أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - ماكل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد














المزيد.....

ماكل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3238 - 2011 / 1 / 6 - 23:25
المحور: الادب والفن
    


يامنة عقا وحدها الملهمة، تثيرني روعة الإنشاد حين تصيح، وتهزني سريرة عشق أزلي أكنه من أعماقي، تتمغنط فرائسي وتأخذني تلاوين النشد متدفقا من حنجرة متمثلة امامي، تتراءى لي كل هيأة يامنة عقا بعبقها الشبقي، صوتها الملائكي يذيبني فألعن في دواخلي كل هذه المسافات الطويلة، ألعن في أعماقي قاعدة هيرقليتس ذات النزل الواحد ليجمع فينا عمرا من الموت الدائم حين تتسكع فينا قوافل التضاد
لحظة بلحظة
لحظة تنفي فينا لحظة
ويكبر فيي الشوق لشاد يامنة عقا، مازالت تثيرني حنجرتها المتدفقة، صهيل الأزمنة الغابرة الذي يصب في وجداني.. الذي يستقر في مملكتي.. ينسج فيها خيمة الدفء..وتحتويني في لجتها شفاعة كل العشاق
أهواك يا يامنة ..
أشتاق إليك، فتسقط في مسافتي كل هذه الجبال
تسقط كل هذه المتاهات الخانقة لصوتك، وفي كل مرة، أرحل فيها إلى الأقاصي، كان يكبر فيي شادك بكل عنفوانه الأنوثي، وتتوهج في دواخلي بهجة مراعي الأزمنة القديمة حين كنت إلهة، وكنا نحن قطيعا في مملكتك، قطيعا يشق السير إلى مرضاتك... إلى شفاعتك يوم كان للشفاعة لون
لنشدك يايامنة طقس الغائب، يستحم في بردة الذكرى، لم تلغيه مقابر البعل ولا أركان هذه القلع المظلمة، الملتفة من حولنا، لا زلنا ننشد ترنمات الأمومة المنبعثة من أعماقك، ومازلنا نسمع صوت الوجدان ينبعث من هضبة النسيان مترنما بوتر العود.
يامنة كانت صيحة النهوض إذ لا نهضة تطلع من جفوة الغادي ينفث جفاء، ومذ تفتحت قرة الأزل على فسحة الآتي، كانت يامنة شقها السابح يفرش نعيم الظل لولهة العطشان، كانت دوما شفاعة الماضي والحاضر والآتي، وكانت دوما الحاضرة في كل زمان،لا تأخذها سنة ولا نوم.
من منا لم يتغنى بشقه ساعة الحسم؟ وكانت تكبر ضلعتها في زفرتي، تحتويني آنة المخاض ساعة البعث، ضلعتها المتفرعة في كياني، يسقيني الوجد حين ترنمه...تفرعت يامنة في أعماقي وصرت أنا الضلع في قيامها وسجودها
تناديني حين أغفو...
تملأ قبلتي حين أصلي.. ويكبر فيي الألق حين تبدعه
أنام على ظفيرتها فتكسوني وداعة الرحب.
أهواك يا يامنة فتسقط الجبال
وحين أسمع شادك، تنهمر في ضالتي قوافل الأنبياء
يفترس لحنك الصدى فكيف تسجدين لآلهة كنت أنت من كانت تمسك نبضها..؟
يطويني ترنم يامنة حين يفترس الصدى، فيلقاني خاشعا يسبح بحمدها، تباركت في لحنها قوافل الشهداء ممن انجبتهم يامنة..
يامنة كانت في الطلوع وفي الهبوط تجمع حطب السكينة فتوزعها على أطفال تشبثت بظفيرتها، طلعت من حوضها كل هذه البهجة السارية فوق انامل الطفولة، وصاحت في اغتصابها إذ الصياح لايلجم، يامنة هي الروح تطلع من قطعة خبز في انامل طفل جائع، هي السكينة حين تاهت في توابيت الأنبياء، وتاهت معهم قبلة هذه القطعان التي يمشيها هدير الجحيم بويل يويل قارعة الطريق إلى ضلالة، وكانت الضلالة سحرا ينغلق توقا إلى مداشر جنة الزعفران، زعفران يايمنة يغسل شفتيك حين تصيحين، ويكبر فينا ترنم صيحتك..
لاشتنذاخ...( اناديك)
لاشتنذاخ إس ثعوزذغوري..(اناديك لأنك عزيز علي)
تكبر فيي صيحتك إذ ما كل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد
تكبر فيي صيحتك فتسقط الجبال أيضا
وكانت كلما غنت يامنة تداعت إليها المسامع، فماأعجب إلا من قوم ينكرون في المرأة صوتها.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات مغارة الموت 1992
- حكايا من المهجر: بيترو إفانوفيتش(2)
- هكذا تتأطر العلمانية عندنا
- حول دور الحزب الشيوعي، مدخل إلى الممارسة التطبيقية
- عندما قابلت عزرائيل
- الفنان سيدي عبد السلام ياسين
- قراءة في كلمة الرفيق رزكار عقراوي
- عبوزان الصغير
- إيه يا داحماد حين تأتينا بثورة بغلة (عن جبل سكساوة)
- وداعا الرفيق أبراهام السرفاتي
- حول دور الحزب الشيوعي (2)
- حول دور الحزب الشيوعي
- تيط إفسثن: العين الصامتة
- مأزق الديموقراطيات
- هنيئا للحوار المتمدن
- دور الآلة في الإنتاج الرأسمالي: رد على تحريفية فؤاد النمري
- سجين ملحمة العبور
- حكايا من المهجر: بيترو إفانوفيتش
- ضاعت مرة أخرى ملحمة جلجامش
- المغرب وإشكالية اللغة 2


المزيد.....




- تغريدة حوثية باللغة العبرية.. ماذا قال حزام الأسد؟
- -وداعا سنية عبد الغفور البرعي-...كيف نعى مغردون الفنانة المص ...
- كيف يؤثر استخدام الأهل للهواتف الذكية على مهارات أطفالهم الل ...
- “اضبط الآن” تردد كرتون نتورك بالعربية لعام 2024 للاستمتاع بب ...
- الناقدة الفنية والبطل الاولمبي.. تحالف ناجح يجمع بين الرياضة ...
- سراييفو.. -أيام الجزيرة الوثائقية- تطلق النسخة الثالثة لصناع ...
- في يوم مولدها.. وفاة الممثلة المصرية ناهد رشدي بعد صراع مع ا ...
- كافح الفرنسيين فتحالفوا مع الوثنيين.. ماذا تعرف عن -أمير الم ...
- المترجم محمد الفولي: المترجمون السابقون عملوا في ظروف أصعب
- سمكة التونة العنيدة.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبي 20 ...


المزيد.....

- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق
- البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان ... / زوليخة بساعد - هاجر عبدي
- التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى / نسرين بوشناقة - آمنة خناش
- تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة / كاظم حسن سعيد
- خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي ... / أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عذري مازغ - ماكل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد