يوك (جميل هو مسقط الرأس) جميل هو حليب الصخرة من خيمة الشعر: سوداء ككحل الملائكة، تتراشق فينا وساوس الشعر حين تلقفه دائرة آحيدوس: هيوا سيولاس (كلمه أو كلميه حسب المقام) تنتعش فينا قوافل هذه الأحاسيس تنفث رماد الحقب المنسية فيا ليتك إيميلشيل تنزلين، تنكشف لك البلاغة في مجلس الخيمة، تعشقك هذه الوجوه الكريمة رغم كل هذه المسافات الضوئية، ستكتشفين: كم هو جميل لحن الامازيغ في لجة الخيمة (زيل إمازيغن أدايقيمن اغ نجاج أخام)ـ مجلس كهذا يستلزم الوفاء (يان أوجموع أم وا لايتيري ثيدوكلا)ـ.
في غيمة الصيف ينتشر موسم إيميلشيل في فضاءاتنا المضطربة، هاجرت سوق عام لوعة العشق ودخلت وجداننا عبر بوابة آحيدوس، هربت من صخب الخوصصة، هاجرت سوق السبايا واحتلت دواخلنا، آحيدوس معلمة الوصايا: إذا اقتحمتك التابوهات فاصنع لها دائرة الحماية، آحيدوس دائرتها: ثاشيشاوث وورغ (دجاجة الذهب)ـ هناك في الدائرة، تنتعش قوافل العواطف، تنتعش الحرية وتستعيد الحياة فينا دورتها: أنمون أنغ ثاخان أغ عاري (سنسير معا ونقطن الغابات)ـ، بعيدا سنذهب ونسترجع في ذاكرتنا طفولة إيميلشيل البريئة، تحقن في قواديسنا براءة العشق الأزلي.
وعندما كانت الدائرة خلية الممانعة، جاءت من جديد قوافل التاجرين في السبايا وحولتنا انصاف دائرة،أصبحنا فرجة للتائهين في خبطة العولمة، أصبح العشق فينا موسما للفرجة: أنمون أثسانو أنمون أنغ ثييحياض (سنذهب يا حبيبي سنذهب، سنذهب كما الحماق)ـ. ثالولا: الهروب

ــ أيذي :(الكلب الأمازيغي)ـ

كل الشعوب احتفظت بسلالة كلابها إلا نحن الأمازيغ، لم نحتفظ بعواء كلابنا الغريبة، عواؤها الذي يشبه لحن الفلامينكو، حنين يتوخى نجدة من الإنقراض، كلابنا التي ورثت منا أنفة القهر، يعز فيي لونها الأزرق: بوزكزة هوية الامل، يستنفر حاجبيه معلنا: اننا هنا منذ الأزل، رافقت ملامحه شجون الوجد ولم تنكسر فيه بعد سجية الصمود، في عوائه يعلن حنينه لدموع إيميلشيل، إيميلشيل الأبدية توقظ فينا سجية الكينونة، تنشر فوقنا ظفيرتها ظلالا أطلسية: ياند غوري إخريدجن وايذليخ (بدت في عيني كل العروش حبيبي)ـ . كلب يحمل حاجبينن وينظر في الليل مرتين، كلب تنقشع عيناه في ظلمة “الليالي” بالمعنى المغربي (الليلة الظلماء عند أبي فراس الحمداني)ـ، وفي حتى الأقاصي،يمسح نقائض الوضوء فينا طهرا لصفحة الأرض، وليس عشقا فينا للسجود لأولياء السبايا. كانت في المساء عند مغرب الشمس، امرأة طاعنة تحلب حليب الخيمة،وكانت الأياذي (جمع أيذي، الكلب الأمازيغي) تحتفل بنداء الغروب، ولالة المقيمة في لجة الخيمة تعلن حقدها للعجوز الهائمة في انشغالات الهم، تمنعها من صوت الحب الإيميلشيلي: موال يحمله الأثير، يدغدغ سجية الكلاب لتعلن صيحتها ، نباح احتفالي في ما الاميرة لالة تعلن : ثاحناقث إثفقيرث (الحنق للعجوز)ـ ، فرت إيميلشيل من سوق عام ودخلت روحا تنسجها العواءات، فيا أيها الرفاق، هذا النداء، لن تعلنه في فضاءاتنا أبدا ،كلاب لقيطة.
ربما لم اتوفق في صرد هذه القصاصة، وأستسمح للقراء لأني لم أتذكر البيت الشعري الذي يحملها، ربما يوما ما حين أعود إلى مسقط الرأس، لكني في نفس الوقت، أهيب بكل الضمائر الحية بإنقاذ الكلب الامازيغي من الإنقراض، وهو مطلب بسيط يستطيع كل فرد أن يستنبطه ويتفهمه.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيولبرالية الجديدة: الزراعة المكثفة نموذجا، إلخيدو (ألميري ...
- إعلان عن احتجاج عمال مهاجرين بألميريا (إسبانيا)
- العمالة المهاجرة: ودور التنسيق النقابي
- مدخل لفهم نمط القطاع الخدماتي
- سلام لذاكرة المعتوهين
- هل حقا انتفت الطبقات
- الإجماع الوطني، أو ميتافيزقا الجلاد المغربي (دفاعا عن الجمعي ...
- يوميات مغارة الموت: إضراب 1990
- يوميات مغارة الموت: تداعيات الأزمة
- يوميات مغارة الموت: تجربة الحلم
- سفر الخروج.. إلى أين ؟-2-
- سفر الخروج .. الخروج إلى أين؟
- حكايا من المهجر -لاموخنيرا-
- أوهام ماوراء المتوسط: -الحريك-
- أمة التستر
- أوهام ما بعد المتوسط 2
- أوهام ما وراء المتوسط
- سبحة الضفادع
- الحكومة المغربية وقضايا الهجرة
- تداعيات الرحيل


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - اشراقات أمازيغية