السمكة الكبيرة في البركة الصغيرة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 14:53
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تأثيرت السمكة الكبيرة في البركة الصغيرة
Big fish in little pond effect عبارة صيغت للاشارة الى مدى تأثير مدرسة او جامعة او مؤسسة ذات سمعة راقية على نفسية و ثقة الانسان بنفسه. تصور كيف تشعر السمكة الكبيرة بالعظمة و الاهمية و هي في بركة صغيرة بالمقارنة مع الاسماك الصغيرة الاخرى و كم هي ضعيفة في بحر يضم اسماك اكبر منها و كيف تشعر السمكة الصغيرة في بحر عميق.

مهما اوتي الطالب الجامعي بذكاء او غباء فانه يشعر بعد التخرج كطبيب او استاذ جامعي من مؤسسة ذات سمعة عالية بان سمعته ارتفعت بسببها و انه متفوق لانه كمل دراسته في هافارد الامريكية او سوربورن الفرنسية او اكسفورد الانجليزية.

هذه هي تأثيرات السمكة الكبيرة في البركة الصغيرة او السمكة الصغيرة في المستنقع الكبير. و هناك في الحقيقة
رواج واسع لظواهر من هذا القبيل مثل Self Research center للاسترالي Herbert Marsh او لظواهر تسير بالاتجاه المعاكس مثل reflected glory effect
يعتبر هذه الظواهرمضرة بقدر كونها مفيدة لرفع ثقة الضعيف بنفسه من ناحية و لكن الجهة التي تتمتع بالسمعة الراقية لا تعني بالضرورة زيادة و تطور في مهارة المنتمي اليها و اضافة الى ذلك فانها تخلق طبقات في المجتمع و تهمل الموهوب الذي لربما لا يملك القدرة المالية.

يتسائل الشاعر الانجليزي Thomas Gray (1716-1771) في شعره
Elegy Written in a Country Churchyard
يا ترى كم بيتهوفن و انشتاين و اذكى الاذكياء مات مجهولا و دفن في قبر مجهول دون اسم وكم لؤلؤة مختفية في قاع الابحار المظلمة. الشخص الذي يدرس في جامعة غير مشهورة او مدرسة مسائية لا يستطيع التخلص بسهولة من السمعة الثانوية مهما كان ذكيا لان الانسان يركض وراء السمعة اكثر من الموهبة و لكن الحياة الواقعية تتكلم دائما لغة اخرى من التي على الورق.

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل