أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - أحزان الكردية : زهرة حوشي فرج














المزيد.....

أحزان الكردية : زهرة حوشي فرج


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 13:17
المحور: المجتمع المدني
    



في أواسط عام 1986 ،وفي شدّة مطاحن الحرب بين البلدين الحبيبين الأن (إيران والعراق ) ،قادتنا الصدفة أنا وصديقي الهارّب الكبير ( الفرّار ) من الجيش والحرب علي ناظم السماوي - له طول العمر وكل الحياة - الى معرض في نهاية شارع الرشيد ، كان المعرض للفنون التشكيلية ولفنانة كردية ، ولأننا كنا نبحث عن أي كردي؟ أي واحد كردي كي نقيم معه صداقة من أجل "إخراجنا الى الخارج " فأننا دخلنا المعرض ذلك وقد كان أجمل دخول !!!، كان المعرض يحتوي على أكثر من عشرين لوحة زيتية ، من ضمنها لوحات تعبيرية – كلاسيكية عن مآسي الأكراد ، بل هناك لوحة تصور ثديا يخرج من الجبل ، وأخرى تصور فانوساً وحيداً على سهل ، ولوحة فيها غرفة طبيب فارغة ، ولوحات تعبيرية بألوان قاتمة وحزينة تشير الى كارثة ما ،كانت لوحات الفنانة الكردية "زهرة " تشير الى الكارثة التي كنا نحن نعيشها!!،نعيشها نحن (أقصد انا وعلي السماوي )..، إرتعبت أنا اكثر من صديقي فقد كان مغرماً بصناعة وعزف العود ويعمل إسطه في مجال المرمّر والكاشي على الرغم انه خريج نفس دورتي العلمية ، أما أنا فلا شيء فقط خريج معهد فني – فرع الصناعات الكيمياوية !!، جربت بسطة ( جواريب ولباسات داخلية ) في السوق العربي ولم تنفع !!، وفي المعرض كنت أقول لعلي : كيف سمحوا لها بالعرض ؟ فيجيب :شمدريني !!، اي كيف لي أن اعلم؟؟؟ ، حتى بادرنا زوجها الشاعر غيلان بالتحية والمحبة ثم تحولنا خلال نصف ساعة الى أصدقاء ومن ثم تكاشفنا كمعارضين لصدام والحرب والثقافة السلطوية وتواعدنا على اليوم التالي ، وحين عدنا الى المعرض وجدنا لوحة الجبل والثدي قد اختفت ، لكن غيلان بجنونه قال : اللوحة فوق سوف أضعها في مكانها وهو يدمدم : نصيف جاسم منو ؟؟ وهو يقصد لطيف نصيف جاسم وزير الثقافة او الإعلام أنذاك ..، ثم بعد ذلك تبعَ ما لايذكر من قبل أصحاب البدلات والمسدسات في مطعم وبار إسمه حرير قريباً من سينما السندباد..!!!.
********
توفيت زهرة الفنانة الكردية المتزوجة من غيلان الشاعر العراقي الجنوبي ، ولهم أولاد ونتاجات ثقافية وانسانية وربع قرن من الحياة المشتركة والمتمردة ،حياتهم غريبة الأطوار وبعيدة عن التوصيف وملأى بالأحداث ،كانت زهرة أم الأولاد الأربعة كاني ونهار وصيف وايملين ،وصاحبة الكافتيريا ، وسيدة مدينة الجبال الزرق ( بلوماونتين سيتي ) فقد جمعت العراقيين والإستراليين فيما قبل في مجلة "جسور" التي أشرف عليها غيلان ، وحينما يأست من تفرقات وأمراض وتعصبات العراقيين ، إضطرت كي تكون زهرة استرالية نادرة ،فقد اثرت العزلّة بهدوء، وهي مدفونة الأن بحضن شجرة استرالية ، انها تمنح الأوكسجين لنا نحن الضحايا مثلها، مع محبة المواطنين المحليين الأنقياء مثل هواء الجبال......
********
مع موت "زهرة" كل شيء عادي ..فالموت نوع من التعبير عن الوجود ..، لكن بالنسبة لي شخصيا ًموت زهرة يعني أكثر من عادي ، فقد ماتت زوجتي "أحلام" بين يديها قبل خمسة اعوام بسبب نفس المرض ، سرطان الثدي، هذا هو الفرق بين الحزين والأكثر حزناً..
لكم الفرح..وكل المسرات...



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤساء العشائر العراقية – أراجيح التخلف والنهب والكسل ..
- مارقون بلا حدود
- إستعراض القنابل الموقوتة...
- التقشف الديني وخبايا الدهليز
- العراق وسوريا: العارّ المزدوج
- قبر مائي لإسامة بن لادن
- لكل قفل مفتاح ولكل ليل مصباح
- إيمان العبيدي: الفرّجة الليبية
- ِنساءُ الظلام
- الإعلام العربي أسود ..مثل النفط الخام!!
- الطائفية إفيون الشعوب
- الشباب قادمون لتحرير انفسهم
- لا بد من التغيير بقيادة الشباب المحطّم هذه المرّة
- الإنتفاضة من أجل فصل الدين عن الدولة
- أوهام الملاّ خامنئي ...
- مصر : يا ظالمني ... ثورة من أجل الحياة
- تونس شكرا ً ..للفرح
- الإرهابيون: ُمسلمون ُيطبقون نصوصا ً دينية
- المآساة المستمرة *
- إرهاب العمائم في فضيحة – بول الأدباء - !!


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - أحزان الكردية : زهرة حوشي فرج