جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3384 - 2011 / 6 / 2 - 11:47
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
يقال في فينا عاصمة النمسا ان الموت قمة الحياة لان الانسان يصل الى اعلى درجة تسلق في سلم الحياة و لا يتوقف الا بالموت لينتهي و تنطفيء بعد ذلك شمعة حياته الى الابد.
لقد حاول الانسان ايجاد مرادفات الاسى والحزن و التعزية كالاستشهاد اذا تعرض احد افراد حاشيته الى القتل. الحقيقة مفهوم الاستشهاد سخيف بحد ذاته لانه مدفوع بدوافع مصلحية دينية سياسية و تقسم الموتى الى احزاب متفرقة و لا ينفع المقتول و اهله شيئا الا كرامة مزيفة و مصالح مادية.
و الموت لا يشكل مشكلة للميت بقدر ماهو مشكلة لاهل الميت الباقيين على قيد الحياة لان:
اولا الموت في حاجة الى ذكرى في ذاكرة الانسان تساعده على الاحتفاظ بها وسائل التخزين و التوثيق كتسجيلات الصورة و الصوت و النص. ففي ذكريات الموتى الاربعينية و السنوية و غيرها تعودت بعض العوائل الكردية بالاخص النساء الاجتماع لاجل البكاء على صورة الفقيد.
ثانيا الموت في حاجة الى مكان اي مقبرة و مكان للدفن لكي يستطيع الانسان ان يقصده و يجتمع على الاقل رمزيا مع الراحل.
العربية و غيرها من اللغات لديها عبارات كثيرة للاشارة رمزيا و تجميليا الى الميت كالراحل و الفقيد و المتوفي او انتقل الى رحمة الله لان الانسان يجد صعوبة في التطرق الى الموت لكون الموت يشكل النهاية الابدية و لكن )شيخ زبير) شكسبيرالانجليزي Shakespeare اشار في قصائده الى ان الحياة ليست الا فترة ايجار او موسم قصير مثل موسم الصيف في انجلترا و اعتبر الموت نوم قصير قبل الدخول الى الازلية.
رغم ان العرب اليوم مثل بقية الشعوب من عابدي المادة بتطرف فان اللغة العربية و ربما بسبب الحياة البدائية الصحراوية سابقا تفضل حروف الجر (عند) و (مع) و (لدى) عوضا عن الفعل (ملك - يملك) عندما تقول عندي بيت و معي نقود و لديّ صكوك للاشارة الى الامتلاك مما يدل على ان الانسان ليس الا مستأجر و المقابر هي افضل الاماكن لتذكير الانسان بانه فان لا محالة مهما شيدت مراقد من ذهب على غرار مرقد على بن ابي طالب في مدينة نجف العراقية و ليست هناك نجف اشرف من بقية المدن و لا مكة اكرم من غيرها. تشكل هذه الاماكن على غرارالاهرامات في مصر تأريخ و ذاكرة بشرية طالما استطاع الانسان العيش على هذه الارض الفانية.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟