أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واصف شنون - تونس شكرا ً ..للفرح














المزيد.....

تونس شكرا ً ..للفرح


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 19:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الناس لايفرحون كما أفرح ولا يحزنون مثلما أحزن ُ عليهم ،لكنهم الناس هم الذين يكتبون قدرهم وربما لعلهم يصنعون المستحيل ويحلبون القدّر، ثم تذكرت الشاعر السوري المتمرد محمد الماغوط حينما اصدر مجموعة شعرية بعنوان ( الفرح ليس مهنتي ) ملأها بأشعار ذاتية ساخرة وحكايات شعرية تبعث الأسى والسخرية واليأس ، لكني شديد الفرح ومهتاج بالسرور بشباب تونس وحيويتها الجارفة ،ومنذ ايام عدّة ،ومن خلال صديقي الفنان التشكيلي سعد الموسوي وصديقته التونسية ( فاطمة )،بدأت أطمئن على أن ثورة الجياع سوف لن يلوثها البترودولار، لكن الجنين في الرحم ، والرحم عربي فاسد شاذ ّ،إذن جنين تونس هو البداية للعلمانية والليبرالية العربية ومدافع الحياة والإزدهار.
لقد حطم محمد بن عبد الله أصنام الأقوام والقبائل والتجّارفي القرن السابع الميلادي ثم جمعهم من حيث لايدرون ولايفهمون بدولة وامبراطورية تدعو باسم الله ، وراية ألله أكبر ، لكن خلفاؤه صنعوا تاريخا ً من الأصنام الفولاذية وجيوشا ً من الظالمين وملايين من الفقراء المقهورين حتى الأن ،لقد سقط صنما ً أسمه ( زين العابدين) وابيه ( علي ) وزوجته ( ليلى ) التي لاتعرف ماهو الفرق بين رئيس البلاد وزوجته ،ولا تعرف الفرق بين الجمالّ والقبح وأن ذلك مثيل الفقر والغنى والشبع والجوع والرفاهية والمأساة ،سقط بن علي وليلى ،لكنهم لن يفوزا بسمعة قيس وليلى !!، متى يكفّ العربان عن العاطفة .
لشعب تونس ومفكريه خاصية ما وكذلك لشيوخها من المتعصبين وكذلك بعض من الإنتحاريين الأيدولوجيين من خائبي الأمل ، ولو أن التعصب (مجازي ) أو (مفترض حسب الفكر والدعوة ) وكذلك حسب إصول المجتمع وقياساته ، إلا أنّ َ ثورة الياسمين الأخيرة كان لها لونا ً ورديا ً شفافا ً ، فالذي حرق نفسه ليشعل شرارة البداية لم يكن ( إسلاميا ً متدينا ً ) بل بائعا ً متجولا ً،ولايمكن وصفه بالعلماني أو الإسلامي لأنه بسيط مثل الدم المسفوك أو مثل رائحة لحم البشر المحروق .
عادة ما تنتج الثورات الكبرى تغييرات كبرى في الداخل والخارج المحيط ، فربما انهيار رجل في الرابعة والسبعين من العمر مثل زين العابدين ،ُيعد انهيار عظيم لثقافة الديكتاتورية العربية المزمنة ،لكنه انهيار ليس لنظام دولة ومؤسساتها برغم ما جرى ولايمكن المقارنة على الإطلاق بين ثورة التوانسة الأحرار والغزو الأميركي للعراق ،ومن الذي سوف يجيء لحكم تونس ومن الذي جاء وحكم العراق .
إن حق الشعوب في اختيار مصيرها لايتعلق بقرار من الأعلى الذي هو – الله - أو الأسفل الذي هي -الأمم المتحدة-، كذلك لايتعلق بسلطة وضعية يترأسها البشر ،هنا تسقط الأديان الكبرى في الدفاع عن المحرومين ، لأن الأديان ُتجامل بعضها بعضا ً وكذلك المؤسسات البيروقراطية الممتهنة بالنفعية وأزمة الإدارة ، في الأمس زار َ عمرو موسى المسؤول عن الجامعة العربية السيد على السيستاني المسؤول الأعلى عن الشيعة في العالم والعراق وذلك من أجل عقد القمة العربية في بغداد .طبعا المواطن العراقي سوف لن يستفيد من ذلك ، بل يتضرر اكثر .فعمرو موسى او السيستاني لايعيشان في الشارع ،فهم من النخبة،لكنهما موسى والسيستاني يجدان حرارة تأييد واسعة من الناس المقهورين .

المثال اعلاه كان لنفيّ "النخبّة " عن ولادة تونس الجديدة ، في امس قريب قرأت في صحيفة الغارديان البريطانية ان زعيم حزب النهظة الإسلامي ( الغنوشي ) المقيم في لندن ينوي العودة الى تونس ،ومن المعروف ان بريطانيا هي ثالث دولة بعد الباكستان والسعودية في تصدير الإرهاب الى العالم وخاصة ( الإرهاب الإسلامي )، فكيف يتم استقبال الغنوشي الإسلامي ، بعدما طرد التوانسة غنوشي من نوع اخر كان رئيس وزراء زين العابدين او الوزير الأول ،مع العلم ان لاصلة قرابة تجمع بين الغنوشيين، لكنها قرابة السلطة والجاهّ والمفخرة .
وهل سوف تحرق السعودية والقذافي وبشار الأسد تجربة تونس الوليدة ، تجربة تونس الموحدة بأبنائها وليس باحزابها ، هل سوف نسمع بطوائف وكتل ، أتمنى العكس ، انها تونس الخضراء ،انها بلاد تقول :
( يا سيداتي اهجموا و اتقدموا على طول
خطوا كمان خطوه واحده تبلغوا المأمول
إيد المره في الزمان ده كل حاجه تطول
والخيبة راكبة الرجال،اللي اسمهم بهوات)



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهابيون: ُمسلمون ُيطبقون نصوصا ً دينية
- المآساة المستمرة *
- إرهاب العمائم في فضيحة – بول الأدباء - !!
- العراق : مجتمع محافظ متدين أم خربان منحطّ ..؟
- معمّمون لكن متمردون
- الخوف من ( السعلوّة ) ...*
- تشيلي تهزم الموت 33 مقابل صفر *
- الشعور بالخجل العام !!
- مَنْ يُدخل البعير في خرم إبرة؟؟
- إنسانية غير معقولة
- ثقافة سياحية
- كريستيانا كينالي : الفشل المحتوم
- أكو -لو- ماكو *-ستيفن هواكينغ ونفيه لخالق الكون-
- الدين والدم والدموع
- شجاعة العراقي جمال ايليشع
- تلك البلاد...
- الوعي الإنتخابي في استراليا
- الفقدان مرة أخرى: عبور ليلى محمد
- غير معقول..!
- من هو اكثر تقدما ً العراق أم الصومال !!؟؟


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واصف شنون - تونس شكرا ً ..للفرح