أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - الطائفية إفيون الشعوب















المزيد.....

الطائفية إفيون الشعوب


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3300 - 2011 / 3 / 9 - 08:27
المحور: المجتمع المدني
    



الشعار أعلاه رفعه متظاهرون لبنانيون خرجوا بالألاف وهم يطالبون بإلغاء النظام الطائفي والذي يعتمد دستوريا ًعلى توزيع الرئاسات السيادية على الطوائف اللبنانية المسيحية والإسلامية وتقسيم الوزرات والمؤسسات ...الخ ،ولعله النظام الدستوري الوحيد في العالم الذي يحط ْمن قيمة وتميّزالمواطنة لرصيد إنتماء المواطن الديني الطائفي الشاحب مهما تلوّن ،ذلك الإنتماء الذين تدينه قوانين بني البشر ،قبل أن يتبعه الساسّة العراقيون كحل لمشاكلهم الأثنية والدينية والحزبية ولكن بشكل أقل مدنّية وأكثر فساد وعدم إهتمام وإنتفاء المسئولية،وكان المؤرخ الفرنسي إرنست رينان قد وجد منذ القرن التاسع عشر أن هناك علاقة وطيدة بين التعصب وعدم التسامح عند الشعوب السامية وبين دياناتهم التوحيدية وقد عانت البشرية كثيراً ومازالت جراء ذلك ، وها نحن نعيش في عام 2011 ،عام الثورات الإجتماعية العظيمة في الشرق الأوسط وشمال افريقيا والتي يقودها الشبان المتنورين المعطلين عن الفعل والحياة والحريات ، الذين رفعوا شعارات ُتشيد بكرامة الإنسان وحقه في العيش الكريم إسوة بباقي الشعوب والأمم ، فلا يمكن لمدمن على المخدرات او شابة تبيع جسدها من اجل الدولارات في دول الغرب أن يتمتعوا بالحرية الشخصية القصوى والرعاية الإجتماعية الوافرة ، بينما لايحظى مهندس كهرباء مصري او بحريني او عراقي شاب بالتعيين لأنه ليس من مؤيدي الحزب الفلاني العلاّني او الطائفة المتسيدة أو العائلة الحاكمة ..الخ .

الشعار في الأصل هو – الدين إفيون الشعوب – وهو عبارة مجتزأة من نص طويل ،والذي اصبح ومنذ اكثر 150 عاماً سلاحاً فتاكاً ضد َمنّْ يختلف مع فكرة الأديان او ينتقد تعصب المتدينين وتصرفات بعض رجال الدين او الدين السياسي – المُسيس - او المتاجرة بإسم الدين او الله او الرب او معارضة الأحزاب التي تنتهج الأديان وتعتبرها مطيّة سهلة وغوغائية للوصول الى اغراض سياسية وضيعة تسيء للدين المنتهك والمخطوف من قبلها ، او الإدعاء بان اعضاء ومناصري تلك الأحزاب هم – بوليس الله على الأرض - ،كما ان الشعار المذكور قد تم الإعتراض عليه ليس فقط من قبل الإيدولوجيين والمتعصبين الدينيين ،بل أيضا من بعض الليبراليين العلمانيين الذين يرون فيه مصادرة لحقوق الإنسان الروحية الخالصة والتي يحتاجها مليارات من البشر لإدامة التوازن النفسي او صيانة الأخلاق العامة من منطلقات دينية روحانية ، وان الأفضل للجميع هوالفصل المدني وليس نفي البعض للبعض الآخر .

ومع ذلك ورغم ما يشهده العالم وينظرُ إليه بإعجاب وبعيون ٍلاتنام وقلوب خافقة الى شبان وشابات الشعوب العربية والتي كانت قبل أسابيع فقط – ميئوسا ً منها تماما ً– فأن الآمال قد تورّدت في تلك الأقطار الموصدّة بالحديد والنار والتعصّب القومي والديني والمذهبي والفساد المبطن أوالمسموح به ومناهج التعليم العنصرية والطائفية وكراهية غير السائد والمختلف أو كراهية الآخرين وحكم وسيطرة الفاشية الدينية بمختلف طوائفها السوداء والتي ما فتأت ُتثير الصراعات غير الضرورية !! في بلدان الشرق الأوسط دون النظر بواقعية الى معاناة شعوبها وطموحات شبابها وحاضرهم ومستقبلهم .

لقدعمّتْ المظاهرات والإحتجاجات الشبابيةالمدنية وتناسلتْ في عدّة دول غير خاضعة لرياح التغيير ومحسوبة خارج الحداثة السياسية والديمقراطية التي غيرتْ مجتمعات العالم منذ إنهيار الإتحاد السوفيتي والمعسكر الشرقي وتحول ترسانته المسلحة الى عبءٍ يجب التخلص منه ،بعضها أسقط طغاة وديكتاتوريين بدرجات مختلفة في التوصيف والتمدن وحب العظمة وإدعاء الوطنية الفارغة ،وبعضها الآخر يطالب بالتغيير نحو حياة أقل مهانة ومستقبل أفضل ،وهذا حق إنساني مشروع ، ليس هناك من يعترض عليه ،ولكن الطائفية الدينية السياسية المتخلفة او المستفيدة ،لها شأن اخر في ذلك ، الملك السعودي دعم حسني مبارك ضد طموح ملايين المصريين وكذلك الأمارات العربية والتي اصبحت للأسف مركزاً مالياً لتجميع الثروات على حساب الشعوب المحرومة ، فيما دعموا وبقوة إنتفاضة الشعب الليبي البطل ضد العقيد الأخرق ،وأدانوا زعزعة الأنظمة الخليجية في البحرين وعُمان ولم يتطرقوا الى اليمن والعراق ولبنان والسعودية والكويت ، بينما أصدر السيد على الخامنئي ولي فقيه الجمهورية الإسلامية في ايران فتوى ُتحرم على المتظاهرين العراقيين والإيرانيين القيام بالإحتجاجات حفاظا ًعلى مصلحة الأمّة الإسلامية من الخراب والإرهاب والقضاء على الإسلام ،وأن من يتظاهر مصيره الجحيم ،بل سوف ُيرجم في الحياة الدنيا قبل ذلك ، فيما نفس السيد الخامنئي يدعو شبان وشابات البحرين على الإنتفاضة من أجل الحقوق الشرعية للمواطن وعدم التهاون أبدا ًعن مطالب الحق الذي يراها هو بعينه اليسرى ولا يراها بعينه اليمنى حينما رفع المتظاهرون الأيرانيون المطالبون بالديمقراطية شعارات مدنية تخلع السيد الخامنئي من ان يكون الولس الفقيه في عصر التكنلوجيا والرفاه الإجتماعي ونهوض مؤسسات المجتمعات المدنية في انحاء العالم ، ثم تبعه للأسف ابراهيم الجعفري الذي يؤيد حركات الحرية في كل مكان عدا ايران الدولة ذات الشعب العظيم ، الأمّة الحبلى بالتغيير الذي سوف يحصل آجلا أم عاجلا ً.
هذا هو الغباء الطائفي السياسي والديني ، فهو يتحيز للطائفة والتحزب والمصلحة في البقاء في القمّة رغما ً عن إرادات الشعوب والشباب المُحبط ، بينما يَجد المتحررون من تلك القيود السميكة أنفسهم ُطلقاء في تشجيع وتأييد جميع حركات التغيير بغض النظر إن كانت في إيران أو العراق أو البحرين او مصر وتونس وليبيا واليمن ولبنان وسوريا والسعودية ، في أي بقعة من الأرض وصولاً الى كوريا الديكتاتورية وكوبا المتعفنة برائحة الرفاق من الموميئات،بل الصين العظمى التي ألغت من على صفحات الأنترنيت مفردة – الياسمين- وشعار – سلمية ..سلمية -!!!.
إن كل مظاهرة إحتجاجية وفي أي بلد وفي أية مدينة او قرية تدعو وتحمل شعاراً ُيدين الطائفية الدينية او السياسية وكذلك التعصب الحزبي والتفرقة العرقية ،هو إشارة صارخة وبلون فاضح يقول: الشعوب ُتريد التغيير ، إنه تأسيس لمستقبل نتمنى ان نشهده ونحن أحياء . ياليت !!.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشباب قادمون لتحرير انفسهم
- لا بد من التغيير بقيادة الشباب المحطّم هذه المرّة
- الإنتفاضة من أجل فصل الدين عن الدولة
- أوهام الملاّ خامنئي ...
- مصر : يا ظالمني ... ثورة من أجل الحياة
- تونس شكرا ً ..للفرح
- الإرهابيون: ُمسلمون ُيطبقون نصوصا ً دينية
- المآساة المستمرة *
- إرهاب العمائم في فضيحة – بول الأدباء - !!
- العراق : مجتمع محافظ متدين أم خربان منحطّ ..؟
- معمّمون لكن متمردون
- الخوف من ( السعلوّة ) ...*
- تشيلي تهزم الموت 33 مقابل صفر *
- الشعور بالخجل العام !!
- مَنْ يُدخل البعير في خرم إبرة؟؟
- إنسانية غير معقولة
- ثقافة سياحية
- كريستيانا كينالي : الفشل المحتوم
- أكو -لو- ماكو *-ستيفن هواكينغ ونفيه لخالق الكون-
- الدين والدم والدموع


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واصف شنون - الطائفية إفيون الشعوب