أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - وماتت ليلا؟!















المزيد.....

وماتت ليلا؟!


حسين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3373 - 2011 / 5 / 22 - 13:43
المحور: الادب والفن
    


وضعت يدها خلف ظهرها.. وبدأت تتحرك فى الحجرة ببطء وأولادها ينظرون فى الأرض .. يخرج حسنين دخان سيجارته فى قرف.. وهو الكبير طويل بعض الشيء مكار حيث يتساقط المكر من عينيه.. وهو معروف فى المنطقة بذلك حيث اجتمعت فيه الرزائل الثلاثى ( المكر- الخبث- البخل) ومع هذا يداوم على الصلاة علاقته بزوجته غريبة وتستحق التوقف عندها فهو معها بقرف ولا ينام معها فى فراشها إلا إذا كان يريد أن يمارس معها حقه. اما حقها فهو مرفوض ورغم أن زواجه لم يمر عليه عام إلا أن زوجته (وجيدة) قد تشاجرت معه ومع أمه حولى أربع مرات وفى نهاية كل مرة كانت تأخذ نفسها وتذهب إلى أبيها الذى ما أن يرها حتى تدمع عينيه أما فى المده الأخيرة فأخذت معها أبنتها الطفلة (فتحية) التى لم يتعد عمرا 25 يوما والغضب هذه المرة بسبب أن زوجها حسنين بعد أن عاد من الخارج حوالى الساعة الثانية عشر ليلا فوجد زوجته نائمة بجوار أبنتها فهزها بيده لكى تقوم تحضر العشاء
فردت عليه بعد أن فتحة عينيها( أنا تعبانه بنتك ما مابطلتش عايط طول النهار!! ) فصرخ فى وجها وجذها من يدها فأوقفها وصرخ بقوله (حضرى الأكل على ما أخرج من دورة الميه..)
نظرت إلى ابنتها التى (انفتحت فى الصراخ) وقررت شيئا وبسرعة وضعت أشربا كان ملقى بجوار السرير وحملة أبنتها بلفتها وخرجت من الشقة إلى بيت أبيها.
الذى ما أن سمع صوتها وهى تنادى عليه لكى يفتح لها الباب حتى هب واقفا وهو يصحى زوجته ويقول (أنا عملت حاجة سودة فى حياتى "علشان كده بنتى تزوجة الجوازه ده.
(قومى يا وليه بنتك جايه غضبانة ربنا يخرب بيته وبيت أمه) وما أن فتح الباب حتى أرتمت فى حضنة .
- يخرج الدخان من بين شفتى (جعفر) فى غضب وقرف من هذا الإجماع العائلى وضع يده إلى شباك الغرفة ونظر ألى أمه ووجد نفسه يتذكر السجن الذى خرج منه منذ اقل من شهر بعد أن قضى سبع سنوات دخل جدرانه بتهمة محاولة سرقة احد رجال القرية الأغنياء وفى أثناء محاولة السرقة ضرب الغفير الذى يحرس البيت ..لان الغفير مسكه وهو لسه بينط على السور.
تستدير الام وترفع رأسها إلى اعلى وركزت النظر على حسنين وقالت فى حده وغضب (لزم العمود ده يتنقل علشان لو متنقلش من مكانه وطلع شوية فى الشارع انا هموت بحصرتى.
وقف السيد ابنها الصغير والذى يلقب بسيد أبو كلبه!! لانه عندما كان فى سنه خمسة ابتدائى كان يأخذ معه كلب صغير إلى المدرسة يلعب به فى الحوش وعندما يحين معود الطابور والدخول إلى الفصول كان بيربطة فى عمود النور الذى تجلس بجواره المعلمة بهية اللى بتبيع حرنكش ولبان وحاجات حلوه للتلاميذ
فيرد على أمه بقول(هيتنقل ولو بالدم)
واتمت الفكرة (جعفر حيث قال وهو يقف (سايبوا الموضوع ده علي) وأرتاحت الأم من تأكيد جعفر وقالت له قول لنا إزى.
فيرد جعفر وهو يتحرك إلى خارج الغرفة (مش وقته والصباح رباح)
ويقف باقى الأخوة ونصرفوا كل واحد إلى شقته فدخل حنفى شقته فوجد أحلام مستعدة فلم يفعل شيئا غير إن خلع ملابسه واستدارت وانحنت وقضى حنفى متعة ومتعتها لنها تحب هذا الفعل وقد تعودت عليه أثناء فترة سجن زوجها جعفر.
أما حسنين فدخل شقته واتجاه مباشرا إلى جهاز التليفزيون واداره وادار معه جهاز الاستقبال. وأخذ يبحث عن فيلم يسد به جوعه الذى اشتد عليه بسبب غضب زوجتة وبقاءها عند أبيها منذ اكثر من شهر. أبيها الذى كاد أن يضربه فى أخر مره ذهب فيها لكى يصالح زوجته ولولا أن فتحية أم زوجته شددت القلة من يد الرجل لكان قد لبست فى وجه حسنين الذى أخذ يحدق فى كل امرأة تظهر على الشاشة وفجأة ضغط بيده اليمنى على جزء من بطنه فقضى متعه وذهب فى النوم مكانه
مازلت فتحية جالسة بجوار الشباك الذى يطل على الشارع وتبحلق فى عمود النور الذى تريد نقله لمسافة متر فى الشارع لكن الجار المقابل رافض تماما لفكرة نقل العمود حتى ولو لمسافة شبر وقد رفض العمدة وشيخ البلد والكثيرة من أهل القرية لموضوع نقل العمود حتى موظفو الكهرباء.
وتذكرت زوجها المتوفى من عشر سنوات عجاف لأنه تركها لمشاكل حياتها ومشاكل جسدها ومشاكل أولادها. (اذاى تتحمل كل ده) هكذا سألت نفسها وهى تفتح الحنفية من أجل سقوط قطرات المياه من الدش مشاكل أولادها لها حل ومشاكل حياتها لها حل – لكن مشاكل جسدها أين حلها، بتلك الكلمات كانت تتمتم وهى تخرج من الحمام بعد أن ارتدت ملابسها واتجهت إلى سريرها والذى هو عبارة عن "كنبة كبيرة يطلق عليها اسم كراويته" ارتمت على الكراويته على أمل أن يأتيها النوم الذى هرب من فراشها كما هرب الرجال من حياتها.
دخل السيد شقته فوجد زوجته بهانة نائمة أمام التليفزيون فتركها نائمة على روحها وبصق عليها وهو يتجه إلى أوضة النوم ارتم على الفراش دون أن يفكر فى تغيير ملابسه أو ينظر إلى ابنه النائم بجوار الحائط.
يقلل البعض من قيمة النوم وأهميته بالنسبة للجسد وحياة الإنسان وانتظامهما فنجد أناس لا ينامون غير ساعات قليلة تكتفى بذلك وهؤلاء الناس نجد أن حياتهم غير منظمة غير مرتبة غير مجدية فمن يسأل ( فهيمه ) الآن تدفع كام أو تعمل أيه وتنام ولو ساعة لقالت بالصوت الحيانى "اللى تطلبه خد أى فلوس خد أى حاجة بس أنام" فمن عدم نومها لمدة تزيد على سبع أشهر كاملة فقد قل وزنها لدرجة جعلها مثل إيمان المحمدى وإيمان امرأة رفيعة مسلوعة ولا بيبان عليها أكل أو شرب.
وصدرها الذى كان يعلن عن وجوده فى أى مناسبة قد اختفى والوجه الممتلئ أصبع شاحب أصفر مريض كمريض الكلى أو الكبد أو المرض الخبيث كما يصفه العامة مرض السرطان.
تخرج فهيمة من حجرتها وهى لا تدرى أن هى ذاهبة فى هذا الوقت من الليل وتحملها قدميها إلى سطح البيت الجو بارد للغاية والمطر يتساقط لكنها لا تحس بهذه البرودة رغم أنها لا ترتدى غير قميص نوم وإيشارب جلست بجوار السور على "خزانة" الأرانب ترفع رأسها ناحية السماء فتجدها غائمة ولا تجد نسمة واحدة غير المطر الذى يتساقط وغسل وجهها وتنظر إلى الشارع بنظرات حسرة ويأس. حسرة على اللى راح منها ومن حياتها منذ أيام زوجها الذى كانت تعد له الشيشة حيث تضع الحشيش فى الحجر والدخان فوق قطعة الحشيش وقطعة الفحم بعد أن تضبط مياه الشيشة ثم تسحب نفسها عميقاً فإن افلحت وأشعلت الحجر تكون الليلة هى ليلتها وهى التى تحدد متى وكيف حسب الاتفاق الذى وقعته مع زوجها بائع السمك الشهير باسم ودنه الزفر.
ويأس من أى جديد فهى خسرت كل شيء الأقارب بسبب الميراث والجيران بسبب عمود الكهرباء تود نقله إلى الشارع رغم رفض إدارة الكهرباء والعمدة والجيران إلا رغبتها وشيطانها المتسلط عليها والمتحكم فيها وفجأة تهب واقفة وتضع يدها على العمود الكهرباء والذى بها ماس كهربائى كبير بسبب المطر سحبها وألقاها أرضاً.



#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا أثر لرفاعة وأحفاده فى زمن العمائم؟!
- امرأة عاقلة!!
- محاولة لتفتيت فعل من ثلاثة حروف ؟!!!
- من شيطان زيوس إلى شيطان أبو نواس إلى شيطان إمبابة
- بابا انتحر من أجل أمى
- من حفيد محجوب عبد الدايم إلى نجيب محفوظ
- الموسيقار زرياب نهاوند
- أمير الظرفاء/ كامل الشناوى يتحدث عن نفسه؟!
- جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط
- بطل نجيب محفوظ/ صابر الرحيمى يجد أبيه فى ميدان التحرير؟
- المهدى


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - وماتت ليلا؟!