أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - كلام في صميم الشأن السوري














المزيد.....

كلام في صميم الشأن السوري


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3375 - 2011 / 5 / 24 - 07:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كلام في صميم الشأن السوري
بدرالدين حسن قربي
يقف السورييون اليوم وجهاً لوجه أمام سلطة إرهابية باطشة ومسلحة، خيارها المفروض على الشعب إما أن أحكمكم أو أقتلكم، وأدعسكم وأمرّغ أنوفكم بالتراب، وأقلب عاليها سافلها. فماشهدناه ونشهده مع دخول الأسبوع العاشر لثورة الحرية والكرامة من القتل بالمئات والاعتقال بالآلاف، وفي همجية الحصار للمدن بالدبّابات والآليات ومنع الغذاء والماء والكهرباءعنها، وفي الممارسات الطائفية للشبيحة، يؤكد فيما يؤكد على أحد جوانب الفتنة التي يواجهها السورييون بين الطبقات المسحوقة كما يحب أن يسميها الكثير من علماء السوريين وشيوخهم ترهيباً لهم وتخويفاً، والتي هي في النهاية تمديد للظالم المستبد، والسماح له بمصادرة حريات الناس، وتعبيدهم بتهوين الأمر عليهم ليبقوا رهائن أنظمة مفترية عديمة الأخلاق والضمير بل ومعدومة الرحمة.
وإذا كنّا نَسُوق كلاماً يقرؤه علينا من يقرؤه بمناسبة وغير مناسبة لما قاله ابن الخطاب عمر: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، أو نستدعي نصاً نبوياً يردّده علينا العلماء والمشايخ خصوصاً، يشير إلى بعض مصير من انعدم فيه الضمير، وافتقد وازع الخير وجفّت فيه الرحمة: دخلت امرأة النار في هرّة حبستها، لا هي أطعمتها، ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت. وهو كلام من روائع الكلِم يضعنا اليوم أمام سؤالٍ حقيقته: إذا كان حبس هرّةٍ، وسلبها حريتها فيه مافيه من عظيم الفاحشة وكبير الإثم، فما القول عن شعب بحاله، تُعدم خياراته ويُعتقل أخياره، وتُسلب حريته ويُقتل أحراره، وتُهان كرامته ويُعذّب كرامه، وتُنهب مقدّارته ويُعبث بأقداره، حتى إذا ضاقت حيلته وطفح كيله، وتمرد على حابسه وسجّانه، جاءه الذين يعلمون بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، يعلّلون ويفسّرون ويتأولون ويخرّجون ويتحدثون عن تآمر المتأمرين، ومكائد الكائدين ليصلوا في النهاية إلى اتهام السجين المسكين المعتّر، والوقوف في صف سجّانه المفتري الأفجر.
إن أكثر من أربعين عاماً قضاها السورييون في سجن النظام الكبير على امتداد أرجاء الوطن كافية بل هي أكثر من المطلوب صبراً على من يريد الإصلاح أن يصلح. وإن نشر مخدرات التطويع والخضوع والتبرير والتعبيد لسجّانٍ هو هنا ليس امرأةً حبست هرّة، بل نظاماً يحبس شعباً بأكمله، ضيّع عليه حاضره، ويتهدّده بمستقبله ومستقبل أجياله.
إن السوريين بعمومهم وعياً ورجاحة عقلٍ ووطنيةً لايحبون الفتنة وهم مع تجنّبها، ولكنهم في النهاية لن يقبلوا أن يكونوا الهرّة المحبوسة ولا تقبّل مصيرها أيضاً لدى امرأة عديمة الضمير والمشاعر والأحاسيس مهما كانت الفتاوي والاجتهادات، ومهما قيل في الأعذار والمسوّغات. ولئن كنّا مع الرأي والرأي الآخر تقديراً وحرية وحواراً فيه وعليه، فإن الأمور في منتهاها تحسمها نفوس علت بها همتها، وعفّت عن مغانم تذهب بمروءتها، وارتبطت بهموم الناس وآوجاعهم ومعاناتهم، فلم تتأول للسكوت عن انتشار فواحش الظلم وكبائر النهب.
للتاريخ نكتب بأن السوريين الذين يرفضون الضيم أو النوم عليه، كانوا مع الإصلاح أولاً ومع تجنب العنف توسطاً والابتعاد عن الفتنة أخيراً، ولذلك صبروا واحتسبوا طويلاً لسبب أو آخر من فتنٍ وغيرها على ماقيل عن الإصلاح القادم، فانتظروا وحاولوا وتعبوا وتوقّفوا وقرّبوا وبعّدوا وشقوا وتعبوا وإنما هو النظام فالج لاتعالج. والأبلغ أن النظام نفسه على لسان رئيسه قفلها في مقابلة له مع صحيفة أمريكية، عندما سئل عن الثورات في تونس ومصر قال: بأن من لم يصلح حتى الآن فقد تأخر وماعاد ينفعه الإصلاح، ثم وفي نفس المقابلة وعد بالشروع في إصلاحات سياسية واقتصادية، وإنما – والكلام إليه - لكي نكون واقعيين علينا ان ننتظر الجيل القادم لتحقيق هذا الإصلاح.
وعليه، فإن كان الشعار المطروح للبعض هو الإصلاح أو الرحيل، وإذا كان الإصلاح منعدماً ولن يكون، وشاهدُنا عشرات السنيين العجاف، فإن استحقاق المرحلة المتبقي هو الرحيل، وهو ماأذّن به مؤذّنوا شباب الحرية والكرامة ودقّ به جرسهم من البداية، بل وتجاوزوا كل كلام غيره أياً كانت الاجتهادات والآراء عن حسن نية أو غير ذلك، ومما لم يعد فيه فائدة مرجوة طالما أن المسألة باتت منتهية عند الأحرار والحرائر، دعواهم فيها سورية بلد حرية وعدالة وقانون، وتحيتهم فيها سلام على وطن كريم يعيش فيه الناس كراماً آمنين، ليس فيه تشبيح ولا شبيحة، وليسوا فيه عبيداً لحاكم ولا رهائن لأزلامه، ولا سدنة لأوثانه.



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام السوري، انتهى اللعب Game Over
- سلام على أحرار الشام وحرائرها
- النظام السوري والنداء الأخير
- والي الشام السفّاح وذكرى السادس من أيار
- النظام السوري وإلغاء حالة الطوارئ
- الشعب يريد إسقاط النظام
- شبيحة الإعلام السوري والكذب بدون حبال
- النظام السوري بين المندسين والشبيحة
- النظام السوري وطواحين الكذب
- الشعب السوري برهن أنه تجاوز حكامه
- النظام السوري والإيغال في الدم
- ياجماهير الكرد السوريين اتحدوا
- مجلس الشعب السوري وتعليق حالة الطوارئ
- السورييون ، خمسون عاماً تحت قانون الطوارئ
- النظام السوري بين الرحمة والشدة
- النظام السوري والمسيرات المزوّرة
- النظام السوري ومسيراته المليونية
- الرئيس السوري بين الغيبة الصغرى والكبرى
- الألسنة المقطوعة وعمليات الرصاص المصبوب
- حوران سورية وعمليات الرصاص المصبوب


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - كلام في صميم الشأن السوري