أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واصف شنون - تلك البلاد...














المزيد.....

تلك البلاد...


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3085 - 2010 / 8 / 5 - 19:06
المحور: الادب والفن
    


مهداة الى علي فهد

أفلاطونيون ،منفيون ،لاهوتيون، برابرة ،صامتون ،موتى وراقصون ابديون .
إنه المشهد السريالي لتلك البلاد المحصورة بين عمائم الفرس و تيجان شيوخ النفط و شوارب القومية العربية وإزدراء العصمليين...

البلاد تلك تنوح منذ نزول تموز إلى عالمه الأسفل،فقامت واستبدلته بعزيز قومٍ مسكين كان يطالب بحق لأبيه فما برحت حتى قتلته ثم إنشغلت بالحزن واللطم والشكوى طوال كل القرون تنوح اسفة عليه ناسية حقها في العيش دون إضطراب آبدي.

تلك البلاد لا ترضى على شئ , ولاتقبل باي شئ ولاتعرف ماتريد.!! ؟؟

مرة إستوردت ملكا لها , فما لبثت حتى قتلت إبنه وسلالته, وجاءت بزعيم لها من القتلة ,ثم قتلته,ثم قتلت القتلة,ثم قتلت
قتلة القتلة واستمرت بالقتل كأنه موسيقى.

البلاد تلك فرّ من قبورها الموت ,فعاد يسكن كل بيت وزقاق ومحطة فيها.

تلك البلاد أحرقت شجرها الوحيد ( النخل ) وجففت مياهها وفرشت بالألغام حقولها وبمفارز القمع سلبت طرقاتها
و برسوم الأوحد الوغد زينت حيطانها وبالظلام غطت اماسيها، فازدهرت بنادقها ومدافعها ولافتاتهاالسود
وهلاهل سطوح منازلها.

تلك البلاد منشغلة دوما بصنع الألقاب والصور لفسادها والتوابيت لفتيانها والقيود لفتياتها والمخابئ لسراقهاوالأغاني لطواغيتها.

البلاد تصرف كل طاقاتها في الهتاف والمغالاة والعبادة والوهم,فنصف سكانها أسيادٌ مقدّسون( يقبلون هدايا الفقراء ) أو محمديون جدد لاطموح لهم سوى الموت السريع لمقابلة( رب غفور رئيف رحيم) لا يحاسب على فساد المخلوق اذا تاب قبل اقل من برهة قبل الموت واعترف بطغيانه واغتصاباته وسيئاته،فبمجرد الشهادة ( لا اله إلا الله محمد رسول الله ) تكفي اي مواطن بشري في الجلوس في المقاعد الأمامية للجنة ،ومنها سوف يتمتع وهو كسول وسمين لايفكر ولا يعمل فقط يستهلك الفواكه ويضاجع العذروات ولا أعرف إن كان في الجنة مشويات وحلويات ، لكن الأكيد ان هناك نساء وخمرة ،وهذا لحد الأن شيء يدفع المرء قبل وفاته كي يعيد النظر .

كل مافي البلاد مقدس وكل قتيلٍ شهيد وكل أعمى قلب بصير وكل منشقٍ خائن وكل ذكرٍ فارس مقدام وكل محجوبةٍ حرّة وكل سافرة عاهر وكل جلاد تائب مؤمن وكل ريفي مدني وكل قرويٍ حضري وكل غرباوي سني وكل شروقي
شيعي وكل شمالي كوردستاني وكل غزال للنهّاب وكل أرنب للخجول.

البلاد تلك وليمة معّدة منذ الأزل أكل منها الكواسرة ورعاة البعير والعصملية والأنكلوسكسون وابناء علي والدببة
والتكارته والأفرنجة والفراعنة والعربان والبالستينيون وحفاروالقبور والرفاق والفلاوجة ورعاة البقر...
تلك البلاد الوليمة لم يأكل منها الأبناء ، أناأحدهم .



#واصف_شنون (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الإنتخابي في استراليا
- الفقدان مرة أخرى: عبور ليلى محمد
- غير معقول..!
- من هو اكثر تقدما ً العراق أم الصومال !!؟؟
- بلد الشهداء : شهداء الكهرباء ...أخيرا
- الحكومة (.....) والمعارضة (طاهرة)...
- حقا ًبلا خجل....
- عائد ٌ من الديمقراطية الإسلامية
- التعليم ،وأميّة التعليم
- ضريح أم قصر رئاسي
- رشوة الإمام الشهيد ...
- الفساد السياسي والشعر الشعبي
- من إسامه إلى أوبامه !!
- نعمة الطرش
- المحنة الغربية
- غرائب... واقعية
- وراثة العمامة والسياسة
- تمجيد الدم المراق !!
- نبضات القلوب أم وخزات الضمير
- شعوب وتقاويم وعطالة


المزيد.....




- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...
- الأدب، أداة سياسية وعنصرية في -اسرائيل-
- إصدار كتاب جديد – إيطاليا، أغسطس 2025
- قصة احتكارات وتسويق.. كيف ابتُكر خاتم الخطوبة الماسي وبِيع ح ...
- باريس تودّع كلوديا كاردينال... تكريم مهيب لنجمة السينما الإي ...
- آخر -ضارب للكتّان- يحافظ في أيرلندا على تقليد نسيجي يعود إلى ...
- آلة السانتور الموسيقية الكشميرية تتحدى خطر الاندثار
- ترامب يعلن تفاصيل خطة -حكم غزة- ونتنياهو يوافق..ما مصير المق ...
- دُمُوعٌ لَمْ يُجَفِّفْهَا اَلزَّمَنْ
- جون طلب من جاره خفض صوت الموسيقى – فتعرّض لتهديد بالقتل بسكي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واصف شنون - تلك البلاد...