أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة















المزيد.....

من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة


حسين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 12:54
المحور: الادب والفن
    


من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة
قراءة فى سيرة الشيطان
- إن من يفكر في الحديث عن الشيطان (في الأدب) لابد أن يبدأ حديثه بذكر رائعة الأديب والشاعر الألماني (جوته - فاوست) والشيطان فى هذه المسرحية – يحمل اسم (مفستوفليس) وهذا الشيطان كما صوره جوته، يصنع أكسير الحياة ليطيل العمر ويرد به الشباب الى العجائز ويتلاعب به على الضمائر الضعيفة.
- وهذا الشيطان هو شيطان المعرفة. فبطل المسرحية باع روحه مقابل العلم والمعرفة التى منحها إياه (مفستوفليس) وقد حدث هذا بعد أن وقعا عقدا بينهما بذلك؟!
- وكان (جوته) قد استلهم واقعة وقعت فى بداية القرن السادس عشر حيث كان يوجد دكتور اسمه (فاوست) وكان ماهرا فى السحر والكهانة وذاع انه باع روحه للشيطان فى مقابل المعرفة .. ثم اختفى فى ظروف غامضة.
- وكتب الأدب تقول لنا أن اقدم الشياطين المتمردين فى آداب العالم هو (برومثيوس) الذى تمرد على رب الأرباب (زيوس) ليعلم أبناء آدم ما اخفاه الأرباب عنهم ومن ثمة يتخذ من هؤلاء الأدميين تلاميذ له وهذا الشيطان يرمز الي التمرد والكبرياء بعكس شيطان جوته (مفستوفليس) شيطان السحر والمعرفة.
- ونحن هنا لا يمكن أن ننسى شيطان الشاعر الإنجليزى (ملتون) ولا شيطان الشاعر الإيطالى (كردوتشى) والذى يجمع بين هؤلاء الشياطين. هو التمرد ونحن كما نعلم أن شيطان جوته فضل العلم والسحر حسب الفترة التى كان يعيش فيها فاوست .. بعكس شيطان الشاعر الايطالى والشاعر الانجليزى كان شيطانهما شيطان الغضب والحدى حسب الفترة التى كانا يعيشان فيها – مداخله هامة جداً [انني أحاول أن أتخيل غواية شيطان مصر بعد 25 يناير .. أى الغاوية التى يغوى بها هذا الشيطان شعب مصر – حيث نرى مصر الآن تتكلم فى السياسة وفى الدين .. إن غواية شيطان تلك المرحة هى السياسة والدين .. من أجل السيطرة على الناس ومن ثمة أخذهم .. كما كان يفعل (برومثيوس) عندما تمرد على رب الأرباب (زيوس) وأخذ يعلمهم ما أخفاه عنهم زيوس .. لكي يكونوا اتباع اتباع له وقد نشط هذا الشيطان ومارس عمله فى همة ونشاط فى إمبابة التى أوشكت أن تكون منطقة شيطانية يلهو فيها الشيطان ويفعل بها ما يحب مستغلاً كل شيء من السياسة والدين الرجال والأطفال النساء والفتيات من أجل تحويل مصر إلى منطقة شيطانية أو باكستان ثانية] انتهت المداخلة وواضح المعنى.
- ونحن لدينا شاعر شرقى اسمه (السعدى) تعامل مع الشيطان من وجهة نظر مختلفة حيث كتب هذا الشاعر شعرا كثيرا عن الشيطان وكأنه رآه وجلس معه وتسامر ونقرأ له: "رأيت الشيطان فى حلم ... فيما عجبا لما رأيت" "رأيته على غير ما وهمت من صورة شنعاء تخيف من ينظر إليها" "قامة كفرع البانة. عينان كأعين أعور. طلعه كأنها تضئ بأشعة النغم" " قاربته وسألت: احق أنت الشيطان المريد؟ أحق ذاك ولا أرى ملكا. له جماله محياك ولا عينا قد نظرت إلى شبيه سيماك" "ما بال أبناء آدم يتخذونك لهم ضحكة فيما يصورونك" "وفى وسعك أن تجلو لهم وجها لصفحة البدر ونظره تنهل ببهجة الرضوان؟ وابتسامة تشرف بالنعيم؟"
- والسعدى شاعر سافر كثير الى بلاد فارس والعراق والهند وعاش وشاهد وشايات العصور بين الأمراء والوزراء والخدم فخطر على باله أن الشيطان مخادع محتال وأنه لا يمكن أن يغوي بنى آدم بوجه منفر .. قبيح لذا فتخيله الشاعر .. حسن الشكل ..
- وأيضا لدينا الشاعر الروسى (ليرمنتوف) فهذا الشاعر الذي عاش فى أوائل القرن التاسع عشر قد اخترع شيطانه على هواه [ كما فعل أبو نواس – الذى سوف نلقاه بعد قليل ] فهذا الشيطان الذى اخترعه ليرمنتوف هو ليرمنتوف ذاته ومزيدا عليه ما يتمناه ويحب أن يكون موجود به.
- وهذا الشيطان ضعيف غلبان معرض للغاوية فهو يجب فتاه من الإنس ويظهر لها فى أحلى شكل وأحسن حله من أجل أن تهواه وتهواه وتقرر أن تترك خطيبها من أجله ويغار الشيطان من ذلك الخطيب الذى رفض ترك فتاته ويقرر قتله وبالفعل يقتله ويحمل الشيطان جثه الخطيب الى الفتاة لكى تتأكد من موته لكن يحدث ما غير متوقع من الفتاة ويحدث للشطان أزمة عاطفية ولا يدرى كيف يخرج منها حيث الفتاة حزنت حزناً شديداً على خطيبها ويجن الشيطان (حلو هذا التعبير) ويلاحق الفتاة فى كل مكان تذهب إليه أو تتواجد فيه وفى أحد المرات تصدى له الحارس عند باب الدير فتصارعا .. الشيطان ممثل قوة الشر والحارس ممثل قوة الخير فينهزم الحارس وينتصر الشيطان ويتسلل الى حجرة الفتاة ويحتضن جسد الفتاة فتصعد روحها الى السماء ويبقى الجسد بين يدى الشيطان ينظر إليه فى حسرة عصفت بقبله (وهل للشيطان قلب).
- ونحن لدينا أهم شيطان فى الأدب العربى كله – هو شيطان (أبو نواس).
- فهذا الشيطان تفوق على جميع الشياطين الأخرى .. حيث أن أبو نواس قد اخترع هذا الشيطان كما يحب هو .. وكما ينظم القصائد وقد نظم فى هذا الشيطان
(عجبت من إبليس فى تيهه
وخبث ما أظهر من نيته
تاه على آدم فى سجده
وصار قوادا لذريته)
(لم يرض إبليس الظريف فعلنا
حتى أعان فسادنا بفساد)
من الصعب أن أذكر الأبيات الكثيرة التى قالها أبو نواس متعزلا فى الشيطان .. (حتى توافق الرقابة بنشر المقال) .. لكنى أود أن أؤكد على أن أبو نواس تعامل الشيطان من منطلق أن أبو نواس شخص نرجسي يحب ذاته لحد العبادة.. ويفعل أى يفعل يحلى من شخصه وجسده .. حتى احتار الناس فيه .. لأنه من ناحية يميل الى الأنوثه ومن ناحية أخرى يميل الى الرجوله .. أى يفعل الشيء ونقيضه.. وتعامله من الشيطان يؤكد وجهة نظرنا .. وكما يقول النقاد .. أن أبو نواس تعامل مع الشيطان تعامل التلميذ مع الأستاذ أى أن الشيطان كان هو أستاذ أبو نواس وعنه أخذ ما هو معروف به وكان يطلق عليه شيخه.
ولا أدرى هل هو قائل هذا البيت أم شيطانه
(ألا فاسقنى خمرا وقل لى هى الخمر ... ولا تسقنى سرا إذا أمكن الجهر)
وفى الأدب العربى الحديث قدم لنا نجيب محفوظ الشيطان من خلال (أنيس الجليس) فى روايته (ليالى ألف ليلة) وأيضا قدم لنا الشيطان فى (أولاد حارتنا) وفى (الشيطان يعظ) وقدمه توفيق الحكيم فى رواية (عهد الشيطان) وقدمه يوسف أدريس من خلال قصته (أكان لابد لي لي أن تضئ النور) ويجب علينا الأنسى مؤلف (عباس محموم العقاد) (أبليس).
ونخرج من هذا كله بأن الشيطان يدخل إلى الإنسان من ثلاث أبواب لا رابع لهم هم نقطة ضعف الإنسان أى إنسان (المعرفة – المال - الجنس) ونحن لو نظرنا فى الشارع وما يحدث ويدور فيه من مناقشات واتفاقيات وسرقات وسخافات وشتائم من شكل ولن فهذا سوف يوضح لنا أن الشيطان موجود فى الشارع وليس فى الأماكن الخربة فقط بل هو ليس بعيداً لأنه قريباً منا بدرجة تدعوا للدهشة حيث أننا نفعل الشيء ونقيضه نذهب إلى المسجد ندعوا ونستغفر ونطلب من الله الهداية والرحمة والعفو وما أن نخرج الى الشارع حتى نعيد التعامل من جديد مع شيطان المال وشيطان الشهرة وشيطان الرغبة وشيطان التفوق وشيطان المزاج وعندما يلام أحد من هؤلاء الين يتعاملون مع الشيطان فيقول الحكمة الخالدة "الشيطان شاطر" مع أن العكس هو الصحيح حيث يمكن هزيمة الشيطان إن أراد وطريقة هزيمة الشيطان سهلة ومعرفة للجميع وهى الاستقامة.
فهل كل ما يحدث فى مصر من بعد الاستفتاء هو طريق الاستقامة الذى عن طريقة سوف نهزم الشيطان أظن وبعد الظن صدق أننا وهمنا لأننا نعلي من الشيطان ومن أعماله وأفعاله رغم أننا نستعيذ به كل قليل ألستم معى فى ذلك.



#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بابا انتحر من أجل أمى
- من حفيد محجوب عبد الدايم إلى نجيب محفوظ
- الموسيقار زرياب نهاوند
- أمير الظرفاء/ كامل الشناوى يتحدث عن نفسه؟!
- جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط
- بطل نجيب محفوظ/ صابر الرحيمى يجد أبيه فى ميدان التحرير؟
- المهدى


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة