أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري في سكرات الرحيل














المزيد.....

النظام السوري في سكرات الرحيل


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3399 - 2011 / 6 / 17 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كانت الحكومة التركية مع مجيء حزب العدالة والتنمية عملت لسبب أو آخر وفق سياسة تصفير المشاكل مع جيرانها مما يرفع من كفاءة دورها محلياً وإقليمياً ودولياً، فإنه في المقابل يسجل للنظام السوري على عكس التصفير، سعيه الدؤوب لاختراع المشاكل مع الجيران اعتقاداً منه أنها تملّكه أوراقاً سياسية يلعب بها وتقيه حالة التغيير والزحلقة التي يعيش رعبها منذ التغيير الذي حصل عند الجارة العراقية وخروجه المهين من لبنان. ولئن كان النظام قد نجح أو فشل حسب تدوير الزوايا فيما هو خارجي، فإنه يقيناً حقق فشلاً ذريعاً على صعيد الداخل في التعامل مع أزماته الداخلية وملفاته، وذلك ببقائه في مدارات الحكم الشمولي، ومعاندته إصلاحاً ديمقراطياً حقيقياً تنتقل معه سورية من دولة أمن وقمع واستبداد لتكون دولة أمان وحريات ورخاء، مما جعله في الأشهر الأخيرة يجني علقمه إرادةً شعبية قاطعة ومطالبة بإسقاطه. وعليه فماكان يخاف أن يأتيه من الخارج، خرج إليه من بين يديه ومن خلفه، وطوّقه حبل استبداده وفساده.
عناد النظام وتأخره المديد جداً عن الإصلاحات الداخلية ومواجهة استحقاقاتها بصلف وعنجهية تأخذه عادةً من الصعب إلى الأصعب في سعيه للخروج من أزمته التي لن يخرج منها لسبب في بنيته وغطرسة في تعاطيه مع مشاكله. فاختياره للقبضة الحديدية القامعة في مواجهة التظاهرات الشعبية وإراقة الدماء من الساعات الأولى، وحماقته في تعذيب الأطفال فضلاً عن وقاحة في التعامل مع أهلهم جعلته يغرق في الدماء التي أراقها، وطوقت رقبته أرواح الشهداء حبلاً يضيق عليها يوماً بعد يوم، لتصبح مسألة الرحيل أياماً معدودات هي مابين الموت والدفن، وهي مهما طالت فإنها في العادة قصيرة، فكل آت قريب.
يحاول النظام على الصعيد الخارجي، ويبذل جهداً مضنياً للخروج من حفرة أزمته، وهو على طريقته في اختراع المشاكل وإيجادها يزيد من الحفر مما يوسع أزمته ويعقدها ويستحيل معها خروجه ليبقى فيها. وعليه، فإنه وهو يودّع مايزال مصرّاً على اللعب بالثلاث ورقات، شغب على حدود جولانٍ كان عنها نائماً قرابة أربعين عاماً، وتحريك عمليات عنف وقتل بدأت أخباره تصل إلينا مجدداً في العراق الشقيق والجار مما قيل عن إرسال إرهابيه وشبيحته إليها لإشغال العالم عنه، وثالثها تحريض حليفه حزب الله لعمل شيء على الحدود اللبنانية الإسرائيلية لعلها تخفف عنه ماهو فيه، ورغم حرص حزب الله على حليفه السوري، فإن تعقيدات الوضع اللبناني توجب عليه أن يعدّ كثيراً قبل أن يعمل على مساعدة نظام يغرق بفتح الجبهة مع إسرائيل، مما له من ا لأخطار التي لاتغيب حساباتها عن مثل حزب الله. أما على الصعيد الداخلي، فإن النظام يواصل القمع والقتل للمتظاهرين سلمياً في كافة المدن بزعم المندسّين فيها، وحجته دائماً تسلّمه رسائل مناشدات من أهلها لحمايتهم من العصابات المسلحة وإنقاذهم منها، ولعل آخر هذه الرسائل المفبركة رسالة من أهالي جسر الشغور، فأرسل فرقه الخاصة فأعملت فيها المجازر، وحرقت الزرع وقتلت الحيوانات، واستخدمت الدبابات واللطائرات مما نتج عنه هرب أكثر من عشرة آلاف مواطن إلى تركيا، قالت عنهم أحد الفضائيات السورية أنهم أهالي العصابات وأقرباؤهم. أما ماقيل عن رسالة مفتوحة من الجولان المحتل إلى النظام السوري تطالبه فيها بإرسال الجيش والطائرات والدبابات لإنقاذهم من عصابة مسلحة تسيطر على أراضيهم منذ 44 عاما، وتستنكر مافعله الشهر الماضي حين أرسل لهم ماسمي بمسيرة العودة التي انتهت بمذبحة راح ضحيتها 23 شهيداً بالرصاص الإسرائيلي كان رده عليها بيان إدانة لاغير، وتناشده الرسالة أيضاً: نحن أولى بدبابات الجيش وطائراته وصواريخه من جسر الشغور ودرعا وحمص والمعرّة وبقية المدن السورية التي لم يمض على مناشداتها أيام وأسابيع، ونحن نستصرخكم منذ عقود، فلقد تبين عدم جديتها لأن شرط المناشدة وجود مندسّين، ممن بدورهم غير موجودين إلا في بلدٍ، المتظاهرون فيه يطالبون بحرية مسلوبة وكرامة مفقودة ويريدون إسقاط النظام. لذا فإن المندسين لاوجود لهم البتة في مظاهرات النظام المسيّرة. وأما أنظمها تسييراً ماكان البارحة في دمشق ونداؤها لزعيم حزب الله اللبناني: نصرالله ياحبيب، اضرب اضرب تل أبيب. أما لماذا لايكون نداؤهم لنظامهم ولبشار الأسد نفسه فهذه مسألة أخرى.
إن لرحيل الأنظمة الديكتاتورية سكرات، ولو نجت منها كل الأنظمة فلن ينجو منها نظام قتل من شعبه لا أقل من خمسين ألفاً، ومثلهم من المفقودين والمغيّبين والمعتقلين وأمثال أمثالهم من المنفيين والمهجّرين، ولم يرتو من دمهم بعد، وقد دنا أجله وأزفت ساعة رحيله. فلا عليكم ياعالم أن تتفهموا حركاته على طرف الجولان أو عملياته الإرهابية في العراق أو نداءاته لحزب الله لضرب تل أبيب لعلهم يخففون عنه. ولاعليكم ياأيها السورييون أن تتوقعوا منه تفجير سيارات مفخخة في المدن السورية وفي أماكن التجمعات أو اغتيال بعض الشخصيات العامة أو تفجير أماكن عبادة باعتبارها من أعمال العصابات المسلحة التي يزعمها، ليبرر مذابحه وتوحشه في مواجهة مطالبات شعبية سلمية برحيله، بل لاتستغربوا استعماله الغازات السامّة في وداعكم وهو في سكرات الرحيل.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأثير الوقاحة والإجرام في قرار إسقاط النظام
- كلام عن التآمرات والتهديدات الخارجية في وجه السوريين
- إعلام النظام السوري ومجزرة جسر الشغور نموذجاً
- كلام في الخيار السلمي والتدخل الأجنبي
- كلام في نصيحة حسن نصر الله للسوريين
- كلام في ثورة الياسمين ا لسورية
- كلام في صميم الشأن السوري
- النظام السوري، انتهى اللعب Game Over
- سلام على أحرار الشام وحرائرها
- النظام السوري والنداء الأخير
- والي الشام السفّاح وذكرى السادس من أيار
- النظام السوري وإلغاء حالة الطوارئ
- الشعب يريد إسقاط النظام
- شبيحة الإعلام السوري والكذب بدون حبال
- النظام السوري بين المندسين والشبيحة
- النظام السوري وطواحين الكذب
- الشعب السوري برهن أنه تجاوز حكامه
- النظام السوري والإيغال في الدم
- ياجماهير الكرد السوريين اتحدوا
- مجلس الشعب السوري وتعليق حالة الطوارئ


المزيد.....




- -جدتي ساعديني للخروج!-.. شاهد لصين مسلحين يسرقان مركبة بداخل ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط صاروخ -نبتون- ومسيرتين أوكرانيتين ...
- تفاصيل النص الكامل لإعلان بايدن بشأن وقف الحرب في غزة
- شاهد: صرخة -أنقذوا الفلسطينيين- تعلو في جاكرتا خلال مسيرة حا ...
- ألمانيا- فيضانات وأمطار في الجنوب وبدء عمليات إخلاء لسكان
- مصر.. التحقيقات تكشف معلومات جديدة ومثيرة في قضية -سفاح التج ...
- إصابة أربعة أشخاص بإطلاق نار في غرب ألمانيا
- 3 مغاربة كانوا مختطفين في ميانمار يصلون إلى مطار الدار البيض ...
- محكمة موسكو تعلن حبس 18 شخصا متورطين بهجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- القوات الأوكرانية تقصف دونيتسك بقذائف عنقودية


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - النظام السوري في سكرات الرحيل