أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - الاندهاش من رفاعة الطهطاوى إلى غادة/إدريس على















المزيد.....

الاندهاش من رفاعة الطهطاوى إلى غادة/إدريس على


حسين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3389 - 2011 / 6 / 7 - 19:11
المحور: الادب والفن
    


- لم يكن يصلح أن أكتب عن الأديب إدريس على .. قبل أقرأ له رغم أنى كنت متابع جيد لما أحدثته روايته (دنقلة) عندما صدرت وأحدثت لغط ثقافى كبير كنت أتابعه باهتمام كبير لأنى كنت وقتها مازلت فى طور التكوين الثقافى وكنت مندهشا ومازلت .. عندما ينشر أى أديب من النوبة عمله له فى أى دوريه عربيه وينوه عنه بأن أديب من النوبة.
- وأغضب وأثور وأنا أقول فى نفسى لماذا لا تنوه عن هذا الأديب أو ذاك بأنه من مصر أى أديب مصرى؟ ولماذا نحدد صفة النوبى. وبدأت تنتابنى رواسب ما قد بدأ يشيع عن روايته (دنقلة) كانت دعوه لانفصال النوبة عن مصر وأن إدريس على يكرس أدبه من أجل الدعوة للانفصال النوبة عن مصر.. وساعد تنامى تلك الأشياء داخلى .. بسبب إيمانى أن معظم الأحداث الكبرى تبدأ من أشياء صغيرة لا تذكر. (دعوة انفصال جنوب السودان بدأ فكرة ثم دعوة ثم حرب عصابات عبارة عن إرهاب من أجل تحقيق ذلك)
مكتبة الأسرة
كنت سعيدا عندما وجدت مكتبة الأسرة تنشر رواية (اللعب فوق جبال النوبة) لأن هذا يعنى أنى أخيرا سوف أقرأ لإدريس على فقرأت الرواية على فقرات متقطعة – لأنى لم أقرأها قراءة عادية وإنما أقرأتها بحثا المتعة والفلسفة الموجودة فيها كما أشاء إلى ذلك الأديب البورسعيدى / محمد عبده العباسى.
وقبل أن أصل إلى آخر صفحة من الرواية تذكرت شيخ المندهشين العرب رفاعة الطهطاوى مداخلة (من أسابيع قليلة مضت تقابلت مع شاب صعيدى فى جامعة المنصورة حيث أعمل فلما أخبرنى أنه من طهطا سعدت كثيراً بهذا الشاب وسعدت أكثر لما وجدت الشاب يعرف رفاعة الطهطاوى وحدثنى عنه وعائلته فى القرية..
وكان هذا شيء مشرف .. بعكس طالب آخر قبلته فى نفس مكان عملى وتحدث معه.. ولما أخبرنى أنه من قرية (منية سمنود) فعلى الفور سألت عن رجاء النقاش. فقالى أنه لا يعرف أحدا بهذا الاسم. فعدت رغم الحزن والغضب من هذا الشاب وسألته عن عائلة النقاش (أشهر عائلة فى مصر .. أنجبت مثقفين) فقال أنه لا يوجد فى القرية عائلة بهذا الاسم.....)
فقد تذكرت كما أشرت سابق.. رفاعة الطهطاوى عندما ذهب مع البعثة المصرية التى أوفدها/ محمد على باشا الى أوربا من أجل تلقى العلم ومن ثمة العودة لنشره فى مصر.
.. حيث كانت أول صدمة حياتية تلقها رفاعة الطهطاوى. هى أن أهل باريس يغيرون ملابسهم الداخلية كل يومان مهما كانت درجة اتساخ أو نظافة تلك الملابس وتساءل كيف تكون تلك العادة لدى أهل باريس وليس لدى أهل القاهرة. أهل الإسلام.
وتلك الدهشة الثقافية التى أصابت الشيخ رافعة الطهطاوى. هى نفسها التى أصابت الفتاة (غادة) بطلة رواية (اللعب فوق جبال النوبة).. فعندما رُحلت إلى قرية أبيها فى النوبة .. بسبب علاقة عاطفية شبت بينها وبين أحد شباب الحى .. وهو شاب رفضه أبيها وعمل على تحطيمه جسديا ونفسيا عن طريق معارفه من رجال الشرطة والذى فى نهاية المطاف تحول إلى لإرهابى يكره مصر .. وسافر هاربا منها.
– الاستحمام – أو صدمة
وكانت أول صدمة ثقافية قابلت غادة هى عدم اهتمام إنسان النوبة بالاستحمام رغم كمية المياه المهولة التى تحيطه من كل جانب.
ونجدها تقول فى صـ 48 ، 49 (.... بس يا خسارة .. دمه تقيل وجربان .. ومش عارفه هو ليه ما بيستحماش؟ مع أن الميه عندكم بالهبل؟ هو حلو من بعيد لكن لما يقترب منى.. ريحته بتخنقنى وابقى عاوزه أرجع اللى فى بطنى.. نفسى مرة أمسكه وأغطسه فى النيل وأدعك جسمه لماّ ينزل الجرب اللى فى جتته.. حاجة تجنن الميه ببلاش وناس مابتستحماش فزوره دى) ومن هنا أخذت تغير فى السلوك الفتيات من ناحية الاهتمام بنظافة الجسد ونظافة المكان التى توجد فيه وهم أيضاً رغم أنها لديها رغبة قوية فى ترك المكان والعودة إلى مسقط رأسها.. لكنها أخذت على نفسها نقل ثقافتها إلى تلك البيئة .. إلى أن يحين ميعاد العودة إن (كان هناك عودة كما كانت نقول لنفسها)
وتمضى غادة فى حياتها الجديدة رغم أنها غير قادرة على التأقلم معها إلا أنها تستمر فى نقل حياتها وثقافتها إلى تلك البيئة المحرومة.. من كل معانى الحياة.. فعل ذلك عندما وجدت أن عندهم فقر ثقافى وفقر حياتى... ولا تدرى كيف لهؤلاء أن يعيشوا تلك الحياة. رحلة غادة فى بيئة أبيها الذى رحل إلى القاهرة هرباً منها وإعادة ابنته إليها عقابا لها .. هى رحلة تصادم ثقافتان.
- فعمل غادة على تغير تلك البيئة التى رحلت إليها .. بمراحلها وتقبلها للحياة بما لديها من ثقافة أهل الشمال – وأثناء تلك الرحلة كانت تصدمه بعادات وتقاليد أهل النوبة.
- ونقرأ فى صـ 55 (... أمسكت يوما بضفائرها الفرعونية المقدسة عندنا وشممتها متأففة ايه السخام دا .. أف .. دى ريحة مقرفه قوى .. حاطة فى شرعك إيه ! شحم خنازير؟ وفى غياب أمى انقضت عليها فكت ضفائرها، غسلت شعرها جيدا بالصابون فبدت أختى كأجمل ما تكون بالشعر المسترسل: وكل يوم بقى ، تغسلى شعرك كويس وتسريحة بالمشط دا .. بدل ما تقعدى تهرشى زى الجربانه وخلى ببالك ببعت لك من مصر قزازة ريحة كويسه ومعجون وفرشة أسنان وتبقى عروسة بقى!) وهكذا نجد أن غادة قد انتصرت فى معركة ثقافية كبرى وما أسرع أن تدخل فى قضية مصيرية وهى قضية التعليم حيث أخذت تعلم البنات الأميات على محو أميتهن .. ونجحت معهن .. وقد سمعت تلك التجربة الثقافية المصيرية .. لأنها نجحت فيما فشلت فيه الوزارة التربية والتعليم وقد شجع نجاحها بزيارة القرية من قيام مفتش الوزارة .. وذهابه إلى زيارة غادة.. واندهش لأن غادة نجحت فى جذب الفتيات للتعليم وهو ما فشلت فيه الوزارة والذى ما أن عاد إلى أسوان حتى أرسل إلى الأستاذة/ غادة بسبورة وطباشير وكراريس وأقلام رصاص وشهادة تقدير وخمسة جنيها مكافأة.
وقبل أن ننهى مقالاً..
يجب أن نذكر طريقة تعليم غادة للبنات واقتحام عقولهم الصدئة .. باستخدام العامية والأغانى فى التوصيل . فنجد (ألف ... أحبك يا ابيض
// باء بموت فيك
// تاء تعاليلى يا بطة)
لكن تلك التجربة الثقافية المهمة توقفت على يد الجدة العجوز .. عندما فى أحد الأيام هجمت على البنات وغادة تقوم بدورها الإرشادى والتعليمى . وزعقت فيهن.
"مسخرة وقلة أدب وعدم رباية .. داهية تاخدكم وبهذه الغارة انسدت طاقة النور واختنقت التجربة وغادة انكسرت"
أن غادة قريبة الشبه ببطل يحيي حقى فى (قنديل أم هاشم) عندما أصطدم بالجهل.. وفشل العلم فى التعامل مع الجهل لأن الجهل كان قائماً على اعتقاد.
وغادة وتجربها تعد أفضل من تجربة مصطفى السعيد فى (موسم الهجرة الى الشمال) الذى عمل على غزو الشمال عبر الجنس .. لما فشل فى التعامل معه.
- إن أهم شيء يمكن أن نقدمه لإدريس على ولنا جميعاً هو أن نحول تلك الرواية إلى فيلم ثقافى.. يستحق أن يراه الناس .. كما ستحق تستحق الرواية أن تقرأ من جميع الناس عبر وزارة التربية والتعليم التى يجب عليها أن تقررها على طلاب الثانوية العامة والدبلومات من أجل أن نرفع مستواهم الثقافى ومن ثم نكرم إدريس على الذى أبدع تلك التحفة الفنية ذات اللغة الشاعرية التى لم يعد يقدر عليها أحداً الآن!!!



#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر الحائرة بين فن المصالح وفن الإيضاح؟!!
- الساعة الآن الخامسة والعشرون؟!
- الشارع هو المرآة التى يجب أن ننظر فيها جميعاً لكى نعرف من نح ...
- نجاة و25 يناير ؟؟؟
- عندما جلست بجوار بسنت
- وماتت ليلا؟!
- لا أثر لرفاعة وأحفاده فى زمن العمائم؟!
- امرأة عاقلة!!
- محاولة لتفتيت فعل من ثلاثة حروف ؟!!!
- من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة
- بابا انتحر من أجل أمى
- من حفيد محجوب عبد الدايم إلى نجيب محفوظ
- الموسيقار زرياب نهاوند
- أمير الظرفاء/ كامل الشناوى يتحدث عن نفسه؟!
- جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط
- بطل نجيب محفوظ/ صابر الرحيمى يجد أبيه فى ميدان التحرير؟
- المهدى


المزيد.....




- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - الاندهاش من رفاعة الطهطاوى إلى غادة/إدريس على