أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - شظايا خواطر














المزيد.....

شظايا خواطر


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3319 - 2011 / 3 / 28 - 18:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحوم عارية الجناح، في ظل شجرة الأرز التحفت نسيج الظل القارص، المتقضب، عارية تماما كهيكل منخور، فحت في صلبه سنام هذه الليالي العجاف، وناءت بقلبها العواصف تلوك مجدا في ظل الصخرة، تحاكي صقيع السنوات الجارفة، كل السنوات التي مضت تشابهت في ذكراها، ولم تغنيها المواليد الجديدة، ولا أفرحتها زغاريد الزفاف، وكان كل جديد يأتي أحط قذارة من القديم، اعيتها الخطوات إلى الوراء ولم تيأس، أعادتها مرات عديدة ولم تشرق طلعتها بعد، قالت في نفسها: لمن تزف هذه الصبايا والشمس دائما تشرق من بعيد.ماذا زرعنا نحن الذين صقلهم زحف السنين حتى يتوقف الزمن يوما ويندفع إلى الأمام حتى تسقيه هذه الصبايا؟
وهذا التيه فينا لمن يفيض؟
كانت تصلي دائما على ترانيم الحمد والهلهلة، ولم تغنيها، خمنت أنها خرافة روحية لا تجدي الجسد، فهي تسقي الأرض كيما تنعم بفاكهتها، أما صلاتها في الهلهلة فلا تنضج فاكهة، دكت الأرض حمدا ولم ينقشع تفاح حمدها، قالت: ربما ذات يوم، ثم نحنحت مجيبة ذاتها: ولماذا ليس اليوم؟، حتى فينوس لم يعد لصيحة الريح فيها، حين ترفرف، وهج الإنجداب:
آه فينوس!، كرهت زوجي اللعين
العاطل أيضا... كم هو متعب..
ظلت تروم صافية الذهن وتنظر إلى النسور الحائمة فوق البحيرة الزرقاءـ تترقب طلعة السمك فوق سطح الماء، وحين تقترب إلى خيمتها المطلة على شفق البحيرة، كانت تلوح إليها بيديها وتصيح في وجهها: حرام!.. حرام!..كي لا تغار على فراخ خمها. كانت لا تملك في وجه النسور المغيرة إلا صيحتها وتلعن أجنحتها القوية، قالت لنفسها: حتى فينوس لها أجنحة قوية أيضا، ومع ذلك ضربت في العشق حبلا(1)، تاه فيضا والتوى على الأجواد، ضحكت من نفسها، ثم اضافت: يا إلهي! الآن فهمت سنة فينوس في الخلق، نحن أيضا فاكهة تنبت في مملكة الرب. وليس نزرع حمدا روحيا لنجنيه، بل لقد اكتشفت الحقيقة الآن، فينوس تغرس فينا فيضها من العشق لكي نتوالد ونرزق للآلهة فاكهتها، كم كذب علينا الكهنة والأنبياء، اللعنة على الأزواج الذين يأتوننا ليلا لنحبل بفاكهة النسور من الآلهة، يا ويل أبنائي حين تصير فاكهة تطزج لحظيا لتشتهيها النسور العالية.
عادت إلى صلبها في ظل الشجرة قرب صمك الصخرة، تغزل صوفا غنمته من موسم الرعي.ثم نامت قليلا تحت طنين السنين
2
وطر الجوع أيضا وطن للتعبد، قداس ملحمي ينسج أسطورة الذكرى، ويكبر فينا جلال آسن في غياهب الشعور أو اللاشعور، تكبر في عيوننا الآلهة المانحة التي تتدبر قوانين السير في حياتنا،تسطع علاماتها في عيوننا البريئة كل يوم، عيوننا الباحثة عن صيد اللحظة تصطدم بنواميس الوقف على الوقف لكي تبلغ ذروة المنح، إنما تقتضي السلامة أن نسير كالقطيع تقوده دبدبات ال”كن” فنكون وفق صورة محمولة على مدار الدرك، مداركنا المبرمجة وفق قوانين الويل، تلك التي نأتمر بها على مسار الوعد و الوعيد.
جاءني الوحي من سيرس مبشرا بفاكهة القطف
رفعت له يد البشرى وابليت أنا، أن أكون وفيا لميثاق النهي والأمر.
ها انذا إذن في السير مسير،
وعند ما أبلو عند البلوغ، أكون مخيرا
يحميني سرداب الدمقرطة، ان اكون سليلها وتتوهج فيي فصاحة التدجين في حزب يحتويني أو أحتويه، طاعة المولى فيه على رأسي، وان لي عليه حق الفصح
لك وهج الفصاحة فيه عند موقد الفستا، ولك في النضال اوامر المولى، هي الديموقراطية نتف اصوات تغذيها الفتوى والفتوى هي قانون السير في الممرات، كلها الممرات المؤدية إلى روما. وفي روما لك كل أزقة فينوس لتنعش عهرك، وتنضج فاكهة الله في دخلتك.
ها أنا الآن قد عدت إلى الذكرى.
(1) ضربت الحبل في المغربية، تعني أخطأت الهدف



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملح الثورات العربية
- قراءة في الهيكل الإقتصادي لوليد مهدي
- وليد مهدي: قراءة ماركسية في الهيكل الإقتصادي
- المغاربة عندما يكتبون بالنجوم
- ليبيا والمؤامرة الدولية
- ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي
- القذافي، الهلوسة وخطاب الإحتضار
- التنوع في وحدة الهم
- المغرب و20 فبراير
- الثورة في تونس ومصر وآفاق خلق فضائية يسارية
- ساحة التحرير المصرية والصراع السياسي
- مصر ونظام البلطجة
- نداء إلى كل احرار العالم
- الثورة التونسية واليسار الماركسي
- تونس: الرئيس أو اللص الظريف
- تونس والثورة الجديدة
- ما أسعدنا بحكومات وديعة نحن الشعوب المغاربية
- يوميات مغارة الموت: جمع الفتوى
- ماكل امرأة تصيح في جيدها حبل من مسد
- يوميات مغارة الموت 1992


المزيد.....




- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عذري مازغ - شظايا خواطر