أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - كلام في الخيار السلمي والتدخل الأجنبي














المزيد.....

كلام في الخيار السلمي والتدخل الأجنبي


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلام في الخيار السلمي والتدخل الأجنبي
بدرالدين حسن قربي
لقد بات مؤكداً أن الشعب السوري قد حسم خياره السلمي من خلال مظاهراته الاحتجاجية بإسقاط النظام الذي فقد شرعيته بإعلانه الحرب الرسمية على شعبه والتي أنتجت حتى الآن عشرة أضعاف مثيلاتها في اليمن من حيث أعداد القتلى، وأضعاف ذلك في الإصابات بل وأكثر من عشرة آلاف من المعتقلين، كما بات مؤكداً أن خيار السوريين والمعارضة بعموم أطيافها محسوم بعدم الاستعانة بالخارج أو طلب تدخل أجنبي لما يترتب على ذلك من آثار وأضرار مستقبلية.
وفي مقابل الخيار السلمي للسوريين يتصرف النظام بتوحش لامثيل له بما يرتكب كل يوم من الفظائع وبدم بارد، ممّا يمكن اعتباره جرائم حرب، ويبدو أن النظام ماض وبإصرار الديكتاتوري الفاشي في معركته لسحق شعبه وإخضاعه مهما كانت الجرائم وفظائع الهولوكست التي سوف يرتكبها أمام قرار شعبي بإسقاطه مهما بلغت التضحيات. ويبدو أيضاً، أن الخيار السلمي للشعب الثائر لابديل عنه، لأن خيار العنف والقتل محسوم لطرف النظام، فلايستطيع أحد مواجهته به ومنافسته فيه، بل هو يتمنّاه ليخرج من معركةٍ هو الخاسر فيها والمنهزم ليس أمام شعبه وحسب، بل وأمام العرب والعالم طالما طرفها الآخر مظاهرات سلمية واحتجاجات مدنية. ويبدو لنا أيضاً أنه رغم مراهنة النظام على إخراج المظاهرات السلمية عن سلميتها وفشله في ذلك، لكن مراهنته لاتتوقف لأنه مازال يطمح إلى زحزحتها عن ذلك وإخراجها عن طورها ولو جزئياً لتكون له مبرراً في القتل، الذي يتلهف إليه ويتلمظ طمعاً في إعادة الجماهير المنطلقة إلى حظيرة الإخضاع والاستعباد.
مايلفتنا في المشهد السوري، هو الموقف العربي الذي يبدو فيه العرب بعمومهم شعوباً وحكوماتٍ صماً عن جرائم النظام وفظائعه، وعمياً عما يحصل لأشقائهم وبكماً وكأن الأمر لايعنيهم رغم خطورته، على عكس الموقف الدولي أوروبياً وأمريكياً الذي وإن بدا ضعيفاً، وإنما وتيرته ترتفع قليلاً قليلاً، حتى قال الأمريكييون بأن استمرار النظام السوري في القمع قارب على استنفاد شرعيته، وكأن مواقف الجميع تتيح الفرص للنظام لتقديم حلوله والخروج من مأزقه، والذي بدا بدوره أيضاً حتى اللحظة أنه عاجز سواء بالحل الأمني الذي اختار الابتداء به بسببٍ من طبيعته المتعجرفة والمتغطرسة والذي بدا عدم نفعه بعد أكثر من عشرة أسابيع، أو الحل السياسي المتأخر جداً وبعد فوات الأوان. وعليه، فبدلاً من أن يختار الرحيل وقد فشلت حلوله، فإنه آثر فيما يبدو لصلفه أولاً وطبيعته الأمنية والشمولية ثانياً، العودة إلى رفع وتيرة الحل الأمني بالإمعان بالقتل ومضاعفة سفك الدماء، ظناً منه أن ذلك ينجيه، وهو ماتبدّى واضحاً في جمعة أطفال الحرية، وهي عودة إلى حلٍ معناه بوضوح أن التدخل الأجنبي قادم على يد النظام نفسه، بما تقترف يداه من جرائم تهز الضمير الإنساني.
إننا نراهن حقيقة على وعي شعبنا وصبره بمحافظته وإصراره على خياره السلمي مهما رفع النظام السوري من وتيرة سفك الدماء والمشاهد اللاإنسانية الموغلة في التوحش والبجاحة، لترك النظام ومعه مؤيدوه من عديمي الحياء والنخوة من المقاومين والممانعين والمناضلين على حساب دماء الشعب السوري الأبي وكرامته والإبقاء عليهم في طريق مسدودة، وهو رهان نجح فيه السورييون بعفوية فطرية أصيلة في تجاوز أفخاح النظام في العنف والطائفية. كما أننا على قناعة بأن التدخل الأجنبي على الأبواب، ليس برغبةٍ من الثائرين السوريين أو طلبٍ من المعارضين في الخارج بل بسبب خيار النظام الأسدي نفسه الممعن في القتل والتعذيب والاعتقال الذي سوف يضع النظام الدولي بجملته أمام حرج كبير من مسؤوليته الإنسانية فيما يُرتكب من جرائم ، أو أنه يقدم له بممارساته ومذابحه فرصته للتدخل.
ومن ثم فإذا كان المتظاهرون المسالمون يرفضون التدخل الأجنبي ولايملكون الأخذ على يد النظام بمنعه من قتل شعبه، وإذا كان المعارضون أكدوا على رفض التدخل الأجنبي والدولي في مؤتمراتهم ولقاءاتهم الأخيرة ، وإذا كان النظام السوري يزعم ذلك أيضاً، فإن هذا معناه أن الجميع يلتقون على رفض التدخل الأجنبي. ولكن إذا كانت ممارسة العنف بالتنكيل الجماعي والقتل وإراقة الدماء تستدعي تدخلاً دولياً وقد يكون عسكرياً، فإن هذا معناه أن النظام السوري باستمراره في ممارساته القمعية وجرائمه في قتل الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، يدفع في هذا الاتجاه وبقوة وإن زعم خلاف ذلك، وعندها يطمئن أنه قد قلب البلد عاليها سافلها، وأنه لم يترك السلطة إلا بعد تخريب وتدمير وطن، طالب شعبه بالخلاص منه وإسقاط نظامه.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام في نصيحة حسن نصر الله للسوريين
- كلام في ثورة الياسمين ا لسورية
- كلام في صميم الشأن السوري
- النظام السوري، انتهى اللعب Game Over
- سلام على أحرار الشام وحرائرها
- النظام السوري والنداء الأخير
- والي الشام السفّاح وذكرى السادس من أيار
- النظام السوري وإلغاء حالة الطوارئ
- الشعب يريد إسقاط النظام
- شبيحة الإعلام السوري والكذب بدون حبال
- النظام السوري بين المندسين والشبيحة
- النظام السوري وطواحين الكذب
- الشعب السوري برهن أنه تجاوز حكامه
- النظام السوري والإيغال في الدم
- ياجماهير الكرد السوريين اتحدوا
- مجلس الشعب السوري وتعليق حالة الطوارئ
- السورييون ، خمسون عاماً تحت قانون الطوارئ
- النظام السوري بين الرحمة والشدة
- النظام السوري والمسيرات المزوّرة
- النظام السوري ومسيراته المليونية


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - كلام في الخيار السلمي والتدخل الأجنبي